الدكتور محمد الهندي

كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي إلى الغليان داخل المجتمع الإسرائيلي في فلسطين المحتلة؟ هل نجحت الحركة في ترميم خسائر العدوان الأخير على غزة؟ وماذا عن المواجهة مع الاحتلال؟ ماذا عن المقاومة في الضفة بعد معركة جنين الأخيرة وماذا عن لقاء الفصائل في القاهرة؟ الدكتور محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في حوار خاص على شاشة الميادين.

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أهلًا بكم مشاهدينا إلى حوار خاص من الميادين.</p> <p>مشاهدينا تتقاطع مسارات الأحداث في فلسطين المحتلّة لتولد مرحلة استثنائية حُبلى بالتطوّرات التاريخية.</p> <p>فالمشهد الإسرائيلي يزداد قتامة وتعقيدًا في ظلّ استفحال الأزمة الأعمق في تاريخ كيان الاحتلال، تتمظهر على شكل انقساماتٍ واضطراباتٍ وحالات عصيان تجاوزت بأشواط ٍالخلاف على تعديلات قضائية إلى مُعضلةٍ كيانيةٍ تُهدّد أسس الكيان.</p> <p>كلّ هذا بالتوازي مع مظاهر القوّة المُتزايدة في المشهد الفلسطيني من صلابة الموقف المقاوِم في جنين إلى مناعة غزَّة على الكَسْر، إلى عوامل القوّة المُتراكمة لدى المقاومة ومحورها.</p> <p>على المستوى السياسي، حراك فلسطيني - فلسطيني قد يُمثّل خطوة نحو تعزيز الموقف الوطني، إذ يأتي لقاء عباس - هنية في أنقرة ليُمهّد الطريق للقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة نهاية هذا الشهر.</p> <p>مُشاهدينا، هذه الملفات الفلسطينية سنُناقشها مع ضيفنا في الاستوديو في هذا الحوار الخاص نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي.</p> <p>دكتور حيّاك الله، أهلًا بِكَ على شاشة الميادين في هذا الظرف الفلسطيني الاستثنائي.</p> <p>دكتور نبدأ بالأهمّ على الساحة الفلسطينية وهو المقاومة الفلسطينية في عموم فلسطين وتحديدًا الآن في الضفة الغربية.</p> <p>عمليات الاغتيال مستمرّة، اغتيال ثلاثة مُناضلين اليوم في نابلس، اقتحامات أيضًا لطول كرم ومخيمات في شمال الضفة الغربية، وبالتالي تقديراتكم كحركة جهاد إسلامي، الوضع في الضفة الغربية كيف هو في هذه اللحظة؟</p> <p>محمد الهندي: بسم الله الرحمن الرحيم، أولًا إسمح لي أن أتقدّم بالتعازي لأهالي الشهداء كلّ شهداء الشعب الفلسطيني، =نحن شعب نهضنا منذ أكثر من قرن، نُقاوم هذا المشروع الذي زرعه الاستعمار في قلب الأمّة الإسلامية ليمنع نهضتها ويمنع استقلالها الحقيقي ويمنع أيّ تحرّر حقيقي في المنطقة، والشعب الفلسطيني هذا دوره وهذه مسؤوليّاته وهو في أسوأ الحالات وفي أكثر الحالات اختلالًا في موازين القوى كان يُقاتل، وحتى عام 1987 في الانتفاضة الأولى ماذا كان يمتلك الشعب الفلسطيني؟ لم نكن نمتلك شيئًا إلا الحجارة فقط. ولذلك إيماننا بهذه القضية إيمان راسخ وإنْ شاء الله نحن مستمرّون.</p> <p>الآن الوضع مُختلف، إذا نحن قاتلنا في أكثر الأوقات صعوبة وشدّة الآن الحمد لله وضع المقاومة في غزَّة الكل يعرفها، سرايا القدس قاتلت كفصيلٍ واحدٍ، يُقاتل على مدى خمسة أيام ويقصف تل أبيب ومشارف القدس وإسرائيل التي تُخيف كلّ المنطقة وتَردَع كل المنطقة لا تستطيع أن تَردَع فصيلًا واحدًا في قطاع غزَّة. وفي الضفة الغربية جنين، قاتلت الفصائل الفلسطينية وتوحّدت في هذا القتال، والسرايا قادت هذا التصدّي لجيش إسرائيل، والذي يسمع الوحدات التي دخلت في هذه المعركة والأعداد التي دخلت والآليات التي شاركت يعتقد أنّ إسرائيل تدخل حربًا مع دولةٍ عظمى وهي التي تحدّثت عن الآلاف الذين دخلوا من وحدات مُختلفة ووحدات النخبة وغيرها، وهي لم تستطع أن تُحقّق أيّ شيء، وكان نتنياهو يبحث عن صورةٍ ليقول أنه أعاد الردع وإذا به بعد ذلك يتحدَّث هو ووزير حربه عن أنّهم قضوا على 12 مقاتلاً فلسطينياً، فإذا هم معظمهم مدنيين وبعضهم أطفال ولم يُصب أيّ من المطلوبين في جنين وبقيت جنين وبقيت السرايا قوية وبقي المخيّم قويًا وإسرائيل لم تُحقّق أيّ ردع.</p> <p>إذًا الشعب الفلسطيني قاوَم في حالات ضعفه فكيف لا وهو اليوم أكثر وعيًا وأكثر قدرة على فَهْم ما يدور حوله وأيضًا يمتلك إمكانيات معقولة في التصدّي لهذا العدو ويُحقّق إنجازات حقيقية على الأرض. إسرائيل عندما انسحبت من غزّة لم تنسحب لأنّها والله لا تريد غزَّة، انسحبت لأنّ هناك مقاومة. ولذلك في الضفة الغربية انسحبت أيضًا من البُؤر الاستيطانية في شمال جنين، اليوم تُريد أن تُعيد هذه البؤر وتُريد للسلطة أن تقوم مرة أخرى بالدور الأمني المطلوب منها.</p> <p>ولذلك أنا أقول لك الآن الحمد لله إذا سألت أنت عن إمكانيات المقاومة وعن وضع المقاومة، الشعب الفلسطيني يمتلك إمكانيات معقولة، يصنع سلاحه بنفسه، في السابق كان يعتمد على التهريب أو في المراحل الأولى كان يستجدي سلاحًا ولم يكن أحد يعطيه هذا السلاح، اليوم هو يصنع سلاحه الذي يُقاتل به.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: واضح دكتور الهندي أنّكم أخذتم في حركة الجهاد الإسلامي قرار الكفاح المُسلّح، المقاومة المُسلّحة في الضفة، وهذا القرار ربما قبل عام أو عامين كان يبدو قرارًا صعبًا أو مستحيلًا أن تكون هناك مقاومة مَثيلة لشقيقتها في غزَّة مع اختلاف الإمكانات والقدرات، لكن نجحتم في أن تكون هناك مقاومة مسلّحة في شمال الضفة.</p> <p>الخطر الآن هو أنّ إسرائيل تُريد أن تُنهي هذا المشروع المقاوِم في شمال الضفة، الإجراءات التي اتخذتموها في الحركة للاستمرار وتطوير هذا العمل، هل هناك رؤية عند حركة الجهاد الإسلامي لهذا الأمر؟</p> <p>محمد الهندي: إسرائيل تُريد أن تُنهي أية مقاومة في أيّ مكان، في غزَّة، في الضفة، في أيّ مكان، حتى في المنطقة كلّها. إسرائيل هي هذه جزء من الغرب ومن المشروع الغربي في المنطقة ولا تُريد مقاومة، ولذلك هي في غزَّة هي قالت عندما انسحب شارون إذا خرجت طلقة واحدة من غزَّة سندمّر غزَّة، وأصبحت الآن تخرج صواريخ من غزَّة تصل إلى تل أبيب.