The heart knows.. قلب الراحل الوفي

في 89 دقيقة يقدم السيناريست والمخرج الأرجنتيني، ماركوس كارنيفال، شريطاً ميلودرامياً واقعياً بامتياز، عنوانه The heart knows – قلب المرء دليله، بينما عنوانه بالأرجنتينية Corazon delator – عرضته الصالات الأميركية، بعدما صُور في لانوس، وبوينيس آيرس – الأرجنتين. ولفتنا لمشاهدته أنّ الشركة الموزعة له هي "سوني" بما يعني أنها التزمت فيلماً جيداً تريد أن تعمّمه على أوسع نطاق.

 سياق السيناريو يتطور بمنطق درامي حساس خصوصاً في شخصية الرجل التي يؤديها النجم التشيلي: بنجامان فيكونا – في دور مانويل، الرجل الثري والذي يملك شركة إستثمارية ضخمة، لكنه يعاني من قلبه ما يدفعه للقبول بالخضوع لعملية زرع قلب من واهب فقد حياته للتوّ، ونجحت العملية.

الرجل الثري اعتبر أنّ عليه واجب شكر عائلة الراحل، فقرر التنكّر في ثياب عادية واستخدم سيارة متواضعة الحال، لدخول الحي الشعبي لاغريسبو، حيث تعيش أرملته فال – الأرجنتينية جولياتا دياز - مع نجلها الطفل تاغو.

دخل مانويل بحجّة المساعدة في عمليات الترميم ومشاريع البلدية للإعمار في الداخل، وصادف الأم والطفل ليكون الارتياح من أولى علامات اللقاء الأول. وتضاعفت هذه الإيجابية سريعاً مع عاطفة نبيلة لمعت بين الطرفين هزّتها صدفة معرفة فال أنّ مانويل هو صاحب الشركة التي تريد دفع بدلات رمزية للسكان كي يتركوا الحي لصالح بناء مشروع ترفيهي ضخم، وقصدته في شركته لوضع الأمور في نصابها، ورأت أنه تنكر ودخل الحي للمساعدة في إقناع السكان بمشروعه.

هنا كشف مانويل عن صدره، حيث بدت آثار جرح كبير جرّاء عملية زرع القلب التي أجريت له، والقلب هو قلب زوج فال. هنا صمتت وغادرت وهي مندهشة ليكون لقاء اليوم التالي أكثر وضوحاً، فقد وصل إلى الحي عمدة المدينة مع مشروع بديل يقضي بإجراء تحسينات جذرية في قطاع الخدمات، واستحداث مراكز صحية واجتماعية، وتأهيل شبكات الطرق والاتصالات، وبدء تنفيذ مشروع متنزه وقاعة اجتماعات كبيرة. وكل هذه الورش على حساب الشركة التي يملكها مانويل.

القلب، قلب الزوج الراحل بدرو – فاكوندو إيسبينوزا – ظلّ فعالاً لفترة بعد وفاة صاحبه، وبدا كأنه الدليل الذي أشار على أرملته التي ستُكمل الحياة معه من بعده، بدليل أنّ الكيمياء كانت واحدة مع الأرملة والإبن في تواصلهما مع مانويل.

وقد لعبت الموسيقى التصويرية الخاصة لـ جيراردو غارديل، دوراً مؤثراً بعمق في التعبير عن المشاعر بين الشخصيات الثلاث.