عملية جباليا النوعية وقصف "تل أبيب"
عملية مركبة في مخيم جباليا أسفرت عن قتل وجرح وأسر جنود إسرائيليين. وفي خضم الأداء الميداني المتقدم، أمطرت المقاومة "تل أبيب" برشقة كبيرة من الصواريخ انطلاقًا من رفح. هذه الأحداث وضعت جيش الاحتلال وحكومته في مأزق صعب ولا سيما أنها كشفت زيف الصورة التي رسماها لتقدم القوات على الأرض. بالتوازي تسعى "إسرائيل" للاستثمار في ملف المفاوضات من خلال الإعلان عن التوجه للعودة للمفاوضات الثلاثاء المقبل الأمر الذي نفته مصادر في المقاومة للميادين، وأكدت أن "إسرائيل" تحاول العودة للمفاوضات لكن حماس تصر على ضرورة وقف أعمال القتل والمجازر.
نص الحلقة
<p> </p>
<p>علا الملاح: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة من نقاش، حيث نبحث آخر تطوّرات طوفان الأقصى، ولا سيما التطوّرات الميدانية الأخيرة، والتي حملت قفزةً نوعيةً في أداء المقاومة الفلسطينية بما فيها العملية المركبة في مخيم جباليا، والتي أسفرت عن قَتْل وجَرْح وأسْر جنود إسرائيليين. </p>
<p>وفي خضمّ الأداء الميداني المُتقدِّم، أمطرت المقاومة "تل أبيب" برشقةٍ كبيرةٍ من الصواريخ انطلاقًا من رفح. هذه الأحداث وضعت جيش الاحتلال وحكومته في مأزقٍ صعبٍ ولا سيما أنها كشفت زَيْف الصورة التي رسمها لتقدّم القوات على الأرض. </p>
<p>بالتوازي تسعى إسرائيل للاستثمار في ملف المفاوضات من خلال الإعلان عن التوجّه للعودة للمفاوضات الثلاثاء المقبل، الأمر الذي نفته مصادر في المقاومة للميادين، وأكّدت أن إسرائيل تحاول العودة للمفاوضات لكن حماس تُصرِّ على ضرورة وقف أعمال القتل والمجازر.</p>
<p>إذاً أكَّد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة تنفيذ عملية مُركّبة شمال قطاع غزّة ضدّ قوّة إسرائيلية، أدّت إلى إيقاع أفرادها جميعًا بين قتيل وجريح وأسير.</p>
<p> </p>
<p>أبو عبيدة: وكان آخر هذه العمليات عملية مُركّبة نفّذها مُجاهدونا عصر اليوم السبت شمال قطاع غزّة، حيث استدرج مُجاهدونا قوّة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، وأوقعوها في كمينٍ داخل هذا النفق وعلى مدخله، فتمكَّنوا بفضل الله وقوّته من الاشتباك مع أفراد هذه القوّة من مسافة صفر، ومن ثمّ هاجَم مُجاهدونا بالعبوات قوّة الإسناد التي هَرَعت إلى المكان وأصابوها بشكلٍ مباشر، ومن ثمّ انسحب مُجاهدونا بعد تفجير النفق المُسْتَخْدَم في هذه العملية، بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوّة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكريّ لها.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: الإعلام العسكري لكتائب القسّام نشر مشاهِد تُظْهِر جزءًا من عملية استدراج القوّة الإسرائيلية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، والتي أدّت إلى قَتْل وجَرْح وأسر جميع أفرادها.</p>
<p> </p>
<p>(فيديو)</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذا وأعلنت كتائب القسّام أنها قصفت تل أبيب برشقةٍ صاروخيةٍ كبيرةٍ من رفح ردّاً على المجازر الإسرائيلية بحقّ المدنيين.</p>
<p>وعقب إعلان القسَّام، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدويّ صافِرات الإنذار في كفار سابا وهرتسليا ومناطق أخرى في وسط الأراضي المُحتلّة.</p>
<p>وانتشرت مقاطع مُصوَّرة على صفحات مواقع التواصُل الاجتماعي تُظْهِر سقوط الصواريخ في عددٍ من المواقع في تل أبيب.</p>
<p> </p>
<p>(فيديو)</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وضيوفي بحلقة نقاش لهذه الليلة، السيّد علي بركة رئيس دائرة العلاقات الوطنية لحركة حماس في الخارج، وأيضًا السيّد مروان عبد العال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. أهلاً وسهلاً بكما.</p>
<p>أبدأ معك سيّد علي بالمشهد العام، لنتحدَّث بالصورة الشاملة، قبل أن ندخل في التفاصيل. كمين جباليا، أسير، قتيل وجريح. تل أبيب تعود إلى دائرة الاستهداف بعد أشهر. ولا عودة للمفاوضات قبل وقف إطلاق النار. هذا ربما ما فُهِمَ في اللحظات الأخيرة، إنْ كان صحيحًا ما أعلنته المقاومة، هل نحن أمام قرار من المقاومة بالتصعيد، عن كل هذه التطوّرات التي تأتي مُتتالية؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية نُحيّي شعبنا الفلسطيني الصامِد في قطاع غزّة وكل فلسطين، ونُحيّي المقاومة الفلسطينية الباسِلة التي تصنع المُعجزات اليوم في وقتٍ لم تعد هناك مُعجزات. العدو الصهيوني يراوِغ، العدو الصهيوني فشل في كل مخطّطاته، فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه التي أعلنها نتنياهو في اليوم الأول للعدوان على قطاع غزّة، والمقاومة حريصة على شعبها الفلسطيني، حريصة على وقف العدوان، حريصة على وقف المذبحة المستمرّة في قطاع غزّة، حرب التجويع، حرب الإبادة الجماعية. لذلك وجدنا أنّ حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وافقت في 6 أيار الجاري على المبادرة المصرية القطرية لوقف العدوان وسَحْب جيش الاحتلال من غزّة وإدخال المُساعدات وعودة النازحين والبدء بالترميم والإعمار. مَن الذي رفض الورقة المصرية القطرية التي وافق عليها المبعوث الأميركي وليام بيرنز رئيس السي أي إيه في حينها؟ هو نتنياهو. نتنياهو يراوِغ. نتنياهو الفاشِل يُضيِّع المزيد من الوقت، ولذلك قرّر أن يدخل إلى رفح ظنّاً منه أنّ المقاومة عندما وافقت على الورقة المصرية القطرية، أنها في حال ضعف. وجد الآن بعد 18 يوماً من الحرب على رفح، أنّه فاشِل وأنّ المقاومة أقوى ممّا كانت. عملية أمس، كمين جباليا وقصف تل أبيب اليوم، عدنا إلى 7 أكتوبر. اليوم المقاومة عادت في قمّة تصعيدها وأوجّها، فلذلك نتنياهو الآن هو المُرْبَك وهو الذي يُضيّع الوقت. المقاومة أثبتت مجدَّدًا أنّها ولَّادة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذه القوّة هي ما جعلتها تقول اليوم إنّه يجب وقف إطلاق النار قبل كل شيء وتقف عند هذا الموضوع، حتى هي غير مُسْتَعْجلة في موضوع المفاوضات إنْ لم يكن هناك وقف لإطلاق النار؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: المقاومة أبلغت كل الوسطاء، أنه لا بدّ من الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم، حتى في الورقة المصرية القطرية التي فيها 3 مراحل، كل مرحلة 6 أسابيع، كان هناك حديث عن هدوءٍ مُسْتَدام. الهدوء المُسْتَدام نحن طالبنا بتفسيرٍ له، فكان التفسير الواضح المكتوب هو وقف العمليات العسكرية والعدائية من الجانبين بشكلٍ دائم. هذا ما تريده المقاومة. أيّ طرح جديد يخلو من وقف العمليات العسكرية والعدائية من الجانبين بشكلٍ دائم، لن نقبل به، لأننا بعد التشاور مع فصائل المقاومة ثبّتنا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: فقط للتوضيح، في السابق المفاوضات كانت تدور مع الحرب المستمرّة، الآن تقول حماس إنها لا تريد أن تذهب حتى للمفاوضات، يجب وقف إطلاق النار قبل الدخول إليها؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: لا، المسألة أنه لا يوجد الآن عَرْض واضح.