</p> <p>في الضفة الغربية الموضوع أخطر، لأنّ غزَّة على المستوى الاستراتيجي ليست كالضفة الغربية، الضفة الغربية قلب المشروع الصهيوني، وهناك مناطق في الضفة الغربية لا تبعد عن البحر سوى 10-12 كيلومتراً مثل "قلقيلية"، ولذلك إسرائيل عندما اخترعت أوسلو وحلّ الدولتين هي اخترعته فقط للالتفاف على مقاومة الشعب الفلسطيني وعلى انتفاضته الأولى وليس من أجل تطبيقه، والآن هي لا تُطبّقه لأنّه من دون الضفة الغربية ليس هناك إسرائيل.</p> <p>الآن إسرائيل هذه إرادتها، ولكن إرادة الشعب الفلسطيني إرادة مختلفة، الآن لو لم تكن هناك فصائل ولا سرايا قدس ولا مقاومة فاليوم يخرج شاب فلسطيني يُقرّر أن يقوم بمفرده من دون أيّة إمكانيات ويخرج بسيارته أو بسكين المطبخ ويقوم بتنفيذ عملية في وسط تل أبيب. هناك عمليات في قلب تل أبيب لم يكن المُنفّذون مثلًا ينتمون إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، كان قرارهم فردياً، المقاومة أصبحت مسألة ونحن رأينا وعدونا في أوسلو وبحل الدولتين و30 سنة سُرِقت الضفة الغربية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: الخيار لم يُجدِ.</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: ولذلك المقاومة هي قرار ليس فقط في الجهاد الإسلامي، صحيح أنّ الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، سرايا القدس في الضفة الغربية، الكتائب التي تُشكّلها السرايا سواء كتيبة جنين، طول كرم، جبع، في كلّ المناطق تُشكّل، هي في رأس الحربة ولكن هذا قرار الشعب الفلسطيني كلّه. الآن أنت شاهد، هل هناك أحد من الشعب الفلسطيني يُؤمن بالمفاوضات مع إسرائيل؟ حتى أصحاب مشروع التفاوض مع إسرائيل لا يؤمنون بالمفاوضات ويعرفون أنّها لم تُنتِج شيئًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذا رأي غالبيّة الشعب الفلسطيني دكتور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: طبعًا، وأهالي المقاومين وأهالي الشهداء، أنت إسمع في وسائل الإعلام ماذا يقولون، يستشهد إبنهم وتأتي أمّه لتتحدّث بمعنوياتٍ عالية، يأتي والده وزوجته لتتحدّث بمعنوياتٍ عاليةٍ جدًا، تُعطي إيماناً وقوّة للشعب الفلسطيني.&nbsp;</p> <p>لذلك، صحيح إنّنا فصائل مُقاومة، هناك كتائب تُشكّلها السرايا في أكثر من مكانٍ في الضفة الغربية، ولكن نحن نعتمد على هذه الروح وعلى هذا الإيمان الذي يُشكّله شعبنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، ما هو طموح المقاومة الفلسطينية عمومًا وسرايا القدس وحركة الجهاد خصوصًا في الضفة الغربية؟ ما هو طموحكم في الضفة الغربية؟ أكثر ممّا رأيناه في بأس جنين؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أولًا نحن نُدرك أنّ هذه معركة طويلة ومفتوحة وستكون هناك تضحيات عالية وكبيرة وإسرائل لن تُسلّم في موضوع الضفة الغربية كما سلّمت في موضوع غزّة، حتى غزّة نحن دفعنا ثمنًا كبيرًا من خيرة قادة المقاومة، فصائل المقاومة جميعًا، دفعنا ثمنًا كبيرًا حتى تنسحب إسرائيل من غزّة ولا زالت هي تُحاصر غزّة، ليس هنالك حرية وتعرف وضع غزّة كيف، فكيف الضفة الغربية؟</p> <p>إذًا يجب أن نُدرك في البداية أنّها معركة طويلة دموية، ولكن إيماننا بحقّنا وإيماننا أنّنا سننتصر في هذه المعركة إيمان راسخ، لا بديل للانتصار.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هل هناك هدف دكتور تعملون عليه لنقل أجنحة المقاومة، المقاومة المُسلّحة، من شمال الضفة إلى جنوبها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أولًا نحن نُؤمن بوحدة الشعب الفلسطيني على أساس المقاومة، الآن لأن هناك جو الحوار وغيره، نحن الوحدة أساس في رؤيتنا ولكن على أيّ أساس نتوحَّد؟ على أساس صمود الشعب الفلسطيني، تعزيز هذا الصمود، لأنّه هو شعب المقاومة، هو الذي سيمدّنا بشباب المقاومة وهو الذي سيحمينا ويحضننا، أهالي الشهداء وهذا الشعب الذي أثبت أنّه مُستعدّ دائمًا أن يُقدِّم التضحيات. وحدتنا، وهذه الوحدة على أساس حماية صمود الشعب الفلسطيني وحماية المقاومة والثوابت الفلسطينية، على هذا الأساس نحن نمضي.&nbsp;</p> <p>الآن الانتقال من مكانٍ إلى مكانٍ هذا تحصيل حاصل، كانت كتيبة جنين في البداية الكل يتحدّث عن مخيّم جنين التي إسرائيل من 22 سنة قامت بهذه العملية الكبيرة والآن عادت إلى نقطة الصفر، وعندما دخلوا في ثأر جنين أو في بأس جنين قالوا إنّنا سنُعيد المسائل إلى ما كانت عليه وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أنّهم عادوا إلى نقطة الصفر مُجدّدًا، جنين هي جنين والمقاومة هي المقاومة والسرايا هي السرايا والكتيبة هي الكتيبة ونتحدّاهم، ولذلك قالوا للسلطة أمامكم اختبار نحن لا نريد أن ندخل إلى المخيّم إلا عندما تكون هنالك معلومات عن قنبلة مُتكتكة، يعني عند الضرورة القصوى.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، بما أنّك ذكرت السلطة، موقف السلطة في مسألة شمال الضفة أو الضفة عمومًا موقف مُلتبِس كثيرًا، وهناك تساؤلات حوله وهناك انتقادات أيضًا في الشارع الفلسطيني وهناك ارتفاع للصوت مُنتقِد لأداء السلطة ولأجهزة أمن السلطة في التعاطي مع الضفة الغربية. دكتور، ما حقيقة دور السلطة في هذه المنطقة؟ لأنّ السلطة الفلسطينية تنفي أن يكون هناك استهداف للمقاومة الفلسطينية أو دور مَنوط بها وفق اتفاقات مع إسرائيل أو عبر وسطاء الخ... تنفي هذه التُهمة تمامًا، بينما المقاومة الفلسطينية وهناك نُخَب فلسطينية ليس فقط المقاومة، حتى نُخَب مستقلّة، ترفع صوتها للقول بأنّ دور أجهزة الأمن الفلسطينية في شمال الضفة دور مشبوه ودور وظيفي والخ... نُريد أن نسمع تقديرات حركة الجهاد والموقف الحقيقي في هذه النقطة تحديدًا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: دعني أشرحها، اتفاقيات أوسلو وتأسيس السلطة عام 1994 على أساس الشراكة مع إسرائيل وعلى أساس أنّ هذه سلطة ولها التزامات أمنية مُحدَّدة، كانت المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي تقومان بعمليات، كانت السلطة تقوم باعتقالات وتقول أنّ هناك مشروعاً وطنياً وهناك دولة فلسطينية موعودة وهناك اتفاقيات للانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزّة وهناك مشروع وطني وهذه العمليات تُعيق هذا المشروع الوطني وتمسّكوا بهذه الحجّة. الآن بعد 30 سنة، هل هناك مشروع وطني؟ نحن نرى إسرائيل التي حوّلت الضفة الغربية إلى إسرائيل ثانية، مُستوطنون ومُستوطنات يوميًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: النتائج كارثية لأوسلو هذا مُجْمَع عليه.</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: النتائج كارثية.&nbsp;</p> <p>إسرائيل تقول لهم إنّ الاستيطان مُستمر والاستيطان سيتزايد وهؤلاء الفاشيون الكهانيون الآن قرار الحكومة الإسرائيلية في يدهم، ماذا يقولون؟ خُطّة الحسم، هذه خُطّة الحسم لا تعترف حتى بالسلطة ولا تعترف بأنّ السلطة لها دور سياسي، وهم الآن عندما قالوا لهم هل قالوا لهم مُفاوضات سياسية؟ هل قالوا لهم لقاءات سياسية؟ لم يقولوا شيئًا، قالوا أمامكم اختبار في جنين تقومون به ونحن لا نُريد اجتياح جنين في الوقت الذي يجتاحون فيه المدن الفلسطينية التي تخضع للسلطة الفلسطينية، كيف يكون ذلك؟ إذا كانت إسرائيل لا تريد أن تجتاح فلماذا تجتاح نابلس وطول كرم وتجتاح مدناً أخرى وهي تابعة للسلطة الفلسطينية، هي تقول لهم أجتاح وقتما أشاء، كلّ المدن في المنطقة يتمّ اجتياحها وليس هناك أيّ أفق للمفاوضات ولا لأية لقاءات سياسية والمسألة أمنية قوموا بدوركم في جنين التي فشلت إسرائيل في اجتياحها. الخطورة هنا، ولذلك نحن نقول بشكل واضح هذه القراءة السياسية، البعض يُريد أن يُعطي اتهامات للسلطة والبعض يُبرّئ السلطة، أنا أتحدّث عن واقعٍ سياسي قائم، الواقع السياسي أنّ إسرائيل تجتاح المدن التابعة للسلطة الفلسطينية وفي نفس الوقت تقول ليس هناك أيّ لقاء سياسي وليس هناك اعتراف بالسلطة الفلسطينية، هناك مشروع الحسم وأمامكم ثلاثة خيارات إما أن تعملوا خَدَمًا عندنا كما نشاء أو ترحلوا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، موضوع الاعتقالات أثار جدلًا في الشارع الفلسطيني بين أن تكون هذه الاعتقالات لمناضلين وعلى خلفية المقاومة الفلسطينية، والروايات أو تبرير السلطة الفلسطينية أنّ هذه الاعتقالات لا علاقة لها بموضوع المقاومة والمناضلين الخ... بمعنى ليست اعتقالات سياسية واستهداف سياسي لفصائل المقاومة الفلسطينية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: صحيح يُقال ذلك، عندما تأتي المحكمة وتُبرّئ هؤلاء وتقول بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين والأجهزة الأمنية لا تلتزم بقرار المحاكم الفلسطينية ماذا نقول؟ لو كان هناك أيّة اتهامات أخرى فلماذا تُبرّئُهم المحاكم والقضاء يقول يجب إطلاق سراحهم فورًا والأجهزة الأمنية ترفض ذلك. هناك مُعتقلون من الفصائل الفلسطينية ملفّهم كلمة واحدة هذا مَحجوز على ذمّة المُحافظ، هذا كل ما هو موجود في الملف، ولذلك هذه ذريعة لا تُقنِع أحدًا والكل يعرف ذلك، قالوا مثلًا أنّ هناك إطلاق نار على مركز للشرطة الفلسطينية، المعتقلون قبل هذه الحادثة.. والمعتقلون هم مُجاهدون مَعروفون بالإسم وبعضهم أسرى مُحرّرون وبعضهم قادة ومُقاتلون في فصائل المقاومة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لا خلفيات جنائية ولا إحراق مخفر؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: ولا شيء، أنا أقول لك الملف كما ذكرت لك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، أيضًا من تعقيدات المشهد الفلسطيني الميداني أنّه في الوقت الذي تُوجّه فيه حركات المقاومة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية انتقادات للسلطة وللإسرائيليين قالوا بشكل واضح (حكومة نتنياهو) يجب إنقاذ السلطة لتقوم بدورها، إنقاذ بالمعنى الاقتصادي، أو إعطاء دور للسلطة الخ... لكن في نفس الوقت هناك وحدة ميدان مع حركة فتح، كتائب شهداء الأقصى تُقاتل معكم جنبًا إلى جنب في جنين وفي نابلس وفي العديد من المدن حتى في غزّة، بالتالي هل نعتبر ذلك نوعاً من التناقض أو هناك تباعُد، يعني حركة فتح أصبح قرارها في مكانٍ والسلطة في مكانٍ آخر. أيضًا ما حقيقة هذا التعقيد الجزئي في المشهد الفلسطيني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هو ليس تعقيدًا، هذا هو الحل، الحل نحن نريد وحدة حقيقية بين الفصائل وبين المقاومة وهذه تحقّقت في الميدان، ما حصل في جنين وما حدث في غزّة أو أيّ مكان فيه مقاومة أنّ هذا الشعب الفلسطيني، القضية ليست قضية الجهاد الإسلامي ولا قضية فتح وشهداء الأقصى بل قضية الشعب الفلسطيني كلّه، هو المُسْتهدَف وليس المُسْتهدَف فقط كتيبة جنين، بل هو المُستهدَف كله في الضفة الغربية.&nbsp;</p> <p>نحن نُحقّق الوحدة في الميدان، انقسم الشعب الفلسطيني عندما جاءت أوسلو، انقسمنا، وإلا قبل ذلك كُنّا نقاوم في 1987 وكانت تصدر بيانات مشتركة من كلّ الفصائل، وسنة 2002 عندما ذهبنا إلى السياق الطبيعي للشعب الفلسطيني سياق المقاومة في انتفاضة عام 2000 توحَّد الشعب الفلسطيني مُجدّدًا ولم نعد نسمع لا فتح ولا حماس ولا جهاد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هو الشعب والمقاومة في الميدان حتى الشعب الفلسطيني مُوحَّد في خياراته وفي قراراته وفي نظرته وتعاطيه الإعلامي، يعني هناك وحدة فلسطينية كاملة، الانقسام في النخبة السياسية الفلسطينية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: الوحدة تحقّقت في جنين في الميدان، نحن في سرايا القدس في جنين نتقاسم مع شهداء الأقصى كلّ شيء، الطعام والسلاح، وطبعًا المؤتمر الصحافي كان فيه سرايا القدس وكتائب القسّام وشهداء الأقصى وكتيبة أبو علي مصطفى كانوا جميعهم في مؤتمر صحافي واحد، هذه الوحدة الفلسطينية الحقيقية، نحن منذ عام 2011 نتحدّث عن حواراتٍ تارة في القاهرة وطورًا في مكّة ولاحقًا في الدوحة وأخرى في غزّة وفي النهاية تُصدر بيانات ونصدر بيانات ولا أحد يُطبّق شيئاً، قرارات مجلس مركزي وقرارات مجلس وطني ما الذي جرى فيها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، هذا سأتحدّث فيه بالتفصيل على ضوء تحديد موعد لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في نهاية هذا الشهر في القاهرة، لكن قبل ذلك الوضع الداخلي الإسرائيلي.