أنجز المخرجان الفرنسيان: مهدي إيدير – من أصل جزائري – وغراند كور مالاد _ إسمه يعني بالعربية جسم كبير مريض – عن سيناريو تعاونا على صياغته مع إهتدائهما إلى الممثل النموذجي للعب شخصية  نجم الأغنية الفرنسية شارل أزنافور: طاهر رحيم .

إنه هو بقصره وملامحه مع قدرات تمثيلية مبهرة أظهرها في إجتهاده لتقديم أزنافور بما يليق به خصوصاً مع تزامن الفيلم الذي باشرت الصالات اللبنانية في عرضه بدءاً من الأربعاء في 25 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مع الاحتفال بالمئوية الأولى لولادته عام 1924 بعدما احتفل في 23 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم بالذكرى الرابعة لوفاته عن 94 عاماً.

شريط: "السيد أزنافور"، في 133 دقيقة تحفل بكل جميل سينمائي وبمعلومات مكثفة عن محطاته الفنية خصوصاً علاقته بالمطربة إديث بياف التي اكتشفته وقدمته في حفلاتها دعماً لموهبته الكبيرة ككاتب أغاني لكنها لم تفعل ذلك مع حنجرته وإعتبرت صوته لا يصلح للغناء عندها تحداها وترك مجالسها والعمل لديها سائقاً بعدما سمع نصائحها في البداية وطلق أولى زوجاته وانفصل عن رفيق خطواته الأولى في الغناء بيار روش – جسده: باستيان بويون – وقرر الإنطلاق وحيداً فوظّف ما معه من مال في تنظيم حفلات على مسارح في مواقع مختلفة من فرنسا، من دون نتيجة إيجابية، وكاد يستسلم وينسحب من الحياة الفنية لولا أن نجاحه في حفل باريس كان مدوياً فأسس من خلاله لمسيرة مظفرة أوصلته إلى شهرة عالمية واسعة وعميقة.

داهمه خبر العثور على نجله الذي تربى معه جثة هامدة في شقة ابتاعها له لكي يكون مستقلاً، وخرج من حزنه ولبّى دعوة أميركية للغناء في نيويورك ليحصد نجاحاً رائعاً هناك دفع بالنجم الساحر فرانك سيناترا – جسده ريبرت وين جيمس - لزيارته في جناح إقامته مع النجم سامي ديفيس جونيور – جسده جووي أوميال -، ويومها خاطب أزنافور سيناترا بالقول سأطلب في الحفل المقبل تقاضي الأجر الذي تحصل عليه هنا، وإذا بمدير أعماله يبلغه بأنه فاز بعقد تعادل قيمته ما يتقاضاه سيناترا.

ويركز الفيلم على حياة الفقر التي عرفها أزنافور طفلاً، وكيف أنه ساعد ذويه بعدما ذاعت شهرته وجنى المال الكثير وسكن في بيوت رحبة، مع التركيز على عناده الذي أوصله لتحقيق حلمه في الغناء والنجاح على أوسع مساحة من العالم، متطرقاً إلى حياته السينمائية من خلال مشهد واحد مع عبقري السينما الفرنسية فرنسوا تروفو – جسده آرثر فيريت -