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: لم يصل شيء لحماس؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أبدًا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ولا من الوسطاء؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: ولا من الوسطاء، لأنّ الوسطاء لم يستلموا شيئًا، لأنّ الجانب الإسرائيلي يُسرِّب تسريبات للشارع الإسرائيلي وليست حقيقية، يحاول أن يغطّي على الفشل في جباليا وعلى الفشل في رفح، فيحاول أن يقول إنّه عاد للمفاوضات، لكن حتى الآن، الكابينت مجتمع هذه الليلة ولم يقدِّم شيئًا، رئيس الموساد عاد من باريس ليُطلع الكابينت ونتنياهو على ما جرى من مداولات مع وليام بيرنز وبعض الوسطاء، لكن حقيقة الجانب الإسرائيلي لم يُقدِّم حتى الآن شيئًا واضحًا. نحن المُحدّدات بالنسبة لنا واضحة، فصائل المقاومة، أنا قلتها هنا وأكرِّرها مرة أخرى، في 26 ديسمبر، في بيروت اجتمعت فصائل المقاومة الفلسطينية بحضور الشهيد الشيخ صالح العاروري واتّفقت على مُحدّدات، وكان الأستاذ مروان موجودًا، اتّفقت على المُحدّدات، وهذه المُحدَّدات واضحة، وقف العدوان بشكلٍ دائم، انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكلٍ كاملٍ من القطاع، عودة النازحين، دخول المُساعدات، البدء بالترميم والإعمار. هذه مُحدَّدات المقاومة وليست مُحدَّدات حركة حماس وحدها. أيّ عرضٍ جديد ينبغي أن يصل إلى هذه المُحدَّدات. لذلك نحن نرفض أيّ عرض لا يشمل هذه المُحدَّدات.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: سيّد مروان عبد العال، بما أنّكم مشاركون وموجودون أيضًا على أرض الميدان في غزّة، نودّ الوقوف معك عند ما يجري حقيقة على الأرض. اليوم هذه القوّة التي رأيناها بدءًا من كمين جباليا اليوم، وهناك الكثير ممّا يجب أن نقف عنده، أخبرنا عن سَيْر العمليات على الأرض. هذه القوّة التي يسأل الجميع كيف ما زالت مستمرّة، كيف تكون أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، وكأننا عدنا ليس فقط لأولِ يومٍ من 7 أكتوبر، بل هو أخطر من أولِ يومٍ بعد طوفان الأقصى، لأنه يأتي بعد 8 أشهر من هذه الحرب ومن هذه الإبادة، أن تكون المقاومة بهذا الشكل. ما الذي أرادت المقاومة منه من عملية الأسْر بالأمس؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: لا شكّ أولاً، أكرّر التحية للمقاومة، هذه المقاومة البطلة، على أرض قطاع غزّة، وخاصة لهذه البشائر التي قدّمتها بالأمس، وربما هي رسالة، ورسالة واضحة، ورسالة قوّة من قِبَل الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي يتعرَّض لكل أشكال القَتْل والجريمة والمجازر التي يرتكبها هذا العدو على مدار ثمانية أشهر، لكن إذا كان هناك من رسالةٍ صريحةٍ في هذا المجال، هي أن المقاومة قادرة على الانتقال من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، بدليل هذا الاستدراج الذي جرى، أو الصواريخ التي أُطْلِقت هذا اليوم، هي تؤكّد أنّها ما زالت تمتلك زِمام المُبادرة، وهي قادرة على تغيير تكتيكاتها من وقتٍ إلى آخر. هي عندما لم تكن تُطْلق صواريخ، هذا لا يعني أن الصواريخ قد نَضَبَت، هي تعي تمامًا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وعليه لماذا قرَّرت الآن أن تأسْر، لماذا قرَّرت أن تعود وتقصف تل أبيب؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: الرسالة الأولى كانت بالقصف الذي جرى لكرم أبو سالم، وعدد من الكمائن التي حصلت، لكن كيف ردّ العدو على الوساطة، وعلى الورقة الأخيرة التي وافقت عليها المقاومة، ردّ عليها بالدخول إلى معبر رفح، وردّ عليها بأنه وضع خطّة للدخول إلى مدينة رفح. إذاً لا بدّ من إعادة تغيير قواعد اللعبة، والآن هذه واحدة من البشائر التي تُقدِّمها المقاومة، أي أنها قادرة على الانتقال إلى معركةِ استنزافٍ طويلة، مُسْتعدَّة لها، ضدّ هذا العدو.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ماذا يعني تغيير قواعد اللعبة؟ بأيّ اتجاه ستذهب الآن؟ ما هو شكل القواعد الجديدة؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أولاً عملية الاستنزاف هي العمليات الصغيرة التي تتراكم لتصل إلى انتصارات أكبر، هذه واحدة من المسائل التي تُسْتَخْدَم، وتَسْتخدِمها عادةً حرب العصابات. الآن الذي يُقاتِل في قلب قطاع غزّة هو حرب عصابات بكل معنى الكلمة، نحن نُسمّيها العقد الثورية والعقد المقاتلة في كل الأماكن التي تتواجد فيها المقاومة، بحيث أن الاحتلال لا يستطيع البقاء في أية منطقة من هذه المناطق كما هو معروف، وكل الاقتحامات التي يقوم بها، هو أيضًا يلقى أشكالاً جديدة في المواجهة. هذه واحدة من هذه المسائل. إذاً الموضوع قابِل للمزيد من الاستنزاف. ليس هو فقط الذي يقوم بالتدمير. هناك أوراق قوّة أيضًا لدى المقاومة، هي تقوم الآن بإبراز هذه العناصر من القوّة، واحدة من هذه القضايا، هل يمكن أن يحصل اتفاق على وقف إطلاق النار من دون وقف إطلاق نار؟ نتنياهو يناقش على قاعدة أنه يريد الأسرى ولا يريد وقف إطلاق النار، وإلا لماذا دائمًا فكرة الهدوء المُسْتدام، ثمّ الفلسفات التي تأتي في تفسير ذلك، أنه في المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية، ويبدأ التفاوض حول. القضية هي أن نبقى زِمام المبادرة بيده، وكأنّ المقاومة هي التي استكانت وتوقّفت. لا، المقاومة لن تتراجع، ليكن معلومًا للجميع، نعرف موقف قوى المقاومة كما اتّفقت عليه، لا رجوع ولا بأيّ قَيْد أنملة عن الورقة التي قدَّمتها، وقف العدوان وكل ما جاء في هذا الموقف، هذا موقف جماعي، لا يمكن القفز عنه. </p>
<p>النقطة الثانية، نحن لدينا رهان كامل، أنه إلى حدّ الآن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، هو الآن بمُساعدة الولايات المتحدة يريد أن يتملّص من القوانين، من القانون الدولي بشكلٍ عام، وقرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، التي بدأت مسائل التدابير الاحترازية، مسألة الإبادة الجماعية تظهر من خلال الدخول إلى رفح، وبالتالي هناك قرار مُلْزَم بوقف الهجوم، ولذلك لا بدّ من تدخّل الولايات المتحدة. الآن تجري فقط إثارة مُناورات من هذا الجانب، لا يوجد شيء ملموس، باليد، لم يُطْرَح شيء على المقاومة، ولذلك هي تقول إن مسألة وقف إطلاق النار لها الأولوية. أيضًا من حقّنا أن نُغيِّر قواعد اللعبة أيضًا بالمفاوضات وليس فقط في الميدان.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هنا أعود إلى السيّد علي. كيف ستستفيد المقاومة من هذا التصعيد الذي اتّخذته بوجه العدو، إنْ كان بقصف تل أبيب، أو بمخيم جباليا، كيف ستستفيد منه على كلّ الصُعُد وتحديدًا في موضوع المفاوضات؟ ما فعلته المقاومة، ما الذي سيُغيِّر تحديدًا في سياق المفاوضات؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أولاً، لو توقّفنا عند الحَدَثين، والرسائل التي ينطويان عليها. كمين مخيم جباليا، هو في شمال قطاع غزّة، شمال مدينة غزّة، هذه المنطقة قال عنها نتنياهو إنه نظَّفها. إذا نظَّفْتها يا نتنياهو، وعدت الآن تشنّ فيها هجومًا، وأرسلت قوات خاصة، على فكرة مَن وقعوا في الأسرى قوات خاصة، ليسوا جيشًا عاديًا، نُخبة، قوات نُخبة إسرائيلية أتوا للبحث عن أسرى إسرائيليين في مخيم جباليا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: رغم أنّ الإسرائيلي لا يزال ينفي. سأعود إلى هذه النقطة بعد أن تُكْمِل فكرتك.