</p> <p>أنتم في حركة الجهاد الإسلامي كيف تُتابعون ما يجري في داخل إسرائيل وما هو تقييمكم لمآلات هذا المشهد الذي نُتابعه يوميًا في شوارع فلسطين المحتلة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هناك انقسام حقيقي في إسرائيل، هذا هو حلّ الدولتين، دولة للشرقيين ودولة &nbsp;للأشكناز الغربيين، هناك صراع حقيقي، ليس معنى ذلك أنّ هذا بيت العنكبوت سنُفكّكه خلال الشهر المقبل أو الذي يليه، لا هذا صراع سيأخذ مداه وهذه إسرائيل هي قوّة امتداد للغرب وللهيمنة والسيطرة هذه هي إسرائيل وليست إسرائيل بعض المُتديّنين الذين يذهبون لحائط البُراق للاحتفال ووضع الأوراق، لا، هذه إسرائيل مشروع غربي جاء ليُهيمن على كلّ المنطقة، الآن هذا يتفكّك وهذا التفكّك الذي بدأ سيستغرق مدى طويلاً وواسعاً، ولذلك الأمريكي ينظر بانزعاجٍ كبيرٍ لما يحدث في إسرائيل، الرئيس بايدن يتدخّل ونتنياهو لا يستجيب لأنّ المسألة أصبحت حياة نتنياهو ومُستقبله ومُستقبل شركائه الذين يُهدِّدونه إنْ استجاب لأيّة توافقات داخلية الحكومة ستنهار وهو يذهب إلى السجن.</p> <p>ولذلك إسرائيل حقيقة بدأت مرحلة وأتوقّع أنّ الهجرة العكسية من إسرائيل وخاصة أصحاب الميول العلمانية ستبدأ وتزداد وتتّسع.</p> <p>المسألة حتى لو توافقوا وحتى لو اتّفقوا، الانقسام حصل وحدث وعميق على المستوى الاجتماعي وأنت ترى فيديوهات كيف يتحدّثون لبعض.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: بكراهية وحقد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: بكراهية وحقد بين الشرقيين والغربيين والقصة كبيرة. إسرائيل بُنيت على أيّ أساس، أصلًا هل هناك رئيس وزراء غير غربي جاء في تاريخ إسرائيل أو وزير حرب باستثناء واحد وهو موفاز كان أصله فارسياً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هي دولة عنصرية بالكامل، لكن دكتور كيف يستفيد الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ممّا يحدث في إسرائيل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أنا أقول لك، حصلت تغيّرات ليس على مستوى إسرائيل فقط وهذا كله لمصلحة المقاومة في فلسطين، حاليًا هناك تغيّرات على مستوى العالم بأسره، الحرب العالمية الدائرة اليوم في أوكرانيا هذه حرب عالمية ونتيجتها ستتأثّر فيها كلّ المنطقة والإقليم سيتأثّر، هذه التغيّرات مهما كان حجمها لن تكون أمريكا كما كانت في السابق، هي تُهيمن على العالم بشكلٍ مُطلق، هذا لصالح المُستضعفين ولصالح المقهورين ولصالح المقاومين في فلسطين.&nbsp;</p> <p>الإقليم، كيف كان الإقليم خلال العشر سنوات الماضية، ترامب كان بإشارة واحدة كلّ الإقليم يُهروِل مع إسرائيل وكانوا يتحدّثون عن مسألة التطبيع مع السعودية وإيران عدو جديد وتحالف في المنطقة لمواجهة إيران. الآن تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية ويتحدّثون عن مصر، الآن هذا الصراع العالمي إنعكس على المنطقة والإقليم، العشر سنوات الأخيرة التي تحتوي اتفاقيات أبراهام حاليًا كلّها تتراجع إلى الخلف، هذه التغيّرات الإقليمية لصالح الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية.&nbsp;</p> <p>ما يحدث في إسرائيل الآن، أيّ تفسّخ داخل المجتمع الصهيوني سيكون لصالحنا.&nbsp;</p> <p>وأيضًا تغيّرات عندنا في المقاومة، مَن كان يمتلك شيئاً، أنت تحدّثت عن جنين قبل قليل، ماذا كانت تمتلك المقاومة في جنين قبل سنة؟ كنا نحفر بالصخر، أظافرنا في الصخر ولم يكن لدينا شيء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: كان الحديث دكتور في ذلك الوقت عن تدجين الضفة وعن سكون الضفة وعن صمت الضفة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: الآن إسرائيل لا تستطيع أن تردع مُخيّماً في الضفة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: مع العِلم أنّه في ذلك الوقت كانت المقاومة الشعبية مُستمرة، الاعتصامات، الإضرابات، التظاهرات في الضفة، لكن الآن نتحدّث عن المقاومة المُسلّحة، كان الحديث قبل عام ونصف العام تقريبًا عن النجاح في مشروع تدجين الضفة.&nbsp;</p> <p>لكن دكتور ما يحدث في إسرائيل الآن ألا يضع في حسابات حركات المقاومة الفلسطينية بأنّ الحكومة الإسرائيلية هذه قد تلجأ للتصعيد على جبهةٍ ما ومنها ربما الضفة أو غزّة أو حتى في الخارج لتصدير أزمتها نحو الخارج وإعادة توحيد الجيش والمجتمع في إسرائيل الخ... هل هناك حسابات لديكم أو توقّعات بهذا الأمر؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أولًا توحيد المجتمع داخل إسرائيل هذا لن يحصل وطوال عمرهم لن يتوحّدوا بعد الذي &nbsp;جرى. ثانيًا مَن الذي شنّ كلّ العمليات على قطاع غزّة وفي لبنان، هل كان سمودريتش أو بن غفير؟ أكبر الجرائم التي ارتُكِبَت من قِبَل إسرائيل كان يرتكبها اليسار وعندما كان حزب العمل في السلطة. ولذلك ليس لدينا تخوّف، الأساس في مواجهة إسرائيل حتى عندما تشنّ حرباً على غزّة ونحن خرجنا من ثلاث وأربع حروب في عدّة سنوات، هذه المسألة لا تُخيفنا، المهم وحدتنا وإيماننا وإمكانياتنا هي الأساس بالتصدّي لإسرائيل، وأنا أقول لك إسرائيل في أيّة مواجهة لن تَردع قطاع غزّة ولا الضفة الغربية في أيّة مواجهة أبدًا، حتى لا تردع مقاوماً واحداً، كل العالم يرى هذه الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها شباب المقاومة في جنين وفي غير جنين، هذه الروح لا يُمكن كَسْرها، الآن قد نستشهد وتضحيات لكن نحن نعرف أنّ هذا طريق طويل وصعب وطريق فيه تضحيات، الشعب الفلسطيني وطّن نفسه لذلك، المقاومة وطّنت نفسها لذلك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: القضاء على المقاومة أو هزيمتها أو ردعها أمر مستحيل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أمر مستحيل، لا يمكن، حتى لو لم يكن هناك جهاد إسلامي وكتائب القسّام ولا شهداء الأقصى، الشعب الفلسطيني كله سيقاوِم، الذي يحصل في الضفة الغربية هو معركة يكون لديك بيت وأرض وعدد من شجر الزيتون ترتزق منها وفي اليوم التالي يأتي المستوطن يأخذ بيتك، ونحن شاهدنا عائلة صب لبن في القدس منذ عدّة إيام ويُنزِلون السيّدة العجوز من منزلها ويرموها، هذه إسرائيل، إسرائيل هي تُريد كلّ شيء في الضفة الغربية ولذلك الشعب الفلسطيني لن يسمح لها سواء هناك مقاومة وفصائل مقاومة أو لا يوجد، لكن بحمد الله اليوم لدينا شباب ينتظمون في فصائل المقاومة وينتظمون في الكتائب الموجودة ويتصدّون لإسرائيل ويُفشِلون الإسرائيلي في جنين، الكل شاهد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: المقاومة الفلسطينية، حركة الجهاد وكذلك بقية الفصائل الفلسطينية، هي جزء من تحالف وله امتداداته في الساحة العربية وفي الإقليم كذلك في ما يُعرف بمحور المقاومة. التنسيق على المستوى الميداني الحاصل الآن، طُرِح شعار أو معادلة بالأدقّ وحدة الساحات، مفهوم وحدة الساحات كأنّه مفهوم داخلي فلسطيني، أنّ أيّ اعتداء على القدس وهذا طُبّق عمليًا في سيف القدس وفي أكثر من اختبار، وله مفهوم كذلك على مستوى الإقليم ككل لحلفاء المقاومة الفلسطينية بأنّ أيضًا وحدة الساحات تعني هذه الجبهات وهذه الأطراف وهذه القوى الإقليمية والحليفة للمقاومة. هذا المفهوم دكتور الآن كيف تُطبّقونه حاليًا وما هو مشروعكم للمستقبل في ما يتعلّق بهذا التنسيق مع باقي الحلفاء؟ هل لديكم مشروع مُشترك يتعلّق بالصراع مع إسرائيل وما نراه الآن سواء في جنين، في غزّة، ربما توتّرات في جنوب لبنان الخ... هي قد تكون أجزاء من مشهد أو من استراتيجية كبيرة لهذا المحور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أولًا علينا أن نُقرّر أنّ إسرائيل هذه ليست ضد المقاومة في فلسطين ولا الشعب الفلسطيني، هي ضدّ كل أيّة نهضة حقيقية في أيّ قُطر إسلامي، البعض يُغلق عينيه ولا يرى، هؤلاء الذين تحدّثت عنهم يعرفون أن إسرائيل خطر عليهم وأنّ إسرائيل كما تستهدف غزّة تستهدف لبنان وتستهدف إيران وتستهدف أيّ مشروع في المنطقة يُمكن أن ينهض، من هنا يأتي أنّ هذا الخطر خطر على الجميع.</p> <p>الآن المعركية ليست هذه المعركة الحاسمة، البعض يقول لك هجموا على القدس أين حزب الله مثلًا لم يتحرّك؟ أين وحدة الساحات؟ هذه جولة، ما جرى في جنين جولة وما جرى في القدس جولة وما حدث في غزّة جولة من الجولات، &nbsp;لكن هذه الجولات نستفيد منها، في الجولة هذه مثلًا حماس لم تُشارك في ثأر الأحرار في غزّة، هل نقول إنّ حماس لا دور لها أو علاقة أو تخلّت أو ابتعدت، لا، في هذه الجولة الجهاد الإسلامي لديه الإمكانيات والإرادة والقوّة لإدارة المعركة، وهذه الجولة تستمر يوم ويومين وأسبوعاً وتنتهي، بعدها تحدث جولة ثانية وثالثة، لكن سيأتي وقت تكون هناك معركة حاسمة وكبرى يتحدّث فيها كلّ العالم بشكلٍ واضحٍ من دون أن تتكلّم، كل العالم يتحدّث أن هذه إسرائيل وهناك وحدة ساحات ووحدة أمّة وهناك وحدة مقاومة في المنطقة كلّها تتصدّى لهذا المشروع الغربي الذي يُريد نهب المنطقة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذا قريب دكتور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: إن شاء الله، نحن أملنا بالله كبير، حتى لو لم يكن قريباً، أنت تقوم بواجبك، أنت تقوم بتكليفك، الله سبحانه وتعالى قال "وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ"، وهذا تكليف وواجب، ولذلك نحن نقوم بواجبنا في كلّ الحالات ونعرف أنّنا فصيل وشعب صغير لكن نحن جزء من أمّةٍ لها تاريخ وثقافة ورؤية ولها حضارة ومصالح في المنطقة وهذه الأمّة بدأت تنهض.</p> <p>لذلك نحن مُطمئنون أولًا لكل المشروع في المنطقة، حتى الدول المُطبّعة، هذه دول طبَّعت مع إسرائيل، الإمارات طبَّعت لكن عندما تطلب الـf 35 من أمريكا مُقابل هذا التطبيع تقف إسرائيل وتُعرقل، هي تريد الكل ضعيفاً حتى يبقى الكلّ مُحتاجاً لها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، مسألة أنّ ضمير هذه الأمّة بالكامل هو مع المقاومة هي مسألة محسومة كضمير الأمّة وشعوب عربية وإسلامية في أكثر من مكان بغضّ النظر عن المواقف الرسمية أو المصالح السياسية الضيّقة. دكتور، متى سنرى &nbsp;صواريخ تنطلق من الضفة الغربية كما في غزَّة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هذه مسألة متروكة للمقاومين وهم يبذلون جهدهم، لكن أنا أقول لك سواءً هناك صواريخ تنطلق أو لا تنطلق، المسألة الأساسية الإيمان، إيمانك بالله وبدورك وبقضيتك وبعدالة هذه القضية، ولذلك الشباب من دون صواريخ أنظر ما الذي يفعلونه بالسكين والسيارة، يتّخذ القرار وهو يسير. ولذلك المقاومة تُراكم إمكانياتها ولكن الأساس موجود، الشعب بهذه الروح، الشباب بهذه الروح، بهذه الرؤية، بهذا الفَهْم، يا رجل لم يحدث في تاريخ الشعب الفلسطيني كلّه هذا الإدراك أنّ هذه إسرائيل مشروع ولا يوجد خيار أمامنا سوى المقاومة وإيماننا عميق بأنّنا سننتصر في النهاية واستعداد كبير للتضحية، هو الذي يذهب بالسيارة يعلم أنه سيستشهد، اليوم الشهداء الثلاثة يوميًا هناك شهداء واعتقالات، لذلك أنا أقول لك المستقبل إن شاء الله هو مستقبل للنصر في كلّ الحالات حتى لو دفعنا تضحيات كبيرة ونحن وطّنا أنفسنا لندفع تضحيات لأنّنا نعلم أنّ هذا المشروع أكبر من إسرائيل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: والشعب الفلسطيني دكتور مُستعدّ دائمًا لتقديم التضحيات وقدّم تضحيات عبر أكثر من 70 عامًا.