اكتشاف تنوّع غير متوقع في الفتحات المائية على القطب الشمالي

يقول الباحث الرئيسي بالدراسة إن "العمل في المحيط المتجمد الشمالي، أحد أقل المناطق استكشافاً على الأرض، هو أمر ملهم ويقدم رؤى جديدة ومثيرة".

  •  تقوم فتحات المدخن الأسود مثل تلك الموجودة في Aurora بتفريغ السوائل حتى 370 درجة مئوية.
    تقوم فتحات المدخن الأسود مثل تلك الموجودة في Aurora بتفريغ السوائل حتى 370 درجة مئوية (سبايس دايلي)

اكتشف العلماء تنوعاً غير متوقع في أنماط الفتحات الحرارية المائية بأقصى شمال الأرض، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تكوين هذه الفتحات وأهميتها على مستوى كوكب الأرض والمحيطات. الدراسة التي نُشرت في مجلة Earth and Planetary Science Letters تحت عنوان: “التهوية المتأثرة بالصخور الفوق مافيه في قاع البحر البازلتي بموقع بولاريس، 87° شمال، على سلسلة غاكيل”، تؤكد أن لهذه الفتحات دوراً محورياً في دراسة إمكانية الحياة على الكواكب الأخرى.

تناولت الدراسة نتائج رحلات استكشافية في عامي 2016 و2023 إلى نظام بولاريس الحراري المائي، الواقع على سلسلة غاكيل في المحيط المتجمد الشمالي. في البداية، اعتُقد أن الموقع يحتوي على نظام فتحات “المدخن الأسود” التقليدي بسبب وجود دلائل على نشاط بركاني.

لكن التحاليل الجيوكيميائية والمسوح الميدانية كشفت أن بولاريس يختلف تماماً، حيث يطلق سوائل غنية بالهيدروجين والميثان لكنها فقيرة بالمعادن، وهو أمر نادر وغير تقليدي.

وصرّح الدكتور كريس جيرمان، العالم المشارك في الدراسة والباحث الرئيسي بمؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات: "الفتحات الغنية بالهيدروجين مثل بولاريس تمتلك طاقة كيميائية هائلة تدعم تنوعًا ميكروبيًا مذهلًا ومميزًا مقارنة بأنواع الفتحات الأخرى. هذه الاكتشافات تعطينا أملًا كبيرًا في البحث عن الحياة على عوالم محيطية خارج الأرض".

من جانبه، أوضح الدكتور إلدار ألبيرس، الباحث الرئيسي بالدراسة، أن النتائج كانت غير متوقعة ولها تأثير كبير على استكشاف الفتحات الحرارية في محيطات أخرى. وأضاف أن "العمل في المحيط المتجمد الشمالي، أحد أقل المناطق استكشافاً على الأرض، هو أمر ملهم ويقدم رؤى جديدة ومثيرة".

و تشير النتائج إلى أهمية تطوير أساليب استكشاف أكثر تقدمًا لدراسة الفتحات الحرارية المائية. كما أنها تؤكد على دور هذه الاكتشافات في تعزيز فهمنا للأماكن التي يمكن أن تزدهر فيها الحياة داخل وخارج الأرض، خاصة في عوالم مثل قمر أوروبا وإنسيلادوس.

من جهتها، أعربت الدكتورة بيكي ماكولي رينش، عالمة برنامج البيولوجيا الفلكية في ناسا، عن أهمية هذه الدراسة بقولها: “ما نتعلمه هنا، سواء في القطب الشمالي أو في أي مكان على الأرض، يُطبّق مباشرة على استكشافاتنا في عوالم أخرى.”

وتم تمويل هذا العمل من خلال برنامج PSTAR التابع لوكالة ناسا، إضافة إلى دعم من مؤسسة ألكسندر فون هومبولت في ألمانيا.