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: حسنًا، ولكن أنا أريد أن أقول لك ما المغزى وما الرسالة. عندما تأتي قوات خاصة، قوات نُخبة، للبحث عن أسرى، وتقع في المصيدة، هذه القوات التي هي مُتخصِّصة بالبحث عن الأسرى وقعت في الكمين، هذه هزيمة كبيرة لجيش الاحتلال، لم يبلعها بعد، وغير قادر على الاعتراف، لأنها إهانة له، للقوات التي هي جزء من الجيش وجزء من الشاباك.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: يمكن أن تكون مُرْتزقة ولا يعترف ربما أنها من الجنود؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: ربما مُختلطة، لكن هي قوات نُخبة إسرائيلية، نحن نتعامل معها على أنها جيش احتلال، بغضّ النظر عن الجنسيات التي يحملونها. أنت تعلمين، أنّ الإسرائيليين كلهم معهم جنسيات مُزْدَوجة. عندما يصبح أسيرًا يقولون هذا فرنسي أو أميركي، لكن قبل أن يتمّ أسْره، لا يقولون ذلك. شاليط مثلاً، شاليط تبيّن أن معه جنسية فرنسية، فطالب ساركوزي به في حينها. نحن نتعامل معهم على أنهم جيش احتلال. فقوّة كمين جباليا أنّه كان ضدّ قوات نُخبة وفي الشمال حيث أعلن نتنياهو تنظيف المنطقة من المقاومة. هذه واحدة. </p>
<p>صواريخ اليوم على تل أبيب من أين خرجت؟ من بين فرقتين إسرائيليتين، الآن في رفح هناك هجوم كبير، وهناك فرقتان لجيش الاحتلال تضمّان آلاف الجنود والضبّاط، أطلقت الصواريخ من بينهم، من رفح التي تدور الحرب الآن عليها، ووصلت إلى تل أبيب وإلى المنطقة الوسطى في فلسطين المحتلّة، التي هي في التجمّع السكاني والعاصمة الاقتصادية والسياسية للكيان الصهيوني. فهذه رسالة قوّة من المقاومة، أنه أين أنتم ذاهبون؟ اليوم بعد 8 اشهر، عادت المقاومة إلى المربّع الأول، أي في عزِّها المقاومة اليوم. لذلك المقاومة تستطيع أن تمارِس خططًا وتكتيكات تُذْهِل العدو الصهيوني وتُذْهِل الصديق قبل العدو، الكل تفاجأ اليوم بالصواريخ بعد 4 أشهر من توقّفها. آخر صلية كانت في شهر يناير. نحن اليوم في شهر مايو، تخرج صلية من جنوب قطاع غزّة، وليس من الشمال مثلاً أو من الوسطى أو من خان يونس.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: مقصودة.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: من رفح التي عليها الهجوم، حتى يعرف العدو وتعرف الإدارة الأميركية أن المقاومة ستبقى، وأنّ الشعب الفلسطيني سيقاوِم حتى زوال الاحتلال.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: الردّ الإسرائيلي بقصف عنيف على رفح، هل نحن أمام تسريع بقرار الاجتياح، أم لا، ما المعلومات المُتوافِرة في هذا السياق، أمْ فقط للضغط على حماس؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: الجيش الإسرائيلي دخل رفح وهو مهزوم. قبل دخول رفح، قبل 6 أيار، كانت المقاومة قد ضربت تجمّعات العدو في كرم أبو سالم، وهناك عدد قتلى كبير من جيش الاحتلال. الجيش الإسرائيلي دخل إلى رفح بعد سبعة أشهر من الحرب، وهو مهزوم. فرقة نحال أتوا بها من وادي غزّة إلى شرق رفح، كانت قد أصيبت إصابات بالِغة. الجيش الإسرائيلي كلّه الآن مُنْهَك، قوات الاحتياط عادت إلى منازلها، والآن الجيش الإسرائيلي في حال إنهاك، الجيش أُهين، لأن نتنياهو يريد أن.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: أُهين لكن هل سيدخل رغم؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: لا يستطيع اليوم لأنّ المقاومة وضعت تكتيكات للمواجهة. لم ينزل لواء رفح اليوم بالقسَّام وفصائل المقاومة، لم تنزل بكل قوّتها تواجه على طريقة جيش مقابل جيش، على العكس، تستدرج جيش الاحتلال إلى أفخاخ وتفجِّره، وعدد محدود من الكتائب يقاتل الآن. لا تقاتل المقاومة بكل قوّتها في رفح. لا نعطيه أهدافًا حتى ينزل سلاح الجو، لأنه يحاول التقدُّم بالدبّابات وبالجرّافات، فيأتي سلاح الجو ويُدمِّر المدنيين ويُدمِّر المنازل. لذلك المقاومة خفَّفت من تواجدها، وأقامت عقدًا وكمائن لهذا العدو، وتكبِّده خسائر فادِحة. قبل أربعة أيام، كان هناك 20 قتيلاً إسرائيلياً في رفح وحدها. أمس أو اليوم حوالى 8 آليات في جباليا وحده، بين مركافا 7، وبي 9 إثنتان، وملاّلة، الجيش الإسرائيلي يخسر، ولذلك أنا أقول إذا سنذهب للمفاوضات، سنذهب من موقع القوّة وليس من موقع الضعف. نتنياهو سيأتي من موقع الضعف، لأنه أصلاً في 6 أيار رفض ما وافقت عليه حركة حماس وفصائل المقاومة، ورَكَب رأسه كما يقولون، رَكَب رأسه وأين وصل اليوم؟ وصل إلى قصف تل أبيب، ووصل إلى أسْر جنود جُدُد. هدف الحرب عنده أن يُفْرَج عن الأسرى الإسرائيليين، فإذا به يخسر أسرى جُدُدًا، وهذه هزيمة مُدوّية لنتنياهو سياسيًا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: أعود إليك سيّد مروان عبد العال. وكأن المقاومة تنتقي خططها بالتوقيت الصحيح. البعض يتساءل، هذه القوّة لماذا لم نرها من قبل، إذا كانت قادرة أن تفرض على العدو أن يذهب إلى المفاوضات بشكلٍ ضعيفٍ؟ ماذا عن اختيارها الآن؟ ماذا عن انتقاء الخطط بالتوقيت المناسب الذي يجب أن تلعب فيه المقاومة، لأنه واضح هناك تكتيكات ربما لا عِلْم لدينا واضحًا عنها، لكن نرى هذا التغيُّر على الأرض، ماذا يجري؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: لا، حجم التغيير ليس فقط في الواقع الميداني على الأرض. معروف أنّ هناك خطة استراتيجية إسرائيلية لها علاقة بالميدان، بالحرب، أكثر ممّا لها علاقة بأهداف الحرب، إظهار أهداف الحرب بالمعنى السياسي، لكن هناك أهداف على الأرض. مثلاً الخطة العسكرية كانت تهدف إلى تدمير غزّة تدميرًا كاملاً، ألقت حوالى 80 ألف طن من المُتفجّرات، والهدف منها كان مُعْلَنًا، سَحْق المقاومة، سَحْق حماس، إنهاء وجودها على الأرض. لكن لم يتحقّق ذلك. أيضًا المقاومة كانت أمام استراتيجية مُعاكِسة أيضًا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هل كانت المقاومة تنتظر شيئًا ما قبل ذلك؟ كانت هناك عوائق ربما، دعنا نقول، ضغوطات ربما؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: لا، أولاً كان حجم القصف والتدمير هائلاً جدًا، وبالتالي أيضًا لم تُشَنّ حرب فقط للقصف، شُنَّت حرب التجويع، شُنَّت حرب التهجير. هناك ناس داخل قطاع غزّة، أحدهم يقول إنه نازح 11 مرة، داخل القطاع نفسه.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: لكن ما تقوم به المقاومة اليوم تخطّى أن يكون ردّاً فقط.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: هذا على ماذا يدلّ؟ دليل فشل كلّ الاستراتيجيات السابقة، إذاً التجويع لم يُؤْتِ أُكُله، بأن يضغط على بيئة المقاومة، كي تنتفض على المقاومة، وهذا لم يتحقّق. مثلاً مسألة التهجير، كان على الأقلّ يرسم بأن هناك جزءًا كبيرًا من أهالي قطاع غزّة سوف يترك القطاع ويخرج منه، ناس قالت اقتلونا لكن لن تستطيعوا أن تقتلعونا من هذه الأرض. هذه ردود فعل قوية. المسألة الأخرى، نحن نتحدَّث عن إسرائيل، نقول إنها أُهِيُنَت، وهي بالفعل أهِينَت، أهِيْنَت بالمعنى السياسي، أهِيْنَت بالمعنى القانوني، أهِيْنَت بالمعنى الأخلاقي. هي غرقت في دمنا، وليس فقط في وَحْل غزّة، هي غرقت أمام العالم، وهذا سقوط أخلاقي بكل معنى الكلمة. الآن ما الذي حصل؟</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هي لا يعنيها هذا الموضوع.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: لا، بالعكس، أنا برأيي الآن هي في عزلة لم تشهد لها مثيلاً، من خلال وجودها. هي استقوت في العالم برواية الذاكِرة السوداء، استعادت الهولوكوست، استعادت أنها ضحية. الآن إسرائيل ضحية في مرأى العالم؟ أنا برأيي الآن بالعكس، الآن السردية الفلسطينية هي التي تحتلّ العقل الغربي. الآن نحن نلاحظ هذه المسألة على الأرض. ثانيًا حجم التناقُضات الآن داخل الجيش وداخل الكابينت وداخل الأمن، داخل الكيان الصهيوني نفسه، أيضًا هي تتفاقم. إذاً هناك أوراق قوّة لدى المقاومة الآن، وهذه الأوراق منها الاعترافات بالدولة الفلسطينية الآن، هذا جزء من الإقرار بالسردية الفلسطينية، وجزء من نَقْدِ السردية الإسرائيلية الزائِفة التي قام عليها، أنه لحدّ الآن الصهيونية جيَّشت كل يهود العالم، الآن حتى اليهود أنفسهم أصبحوا غير مُقتنعين أنّ هذه الدولة تدافع عن نفسها، وأنها تمثّلهم، ورأينا هذه الحركات الموجودة داخل الولايات المتحدة الأميركية نفسها، وداخل دول الغرب. إذاً هناك تحوّلات في ميزان القوى العام، فالميدان هو الأساس، هو الرئيس، ولكن هناك أيضًا تحوّلات تجري يجب أن نراها. لذلك أنا أعتبر الآن هناك عناصر قوّة لدى المقاومة، من حقّها أن تُغيِّر قواعد التفاوض، بهذا المنحى، والدخول إلى رفح له أثمان كبيرة، ليس فقط بالمعنى الميداني، وهذا ما تُهيّئه المقاومة على مستوى المُفاجآت، وهذه رسالة جباليا واضحة، لماذا؟ لأنه ما لم يجده خارج رفح، لن يجده في رفح. هو كان يعتقد أنّه يُفكّك المقاومة في شمال غزّة وفي الوسطى وفي جباليا وغيرها، ما الذي يحدث الآن؟ أليست هذه رسالة واضحة؟ وأن تخرج صواريخ الآن من رفح، ماذا يعني ذلك؟ هذا المعنى الميداني، غير المسائل الأخرى المُرتبطة بالجوانب السياسية والعقوبات، وهناك حديث عن عقوباتٍ جدّية ضدّ الكيان الصهيوني، فهذه المسائل أنا أعتقد أنّها من الأسلحة التي يمكن استخدامها، وهذا طبعًا يرفع المعنويات. إذا رأيت، هناك أحد كان يعتقد أنّ هذه الحرب لها وقت، لها زمن، وأخيرًا سيرى مقاومة رفعت الراية البيضاء. ما الذي جرى؟ لم ترفع الراية البيضاء، لا الذي يُقاتل تحت الأرض، ولم تُرْفَع الراية البيضاء في المفاوضات أيضًا، وكانت المفاوضات شَرِسَة وغير مباشرة، هي لم تقبل أيّ تنازُل، وكان فيها ميزات هامة جدًا، بحيث أنه كانت هناك شراكة من قِبَل فصائل المقاومة الفلسطينية. نحن في الجبهة الشعبية كنا شُركاء في صياغة الكثير من الأوراق، وهذه ليست ورقة حركة حماس.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ربما التجارب السابقة وما حصل فيها، المؤمِن لا يُلْدَغ من الجُحْر مرتين.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: طبعًا، صحيح.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وعرفوا تاريخ المفاوضات، وأية تنازلات كم ستكلّفهم، ربما كي لا يُعاد هذا التاريخ، سيما أنها معركة وجود الآن.</p>
<p>أعود إليك سيّد علي، بما كان يتحدّث به السيّد مروان، كيف ما زالت هذه المقاومة أقوى ممّا كانت حتى؟ كيف تبقى قوية؟ ودعنا نوصل بها، نحن بانتظار أية مفاجآت؟ يبدو على صعيد المحور، كان يتحدَّث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، يبدو أنها على صعيد المحور كله، ليس فقط لبنان، سيما مع ما قاله أبو عُبيدة بالأمس، للحديث بقيّة؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: طبعًا المقاومة هي إبنة الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني صاحِب الأرض وصاحِب الحقّ. عندما يُقاتِل على أرضه يُقاتِل كصاحب حقّ، وشعبنا الفلسطيني منذ وَعْد بلفور وهو يُقاتِل، واجَه الاحتلال الإنكليزي 30 سنة، والآن يواجه الاحتلال الإسرائيلي 76 سنة، فهذه ليست أول حرب بيننا وبين العدو الصهيوني. لم تبدأ المعركة في 7 أكتوبر. معركة 7 أكتوبر هي ردّ على جرائم الاحتلال في القدس والضفّة وغزّة وعلى كل الأرض الفلسطينية، فلذلك المقاومة هي إبنة الشعب المُجاهِد، المناضل.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذا نعرفه، ولكن المشهد بالأمس حتى للعقل أحيانًا، تمامًا كما المجازر، في صورة القوّة التي لا يتحمّلها العقل حتى، يُسْحَل هذا الجندي بالبابوج، هذا ما أريد الوقوف عنده، نحن عن أية مقاومة نتحدَّث؟ نعرف هذا الكلام عن الفلسطينيين تحديدًا، وعندما يحاربون نعرفهم، وعن رجالهم نعرفهم. ما الذي لا نعرفه؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أولاً رجال المقاومة، خاصة في القسَّام، رجال يؤمِنون بالقضية، ويعتبرون أنّ أسمى موت هو أن يموت الإنسان دفاعًا عن أرضه في سبيل الله، أن يكون شهيدًا، أفضل موتة الآن هي الشهادة، فهم يُقْبِلون على الموت، يُقْبِلون على الشهادة، بينما العدو الإسرائيلي يهرب من الموت. هناك فرق بين إنسان يُقْبِل على الشهادة لأنه يؤمِن بقضيته، وأنه صاحب حقّ، وبين لصّ ومُغْتَصِب، ويأتي إلى أرضٍ ليست أرضه، ويعرف أنه لصّ ومُغْتَصِب، وحامِل جنسية أو جنسيّتين أخريين. هناك فارِق، هناك إرادة قِتال لدينا، هناك قِتال بمهارة وشجاعة واقتدار، لأننا نقاتِل ونحن مؤمنون بالنصر، قبل أن تبدأ المعركة نحن لدينا إيمان أننا سننتصر في هذه المعركة، ولذلك نُقْبِل عليها ولسنا خائفين. كل القضايا يمكن أن يختلف الإنسان عليها، قضية فلسطين ربما القضية الوحيدة التي عليها إجماع الأمّة، وهي التي تكفَّل الله سبحانه وتعالى بنصرها. نحن لدينا إيمان أنّ هذه القضية ستنتصر، "فإذا جاء وَعْد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبرّوا ما علوا تتبيرا"، هذه الآية السابعة في سورة الإسراء تؤكّد أننا سندخل المسجد الأقصى فاتحين، هذا كلام الله. لذلك نحن نقاتِل، باعتبار أنّ هذه المعركة معركة تحرير في نهايتها، سيكون فيها تحرير إنْ لم يكن هذا العام، العام المقبل أو الذي يليه، فلذلك نقاتل بكل ثقة أننا مُنْتصرون. لذلك الشباب يُقْبِلون ولا يوجد خوف، هيبة الجيش الإسرائيلي انتهت، هذا جيش مهزوم، ليست لديه هيبة، ليس لديه وَضْع يُخيفنا، انتهت، هذه الهالة التي تخصُّ الجيش الذي لا يُقْهَر، قُهِرَت في 7 أكتوبر وانهزم هذا الجيش، وداسَت المقاومة على رؤوس جنود هذا الجيش في 7 أكتوبر. لذلك نحن نقاتل ونحن مُنْتَصِرون في اليوم الأول من هذه المعركة، فنفسيّة المقاومة مختلفة عن نفسية جيش الاحتلال. فلذلك تجدين رجالاً أشدّاء يُقْدِمون على الموت وهم لا يهابون من الموت، وترينهم كيف يتنافسون منْ سيضع العبوة على الدبّابة. قبل أيام، انتشر فيديو.