</p> <p>دكتور، سنتركك ترتاح قليلًا وتشرب قهوتك.&nbsp;</p> <p>مشاهدينا فاصل قصير ثمّ نعود لنتحدّث عن حوارات القاهرة المُقرّرة في نهاية الشهر على مستوى الأمناء العامين، اللقاءات الفلسطينية التي تجري الآن في تركيا وموضوعات أخرى كذلك تتعلّق بالمقاومة الفلسطينية والشأن الفلسطيني بعد فاصل قصير.</p> <p>&nbsp;</p> <p>المحور الثاني:</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: مُجدّدًا حيّاكم الله مُشاهدينا الكرام &nbsp;في هذا الحوار الخاص مع الدكتور محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.</p> <p>دكتور أعود وأرحّب بِكَ مُجدّدًا.&nbsp;</p> <p>وفي القسم الثاني من هذا الحوار سنتحدّث عن الحراك السياسي القائم الآن على الساحة الفلسطينية من أجل بلورة مشروع نضالي فلسطيني مُوحَّد ورأْب الانقسام والصَدْع الخ...</p> <p>الموعد لاجتماع الأمناء العامين للفصائل في نهاية هذا الشهر في القاهرة، لديكم موقف في حركة الجهاد الإسلامي مُعلَن، الحضور يرتبط بالإفراج عن المُعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية قبل أيّة مُشاركة حتى هذه اللحظة. هذا موقفكم النهائي ولن تحضروا في الثلاثين من الجاري إذا لم يتمّ تحقيق هذا الشرط؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: نعم بالمباشر لكن أودّ شرح الموقف.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: نعم ولكن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أريد أن أوضّح، نعم ولكن أودّ توضيح هذه النعم.&nbsp;</p> <p>أولًا إسرائيل كما قلت لك هناك تغيّرات كثيرة فيها والكاهنيّة والفاشيّة في مركز القرار في إسرائيل ويحملهم نتنياهو على كتفه رغمًا عنه، نتنياهو كان يُدير الأزمة مع السلطة الفلسطينية ويتحدّث معهم ومع الأمريكان، الآن جاء سمودرتش وبن غفير وتحدّثوا عن خطّة الحسم، هذه السلطة ليست لديها أيّة قيمة يُنفّذوا شروطنا حتى يعيشوا ولم يُقدّموا لهم شيئاً. الآن هناك مشكلة أمنية في الضفة وهناك مقاومة في الضفة الغربية فنفّذت إسرائيل عملية كاسر الأمواج، كاسر الأمواج اجتياحات يومية واعتقالات يومية ولا يمرّ يوم إلا وهناك عشرات المُعتقلين من الشعب الفلسطيني، كاسر الأمواج على مدى أكثر من سنة لم يكسر إرادة طفل فلسطيني، دخلوا حتى يكسروا هذه الإرادة في جنين ففشلوا، فجاؤوا إلى السلطة الفلسطينية وقالوا لها لديكم اختبار تفضّلوا لكن لم يتوقّفوا عن اجتياحات المدن الخاضعة للسلطة الفلسطينية، الاجتياحات مُستمرة، فقط في جنين لأنّهم فشلوا في اجتياح جنين ومخيّمها، أنتم أمامكم جنين ونحن سوف نتوقّف عن اجتياح جنين في مُقابل أنكم تعملون في هذا الموضوع، لكن اجتياح المدن استمرّ والاعتقالات أيضًا والاغتيالات بقيت وليس هناك أيّة كلمة واحدة في أفق سياسي أو في مفاوضات سياسية. نحن أمام هذا الواقع انتظرنا لنرى استجابة السلطة الفلسطينية، حقيقة هناك ملاحظات في استجابة السلطة، أولًا الاعتقالات استمرّت، ثانيًا خطاب الرئيس في جنين لم يكن فيه ما يُوازي هذا الحدث الكبير وهذا الانتصار الموجود في جنين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور، هل صحيح أنّه كان هناك حوار بينكم وبين الرئيس أبو مازن أو بين الفصائل الفلسطينية في جنين وبين الرئيس أبو مازن، الزيارة إلى جنين مُقابل الإفراج عن المعتقلين؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هم جلسوا سويًا وكان هناك وعد بالإفراج عن المُعتقلين قبل الزيارة بالتأكيد، الزيارة أهلًا وسهلًا والرئيس ولكن هناك معتقلون لديكم وكانت هناك وعود، إخواننا بلّغونا أنّ هناك وعوداً قُطِعَت. بالإضافة إلى الاعتقالات السياسية وهذا الخطاب التصريحات لمسؤولين في حركة فتح أنّ هذا حوار القاهرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس الشرعية الدولية وخلافه من هذا الكلام الذي أكل عليه الدهر وشرب وليس لديه أية قيمة.</p> <p>ولذلك نحن قلنا يا إخواننا هذه الاستجابة وكأنّه ليس هناك أفق لتغيير المسار، بعد كلّ ما حدث، بعد ما حدث في إسرائيل وبعد ما حدث في فلسطين وفي غزّة وفي جنين وفي كلّ مكان وكل هذه الأمور مجتمعة وكأنّه ليس هناك تغيير في المسار، فقلنا لهم نُريد أن ينجح هذا الحوار وينجح بخلق مَناخات وخرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وقال بشكلٍ واضحٍ جدًا حتى لا يتعرّض هذا اللقاء للفشل يصنع مناخات للإفراج عن المُعتقلين السياسيين. لم يستجب أحد، خرجت ثمانية فصائل واجتمعت وأصدرت بيانًا بضرورة الإفراج عن المُعتقلين السياسيين حتى ينجح حوار القاهرة والفصائل التي لم تكن من ضمن بيان الثمانية أصدرت بيانات، بقيّة الفصائل جميعها، مثلًا الديمقراطية لم تكن من ضمن الثمانية ولكن أصدرت بيانًا بنفس الروح وبنفس المعنى أنْ أفرجوا عن المُعتقلين السياسيين، أنتم تعتقلون وتدعون للحوار فهذا غير منطقي. وأمام كل ذلك السلطة لم تستجب وبقي الاعتقال السياسي، وبالأمس تمّ اعتقال أحد إخواننا يزن وهو أسير مُحرّر سابق، ولذلك نحن قلنا بشكل واضح ومُحدَّد موقف الجهاد الإسلامي إذا استمرّ هذا الاعتقال لن تُشارك في الحوار إذا استمرّ هذا الاعتقال.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور لديكم حلفاء في الساحة الفلسطينية كفصائل فلسطينية، حركة حماس على رأس الحلفاء ولديكم الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة والديمقراطية وهناك حوارات تجرونها الآن وأجريتموها خلال الأيام الماضية في بيروت.