المشهدية خاص - حارس القدس

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: في زمن التطبيع حملت أم عطا مفتاح بيتها، وضعت عينها في عين مغتصب أرضها، تحدّته واعدةً بالتحرير. أم عطا، أم الفلسطينيين، أم الشهيد والأسير والفدائي، حارسة القدس وملهمة المطاران ايلارون كبوجي.&nbsp;</p> <p>في زمن التطبيع المشهدية خاص تجالس رموز التحرر والوطنية إنطلاقاً من دراما حارس القدس وتستقبل الأب الياس زحلاوي، وأم عطا الممثلة آمال سعد الدين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;مساء الخير وأهلاً بكم مشاهدينا، المشهدية خاص اليوم تواكب حارس القدس، تواكب هذا المسلسل الذي يترك الكثير من الإنطباع الوطني والقومي والعروبي والحنين الى زمن النضال في فلسطين، على أيام المطران ايلاريون كبوجي من خلال قصته، من خلال قصة حياته، مع شخصيتين، بدايةً الأب الياس زحلاوي الذي كان مشرفاً على هذا العمل والذي أعطى رأيه، وكل التركيز لمضمون حارس القدس، مساء الخير أبونا معنا من دمشق. وأيضاً الممثلة السورية آمال سعد الدين التي أثارت الكثير من التعاطف بالشخصية التي برعت بتجسيدها شخصة أم عطا، مساء الخير سيدة آمال وأهلاً بك معنا أيضاً في المشهدية.</p> <p>سنبدأ معكما، طبعاً سنتحدث عن حارس القدس، عن القضية، عن الزمن الذي نعيش فيه، ولكن لأنّ أم عطا تركت الكثير كما قلنا من اللمعة واللمحة في قلوب الناس المتابعين لهذا المسلسل سيكون مشهدنا الأول تحت عنوان "أم عطا".</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>مقطع من مسلسل حارس القدس</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أثّرتِ بنا كلنا سيدة آمال بهذا المشهد، رغم أنّ مشاهد أم عطا لم يكونوا كثر، ليس في كل المسلسل، لكنها تركت إنطباع قوي جداً لدى المشاهد. أخبرينا أوّل ما قرأتِ هذا الدور كيف قرأتِها، كيف كان انطباعك، كيف تخايلتِ هذه الشخصية في مخيلتك لتجسديها في ما بعد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أنا كتبت وقلت أكثر من مرة أنّ..</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: من البداية أنتِ متأثّرة الآن، حين شاهدتِ المشاهد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أنا متأثّرة، طبعاً حين شاهدت المشاهد استحضرت الشخصية وهي أساساً ساكنة في داخلي.&nbsp;</p> <p>أنا عملي في التلفزيون قليل عموماً، لكن من حقّ الممثل أن يبحث عن الأحسن والأفضل، فكنت أقول لنفسي أنه إذا قُدّم لي دور بعدد مشاهد قليلة لن أشتغله، لكن لمّا أرسلوا لي النص، أوّل ما قرأت، في القراءة الأولى تحاولين إستبدال بعض العبارات التي ممكن أن تكون صعبة في الإلقاء، أنا حقيقةً لم أستطع أن أحذف ولا حرف واحد من النص، في القراءة الثانية أو الثالثة كنت قد حفظت المشاهد كلها، بالعادة أنا حفظي سيئ جداً وأحتاج وقت أطول بالحفظ.&nbsp;</p> <p>عندما ذهبنا للتصوير عادةً في التصوير أحمل الورق لمراجعة المشهد قبل الوقوف أمام الكاميرا، أو أحمل موبايلي أحياناً، أضعه صامت لكن يكون قريب في حال حدوث أي طارئ في الخارج أن أردّ، أنا وضعت موبايلي في شنطتي في غرفة أخرى بعيدة تماماً، ولم أحمل نص، لأول مرة فعلاً بالمرات التي عملت بها في التلفزيون. أتذكر أنني قلت للأستاذ باسل الخطيب أشعر أن هذه الشخصية تشبهني كثيراً، فكأنني امتصّيت هذا الحوار وتماهيت معه لهذه الدرجة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: ربّما لذلك رأينا لهذه الدرجة هذه المرأة حقيقية، كأننا لا نشاهد تمثيلاً، نرى امرأة حقيقية موجودة في هذا الإطار، وجيّد هذا التماهي الذي حصل بينك وبينها. كيف تشبهك أم عطا سيدة آمال؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: تشبهني في كثير من التفاصيل، أنا لو كنت مكان أم عطا في ذلك الزمن أو الآن أو لاحقاً سأفعل بنفس مواقفها تماماً، تشبهني بالإرادة تشبهني بالثبات، تشبهني بالحب والمحبة للآخرين، تشبهني أنها أم وأنا أم، تفاصيل كثيرة مشتركة بيننا، ربّما هي أنا حقيقةً..