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: رأينا السرايا والقسَّام.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: نعم، هناك عبوة العمل الفدائي، يريد أن يزرعها على الدبابة، الإثنان بدآ يشدَّان فيها، أنا أريد أن أصعد وأنا أريد، وصل عند الدبّابة ووضعها. لدينا رجال أشدَّاء اليوم، معنوياتنا عالية.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وجرَّبوا معهم كل شيء.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: فشلوا، نتنياهو لم يعد لديه شيء يُجرِّبه فينا، جرَّب كل أنواع الأسلحة الأميركية، جرَّب حرب التجويع، وَقْف الكهرباء، الإنترنت، الوقود، الحِصار، ضرب المستشفيات، ضرب سيارات الإسعاف، ضرب المساجِد والكنائس، وهذا الشعب صامِد.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ماذا يعني للحديث بقيّة؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: للحديث بقيّة، لدينا تصوير لكامل العملية، كل المجموعة التي دخلت إلى النفق في جباليا، لم يخرج أحد منها، إما قتيل وإما أسير وإما جريح، والمجموعة الإسرائيلية، الإسناد التي جاءت لتنجدهم كذلك تمّ الإجهاز عليها، فلذلك للحديث بقيّة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: لماذا لم تذكر حماس بالأرقام أو بالأسماء أو بالصوَر كما كانت تفعل سابقًا، لماذا هذه العملية كانت مختلفة، غير الاستنزاف الذي حصل، حتى صَدَرَ البيان عند الساعة 12 ونصف ليلاً، انطلاقًا من توقيت البيان بعد اهتراء أعصابهم؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: كان أسرع بيان لأبو عبيدة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذا بعيدًا عن التنسيق، جرت عملية الأسْر وتمّ التنسيق وتصوير الفيديو، وكان كل شيء مُنَسَّقًا، والاتصالات قائمة بين المقاومة، لكن موضوع التوقيت، حتى 12 ونصف ليلاً، حتى يكون هناك أرَق في ليلتهم، لكن لماذا لم تذكر العملية أكثر، لماذا بالعموميات؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: حتى يظهر نتنياهو أمام شعبه. نتنياهو يكذب على الإسرائيليين.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: جزء من الحرب النفسية.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: حرب نفسية، والمقاومة تريد أن تترك الجمهور الإسرائيلي يضغط على الحكومة وعلى الجيش حتى يكشف الحقيقة. الآن هم يكذبون. بعد أيام ستكشف القسّام بعض الصوَر الجديدة، وسيظهر نتنياهو الكذّاب الذي يراوِغ ويقاتِل من أجل نتنياهو، ولا يقاتِل من أجل هذا الكيان الغاصِب. هو يقاتِل ليبقى في السلطة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هناك مُفاجآت غير أن نعرف أسماء مِن هم هؤلاء ربما الأسرى؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: إذا كانت هناك مُفاجآت نحن لا نعرفها.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: لا، لا أريد أن أعرفها، لكن هل سنكون أمام مُفاجآت تختلف عن كل عملية أخرى؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: المقاومة تُفاجئنا كل يوم، حتى قصف تل أبيب اليوم كان مُفاجأة، بعد أربعة أشهر المُفاجأة أنها كانت من رفح أيضًا. قصف تل أبيب، وأنها من رفح، وإغلاق مطار بن غوريون. أغلقوا رفح، أغْلِق مطار بن غوريون. هذه معادلة جديدة، فلذلك المقاومة لديها مُفاجآت كثيرة وعديدة. المقاومة استفادت من الأشهر السبعة الماضية. مثلاً معركة رفح. لواء رفح مثلاً في القسَّام تحديدًا لم يشترك في معارك برّية منذ سبعة أشهر، هذه المرة الأولى يشارك في معارك برّية، لذلك استفاد من كل الحروب التي جرت في الشمال وفي مدينة غزَّة وفي الوسطى وفي خان يونس، وضع خططًا وتكتيكات، اليوم نرى مُفاجآت في رفح. اليوم في مخيم جباليا، كذلك مخيم جباليا خزَّان المقاومة، رأينا كيف يستدرجون جنود الاحتلال، مع أنّ العدو الصهيوني دمَّر معظم مخيم جباليا، حاصر مستشفى كمال عدوان في شمال المخيم، وهجَّر الناس وقَتَل المدنيين، لكن تبيَّن أن المقاومة أعدَّت له كمائن، استدرجت قوّة نُخْبَة إسرائيلية كانت تبحث عن جنودٍ مفقودين أو أسرى، فإذا بها هي تصبح أسيرة. هذه مُفاجآت والآتي أعظم.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: صحيح، هناك نكتة على هذا الموضوع، يسألون كم عدد الأسرى، قال لهم قبل السؤال أم بعد السؤال.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: نعم.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: أعود إليك سيّد مروان عبد العال. مَن يرى مشهد الأمس، سَحْل هذا الجندي، مع هذا المقاوِم الذي كان يرتدي، دعني أعيد على موضوع تحديدًا الشْبْشِب. هذه الشعوب العربية اليوم، التي لديها كل الجيوش والقُدرات وغيرها، إذا كان هذا المقاوِم قادرِاً على أسْر جنود إسرائيليين، هذه الدول كيف ستُعيد بَرْمَجة تفكيرها مع هذا العدو، إنْ كان لناحية التطبيع، وإنْ كان، إذا كان مقاوم واحد أو أعداد قليلة قادِرة أن تفعل ما تفعله، فكيف بالحريّ مع دولٍ عربيةٍ لديها كل هذه الجيوش، وهناك دول عربية جيوشها من أقوى الجيوش في العالم، أية إعادة تفكير سنكون أمامها؟</p>
<p>قبل أن أعود إليك لتُجيبني، هناك مجزرة إن لم أكن مُخطئة في رفح. سنذهب إلى الزميل أحمد غانم.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: هذه حقيقة الاحتلال. ينتقم من المدنيين.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: باقي التفاصيل معك أحمد.</p>
<p> </p>
<p>أحمد غانم: نعم علا، فعلاً هي مجزرة مُروِّعة، مجزرة كبيرة للغاية، الجيش الإسرائيلي استهدف قبل قليل تجمّعًا للنازحين، تجمّعًا للخيام، تُعْرَف بالبركسات، غرب مدينة رفح. في الحقيقة لم تهدأ سيارات الإسعاف ولا السيارات المدنية على الإطلاق. عشرات الجرحى والشهداء وصلوا إلى هنا، إلى المستشفى الإماراتي حيث يتواجد فريق الميادين، وكذلك وصلوا إلى مستشفى تل السلطان الحكومي. كل الجرحى والشهداء معظمهم من الأطفال والنساء. في معظمهم كما تشاهِدين، تعرَّضوا إلى إصاباتٍ خطيرةٍ للغاية. معظم الشهداء هم من الأطفال، الجرحى هم من الأطفال والنساء. قوّة الصاروخ الذي استهدف المكان، استمعنا إليها بشكلٍ كبير، كانت عنيفة للغاية. وكما تشاهِدين، هذه هي الأهداف الإسرائيلية، هؤلاء الأطفال هم بنك الأهداف الإسرائيلي الذي يدَّعي نتنياهو أنه يريد أن يحقّق النصر الوَهْمي على دمائهم، وعلى دماء الأطفال.</p>
<p>هنا أيضًا إصابات خطيرة للغاية كما تشاهِدين، حجم الاستهداف الذي تشاهِدينه، هذا الشاب لولا قَدَّر الله لكانت بُتِرَت ساقه، ولكن حجم الدمار كان كبيرًا للغاية.</p>
<p>يعطيك العافية. ماذا جرى معك؟</p>
<p>(كنت أنيّم أولادي حين وقع انفجار كبير. شعرت بأنّ رجلي انقسمت إلى نصفين. حسبيَ الله ونِعْم الوكيل فيهم يا الله. لست قادرًا. حسبيَ الله ونِعَم الوكيل فيهم يا الله).</p>