</p> <p>لماذا لم يكن موقف الجهاد الإسلامي باشتراط الإفراج خاصة أنّ المُعتقلين ليسوا فقط من الجهاد الإسلامي هناك من فصائل أخرى، لماذا لم يكن هذا الموقف مُوحّداً &nbsp;من الفصائل، كان يمكن أن يكون ضاغطًا على السلطة الفلسطينية وعلى رُعاة الحوار؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هناك جهود تُبذل من هذه الفصائل وجهود مسؤولة وفي محل تقدير، حركة الجهاد الإسلامي تُقدِّر هذه الجهود، كان هناك لقاء مع أكثر من فصيل في بيروت وحتى في إسطنبول كان هناك لقاء وأول أمس كان هناك لقاء في بيروت مع الإخوة في حماس، مع القيادة العامة، واللقاءات مُستمرة والاتصالات أيضًا مُستمرة مع الجبهة الشعبية وكثير من الفصائل وهناك جهود تُبذل، ونحن نُقدّر ونُثمّن هذه الجهود جميعها وأبلغناهم أنّنا سنتعامل بإيجابيةٍ عاليةٍ مع ذلك ونرى النتائج، وهناك أيضًا اتصالات مع فتح وهناك مواقف، تقريبًا كل الفصائل وقيادات في فتح قالوا أنّكم مُحقّون في هذا الموقف، لم يستغرب أحد هذا الموقف، وكما أنت ذكرت نحن لا نتحدّث عن مُعتقلي سرايا القدس والجهاد الإسلامي نحن نتحدّث عن الاعتقال السياسي وعن جميع المُعتقلين، الإفراج عن جميع المُعتقلين من كلّ الفصائل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذه الفصائل دكتورتحوّلت إلى وسيط بينكم وبين السلطة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: لا ليس وسيطًا، لها موقف، لكن الآن هي تتّخذ موقفاً وهي في طور بلورة رؤية وموقف وتتّخذ قراراتها وفق رؤيتها، وليس بالضروري أن تتّخذ كلّ الفصائل موقف الجهاد الإسلامي، صحيح أنّ هناك مُعتقلين من حماس، من الجبهة الشعبية، كما هناك معتقلون من سرايا القدس وشهداء الأقصى ومعتقلون ليس لديهم انتماء وعلى خلفية سياسية، مثلًا مَن اعتقل قبل ثلاثة أيام الرجل وإبنه اعتقلوا، الرجل لديه موقف سياسي، لماذا تعتقلون الناس وهو ليس لديه انتماء، فخرج وبقي نجله مُعتقلاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هناك قادة من فتح داخل جنين لديهم موقف سياسي مُختلف؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: أكيد، لم نسمع أحدًا من الفصائل يقول إنّ موقف الجهاد الإسلامي ليس صحيحًا أو غير مناسب، لا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سستجيب السلطة دكتور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: لنرى، لا أعرف ما هو موقف السلطة لكن هناك لقاءات واتصالات وموقف الجهاد الإسلامي واضح ومعلن أنّه لن تشارك الحركة طالما هنالك اعتقال ولم يتوقف الاعتقال ولم يتمّ الإفراج عن المُعتقلين، الحديث عن جميع المُعتقلين السياسيين ولا نتحدّث عن أبناء الجهاد الإسلامي، ولكن قد يخرج جزء قبل اللقاء وجزء بعد اللقاء، يحدث حديث بالتفاصيل، لكن نحن الاعتقال السياسي من وجهة نظرنا وفي هذه الأوضاع وفي عدم انسداد الأفق هو جريمة جريمة تُمارَس بحق الشعب الفلسطيني.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هل تُمارَس على الحركة ضغوط للمشاركة أو لتغيير موقفها من الراعي المصري؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هناك اتصالات من المصريين لم تتوقّف ولكن لا نضعها في خانة الضغوط، هناك اتصالات وهي لم تتوقّف ولكن لا نضعها في خانة الضغوط لأنّ الموقف واضح، الحركة لا تذهب إن لم يتمّ الإفراج عن مُعتقلين في سجون السلطة، مُعتقلون سياسيون ومحاولات أنهم ليسوا معتقلين سياسيين، لا هم معتقلون سياسيون بناءً على موقفهم ومشاركتهم في المقاومة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: زيارة اللواء ماجد فرج إلى بيروت وعقد لقاءات مع قادة أمنيين لبنانيين ومع فصائل فلسطينية هل لها علاقة بهذا الموضوع وهل تواصل معكم اللواء ماجد فرج لتنسيق بعض المواقف أو للوقوف على رأي الجهاد الإسلامي وموقفها من المشاركة وغيرها من القضايا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: حصل اتصال هاتفي بينه وبين الأمين العام للحركة ونلتقي ونتحدّث بموضوع المعتقلين والإفراج عنهم، لكن المسألة ليست فقط حديثا أن نلتقي ونتحدّث، لا، المسألة هي الإفراج عن المُعتقلين، الالتزام والإفراج عن المُعتقلين السياسيين حتى نذهب إلى القاهرة، لكن ما قيمة أن نُشارك في القاهرة؟ الوحدة الوطنية؟ الوحدة الوطنية الحقيقية تحقّقت في الميدان في جنين تحقّقت الوحدة وفي غزّة تحقّقت الوحدة عندما نخوض المعارك. الآن ما الذي سيحدث في القاهرة؟ ذهب الجهاد أو لم يذهب الجهاد؟ ذهبت الفصائل أو بعضها لم يذهب من الفصائل؟ ما الذي سيحدث؟ نحن لدينا منذ عام 2005 هناك حوارات ولقاءات واتصلات وبيانات واتفاقيات مكتوبة وقرارات من مؤسّسات رسمية فلسطينية ولم يُنفّذ منها شيء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: آخرها كان في الجزائر دكتور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: آخرها في الجزائر.&nbsp;</p> <p>الكل يعرف طريق بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، الكل يعرف طريق تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، الكل يتحدّث عن المقاومة الشعبية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: اللواء ماجد فرج لم يلتقِ بكم ولكن تواصل معكم هاتفيًا، هو الآن سيتحرّك باتجاه أنقرة للالتحاق بالرئيس أبو مازن الذي يزور تركيا حاليًا وأيضًا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ربما التقوا سويًا في هذه اللحظات. هل دُعيتم لهذا اللقاء في تركيا وهل أنتم على اطّلاع حول الأهداف الحقيقية والأسباب الحقيقية لهذا اللقاء بعد طول قطيعة بين السيّد إسماعيل هنية والرئيس أبو مازن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: لا، نحن لم نُدعَ لهذا اللقاء، هذا لقاء بين الرئيس أبو مازن وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بترتيبٍ تركي، هذا لقاء ثنائي، لكن موقف الجهاد الإسلامي سيكون مطروحًا في هذا اللقاء وعدم حضوره في القاهرة إلا شريطة الإفراج عن المُعتقلين السياسيين سيكون مطروحًا، وكان هناك لقاء مع حركة حماس واليوم كانت هناك اتصالات أيضًا وقالوا إنّ هذا الموضوع سيكون على أجندة اللقاء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إذا تمّ لقاء القائدين في تركيا ما الذي سيُستكْمَل في القاهرة؟ حماس والسلطة الفلسطينية التقوا سويًا أو تفاهموا وتوصّلوا لتفاهمات ما هي الإضافة التي ستكون في القاهرة؟ هل ستحضر فصائل أخرى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: نحن في الجهاد الإسلامي بذلنا طوال الوقت والكل يعرف ويشهد لنا أنّنا كنّا عاملاً إيجابياً جدًا في موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية وفي موضوع المصالحة الفلسطينية منذ سنوات في كلّ اللقاءات كُنّا حاضرين وكان لنا دور إيجابي سواء في الصياغات أو في تقريب وجهات النظر، دور الجهاد الإسلامي مشهود له ونحن حريصون على حصول وحدة داخلية فلسطينية حتى لو لم نكن جزءًا منها، إذا اتّفقت فتح &nbsp;وحماس على شكلٍ من أشكال الوحدة سنُبارك لهم ونقول لهم على بركة الله.</p> <p>نحن لدينا رؤية، رؤيتنا أنّ الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة علينا تعزيز صموده وعلينا حماية المقاومة الفلسطينية بكل الأشكال، هذا هو الأساس، إذا كان الحوار في أنقرة، أو القاهرة، أو مكّة، أو كان في الدوحة وفي أيّ مكان نحن سنُباركه ونكون جزءًا منه، المقاومة بكل أشكالها تفضّلوا وهذا في السابق توصّلنا إليه وحماية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور انتهى الوقت، لكن هناك نقطتان بشكل سريع، الأولى الزيارة التي قامت بها قيادة الحركة لإيران بالتزامُن مع بأس جنين والتصعيد الذي كان حاصلاً في الأراضي الفلسطينية وقيادة حركة الجهاد الإسلامي الفاعلة والتي تفرض نفسها بقوّةٍ في الميدان وفي السياسة. استُقبلت في إيران على نحوٍ غير مسبوق، قائد الثورة والجمهورية السيّد علي خامنئي استقبل القيادات والأخ أبو طارق وكذلك رئيس الجمهورية السيّد إبراهيم رئيسي استقبلكم. العلاقة مع إيران تبدو بينكم وبين إيران تتطوّر بشكلٍ نوعي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: العلاقة قديمة وإيران هي الدولة الوحيدة التي تدعم المقاومة في فلسطين وأنا أقول لك ليست هذه هي المرة الأولى التي يتمّ استقبال قيادة الحركة على هذا المستوى، باستمرار كانت اللقاءات تكون على هذا المستوى، والجمهورية الإسلامية لا تستقبل فقط حركة الجهاد الإسلامي تستقبل أيضًا حركة حماس وعلى نفس المستوى في نفس الوقت الذي كُنّا فيه في طهران كانت أيضًا بعد أسبوع حركة حماس موجودة ورتّبنا هناك لقاءً ثنائيًا مع حركة حماس، وعناوين المقاومة في فلسطين وفصائل المقاومة في فلسطين الجمهورية الإسلامية لا تبخل عليهم وتلتقيهم وعلى أعلى مستوى وباستمرار.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: الجمهورية الإسلامية لديها التزام دعم للمقاومة الفلسطينية قديم ومستمر.</p> <p>لكن في اللحظات الحاسمة أو في المراحل الحاسمة هل هناك التزام إيراني بأن تكون ظهيراً للمقاومة الفلسطينية وأكثر من المُساندة وأكثر من الدعم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: هو عامل معركة مفتوحة كما قلت لك، وتطوّر الجمهورية الإسلامية هو في سياق التصدّي للسياسات الأمريكية في المنطقة، الجمهورية الإسلامية كيف تطوّرت وكيف بنت هذا المشروع الكبير؟ هناك إطار مواجهة أمريكا وسياستها في المنطقة وسياسة إسرائيل في المنطقة. ولذلك المسألة مستمرة، المساندة ليست لحظية ولا لها علاقة بتكتيكات، المُساندة أنّ هناك سياسة إجرامية تقوم بها أمريكا وإسرائيل في المنطقة لا تُريد إلا هيمنة المشروع الصهيوني على المنطقة ولذلك هذه سياسة مُستمرة ومُتواصلة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: السعودية أجرت مراجعة لسياساتها الخارجية، مُراجعة كبيرة وجذرية ونوعية قرّبتها من إيران ومن سوريا، هل أنتم مُستثنون في حركة الجهاد الإسلامي أو في حركات المقاومة من هذا أم أنّ هناك ربما إشارات أو نوعاً من التواصل بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بينكم وبين المملكة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: لا يمكن الحديث أنّ هناك تواصلاً، لكن أقول لك، ما يحدث في العالم بأسره، هذه الحرب العالمية الموجودة والدائرة ستنعكس آثارها على كلّ المنطقة، السعودية الآن تُعيد حساباتها وهذه مسألة طبيعية، نحن نقول أنّنا مُستهدفون والجمهورية الإسلامية مُستهدفة، أنا أريد أن أضيف أنّ كلّ المنطقة مُستهدَفة والسعودية مُستهدَفة، عندما تكون السعودية أضعف أو تُقسّم السعودية، الأميركي لا يُريد لأحد أن يكون له دور، ولذلك السعودية عندما تبحث عن مصالحها ستجد أنّ مصالحها تلتقي مع إيران وليس مصالحها أن تبقى رهينة أو تُطبّع مع إسرائيل.</p> <p>هنا مسارات مختلفة والآن هناك حرب عالمية والكل ينتظر النتيجة، لذلك السعودية علاقتها مع روسيا يُعاد تقييمها، الارتهان بالكامل للسياسة الأمريكية في المنطقة أيضًا يُعاد تقييمها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: صحيح وهذا سيمتدّ للمقاومة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>محمد الهندي: سيمتدّ للمقاومة في فلسطين، المقاومة في فلسطين تُؤثّر وتتأثّر بأيّة تغيّرات في العالم كله وليس في المنطقة فقط.</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>كمال خلف: الدكتور محمد الهندي، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أشكر حضورك هنا إلى استديو الميادين شكرًا جزيلًا لك، حيّاك الله.&nbsp;</p> <p>مشاهدينا هذا الحوار الخاص انتهى شكرًا للمتابعة إلى اللقاء...</p>