</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هي فلسطينية وأنت سورية، تشعرين أيضاً أنّ هناك تشابه بالوجع الذي حصل خصوصاً بعد الحرب في سوريا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أكيد، أكيد، نحن وجعنا واحد، وحتى دعيني أقول لك أمراً، في البحث في غوغل يبحثون عن اسمي آمال سعد الدين مكتوب بجانبه جنسيتي فلسطينية، هذا الكلام منذ زمن، يتّصلون بي رفاقي يقولون لي أنت فلسطينية؟ أقول لهم أنا سورية، قالوا لي بحثنا فوجدنا أنك فلسطينية يمكنك تغييرها؟ قلت لهم لماذا أغيّرها؟ هذا الكلام منذ زمن. ففلسطين وسوريا هي بلد واحدة في النهاية ومعاناتنا واحدة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: وهذا الذي رأيناه بشكل واضح في حارس القدس. أبونا مساء الخير من جديد، عندما نشاهد قصة المطران كبوجي نتأثّر طبعاً بشخصيته، نستعيد مواقفه الشجاعة، وجيل جديد يتعرف عليه، لكن أيضاً شخصيات أخرى تدور في فلك المطران كان مهم أن تكون في هذه الدراما، في هذه الحبكة، في هذه القصة، أم عطا أبونا ما موقعها في تاريخ الصراع وقصة المطران في قصة نضاله؟ هذه المرأة ما موقعها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: أنا أرى أن هذه المرأة، أم عطا، تجسّد كل امرأة عربية بدءاً من المرأة الفلسطينية، لأنّ كما جرى في فلسطين هو نموذج لما كان قد خُطط ليجري على نطاق الوطن العربي كله، وما جرى في سوريا خلال هذه الحرب فرّخ مئات الألوف من أم عطا وشرّد الملايين داخل سوريا وخارج سوريا. أم عطا فقدت بيتها وبدأت تتسكّع مع ابنها الشاب من مكان الى مكان، في سوريا مئات الألوف من النساء انتقلنَ من مكان الى مكان من داخل سوريا والى خارج سوريا. لذلك أنا أرى أم عطا تجسّد نموذجاً لما كان يُراد للعالم العربي أن يحدث فيه، فهي ليست غريبة أبداً عمّا يحدث اليوم، ما حدث في فلسطين عام 1948 كان هو البداية، ونحن اليوم نعيش ما يمكن أن يكون استمرار لهذا الغزو الصهيوني الأميركي الذي يريد أن يدمّر العالم العربي كله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أبونا أم عطا هي شخصية حقيقية كانت في حياة المطران كبوجي، أو ممكن أن تكون متخيَّلة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: لا، لم تكن حقيقية، هي شخصية متخيَّلة ولكنّ ارتباط المطران كبوجي بفلسطين أولاً يوم كان يدرس فيها اللاهوت والفلسفة في الأربعينيات، ثمّ عودته الى القدس جعلته يرى في كل إنسان فلسطيني أخاً له، وأختاً له، ولذلك يوم أصبح أسقفاً على فلسطين أصبح هو أباً للأسرة الفلسطينية كلها بما فيها مسيحيين ومسلمين. مَن يسمعني قد يكون أنني أبالغ، الحقيقة أنا أدعو كلّ من يشك في ما أقول الى مطالعة الرسائل التي كتبها المطران ايلاريون كبوجي وهو في السجن خصوصاً في الأعوام 67 الى البطريرك مكسيموس الخامس حكيم والى أبو عمار، يكتشف أن هذا الإنسان كان مسكوناً، كان عاشقاً لفلسطين تماماً عشقه له.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: إذاً أم عطا هي شخصية متخيّلة تمثل الأم الفلسطينية المقاومة، أم المقاومين الفدائيين، أم الأسرى، فعلاً لديها أكثر من هوية، عندما كتبها الكاتب حسن م. يوسف كيف قرأتها أنت أبونا، ما هي ملاحظاتك كانت على هذه الشخصية عندما قرأتها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: عندما قرأت هذا النص اكتشفت أن الكاتب حسن م. يوسف، وهو ضليعٌ في كتابة المسلسلات، يرى فيه رمزاً لكل امرأة فلسطينية ولكل أم فلسطينية، ولذلك جسّم هذا المشهد وهذا اللقاء بينها وبين المطران كبوجي بحيث بدو وكأنّ المطران كبوجي يخاطب من خلالها فلسطين كلها، لذلك اتّخذت هذه المرأة هذه الرمزية الكبيرة في المشهد وفي حياة المطران جبوجي.