
السباق على لقاحات كورونا
نص الحلقة
<p> </p>
<p>جورج غالاواي: إسمي "جورج غالاواي" وأنا أُقدِّم برنامج "كلِمة حرّة" على قناة "الميادين" التلفزيونية من هنا في (لندن). أقول كلماتي بحرّية سواء في البرلمان أم على التلفاز أو هنا في شوارع (لندن). "كلِمة حرّة" تعني بالإنكليزية Free Word وهذا ما أقوله. إذاً، "كلِمة حرّة" هي محادثة في اتجاهين، تابعونا على قناة "الميادين" التلفزيونية </p>
<p>المحور الأول: </p>
<p>جورج غالاواي: أهلاّ بكم في برنامج "كلِمة حرّة" معي "جورج غالاواي" على قناة "الميادين" حيث نوافيكم من (لندن) بنقاشٍ عن مسألة عبَرَتَ حدود العالم بأسرِه. حصد فيروس "كورونا" أو "كوفيد – 19" أرواح البشر في كافة البلدان وشبح الموت خيَّمَ على بلدانٍ أكثر من غيرها لكنه طال كافة المُجتمعات وأثره انعكس على مُجتمعاتٍ أكثر من غيرها. سبق أن تناولنا هذا الموضوع مراراً في هذا البرنامج إلا أن حبكاته الثانويّة باتت كثيرة وبات في إمكاننا الآن أعارتها اهتمامنا، وإحدى هذه الحبكات هي السباق على اللقاحات. تُعَدّ اللقاحات وسيلة جيدة جداً، لولاها لوقعت البشريّة في مأزِقٍ كبير جرّاء الأمراض التاريخية القديمة كالسلّ أو شلل الأطفال. أنا في صِغري لم أُحقن باللقاح بل تناولت جرعة منه على مُكعّبات السُكّر لأنّ كلّ الأطفال من حولي أُصيبوا بالشلل والتقزُّم جرّاء إصابتهم بمرض شلل الأطفال. التلقيح سلاحٌ مُجرّب تمّ اختباره، أوجده الطب بغية محاربة الأمراض المُميتة، لكن هذا لا يعني أنّ كلّ لقاح يعود بالفائِدة ولا يعني أنّ الجهات التي تجني الكثير من الربح تتمنّى لنا كلّ الخير في ثنايا قلبها عند تطوير اللقاح! على مرّ العقدين السابقين بات الشعب عموماً يفقد حبّه للقاحات بسبب خوفه من شركات الأدوية العملاقة وكرهه لها لأنها لا ترمي إلى تخفيف الألم عن البشريّة إنما تسعى إلى زيادة ثروتها، وفي خضمّ السباق على لقاح ضد "كوفيد -19" ظهرت الانقسامات القديمة التي وقَعت خلال الحرب الباردة. على سبيل المثال، طوّرَت (روسيا) أوّل لقاح لا يزال الأفضل بين جميع اللقاحات وهو "سبوتنيك -5". في عالمِ طبيعي كان ينبغي تعميم هذا اللقاح العام الماضي حول العالم بأسرِه لكن ذلك لم يحصل لأنّ بُلداناً كـ (بريطانيا) و(الولايات المتحدة) لا تعوِّل، بكل بساطة، على شرائِها لقاحاً من صنع (روسيا). (الصين) صنّعت لقاحاً ممتازاً في وقتٍ مبكرٍ جداً من تفشّي الجائِحة ولم تصنع لقاحاً واحداً فقط بل خمسة لقاحات، وقد أثبتت اللقاحات الصينية فاعليّتها حول العالم. حتى في البلدان الغربيّة اشتعلت منافسة حادّة بين شركات الأدوية العملاقة وبين بلدان كانت متحالفة معاً حتى في (الاتحاد الأوروبي) مثلاً لكنها عقدت العزم على القتال للحصول على نصيبها الأكبر من اللقاح فيما بعض البلدان كـ (المجر)، التي كانت تكابد اليأس من الحصول على اللقاحات