<p>هؤلاء الأطفال أيضًا علا، شاهِدي هؤلاء الأطفال، هذه الطفلة رئتاها أو أعضاؤها خرجت من رئتيها، أنا شاهدتها في اللحظات الأولى لوصولها إلى هذا المكان. خرجت بعض أعضائها من الرئتين، والآن جرت عملية التدخّل، التدخّل الجراحي لها. هؤلاء هم الأطفال. هذا هو بنك الأهداف الإسرائيلي، وهناك أيضًا يجري العمل على إنقاذ حياة هذه السيّدة. هذه السيّدة حالتها خطيرة للغاية. الآن هناك تدخّلات طبية كبيرة من أجل إنقاذ حياتها، ولكن في الحقيقة وصلت حالتها خطيرة للغاية، خطيرة جدًا، والإمكانات الطبيّة في الحقيقة إمكانيات صعبة هنا في المستشفى الإماراتي.</p>
<p>هذا المستشفى الإماراتي هو أصلاً مُخصَّص للولادة، ولكن افْتُتِحَت نقطة طبية في هذا المكان من أجل العمل على التخفيف من حدَّة الأوضاع، من أجل التخفيف عن بقيّة المستشفيات. تعلمين أنّ الجيش الإسرائيلي أخلى المنطقة الشمالية بشكلٍ كاملٍ، وقد تعطَّل مستشفى أبو يوسف النجار، المستشفى الوحيد في مدينة رفح، عن العمل، وبالتالي أصبح هناك ضغط كبير على المستشفى الكويتي، ولذلك اضطرّت وزارة الصحة لفتح نقطة هنا في هذا المكان من أجل استقبال المزيد من الشهداء والجرحى، كما تتابعين.</p>
<p>هذه ليست غرفة عناية مُركَّزة. الآن تجري عملية، الآن يجري العمل على تطبيبها في الحقيقة، نسأل الله أن يكتب لها الحياة، لأنها وصلت بحالٍ صعبة للغاية وحالٍ يُرثى لها. الآن هي مجزرة، ولكن أيضًا ما ينبغي الإشارة إليها أنّ عددًا من الشهداء والإصابات تمّ نقلهم إلى المستشفى الحكومي في تل السلطان، عدد كبير من الشهداء والجرحى تمّ نقلهم إلى مستشفى تل السلطان الحكومي، وكذلك أيضًا إلى المستشفيات الميدانية في المنطقة الغربية.</p>
<p>كنّا نتحدَّث هذا اليوم عن حجم الإجرام الإسرائيلي. هذه أيضًا طفلة رضيعة، هذه كانت في مكان الاستهداف.<br />(من تحت النار، نار، خير الله مرّت).</p>
<p>ما رسالتكم للعالم؟</p>
<p>(هذا الاستهداف، هذا استهداف الاحتلال، كلّهم أطفال، أطفال ونساء).</p>
<p>هناك حقيقة مشاهِد لا يمكن أن توصَف.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذه الطفلة أحمد، استشهدت؟</p>
<p>أحمد غانم: الطفلة مُصابة، الطفلة مُصابة. طبعًا نحن نقدِّر لهذه السيّدة، نقدِّر وضعها، هي طلبت عدم التصوير، ونحن نعتذر، ولكن مشهد احتضانها لطفلتها وهي مُصابة، مشهد مؤلِم، مشهد مؤلِم في الحقيقة. أنا لا أستطيع أن أغطّي بهذه الكوابل، بالكاميرا، كل هذا المكان.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: إذا أمكن أن تُعيد لنا فقط أعداد الشهداء.</p>
<p> </p>
<p>أحمد غانم: نعم، سنُلقي نظرة على الشهداء. ليس هناك رقم حتى الآن، عُلا. وزارة الصحة لم تضع رقمًا نهائيًا لأعداد الشهداء. ليس هناك رقم نهائي حتى الآن نظرًا لأنّ هناك توافُدًا بأعداد الشهداء والجرحى.</p>
<p>هؤلاء هم الشهداء الآن، مَن وصلوا إلى هنا من الشهداء، 4 بينهم طفل من عائلة العشّي كما تشاهدون. هذا الطفل لم يتجاوز عُمره 3 سنوات. في الحقيقة أنا شاهدته في اللحظة الأولى. صدره خرج، عِظام صدره خرجت من شدَّة القصف الإسرائيلي على المكان، وهو مخيم للنازحين اسْتُهْدِف بشكلٍ كامل. هذه النومة الأخيرة لهذا الطفل الذي لم يتجاوز عُمره 4 سنوات. 4 سنوات. هذه العائلة نحن نعرفها جيّدًا، عائلة العشّي، هم من النازحين الذين جاؤوا من غزّة إلى المنطقة الوسطى في دير البلح، ومن ثم نزحوا مُجدَّدًا إلى خان يونس قبل أن ينزحوا أخيرًا إلى مدينة رفح، واليوم هذا الطفل نزح كل هذا الطريق ووجد أخيرًا نفسه الآن مُضرَّجًا بدمه، وطبعًا عوائل الشهداء كما تتابعون هنا، هذا هي الحال.</p>
<p>ما رسالتكم؟</p>
<p>(حسبنا الله ونِعْم الوكيل. حسبنا الله ونِعْم الوكيل. حسبنا الله ونِعْم الوكيل. ماذا فعل هذا الطفل؟ حسبنا الله عليكم. ماذا فعل هذا الطفل؟ حسبنا الله عليكم. ماذا فعل لكم هذا الطفل؟ حسبنا الله عليكم).</p>
<p>هل هناك أحد آخر من العائلة؟</p>
<p>(الحمد لله).</p>
<p>إذاً هذه هي رسالة الناس هنا في ظلّ استمرار آلة القتل الإسرائيلية في حَصْد المزيد من الأرواح، أرواح المدنيين، وتجري الآن كما ذكرنا سابقًا، عملية إجلاء المزيد من الجرحى. هذا مستشفى ميداني، هذا مستشفى أبو يوسف النجار، هذا المكان أنشِئ حديثًا من أجل أن يكون بديلاً عن مستشفى النجار الذي اضطرّت وزارة الصحة لافتتاحه بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي وزارة الصحة على إخلاء مستشفى أبو يوسف النجار، وبطبيعة الحال هذا خيار المُضطّر، والأوضاع بطبيعة الحال، لو أن إسرائيل كما قالت الوزارة، لو اشتدّ العدوان على مدينة رفح، يمكن أن نشهد حالاً صعبة للغاية، لا يمكن أن تسيطر وزارة الصحة عليها.</p>
<p>الآن مزيد من الشهداء يصلون، المزيد من سيارات الإسعاف تصل. إذاً من الواضح بأنّ هناك إسعافًا، تحويل لعددٍ من الجرحى ربما أو الشهداء، لا نعرف بعد، ولكن الآن وصلت سيارات الإسعاف إلى هذا المستشفى الإماراتي الذي كان من المُفترض أن يكون مستشفى للولادة، مَبْعَث الحياة ومَبْعَث الأمل، ولكن اليوم مع اختلاط الدم بأرضيات هذا المستشفى، في الحقيقة تحوَّل إلى مكانٍ كما تشاهدون لاستقبال الضحايا والشهداء.</p>
<p>إليك علا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: سنبقى مع الصورة. أحمد ابقَ معنا لو سمحت.</p>
<p>أعود إليك سيّد مروان عبد العال. كان يُفترض أن نُجيب على موضوع آخر، ولكن لا بدّ من الوقوف عند هذه المجزرة. واضح أنّ الإسرائيلي يزداد اختناقًا، ليس قادِرًا على المقاومة وشباب المقاومة ورجال المقاومة وعلى المقاومين، ليس قادِرًا على الصمود الذي بات يخنقه، حتى صمود الفلسطينيين، ويُغِيظه حتى يصبَّ جامَ همجيته على الأطفال، تحديدًا، الذين لا يريدهم أن يكبروا حتى لا يصبحوا مقاومين أيضًا في غزّة. تعليق منك على هذه المشاهِد.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: في هذه اللحظة، لا بدّ من الرحمة على أرواح هؤلاء الشهداء، كل الشهداء، وفي الوقت نفسه، التمنّي بالحياة والنجاة لأبناء شعبنا، الذي يقاتل عدوًا يُعْتَبَر، أعتقد لا يوجد أفظع.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: كم الإسرائيلي مخنوق سيّد مروان؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: هذه الهستيريا دليل على هزيمة، لأنّ هذا جُبْن، هذا الشيء الوحيد الذي ينجح فيه العدو الصهيوني، أن يقتل هؤلاء الأطفال، وكما رأينا، كلهم بعُمر الورود، 3 سنوات، أتصوَّر أن الجيش، كنّا نتحدَّث عن جيشٍ، عن فكرة الجيش وقتال الجيش، الجيش عادة يُقاتِل جيشًا، لكن هذا جيش يُقاتِل شعبًا بكل معنى الكلمة، عدوّه هو الشعب الفلسطيني، ويقولها عَلنًا بالمناسبة، وسمعناها على لسان كبار الوزراء والمسؤولين عنده، يتحدَّث عن أنّ هذا الشعب هو عدوّ لإسرائيل، وبالتالي عليهم أن يقتلوا الكبير والصغير، وسمعنا حديثًا عن قنابل نووية وغير ذلك. وهم الآن يقرنون ذلك بالوقائع. العدو عندما يفشل في مواجهة المقاومة، يلجأ إلى ضرب المدنيين عادةً، وكل المجازر التي ارْتُكِبَت عبر التاريخ، ارتكبها العدو الصهيوني.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: جرَّب أن يقاتل المقاومة، أسَرَته وقَتَلته وجَرَحته.