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: وهنا أريد أن أسألك سيدة آمال عندما جسّدتِ الشخصية تحدّثتِ عن التماهي معها، أخبرينا عن المشاهد الأقوى، الأصعب، الأكثر تأثّراً، في المشهد الأخير الذي استرجعناه الآن في بداية الحلقة عندما تموت أم عطا وفي حوار بينها وبين المطران كبوجي تأثّرتِ، هل هذا المشهد كان الأقسى عليكِ لتجسيده حينها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: المشاهد كلها كان فيها حسّ عالي جداً، طبعاً مشهد الموت وقبله مشهد التهجير مؤثّر جداً، لأنك تستحضرين كل الصور التي ترينها عن التهجير في هذه اللحظة. أنا كنت أنام على الأرض وكنت أرجف، أرجف حقيقةً وليس تمثيلاً، كنت أشعر بالأشخاص الذين هُجّروا في هذه اللحظات، الذي كان محمي في بيته مهما كان بيته فقير أو غني أو أي كان، ليذهب ويسكن في خيمة، فهذا كان بالنسبة لي قاسي جداً، وفعلاً كان هو من أصعب المشاهد التي قمت بها بالعمل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: الحوارات حتى التي قلتِها تمّ تشاركها كثيراً من الناس وحُفظَت بالأذهان، ورأينا تشارك كبير لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أثّرت بالناس سيدة آمال خصوصاً عندما تواجه السمسار الذي يريد أن يبيع بيتها، هذه الكلمات التي تذكرنا فعلاً بشجاعة النساء الفلسطينيات. هناك حوارات تتطلّب منك أن تكوني ليّنة، أحياناً قاسية، أحياناً قوية وأحياناً مهزومة، فهذا التبدل بشخصية هذه المرأة كيف عشتِه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أنا آخذ من الأم بشكل عام، كيف الأم تدافع عن ابنها، هي تظهر أنها طيّبة وحنونة في الحياة، لكن حين يأتي أحد يعتدي على أحد قريب منها تصبح شرسة، تصبح لبوءة، هذا تماماً ما حدث، هي انسانة مسالمة طبيعية محبّة، فقيرة صحيح لكن الفقر ليس عيباً باعتقادها وداخلها، وباعتقادي أنا أيضاً، لكن حين يأتي أحد ليسلبها بيتها بأي طريقة كانت هي لا تقبل وستخرج اللبوءة التي بداخلها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: جميل، هذه الأم، قلت كلمة مهمة جداً هذه صفات الأم عموماً، حنونة لكنها عندما تدافع عن أبنائها تخرج منها شخصية مختلفة تماماً.</p> <p>أبونا ما يعني في كل امرأة فلسطينية مريم العذراء، ماذا تعني هذه الجملة التي سمعناها في المسلسل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: العذراء أم الرب يسوع، ويسوع هو الفدائي الأول، نحن في المسيحية نقول هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي يخلّص مَن يؤمن به، والمسيح قال عن ذاته ما من حب أعظم ما أن يبذل الإنسان نفسه فداءً عن أحبائه، أحباء المسيح هم البشر جميعاً، والعذراء أم يسوع هي إذاً أم مَن أحبّ البشر جميعاً ومات في سبيلهم، لذلك نقول أنّ العذراء هي الرمز لكل أم، بل هي الرمز لكل أم تضحي بابنها في سبيل الآخرين. هذا الوجه المتجلّي في العذراء مريم كلّ إنسان متألّم وخصوصاً كل أم تجد ذاتها فيه، العذراء شريكة كل امرأةٍ تتألّم وخصوصاً شريكة كل أم تقدّم ابنها شهيداً على مثال يسوع.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: جميل. هذه المرأة النموذج الذي أردتموه في هذه الحكاية في قصة المطران كبوجي أين نجدها في هذا الزمن أبونا؟ في تبدّل بالمفاهيم والمعايير والقيم وكل شيء، أين نجد هذه المرأة التي فيها الكثير من صفات مريم العذراء؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: بيقيني ومن خلال لقائي بالعديد من أمهات الشهداء، العذراء مريم حاضرة في حياة الكثيرات من الأمهات اللواتي فقدن أبناءهنّ، أعرف الكثيرات منهنّ وأعرف أنهنّ يجدن في العذراء مريم عزاءً لهنّ، إذ يتذكّرن أنها قدّمت ابنها فداءً عن البشر، في ما اليوم هنّ يقدّمن أبناءهنّ فداءً عن سوريا، والفلسطينيات فداءً عن فلسطين، وليعلم العالم العربي كله أنّ كلّ أم في سوريا وكل أم في فلسطين تقدّم ابنها فداءً عن العالم العربي كله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هنا سيدة آمال هناك نماذج أنت مقلّة بأعمالك التلفزيونية، أكثر في المسرح، لكن النماذج التي قدّمتها على التلفزيون تركت إنطباع، أكان في ضيعة ضايعة أو اليوم في أم عطا، المرأة التي تظهر أمامنا على التلفزيون، المرأة التي تحبين أن تجسديها، أن تؤدي دورها، أن تقدّميها، النموذج التي أعطته اليوم أم عطا أنت تجدينه كثيراً في الحياة، في المجتمع في هذا الزمن؟ أم لا وهناك بحث عن هذه المرأة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: كما قال أبونا أكيد هي موجودة، التي تجتمع بها عاطفة الأمومة وحب الوطن هي سيدة عظيمة موجودة، لنتكلم عن الأم الفلسطينية، هل الأم الفلسطينية هي فقط أم أسير أو معتقل أو شهيد؟ أكيد لا، هي أيضاً بالمقابل كانت في الصف الأول، نحن نعرف كثير من الأسيرات والشهيدات كانت في سبيل قضاياهن الإنسانية، ونعود ونتحدث عن سوريا وعن الشهداء وأم الشهداء كما قال أبونا، هذا أصبح موجود في كل بيت، فهذه الأم موجودة حقيقةً في كل بيت.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: تماماً، الآن في رمضان كنّا محظوظين أن شاهدنا نماذج لهذه النساء القويات على الشاشة قلّما نشاهد، دائماً المرأة تكون إمّا عاشقة أو هناك خيانة في حقها أو مغضوب على أمرها أو قوية في عالم الأعمال، لكن أن يتمّ مسّ المرأة في وظيفتها هذه كأم، كمقاومة، كمحاربة في المجتمع، كيف ترين نماذج النساء الآن في ما يُقدَّم في رمضان سيدة آمال؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: ربما نموذج أم عطا في هذه الفترة الأخيرة كان مغيّباً عن الشاشة الى حد ما، لأنه أنت عندك أعمال بيئة وأعمال أكشن وأعمال تاريخية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: خصوصاً في أعمال البيئة دائماً يوجةد سطو على المرأة من الرجل وهي سيدة بيت وليس أكثر.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: تماماً، فهذا مغيّب، نحن يجب أن نستحضر في الدراما أم عطا ومثيلاتها اللواتي هنّ كثر وهنّ نموذج مشرّف لنا، لكن هذا الموضوع يجب أن تتبناه شركة إنتاج، لأن شركات الإنتاج ربّما لا تستطيع أن تتبنى أعمال تتحدث عن قضية أين توجد قضية مثل أم عطا تقوم بعمل يحمل قضية إنسانية عالية جداً، هذه دعوة لشركات الإنتاج أن تعود وتقدّم هذه الشخصيات لتعلّم هذا الجيل والأجيال القادمة الحب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: في الواقع ما تفضّلتِ به يفتح لنا الحديث عن الجو العام الدرامي في رمضان هذا العام، الذي طبعاً يتماهى مع أجندات سياسية أبونا، وهنا أريد أن أسألك أم عطا في مواجهة أم هارون، هذا هو شعار المرحلة الآن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: ليت الذين يفكرون بالتطبيع يتذكرون ما جرى مع الفلسطينيين، يوم احتضن الفلسطينيون اليهود في فلسطين، ويوم احتضن الإسلام منذ أن دخل دمشق عام 636 احتضن المسيحيين واليهود، والإحتضان الأكبر تم في الأندلس من عام 711 الى عام 1492، هذا الإحتضان الذي قدّمه المسلمون والعرب لليهود قابله اليهود في فلسطين بالنهب والقتل والتشريد، ليت الذين يفكرون اليوم بالتطبيع أو يدعون إليه أن يتذكروا التاريخ ليعرفوا ما الذي ينتظرهم من تعاملهم مع اليهود، يطبّعون اليوم وغداً يستعبدونهم بشكلٍ أو بآخر، وأقولها علناً ليسمع القاصي والداني مَن يريد أن يطبّع سيتحول الى عبد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: اليهود أو الصهيونيين أبونا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: مؤسف، نحن نفرّق بين اليهود والصهاينة، والمسلمون والعرب عندما تعاملوا مع اليهود تعاملوا معهم كبشر، ولكنّ اليوم الصهيونية كادت أن تهيمن على اليهود بأجمعهم، وإن كان هناك أصوات يهودية شريفة جداً أستطيع أن أذكر لك منهم عدداً كبيراً، الذين يقولون أنّ إسرائيل اليوم بأسلوبها هذا مهما طغت وتجبّرت إنّما هي تحكم على ذاتها بالإنتحار، وبعض أكبر مسؤوليها السابقين كتبوا هذا الذي أقوله الآن وكتبوه في كتب نُشرَت حتى في فرنسا، وأحدهم إبراهيم بيرغ الذي كان مرّتين رئيس الكنيست الإسرائيلي ونشر كتاباً له في باريس عنوانه الإنتصار على هتلر، يقوله فيه نحن من الآن في حكم الموتى.