الغربيّة بكميّات كافية، بدأت تتخطّى (الاتحاد الأوروبي) وتتعامل مع بلدان كـ (روسيا) و(الصين) من أجل ذلك. بالتالي، اندلعت حرب اللقاحات أو على الأقل سباق للحصول على أكبر حصّة سوقيّة ممكنة. أكاد لا أُصدِّق إننا نتحدّث عن حصّة سوقيّة فيما تواجه البشريّة أزمة وجوديّة مُحتملَة مع هذه الجائِحة. تنضمّ إليّ مجموعة من الخبراء المُميّزين وأنا الهاوي المُتحمِّس الوحيد في هذه الشؤون. دكتور "نيل ماكراي" أُستاذ بارز في عِلم الصحّة النفسيّة في جامعة King’s College في (لندن) وهو مؤلِّفٌ خلاق. شكراً لانضمامك إلينا دكتور "نايل"، أعطنا لمحتك العامة عن التلقيح في ما يخصّ "كوفيد – 19" </p>
<p>نايل ماكراي: حسناً. أنت ذكرت يا "جورج" منذ دقائِق قليلة أنّ اللقاحات مُجرّبة ومُختبرة، لكن هذه اللقاحات لم تخضع للتجربة والاختبار في صورة سليمة. تطوير لقاحٍ فعّال يستغرِقُ عادة من سبع إلى عشر سنوات ولا يقتصر الاختبار فقط على فعاليّة اللقاح بل أيضاً على سلامته. ما لدينا الآن هو اختبار عشوائي هائل وقد قرّرت شركات الأدوية والحكومات أنّ هذه اللقاحات آمنة. حسناً، ما من لُقاح آمن تماماً لأننا نعلم أنّ بعض الناس يُصابون بصدمة الحساسية ويعانون أعراضاً مختلفة عند تلقّيهم أي نوع من اللقاحات حتى تلك اللقاحات المُختبرة والمُجرّبة مثل لقاح "التهاب السحايا"، لكن لقاح "كوفيد 19" صُنِعَ على عجلة وتمّ التوصل إليه بموجب الأحكام المُنفّذة في حالات الطوارئ. التأثيرات الطويلة الأجل التي تحملها هذه اللقاحات، كلقاح "فايزر- بيوتيك"، لن تُعلن حتى عام 2023. هذا لقاح يتلقّاه ملايين الناس حول العالم، ولا ريب في أنّ ذلك يَصُبُّ في مصلحة شركة "فايزر". الأمور التي يجب أن يُساورنا القلق حيالها تتمثل في الآثار قصيرة الأجل التي حصلنا لتوّنا على دلائل عنها من دور الرعاية في (بريطانيا) و(ألمانيا) ومن بلدان صغيرة تلقّى سكّانها بأكملهم اللقاح كـ (جبل طارق) و(الإمارات العربيّة المتّحدة)، حيث يتّضح بشدّة أنّ هناك فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع تنخفض فيها أعداد الخلايا اللمفاويّة وتُستَنزَف بحيث يُصبح الناس أكثر عرضةً للإصابة بالمرض الذي يتلقّون لقاحاً ضدّه. نحن على بيّنة من ذلك وهذا أثرٌ مؤقّت لكن ما لا نعلمه هو الآثار طويلة الأجل، وعندما يقول وزراء الحكومة ومستشاريهم العلميين أنّ هذه اللقاحات آمنة تماماً للجميع يغلي الدم في عروقي. هذه اللقاحات لم تُختبر على النساء الحوامل ولم تُختَبَر على النساء في سنّ الإنجاب ولم تُختبر أيضاً على الأطفال ولا حتى على الكبار في السنّ. أعتقد أنّ هذه الفِكرة بيعت لنا وبات المُجتمع برمّته على اقتناع بأنّ اللقاح هو المُخلِّص. قد يُقدَّم اللقاح المُساعدة المطلوبة وأنا لا أقصد الاستخفاف به، قد يساهم في المُساعدة لكننا نُخاطر، وأعتقد بضرورة إيلاء هذه المخاطرة المزيد من الاهتمام والدرس عن الحجم المُعطى لها في وسائل الإعلام الرئيسية التي تؤدّي فقط دور أداة دعائيّة لمصلحة الحكومات </p>
