جدل يرافق عرض فيلم "كان يا ما كان في غزة" في مهرجان القاهرة

ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بنسخته الـ 46 عرض فيلم "كان يا ما كان في غزة" الفلسطيني، للمخرجين الأخوين عرب وطرزان ناصر، وقد شهد العرض الأول للفيلم في العالم العربي حضوراً كبيراً لا سينما من الوفود الأجنبية التي تشارك في المهرجان.

كما قوبل مخرجا العمل بحفاوة مشهودة حين تمّ استقبالهما على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، حيث عرض الفيلم.

لا يتطرق الفيلم للمآسي التي عايشها الفلسطينيون في قطاع غزة على مدى العامين الماضيين، كما أن المشاهد لا تلحظ كلاماً أو لقطات لممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي، ليأتي التبرير من صناع الفيلم عبر طرزان وعرب بالقول: "لقد صورنا غزة والحياة فيها قبل العام 2023 ورصدنا طبيعة الحياة في القطاع قبل كارثة الإبادة، وتم التصوير في مخيمات الأردن لأنها الأقرب لطبيعة الحياة في غزة، وتناولنا جانباً من الوقائع التي عرفها أهل القطاع قبل 7 أكتوبر وما تبعها من ممارسات الإحتلال".

لكن الكثير من الجدل رافق عرض الفيلم الأول، حيث تحدث الحضور عن تركيز الفيلم على 3 شخصيات (تاجر مخدرات - شرطي فاسد - ومتعاطي مخدرات) وكأنه يختزل الغزاويين في هذه الشخصيات، واعتبر البعض أنه طالما أنّ المشروع تأخر تصويره نظراً للتطورات الدراماتيكية في غزة فقد كان حرياً بالقيمين على المشروع مجانبة المنطق والتركيز على شجاعة أهل المدينة وصمودهم في وجه أعتى وأعنف حملات الإبادة التي عرفها التاريخ المعاصر، أو على الأقل ألا يكون موضوع المخدرات وعمليات الثأر في صلب فيلم فلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ الفلسطيني.

مخرج الفيلم طرزان ناصر برر هذا التوجه بالقول: "نحن نقدم الإنسان على أنه إنسان، وما يظهر على الشاشة ليس خروجاً عن السياق الوطني، فهو محاولة لكشف واقع القمع والخيارات المعدومة". ويضيف: "غزة كلها أبطال لكن السينما يجب أن تحكي عن الحياة أيضاً لا عن الرمز فقط".

مع ذلك كان الجمهور مشدوهاً بالحملة التي واكبت عرض الفيلم في مهرجانات عالمية عديدة قبل القاهرة ومراكش والدوحة في: كان، وارسو، بروكسل، وساو باولو.

الفيلم تعرضه الصالات الفرنسية منذ 25 حزيران/يونيو الماضي، شارك فيه الممثلون مجد عيد - رمزي مقدسي - نادر عبد الحي (الثلاثي الأساسي في الفيلم)، بالإضافة إلى إيشاك إلياس، سعيد سعادة، حسين نخلة، عبود عبيد، أسامة ملحس، مايكل زنانيري، محمد إدريسي، مايفا الرابي، بتول أبو جعفر، ريم حسونة، وعمر الجوكي. وصاغ موسيقى الفيلم أمين بو حاقة.