
الروبوتات المفخخة
في عام ألفين وخمسة وعشرين لم يعد هناك مشاهد ستظل حكرا على الأفلام الخيالية كلها باتت تطبق على أرض الواقع كأن تمشي آلة وتفجر حيا بأكمله وتترك وراءها صمتا من رعب ودمار"ولكن" عمليا من أين جاءت هذه الروبوتات المفخخة وما الهدف من استخدامها؟ هي آلات تسير في شوارع غزة ويحمل كل منها نحو سبعة أطنان من المواد المتفجرة سابقا كانت عبارة ناقلات جنود من طراز "إم مئة وثلاثة عشر" تحولت بعد تفريغ قمرة قيادتها إلى حاضنات ضخمة للمتفجرات وتدار عن بعد بدأت قوات الاحتلال توسيع استخدامها في نيسان- أبريل من العام الماضي ضمن استراتيجية نسف واسعة تهدف إلى تسطيح الأرض وفتح ممرات للتوغل الهدف تقليل الخسائر لدى المهاجم وتسريع تقدم القوات، وحرمان المقاومين ملاذاتهم داخل المباني والأحياء مدى الانفجار لا يقتصر على البناء وحده بل يمتد ليحرق ذاكرة حي كامل المقاومة أعطبت بعض الوحدات وأعادت تدوير مخلفاتها في كمائن مضادة "ولكن" المشهد بحد ذاته يطرح سؤالا أخلاقيا عميقا عندما تتحول التقنية إلى أداة للقتل الشامل والتهجير هل تبقى التكنولوجيا محايدة أم أنها مرآة لقيم من يتحكم فيها؟