<p>جورج غالاواي: مع ذلك ما هي خياراتنا؟ هذا وباء يُحتمل أن يشكّل تحدياً وجودياً مُحتملاً، من الممكن أن يقضي على حياة ملايين الناس حول العالم! ماذا سنفعل؟ هل سننتظر من سبع إلى عشر سنوات حتى نجد إجابة عن كل مسألة طرحتها؟</p>
<p>نايل ماكراي: هذه عدوى خطيرة تصيب الجهاز التنفّسي لكنها ليست بهذا الحجم من السوء كما يتم التداول به. الخسائِر التي تتكبّدها (بريطانيا) في الأرواح مُروّعة فقد بلغت حصيلة الوفيّات نحو 120 ألفاً وهذا عدد هائِل، لكن الكثير من الوفيات البالغ عددها نحو 120 ألفاً لم تكن بسبب الإصابة بـ "كوفيد – 19". أيّ وفاة لشخص تأكّدت إصابته بالفيروس خلال آخر 28 يوماً أُدرِجت في قائِمة وفيّات "كوفيد – 19". نحن نُدرك أنّ فحص الـ PCR، وهو الفحص المُستخدَم والأكثر شيوعاً لتشخيص "كوفيد – 19"، يلتقط أيضاً إصابات سابقة ويلتقط حتى بقايا من الجوّ. هذا ما قاله "كاري موليس" الذي حاز على جائِزة "نوبل" والذي اخترع فحص الـ PCR وحذّرَ من عدم استخدامه للفحص التشخيصي للأمراض المُعدية. "باتريك فالانس"، المُستشار الطبّي للحكومة البريطانية اعترَفَ هذا الأُسبوع، لأنني أُريد أن أنتقل الآن إلى اختبار التدفّق الاعتيادي الأكثر دقّة، اعتَرَف أنّ فحص PCR شديد الحساسية لدرجة أنّه لا يؤشِّر إلى إصابتك حالياً بفيروس "كوفيد - 19" فحسب بل حتى إنْ كنت مُصاباً به خلال العام المنصرِم أو منذ ظهور فيروس "كوفيد-19". بالتالي، هذا هو الاعتراف الذي قدّمه كبير المُستشارين العلميين في أنّهم يستخدمون فحصٍاً لا يدلّ على أنّك مصاب بالمرض الآن </p>
<p>جورج غالاواي: "دانيال كوسبي" أنت ناشط سياسي وعضوٌ زميل في حِزبي، "حزب العُمال البريطانيين" لكنك أيضاً مهندس برمجيّات على معرِفة بالأنظمة البرمجيّة وأيضاً تعرِف، أليس كذلك؟ أنّ هناك الكثير من الناس يعكسون نوعاً من الشكّ أو أكثر من الشك، معذِرةً منك، حيال ما يُعبِّر عنه الدكتور "نايل هنا. ما رأيك في ذلك؟ أنت خبير عِلمي، هل تخيفك هذه الدرجة من الشكّ حيال مهنة الطبّ؟</p>
<p>دانيال كوسبي: في رأيي يجدُر بنا الموازنة بين فَهْم الناس لمهنة الطب وكيفية عمل مُجتمعنا بأكمله في إطار رأسمالي. بصورة عامة، لا يشعُر الناس بأنهم قادرون على الوثوق في وسائِل الإعلام أو في الحكومة وهذا أمر صحيح، إذ يجب أن نرتاب حيال هذه الأمور حتماً ولا بدّ لنا من التساؤل في الأمور. لكن يجب أن نُدرِك أيضاً أنّ التشكيك في أموٍر مُعيّنة، كما تفعل وسائِل إعلامنا، كالتساؤل عن هل اللقاع الصيني خطِر؟ هل هو فعّال؟ ستُخبرك وسائِل الإعلام أنّه غير فعّال وخطير وغير مُختَبَر وأن الصينيين أطلقوه في الحقيقة بعدما استخدموه لتلبية حالتهم الطارِئة، وفد أُعطيَ لنحو مليون شخص في (الصين)، ليكون لقاحاً متاحاً على نطاق واسع في (الصين) وسائِر العالم. بالتالي الصينيون انتَظَروا هذا اللقاح في حالتهم هذه والأمر سيّان بالنسبة إلى (روسيا) التي لم يتوفَّر لقاحها إلا مؤخراً، هذا في ما يخصّ الآثار الحذِرة نسبياً. يجدر بنا أيضاً أن ننظر إلى المسألة كما تعلم من ناحية أننا في حال طارِئة كما ذكرت حضرتك ونحتاج إلى لقاح ونحتاج إلى تلقيح الناس بغضّ النظر عن اختبارات سلامته، كما يجب أن نفهم كيف تؤخذ الخطوات الصحية السليمة التي تتماشى مع الحال الطارِئة التي نعيشها. لن ننتظر حتى نتأكّد من سلامة جميع قوارب النجاة إن كانت سفينتنا تغرق بل سنركب إحداها </p>
<p>جورج غالاواي: تماماً. أنا تلقّيت الجرعة الأولى من لقاح "فايزر" لكوني تقدّمت في العمر، تلقّيته منذ بضعة أسابيع، لا تخبر زوجتي فهي تحسب أنني في الخامسة والأربعين من عُمري، لكنّي رغم ذلك كنت لآخذ اللقاح الروسي وعرضتُ أخذه على الهواء مباشرةً لأنني وثقت بمصنِّعي اللقاح الروسي. أنت أوضحت النُقطة المتعلّقة بالرأسمالية وأنت بالطبع على حق، لكن (كوبا) صنّعت لقاحاً وكذلك (الصين) و(روسيا) وهذه بلدان ليست جزءاً من المؤامرة الرأسمالية الدوليّة أليس كذلك؟</p>
<p>دانيال كوسبي: كلا، لكن من هنا يأتي دافِع الربح، لذا نرى وسائِل الإعلام الأميركية والأوروبيّة تُعلِن الحرب ضدّ هذه اللقاحات وتدعو هذه البلدان للقول إنّه لا يُمكن الوثوق بهذه اللقاحات ونحن الأفضل ويجب أن تشتروا منّا </p>
<p>جورج غالاواي: "مارك واردزورث" أنت أيضاً ناشط سياسي وكنت عضواً لفترة طويلة في "حزب العُمّال" قبل أن تُطرَد منه في طريقةٍ غريبة وغير مُنصِفة على خلفية اتهامات مُزيّفة عن مُعاداة السامية كآخرين كثيرين. أنا أوضحت فكرة وشدّد "دانيال" عليها للتوّ، تعجز مناطق كثيرة في العالم عن الحصول على اللقاحات وهذا يجعل المناقشة التي نجريها منعزِلة بعض الشيء، لكن أيضاً مناطق من مُجتمعاتنا الغربية نسبة الشكّ فيها حيال التلقيح تبدو عالية. على سبيل المثال، مُجتمعات الأقلية العرقيّة في (بريطانيا) تضرّرت في شكلٍ غير متناسب جرّاء فيروس "كورونا" إلا أنها تقاوم تلقّي اللقاح في شكل غير متناسب أيضاً. أعطنا تفسيرك على هذا من فضلِك </p>
<p>مارك واردزورث: أولاً أنت ذكرت عدم التناسُب. إن تصفّحنا الصفحات الأمامية في وسائِل الإعلام لضحايا "كوفيد – 19" منذ مارس/ آذار في العام الماضي لوجدنا بحراً من الوجوه الأفريقية والكاريبية والآسيوية. يعود سبب ذلك إلى وجود ذوي البشرة السوداء في الصفوف الأمامية للخدمات الصحية الوطنيّة. لم يعطوهم مُعِدّات الحماية اللازمة على الرغم من تعاملهم المباشر مع الشعب، بالتالي كانوا أوّل الضحايا. بما أنني قلت هذا، ثمّة تردّد، هذا هو المُصطلح الأكثر تداولاً هذه الأيام، تردّد ومقاومة لتلقّي اللقاح بسبب ما حصلَ في الماضي من عُنصرية في المجال الطبّي. يجب أن نتذكّر تجربة "توسكيجي" في (الولايات المتّحدة)، لا بدّ أنك مُلِمّ بها</p>