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هذه مقاربة يعتقد العرب الذين ينادون بالتطبيع أبونا بأنها مقاربة ضد السلام، وضد أن يكون هناك وئام بين شعوب المنطقة وأنّ المنطقة شبعت من الحروب ومن التنافر ومن التناحر، هذا هو الخطاب الذي يُقدَّم اليوم خصوصاً في الخليج وفي الدراما الخليجية التي تتحدث عن وجود اليهود في المنطقة، ما تقوله أنت يناقض أسس السلام والمحبة والتي هي أسس تقوم عليها المسيحية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحاوي: المسيحية سلام، وأتمنى أن يفهم اليهود أنّ باستطاعتهم أن يعيشوا بسلام مع العرب إذا ما عدلوا في تعاملهم معهم، أما الذي يدعوا اليوم بأسلوب أم بآخر في رواية أو في مسرح الى التطبيع إنّما هو صاحب نظرٍ قصير المدى، يريد أن يحاسب الأمور على مدىً قريب، ولكن لينظر ما الذي تفعله الصهيونية على نطاق العالم وما الذي تفعله الولايات المتّحدة وهي أكبر الدول في العالم، تفعله كرمى لإسرائيل، يضربون بعرض الحائط كل التعهدات، كل الإتّفاقيات ولا يفعلون إلا ما يريدون هم، يستعبدون الشعوب الأخرى باسم الحقوق حالياً ولكن بعد مدة ينقضون كل الحقوق ويجابهون الدنيا لأنّ الولايات المتّحدة كالخاتم باصابعهم يحركونها كما يشاؤون، والولايات المتّحدة تتحكم اليوم بجميع المؤسسات الدولية، فأين التطبيع وأين الرجاء بأي تطبيع مستقبلي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: في الواقع هذا الكلام أب الياس زحلاوي سيتفح لنا الحديث أكثر بعد الفاصل عن الجو العام الذي خرج به حارس القدس في هذا الزمن العربي التطبيعي.</p> <p>مشاهدينا نذهب الى فاصل قصير جداً نعود بعده لمتابعة المشهدية خاص لهذه الليلة، ابقوا معنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>فاصل</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>مقطع من مسلسل حارس القدس</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هذا التلاحم الذي نشاهده في حارس القدس مشاهدينا، بين الدول العربية، بين دول منطقة المشرق العربي أيضاً، تلاحم مع القضية الفلسطينية من وجهة نظر المطران ايلاريون كبوجي أثّر كثيراً بالمتابعين، بالمشاهدين.</p> <p>أعود وأرحب بالممثلة آمال سعد الدين التي تجسد دور أم عطا في حارس القدس، والأب الياس زحلاوي الذي كان مستشار لكل العمل في المحتوى، في السيناريو والحوار وقصة المطران كبوجي.</p> <p>دخلنا قبل الفاصل في موضوع مهم جداً وهو موضوع التطبيع، موضوع الزمن الذي نعيش فيه، الواقع السياسي الذي نُدفَع إليه دفعاً للتخلي عن الحقوق الفلسطينية مع صفقة القرن، مع كل الجو العربي، سيدة آمال أنت كيف ترين حارس القدس كعمل درامي في هذا الزمن، الرسال التي يحملها، الموقف الذي يقوله حارس القدس في هذا الوضع السياسي الصعب؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: طبعاً حارس القدس كما كلنا نعرف من خلال الحلقات التي عُرضَت، أنه يحكي السيرة الذاتية للمطران من ولادته ونشأته لوفاته في 2017، كان الهدف منها إبراز مسيرته الجهادية في سبيل القضية الفلسطينية، إيصال رسائل الحب للعالم، إيصال رسالة أنّ هذه الأرض لنا، هذه الأرض لنا، غير الحب وغير التعاون وغير التعاضد وغير أن نتساعد مع بعضنا لا يمكن أن نصل الى حل. هو رسالة لكل العالم، هو أيقونة من أيقونات الدراما السورية التي يجب أن تُدرَّس، نحن بحاجة جداً لمثل هذا العمل بشخصياته الإنسانية، كل شخصياته حلوة وطيبة وأبكت العالم لماذا؟ لأن العالم بحاجة أن تتطهّر، بحالة لأن تعود لطبيعتها، الناس طيبة وحنونة إذا كان الجو المحيط بها طبيعي ونظيف، أمّا عندما يكون حرب وضرب وقتال فيتحول الشخص حتى الحنون والطيب لشخص قاسي، فنحن بحاجة جداً لمثل هكذا شخصيات وهي أيضاً موجودة، أن نعود ونتحدث عنها. وهو رسالة بهذا الوقت هامة جداً لنثبت للعالم أنّ الطريق يبدأ من القدس وينتهي من القدس.