Maria: قصة أقوى صوت نسائي "أوبرالي" على الإطلاق
إنها مطربة الأوبرا الأولى عالمياً اليونانية ماريا كالاس، اعتبرت أقوى صوت نسائي على الإطلاق، لكنه ضعف فجأة وهي بعد في الخمسين من عمرها، فتمردت على كل شيء، وتولى شريط: maria للتشيلي بابلو لارين رصد هذه الحقبة بمشاعر أنجلينا جولي.
على مدى 124 دقيقة لم تهدأ ثورة الغضب عند مطربة العصرالأيقونة ماريا كالاس، لقد فقدت فجأة القدرة على التحكم بمسالك حنجرتها، فانسحبت من الساح الفنية رافضة كل محاولات إقناعها بإستئناف الغناء لأنها لا تريد كسر صورة عظمة وندرة حنجرتها.
وعاشت جلّ وقتها في منزلها بباريس مع المربية برونا – ألبا روهر واشر – ومدبر المنزل فيروكو – بيارفرنسيسكوففافينو – اللذين عرفا معاناتها ويأسها وتحملا منها الإهانات والعصبية والصراخ والطرد، وكانا الوحيدين اللذين توليا الاهتمام بجثتها حين وقعت في صالون المنزل جسداً بارداً من دون حراك وكان عمرها 54 عاماً فقط.
شخصيتها الصدامية تحمّلها الجميع حتى الذي وافق على التسجيل لها كمرحلة تجريبية لقياس أي تحسن في صحة الحنجرة، راعاها كثيراً وتحمل مزاجيتها وسلاطة لسانها وهما صفتان بعيدتان عن شخصية النجمة أنجلينا جولي التي بذلت جهداً مضاعفاً لتجسيد الشخصية المركبة لـ ماريا في مرحلة قاتلة من حياتها، وهو ما يُحسب لها في خانة تجويد الدور والخروج به على أرفع مستوىً مهني بإستثناء ناحية واحدة لا دخل للإجادة في التشخيص بها، وتتعلق بجمال الممثلة عكس تواضع جمال المطربة، لكن الصوت كان كل شيء، لذا كان رعبها من هذا الحدث المؤلم وعكسته على الجميع من حولها.
ولا نعتقد هنا بإمكانية تتويجها عن الدور سواء في الغولدن غلوب أو الأوسكار، لأن منافستها على الجائزة هي تيلدا سوينتون بحضورها الساحرفي فيلم الأسباني ألمودوفار the room next door بينما يُحسب لسيدة المبادرات الإنسانية أنجلينا أنها تصدت لدور صعب في شريط لمخرج تشيلي – بابلو لارين – كاتبه إنكليزي – ستيفن نايت – ومدير تصويره أميركي – إدوارد لاشمان – ومديرة الكاستنغ يونانية – صوفيا ديموبولوس _ والبطلان إلى جانبها إيطاليان – واشر و ففافينو – ومعهما فاليريا غولينو ، والتركي هالوك بيلغينر.
حافظ النص على إيقاع الغضب والكلام الفج والجارح عند ماريا، والتوسع في مساحة علاقتها بإبن بلدها الثري أوناسيس – جسده جيداً التركي بيلغينر- فالصداقة بينهما كانت طويلة وإمتدت إلى ما بعد زواجه من أرملة الرئيس جون كينيدي:جاكلين فكانت ماريا تزوره سراً وهربت مرة من جناحه في المستشفى من باب خلفي حين وصلت جاكي وهي تجلس مع أوناسيس، وتعلن في الشريط أنهما لم يتزوجا لأنه يريد إمرأة تحت سيطرته وقد فشل في احتوائها لقوة شخصيتها، ويروي الفيلم أنها كانت جالسة لوحدها إلى طاولة عندما قصدها الرئيس كينيدي وتعرف عليها وجلس يحدثها في محاولة للتقرب منها وإذا بها تغادر الطاولة تاركة الرئيس وحده مكسوفاً.
جولي غنت في الفيلم باللغتين الإيطالية والفرنسية مقدمات الأغاني وتم تمرير الباقي بصوت كالاس، وهي صرحت بعد العرض الأول في لندن أنها أمضت 6 أشهر من التدريبات على الغناء ومع ذلك كانت تعاني من شعور بالإغماء كلما غنت لأن الأداء الأوبرالي يحتاج قوة بدنية خاصة، لكن النتيجة التي يقدمها الفيلم متكاملة ومؤثرة.