<p>جورج غالاواي: لستُ كذلك، أخبرني عنها </p>
<p>مارك واردزورث: عندما جرى حقن الأميركيين الأفارقة في (الولايات المتّحدة) بمرض الزهري ومات كثير منهم نتيجة تلك التجربة، وهذا حدث منذ عدّة عقودٍ خلت ولم تعتذر الحكومة الأميركية سوى مؤخّراً لعائِلاتهم. إذاً، عمّ الشكّ وعمّت الحيرة، وعمّ السؤال: هل سنكون حقل تجارب مرة أُخرى؟ تنتشر شائِعة بأنه سيتم زرع مواد كيميائية في أجسام الرجال الأميركيين الأفارِقة بحيث لا يعود في إمكاننا التكاثُر كما لو أنّ قنبلة سكّانية نزلت علينا. بالتالي ثمّة مخاوف كثيرة شاعت. أنا نفسي تلقيت لقاح "فايزر بيونتيك" مثلما فعلت أنت يا "جورج" ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أنّها من صنع مُهاجرين إثنين، شخصان من (تركيا) ذهبا إلى (ألمانيا)</p>
<p>جورج غالاواي: كُرد من (تركيا) </p>
<p>مارك واردزورث: هذا صحيح، نعم، ونتلقّى نحن معاملة سيّئة للغاية في ما يُسمى بلدان الغرب الشمالي لكوننا مغتربين وأهلنا مُغتربون وفي طريقة ما يُمكنك أن ترى أننا نُساهِم في حماية الناس حول العالم، مع ذلك حظِيت عشرة بلدان فقط في العالم بنسبة 75% من اللقاحات. هناك 150 بلداً تقع أساساً في جنوب الكرة الأرضية ولم تحصل على لقاحٍ واحد وهي جميعها تتطلّع للحصول على إمدادات اللقاحات في المستقبل من (الصين) وكذلك من (روسيا) ومن (الهند) في الحقيقة. لذا، في رأيي أنه نعم هناك مخاطر مرتبطة بذلك، لكننا نأخذ لقاح الانفلونزا وأنا أفعل ذلك كل عام، وبفضل اللقاحات تمّ القضاء على مرض الجدري والحُمّى الصفراء. أنت تحدّثت، ما هو المرض الذي ذكرته؟ </p>
<p>جورج غالاواي: مرض شلل الأطفال. كانت للأطفال رئات حديدية في أيامنا </p>
<p>مارك واردزورث: أرأيت؟ أخذتم اللقاح على قطعةٍ من السُكّر ولاحقاً أصبح في حقنة، مرض الكزاز هو مثال آخر. لذا نحتاج إلى التحصين ولا يُمكننا التغافل عن حقيقة أننا نموت بأعدادٍ هائِلة. إذاً، إذا لم يتم الهجوم على، من تسمّيهم مجموعات اليساريين السود في (غلاسكو) بأصحاب نزعة قومية اللقاحات، بمعنى نزعة أنّ يحتفظ الغرب بكمية فائِضة من اللقاحات ويحتكرها، ستنتشر حينها أعمال الفوضى من ناحية ما سيحدُث لهذه المجموعات </p>
<p>جورج غالاواي: لننتقل إلى (الولايات المتحدة). "أليكسس بيدن مايِر" موجودة في (واشنطن) العاصمة وهي المُديرة السياسيّة لرابطة مُستهلكي الأغذية العُضويّة Re-Generation International في (الولايات المتحدة)، و"أليكسس" هي مُشكّكة أُخرى على مستوى فعاليّة اللقاح وأيضاً التوزيع العادل له. أهلاً بكِ "أليكسس"</p>
<p>أليكسس بيدن مايِر: شكراً جزيلاً لاستضافتي يا "جورج"</p>
<p>جورج غالاواي: هل توجد حرب حالياً حول العالم للتسابق في الحصول على اللقاح؟</p>