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أبونا في هذا الوقت لا نرى إنتاجات درامية كثيرة عن القضية الفلسطينية، وكأنها أصبحت منسية، حتى بالأجندات الإعلامية العربية القضية الفلسطينية تأتي في الدرك الأخير، تعتقد أنّ ما وصل إليه حال القضية الآن هو حال صعب وبالتالي يُفقد معه المرء الأمل الى حد ما؟ أم ترى الأمور من منظار مختلف تماماً؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: سيدة لانا دعيني أسألك، هل العرب يرون ما جرى بفلسطين؟ هل الحكام العرب يرون ما يجري اليوم على نطاق العالم العربي وما يُخطَط لكي يُجرى في ما بعد في أقطار عربية أخرى؟ لو كانوا يرون هذا المسلسل في ضوء الماضي والحاضر وما قد يكون المستقبل لكانوا استعادوا وعيهم ونهضوا صفاً واحداً لكي يدافعوا عن وجودهم. فلسطين هي الرمز الأكبر لما قد يحلّ بالعالم العربي كله إن لم ينهض هذا العالم، وصدّقيني لو كانت سوريا قد سقطت لا سمح الله لكان العالم العربي قُضي عليه، وقفت سوريا جزء من الحرب الكونية على فلسطين وعلى العالم العربي. لذلك أرجو من جميع المشاهدين أن يروا هذا المسلسل لا بوصفه مسلسلاً وحسب، أحداثاً تتعاقب وحسب، بل بوصفه محطة من أهم المحطات الإعلامية عمّا جرى في الماضي في فلسطين وعمّا يجري اليوم وعمّا قد يجري بعد اليوم في بلدان عربية أخرى. هذا المسلسل نداء، دعوة ليقظة عربية نهائية قبل أن تحلّ الكارثة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أبونا أنا أعلم جيّداً أنّ ما سأطرحه عليك الآن قد أجبتَ عنه طيلة حياتك، لأنه عندما نرى رجل دين مسيحي يتحدث بنفس عروبي دائماً بالجو المسيحي العام في الدول الاي ينتشر فيها المسيحيون، الجو العام، خصوصاً في بلد مثل لبنان جو أكثر ينحو الى الغرب، لذلك بعد هذا العمر الطويل، بعد هذه التجارب، بعد ما شاهدت من حال العرب والعروبة والقوميات والخذلان والإنسكارات، ما زلتَ تعوّل على عروبة، ما زلتَ تعوّل على وحدة معىّنة في وقت ما؟ لماذا لم تعد الى مسيحيتك ربّما قد يسميها البعض المسيحية، هذه الخصوصية أنك لا تنتمي لكل هذا المشهد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: أنا أولاً مسيحي، ولكنني عربي مسيحي، أعيش في سوريا، والمسيحي يؤمن بتجسّد ابن الله فداءً للبشر. فالمسيحية محبة الى أقصى حدود المحبة، والمحبة حتى بذل الذات دفاعاً عن الإنسان، ولذلك من حيث كوني عرباً مسيحياً وكاهناً يريد أن يسلك الطريق الذي سلكه السيد المسيح حتى الصليب، أحاول أن أذكّر بأنّ المسيحية فداء لكل إنسان حتى لأعدائنا، ولذلك نقول أحبوا أعداءكم، ولكنّ الحب يبدأ ممن هم أقرب إلينا في الأرض التي نعيش فيها لا سيّما إذا كانوا مظلومين، إذا كانوا مهددين بالقتل، بالظلم والتشريد، من هنا كان انتمائي الى هذا العالم العربي لأنني لا أريد أن أنتمي الى أجزاء، هذه الأجزاء إذا أنا انتميت إليها وغيري انتمى إليها بعد مدة ستتجزأ بدورها، وبعد مدة سنتشظى كلنا بينما العروبة تجمعنا كلنا في بوتقة واحدة، لو شئنا أن نرى الماضي وأن نرى الحاضر وأن نرى المستقبل الذي ينتظرنا في ما لو ظللنا نتشظى ونتشظى ونتشظى.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: يعني العروبة هي الحل حتى للمسيحيين في هذا المشرق أبونا، هذه الرؤية المستقبلية لك لم ولن تتغير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: أنا أدعو المسيحيين جميعاً الى إعادة النظر في انتمائهم، أدعو المسيحيين جميعاً الى إعادة النظر في تغرّبهم، في شرودهم نحو غربٍ نظنّه جنّةً على الأرض، فيه علم وفيه تطور ولكنه عالمٌ قام على القهر، كل تاريخه قام على القهر وخصوصاً من حيث علاقاته بالعالم العربي والإسلامي، لنتذكر تاريخ الإستعمار الغربي، مَن منّا يظنّ أنّ الغرب هو جنة الحقوق والكرامات الإنسانية يخطئ؟ لننظر الى واقعنا ، لنتبنَ واقعنا كما تبنى يسوع واقع الإنسان، ولنكون قبل أن نكون غربيين أصلاء في هذه الأرض لكي نحيا مسيحيتنا كما يريد لنا الرب أن نحياها، بوفائنا المطلق أولاً لمَن نحن منهم وهم منّا، ومن ثمّ ننطلق الى عالمٍ آخر ولكن لا نكون تابعين له، نكون معادلين له، ناقدين له، مواجهين له، وإن لزم الأمر المواجهة حتى الفداء وحتى الموت.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: وهذه هي سيرة المطران كبوجي.</p> <p>سيدة آمال السوري ينمو ويتربى في المدرسة في حياته قبل الأزمة، وربّما لغاية اليوم، على مبادئ العروبة، على هذا الإنتماء لهذا الوطن الكبير العالم العربي. اليوم بعد كل ما حدث في سوريا، بعد كل الخذلان الذي أًاب السوريين من العرب ما زلتِ تشعرين بهذا الإنتماء إنتماءً قوياً أم لا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أكيد، أكيد وسأبقى وأعلّمه لأولادي ولأصدقائي من الصغار، أنا عندي أصدقاء من عمر صغير كوني أعمل بالدوبلاج، أعلمهم إياه دائماً أنّ هذا بلدكم وهنا نشأتم وهنا درستم وهنا كبرتم وتربيتم، عليكم أن تحبوه وأن تدافعوا عنه لآخر نفس.&nbsp;</p> <p>سأقول لك أمراً، أنا من لواء الإسكندرون، فعندي أساساً هذا الحزن الذي يعتمر في داخلي، الذي حين جرى رسم سوريا من دون هذه القطعة خارجاً، أنا لا أستطيع رسم سوريا من دون لواء الإسكندرون، فأكيد أكيد هذا موجود وما زال وسيبقى، ربّما يضعف في لحظات، يضعف في لحظات فيها تعب شديد، في لحظات الحرب والقذائف والأشياء التي لا يمكن أن نتصور أننا سنراها في الواقع، لكن إن عدتِ الى أصل الإنسان السوري فهي موجودة ومتجذرة فيه.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: تخشين سيدة آمال من تقسيم جديد لسوريا؟ نزع مزيد من الإراضي من سوريا، عدم بقاء هذا البلد موحّداً بما يحدث اليوم، بأن تتقاطع المصالح الدولية تماماً كما حصل عندما تقاطعت وقت لواء الإسكندرون لكي تُقسَّم سوريا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أكيد أخاف لأنها.. أنا دائماً أقول أنه إذا استأصلوا قطعة مني أستطيع المشي وأتصرف وأعيش، ولكن يبقى شيء ناقص منّي، فسأبقى أتمنى أن لا ينقص وأن أكون بكامل تألّقي وبكامل جمالي، وإن شاء الله بالجهود التي نقوم بها لا ينقص منّا ولا ذرة تراب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: إن شاء الله. نعود الى حارس القدس، أبونا كيف تشاهد الآن المسلسل راضٍ عنه، راضٍ عن وفائه لقصة المطران كبوجي؟ ما تشاهده بالحوارات والتمثيل وكل الحالة الدرامية في المسلسل راضٍ عنها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: سيدة لانا كنت أتوقع هذا السؤال، وقارنت في ذاتي جواباً يشبه خبرةً عشتها مع كتابٍ عظيم جداً، رواية الإخوة كارامازوف، مَن يقرأ الرواية ويشاهد الفيلم، وقد شاهدت أنا ثلاثة أفلام مختلفة عن رواية الإخوة كارامازوف، كنت أكتشف في كل مرة أنّ الهوة كبيرة جداً بين الرواية كرواية وبين الفيلم مهما كان الفيلم مؤثراً. مسلسل حارس القدس بالنسبة إليّ بالمعطيات التي كانت بين أيدينا، وبالأجواء التي نعيشها هو إنجاز كبير، ولكن مَن يعرف حقيقة المعرفة حياة الأب ايلاريون كبوجي قبل أن يصبح أسقفاً، ومن ثمّ مَن يعرف ما كتبه في السجن وما عاشه في السجن وما عاشه بعد السجن حتى وفاته، يعرف أنّ كل المسلسلات ستظلّ قاصرة عن أداء ما كان هو المطران ايلاريون كبوجي.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: وأنت تشاهد المسلسل شعرتَ أنك عدت وتعيش مع المطران بعض من اللحظات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: أنا أعيش مع المطران كبوجي لأنني عرفته منذ عام 1950 وكان لي الحظ بالتعاون معه يوم كنت أنا في العشرين من عمري وهو في الثلاثين من عمره وكان كاهناً شاباً مسؤولاً عن ريف دمشق، قامت بيني وبينه فترة من التعاون طوال الصيف من عام 1952 حتى عام 1962 بنطاق مجموعة من الأولاد الفقراء الذين كنت أقتادهم الى يبرود لقضاء فترة شهر يمضونها على نفقة الأب ايلاريون كبوجي، هذا التعاون خلق علاقة بيني وبينه استمرت حتى لحظاته الأخيرة، وكان كلّما كان يأتي الى دمشق يصرّ على زيارتي في الكنيسة بدل أن أزوره في الفندق، لكي يتسنى لنا أن نتحدث حديث قلبٍ لقلب.