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: رأينا هنا في قانا، وفي صبرا وشاتيلا، وفي حولا. دائمًا هو يسعى إلى الضغط على المدنيين ليكون الضغط على المقاومة. لكن بالإضافة إلى سؤالك الذي طرحته في البداية، هناك فارِق كبير بين حرب الجيوش بصراحة، ونحن جرَّبنا، حين قامت الجيوش بحروبٍ ضدّ إسرائيل، وبين مقاومة. كنّا نقول هذه الجيوش لديها كل هذا القَدْر من التسليح، هل تستطيع أن تقوم بعملٍ بحجم هؤلاء المقاتلين الحُفاة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ما الذي يمنع؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أولاً، الذي يُقاتل الآن هم شعب وليس الجيش الفلسطيني، هذا ليس جيشًا نظاميًا الذي يُقاتِل، هذا الشعب.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: أقصد إذا من دون جيش تُهْزَم، كيف إذا اجتمعت جيوش؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أنا برأيي الشعوب لا تُهْزَم. الجيوش يمكن أن تُهْزَم.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: الجيوش هُزِمَت عام 1967.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: لكن الشعوب مستحيل أن تُهْزَم. أنا أرى أنّ هذا تعبير عن إرادة شعب، إرادة شعب معجون بهذه الأرض، بتاريخ هذه الأرض، بإرادة هذه الأرض. هذا لا يُقاتل من اليوم، بل منذ أكثر من مئة سنة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: والإسرائيلي لا يريد فقط أن يقاتل، يريد تهجيراً، بعد القتال يريد التهجير، ولا يريد أن يبقى أحد أصلاً في غزّة.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: طبعًا.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: سيّد علي، تعليق منك أيضًا على هذه المشاهِد التي نراها مباشرة. على كل حال المزيد من الشهداء.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: طبعًا هذه المجزرة تؤكّد أن جيش الاحتلال هو جيش قاتِل ومُجْرِم وليس جيشاً مُقاتلاً. المُقاتِل يواجه مُقاتِلاً إنما هو يواجه مدنيين، فهو جيش قاتِل ومجرِم. أمام المُجاهدين في رفح وجباليا، هو انهزم، فلذلك لجأ إلى استهداف المدنيين. هذا يؤكِّد على طبيعته العنصرية والإرهابية.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هو يعتقد أنه هكذا سيكْسِر حماس أمام وجَع أبنائها ويضغط عليها للذهاب بالمفاوضات باقلّ ممّا ترفعه من سقف.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: نحن نقول لنتنياهو لن تُرْهبنا هذه المجازر ولن تُرْهب شعبنا ولن تكْسِر إرادة شعبنا ولن تكْسِر إرادة المقاومة. المقاومة ستستمرّ. هذه المقاومة ستستمرّ حتى زوال هذا الكيان، وهذا الاحتلال. المقاومة لن تتوقّف في فلسطين. وإنْ حصلت هدنة، هي هِدَن، لكن المقاومة ستستمرّ ما دام هناك احتلال. المقاومة هي دواء الاحتلال، هي قانون الاحتلال، هي احتلال في مقاومة، تتوقّف المقاومة عندما يزول الاحتلال. فاجتماع الكابينت، هذه رسالة من الكابينت، أنه يحاول أن يوجِّه رسالة قوّة لشعبه، أننا نقتل. أنت مَن تقتل؟ الأطفال. هذا ليس قِتالاً، هذا إجرام. هذه برسْم محكمة العدل الدولية التي أصدرت قراراً بوقف العدوان على رفح. هو يضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية. هذا برسْم المجتمع الدولي. أين مجلس الأمن الآن؟ لأنّ هذا تحدّ لمجلس الأمن، وتحدّ للعدل الدولية التي أصدرت قرارًا بخصوص رفح. فلذلك أنا أقول الاحتلال مأزوم، نتنياهو يتخبَّط فينتقم من المدنيين، من الأطفال، من النساء. هذه ليست معركة. هذه مجازر، هذا إجرام. هذه برسْم المجتمع الدولي. هذه برسْم الدول العربية. أين قمّة المنامة؟ اجتمع العرب، ماذا فعلوا؟ لم يخرج شيء. قبل ذلك اجتمعوا وشكّلوا لجنة. لا يوجد شيء. لذلك نحن لا نراهن على الأنظمة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: أليس أفضل لحماس أصلاً ألا يكون هناك رِهان على كل هذا، أليس أفضل أن يكون الحسْم بالأرض طالما اتُّخذ القرار بالتصعيد بالمجازر؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: نحن رهاننا على شعبنا وعلى أبناء أمّتنا وأحرار العالم. اليوم قضية فلسطين قضية عالمية. اليوم طلاب في أميركا يتظاهرون دعمًا للقضية الفلسطينية وضدّ الإرهاب الصهيوني، في أوروبا، في أستراليا. هذا في العالم الأجنبي، دعينا نقول، وكذلك اليوم أبناء الأمّة كلهم مع المقاومة. اليوم قضية فلسطين هي القضية الأولى على مستوى العالم. هذا بفضل صمود شعبنا، مقاومة شعبنا، وكشفت حقيقة هذا الكيان الغاصِب الذي كانوا يقولون عنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، فإذا به الدولة المارِقة في المنطقة، الدولة الإرهابية التي ترتكِب المجازر والمذابِح بحقّ الأطفال والنساء. هذه ليست شطارة وليست قوّة، إذا أراد أن يردّ على قصف تل أبيب وكمين جباليا هكذا، هو دليل أنه مأزوم وأنه موجوع. فلذلك نحن نقول لنتنياهو إذا كنت تريد أسْراك وتريد إنقاذ جيشك، عليك أن توقِف العدوان على غزّة وأن تسحب جيشك من قطاع غزّة، وإلا فإنك ستصل إلى الهاوية. استمرار المعركة ومزيد من الدماء ومزيد من الهزيمة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ليس فقط على صعيد الميدان، إنما على صعيد مصير هذا الكيان كله. حتى التطبيع، الآن بماذا يُفيدهم مُطبِّع ضعيف أو حليف ضعيف في المنطقة؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أنا أقول لك وللسادة المشاهدين، أنّ معركة طوفان الأقصى وضعت قطار التحرير على السكّة الحقيقية. كان القطار تائهًا، ذهبنا في متاهاتٍ عديدة. منذ 7 أكتوبر.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: التحرير لفلسطين فقط؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: طبعًا تحرير فلسطين.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وأيّ تحرير أيضًا؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: عندما تتحرَّر فلسطين، تتحرَّر الأمَّة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: سينتهي التطبيع، لأنه يُحكى كثيرًا عن تطبيع الآن؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أنا أعتقد التطبيع أصبح وراءنا، لأنه ما كان الهدف من التطبيع؟</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ما كنت أسألك عنه، لأنّه بالنسبة للسعودية، يقولون سيكون هناك تطبيع قريبًا جدًا، وأتى طوفان الأقصى ليكْسِر هذا الأمل.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: أنا أقول لك لماذا أميركا فرضت التطبيع على الدول العربية، كانت تقول لهم إنّ عدوّكم إيران، اريد أن أحميكم من إيران، تُطبِّعون مع إسرائيل. اليوم هذا الكيان الذي يريدون التطبيع معه ليس قادِرًا على حماية نفسه. اليوم طوفان الأقصى هزم جيش الاحتلال، هزم الجيش الذي لا يُقْهَر، قيل عنه إنه لا يُقْهَر، أظهر الكيان الصهيوني كأوْهَن من بيت العنكبوت، فأنت تريد التطبيع مع دولةٍ غير قادِرة على حماية نفسها؟ المقاومة في طوفان الأقصى اليوم ضربت الدور الوظيفي للكيان الصهيوني كحامي عروش حلفاء أميركا، وكحامي مصالح أميركا في المنطقة. اليوم نحن دخلنا مرحلة جديدة، لا عودة إلى الوراء. التطبيع سقط.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وصلوا إلى هذه القناعة؟</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: حتى السعودية ماذا تقول؟ إننا لا نُطبِّع إلا إذا أقيمت دولة فلسطينية، فردّ عليهم غالانت، قال لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، ومَن يتحدَّث عن دولةٍ فلسطينيةٍ غير صحيح كلامه. لذلك أنا أقول طوفان الأقصى أسقط التطبيع، أسقط الدور الوظيفي للكيان الصهيوني، ضرب مصالح الغرب في المنطقة، وفتح الباب على مصراعيه لمعركة التحرير القادمة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: وينهي نفسه بنفسه، فقط قبل أن نذهب للزميل أحمد، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تقول خضنا اشتباكات ضارية مع قوّةٍ من جيش الاحتلال تحصَّنت داخل منزل في بلوك 2 في مخيم جباليا، وأوقعنا القوّة بين قتيل وجريح. </p>
<p>أذهب إليك أحمد من جديد. تفضّل.</p>
<p> </p>
<p>أحمد غانم: نعم علا، الآن جرى تحويل بعض هؤلاء الجرحى إلى المستشفى الميداني في تل السلطان، المستشفى الحكومي، وكذلك الشهداء سيجري نقلهم إلى الثلاّجات الآن.</p>
<p>يعطيك العافية دكتور.</p>
<p>(الله يعافيك).</p>
<p>كيف الحالات التي وصلتكم؟</p>
<p>(صعبة جدًا جدًا، تقشعِّر منها الأبدان، أمر غير طبيعي، هذه إبادة بأتمّ معنى الكلمة. جاءتنا الشهيدة مقطوعة الرأس من دون رقبة، من دون عنق. وهناك أيضًا مُصابة النصف السفلي من جسمها مفقود، مبتور. أمر غير طبيعي. والأطفال أيضًا، بعض الإصابات للنساء والأطفال، نحو 10 إصابات من الأطفال ممَّن جاؤوا لهذه المستشفى وتمّ التعامُل معهم، ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل).</p>
<p>كيف الوضع الطبي في رفح الآن دكتور؟</p>
<p>(سيّىء جدًا، والمنظومة الصحية مُنهارة تمامًا، والمستشفى الكويتي وحده كان يعمل في رفح، تمّ إخلاؤه من الخدمة، وهنا أبو يوسف النجار انتقل للإماراتي للعمل قَدْر المُستطاع لإنقاذ حياة المُصابين).</p>
<p>ماذا عن الإمكانيات يا دكتور؟</p>
<p>(الإمكانيات ضعيفة ومعدومة ونحن نعمل قَدْر المُستطاع).</p>
<p>ما رسالتكم للعالم كنظامٍ صحي الآن في رفح، لو اشتدّت العملية العسكرية على رفح، كيف سيكون الوضع هنا؟</p>
<p>(مأساوي جدًا، الوضع سيكون مأساويًا جدًا، هناك مجازر وإبادة كثيرة جدًا لا تتحمّلها المنظومة الصحية، ونناشد العالم فعلاً بوقْف هذه الإبادة الجماعية وهذه المهزلة اللاإنسانية من قِبَل جيش الاحتلال الصهيوني).</p>
<p>شكرًا لك دكتور. إذاً علا كما استمعت، وضع المنظومة الصحية مُنهار من قبل هذا العدوان، لكن جاء هذا العدوان ليُفاقِم وضعه. نحن ما زلنا نتحدّث عن استمرار إغلاق معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم حيث تدخل المساعدات الطبية والإغاثية. هؤلاء الجرحى المُصابون بحالةٍ خطرة لن يستطيع أحد تحويلهم للمستشفيات العربية، لا تتوافر الإمكانيات الطبية لعلاجهم في المستشفيات، هناك أكثر من 80 ألف جريح، أكثر من 10 آلاف جريح منهم يحتاج إلى تدخّلات طبية عاجلة خارج حدود قطاع غزّة، وبالتالي هم محرومون، وسيُحْرَم هؤلاء من الحصول على العلاج. إذا كان لهذا الشاب فرصة في العلاج، فإنه في غزّة قد لا يمكن على الإطلاق أن يحظى بإنقاذ ربما قدمه، ولكن نسأل الله له السلامة ولبقية الجرحى، ولكن أيضًا ما شاهدناه من حالات للأطفال، الأطفال أصيبوا أيضًا بحالٍ كبيرة من الرعب، لا يمكن الفصل بين الإصابات التي منيَ بها هؤلاء الأطفال، وما بين حالتهم النفسية، بعض هؤلاء الأطفال شاهدناهم وهم يرتعشون في الحقيقة، وهم يرتعشون للغاية، وهذا طبعًا مؤشّر كبير. هذه طفلة أيضًا مُصابة، كم عُمرها؟</p>
<p>(لا أعرف. أنا أخذتها وهي مُصابة. لا أعرف. ربما عُمرها 6 أشهر، 8 أشهر).</p>
<p>إليك علا، إليك.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: نبقى مع الصوَر من رفح. أعود إليك سيّد مروان. أين دور الوسطاء؟ لماذا لا تُفْتَح المعابر؟ لماذا معبر رفح لا يزال مُقفلاً؟ ماذا ينقص بعد أكثر من هكذا مشاهِد؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: هناك أمر يقتل أكثر مما يجري هو هذا الصمت المُريب حقيقة، هذا العجز الواضح تمامًا، على الاقلّ ليخجل العالم.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: عجز؟ تواطؤ؟ ما هو؟ ألا يوجد تفسير ولا تبرير؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: هناك تبرير أن هناك شركاء. أنا أعتبر ليست إسرائيل وحدها مصلحة أميركية، أيضًا هناك أنظمة مصلحة أميركية.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: كيف يعني؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أنّ أميركا لها أيضًا حلف ولها مصالح في هذه المنطقة، فدائمًا كانت.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: دعنا هنا نتوقّف أيضًا عند موضوع المينا، بضعة أمواج فكَّكت ميناء بحريًا، قيل إنه مُخصَّص للمُساعدات؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أنا أعتقد أن المُساعدات كانت الإسم الحَرَكي للميناء.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: مُبرّر.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: مُبرّر، الإسم الحَرَكي.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: مُزيَّف.</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: فكرة المُساعدات الإنسانية كانت دائمًا مدخلاً لوجود سياسي وأمني وعسكري واستخباراتي على كل المستويات.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: ما المطلوب؟ لأن وقتنا انتهى، بشكلٍ سريع، ما المطلوب الآن إنْ كان على صعيد الدول المُتواطئة، على صعيد جبهات الإسناد، ما المطلوب؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: أولاً، جبهات الإسناد لها دورها، ونعتقد أن دورها يتصاعَد، بالعكس، ما لمسناه أيضًا في لقاءاتٍ لقيادة المحور على أكثر من صعيد أنّ فلسطين هي عقيدة هذا المحور، وهذا المحور أيضًا سيُمارِس الإسناد ولن يترك جبهة فلسطين جبهة حَصْرية.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: هذا بطهران تقرَّر؟</p>
<p> </p>
<p>مروان عبد العال: نعم، ليست جبهة حَصْرية. الإسرائيلي يريد منها أن تكون جبهة حَصْرية، والأميركي يسعى أن تكون جبهة حَصْرية. هذه لن تكون جبهة حَصْرية.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: كل الشكر لك مروان عبد العال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والشكر موصول للسيّد علي بركة رئيس دائرة العلاقات الوطنية لحركة حماس.</p>
<p> </p>
<p>علي بركة: فقط نصف كلمة، لنتنياهو المجرم، غزّة ستبقى قلعة للمقاومة، وأسرى الاحتلال لن يروا النور إلا بعد أن يستجيب نتنياهو لشروط المقاومة، وأولها وقف العدوان عن قطاع غزّة.</p>
<p> </p>
<p>علا الملاح: يا ربّ، الله يقوّي الشباب المجاهدين بكل ساحات المقاومة، شكرًا لكما علي بركة ومروان عبد العالم. انتهت مشاهدينا حلقة نقاش. شكرًا للمتابعة، وإلى اللقاء.</p>