&nbsp;</p> <p>لذلك أقول ما يُقدَّم اليوم عن المطران كبوجي هو جزء مما كان هو هذا الإنسان العظيم، وإني لأدعو جميع المشاهدين لقراءة هذا الكتاب الذي وضعه له بعد خروجه من السجن بسنوات كاتبان لبنانيان هما أنطوان فرنسيس وسركيس أبو زيد، هذا الكتاب، من يقرأ هذا الكتاب ولا سيّما الرسائل التي كتبها في السجن يجد نفسها أمام صوفي يعشق الله ويعشق الإنسان ويعشق الإنسان في فلسطين، ويعشق كل إنسان معذب، ويستعد لفدائه بحياته لكي يكون مكرّماً سعيداً هانئاً لحياته كما كان يريد لجميع أبناء فلسطين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أبونا بمَن ترى المطران كبوجي اليوم في قيادي في قيادات سياسية، في شخصية ربّما اليوم في العالم العربي؟ هل ترى المطران في شخصية ما؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: قطعاً، على نطاق الكنيسة، المطران رجل كنيسة، على نطاق الكنيسة لا أرى له مثيلاً قطعاً، حتى بين مَن كان يتزعّم المعركة من أجل العدالة على مستوى العالم وأُشير بذلك الى أسقف برازيلي مشهور توفيي عام 2000 يدعى هيلدر كامارا، كان يُلقَّب في البرازيل بالمطران الأحمر، ثمّ لُقّب بمطران التحرر، وتبنّت الكنيسة نظريته فأخذت بدورها بلاهوت التحرر في منتصف الأعوام 1984 ولكنّ هذا الأسقف مع أنّ أسقف القدس اعتُقل لم ينطق بكلمة واحدة حتى فاته دفاعاً عن مطران القدس.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: يعني حتى قائد وطني المطران لا ترى فيه، صفات المطران لا تراها في قائد وطني ربّما في العالم العربي اليوم؟ بعيداً عن الكنيسة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>الأب الياس زحلاوي: لو كان لي أن أشبّه بإنسان آخر لقلت طبعاً ضمن استثناءات ما في الشخصية وفي المبادرات، لكنت شبّهته بالحكيم جورج حبش، في صدقه، في وفائه، في نظافته، وفي عشقه لفلسطين، وفي نزاهة شخصيته وحياته.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: سيدة آمال الكلم الأخيرة لك، أم عطا ماذا تريد أن تقول للمشاهدين في ختام المشهدية خاص؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أستطيع أن أقول لها شيء لأم عطا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: تفضلي طبعاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>آمال سعد الدين: أم عطا هي الحب الأول والأخير، هي المقاومة، هي الثبات، هي العزة، هي صاحبة البيت، صاحبة المفتاح، هي الأمل، هي الأم التي تلمّ كل أبنائها ولا تفرّقهم أبداً، هي فلسطين.&nbsp;</p> <p>واسمحي لي في آخر هذا اللقاء أن أشكر كل العاملين الذين كانوا بالعمل لأنني أنا أو أي أحد من الممثلين مهما كان إحساسنا عالي لو لم يكن هناك عين كعين الأستاذ باسل الخطيب، ولا نص مكتوب كالذي كتبه الأستاذ حسن م. يوسف، ولا يوجد مدير إضاءة وتصوير مثل الأستاذ ناصر ركا، وديكور وإضاءة وملابس، لا أريد أن أنسي أحداً منهم، فعلاً لو لم يجتمع الكل ما كنّا خرجنا بهذه النتيجة، فأنا أريد أن أشكرهم جميعاً، وشكراً لك أيضاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: تحياتنا لكم جميعاً أيضاً، ولكل مَن عمل في هذا المسلسل روحاً وكلاماً وتمثيلاً وقلباً وكل ذلك، الممثلة آمال سعد الدين أم عطا شكراً جزيلاً لك، والأب الياس زحلاوي المشرف على هذا العمل شكراً جزيلاً لك أيضاً لوقتك ولكلامك الذي فيه الكثير من الروحانية ولكن الكثير من الإضاءة والإستشراف لمستقبلنا في هذا الشرق وفي هذا الزمن الرديء.</p> <p>شكراً جزيلاً لك أبونا وأيضاً سيدة آمال، كنتما معنا من دمشق.&nbsp;</p> <p>وأنتم أيضاً مشاهدينا شكراً لمتابعتكم للمشهدية خاص، الى اللقاء.</p>

برامج أخرى

10 حزيران 2012

1 أيار 2020

تصفح المزيد