<p>أليكسس بيدن مايِر: نعم، أعتقد إننا وُضِعنا في موقف حيث يغلب مبدأ كل شيء أو لا شيء. لقد قيل لنا إنّه علينا إقفال كل شيء حتى تطوير لقاح وهذا وضَعَ الكثير من الضغط على هذا الوضع أي مسألة أمان اللقاحات وفاعليّتها ونسبة نجاحها وإذا ما ستريحنا من الإقفال ووقف الأعمال. لذا أجل، أعتقد أنّ الأمر تفاقم جرّاء تسويق مسألة التلقيح على أنّه الحل الوحيد لإراحتنا من الإقفال، لهذا يتعارض رأيي مع التلقيح إلى حدٍّ كبير ليس لأنني ضدّ اللقاحات بصورة عامة أو لأنني مهتمّة بصورة خاصة في أمانها أو فعاليّتها، ما يهمّني جداً هو أننا تبنّينا نهج كل شيء أو لا شيء في مجال الصحّة العامة. لقد قيل لنا إمّا اللقاح أو لا شيء ولا أعتقد أنّ هذا صحيح. ما أودّ أن أراه حتى في المرحلة التي نعيشها هو إنقاذ الحيوات عبر إجراء المزيد من الاختبارات واستخدام الأدوية المُضادّة للعدوى الفيروسيّة الزهيدة الثمن والفعّالة مثل "آيفِر مكتين" وعبر الارتقاء بصحة شعوبنا. أنا أعمل في رابطة مُستهلكي الأغذية العُضوية ونودّ طبعاً من الجميع استهلاك الأطعِمة العُضوية الغنيّة بالمُغذِّيات والخالية من المواد السامّة سواء أكان ذلك في العام الماضي أو إلى الأبد. لذا، أودّ رؤية مُقاربة لنهج شامل أكثر للصحة العامة بدلاً من نظام تطبيق الإغلاق التام أو اللجوء إلى اللقاحات أو نهج كل شيء أو لا شيء</p>
<p>جورج غالاواي: هل صحيح أنّ الدول المُتقدِّمة تشتري وتُخزِّن مليارات الجرعات من اللقاحات؟</p>
<p>أليكسس بيدن مايِر: لسوء الحظّ، أنا مُنهكة بما يكفي للاعتقاد أنّ الأمر يتعلّق بمصلحة الشركات. كتبتُ مقالاً حول "بيل غيتس" وكان الاستنتاج الذي توصّلت إليه في كتابة هذا المقال أنّه كان مهتمّاً بالأرباح التي ستُجنيها شركات اللقاحات التي يستثمر فيها أكثر مما كان مُهتّماً بالصحة العامّة. لذا، أرى هذا النموذج الذي يتعلّق بأرباح الشركات. إذاً، إن توافرَ دواء زهيد الثمن خارِج نظام براءات الاختراع مثل "هيردوكسي كلوروكلوين" فهذا لن يعود بأرباح على أيّ أحد. وكما تعلم، فيتامينات C وD لن تعودا بأرباح على أيّ أحد </p>
<p>جورج غالاواي: في رأيكِ، هل وسائِل الإعلام سيَّست اللقاح؟ </p>
<p>أليكسس بيدن مايِر: لم أقل يوماً أنه ما من فائِدة من التلقيح، لكن ما أراه مُقلقاً هو فرض الإغلاق التام حتى توافر اللقاحات وهذا أمر بكل بساطة ومن ناحية الوقائِع غير ممكن ولم يكن يوماً كافياً لحماية الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية. أنا أعمل في مجال الأغذية والزراعة، وتوجد منظمة تُدعى "شبكة الإبلاغ الغذائي والبيئي" التي تتتبّع حالات "كوفيد – 19" والوفيات جراء "كوفيد – 19" في منشآت تعبئة وتعليب اللحوم وفي المزارع وفي منشآت معالجة الأطعِمة، وكما تعلم واجهنا أزمة كبيرة وكاملة في (الولايات المتحدة) لأنّ شركات "تايسون" و"JBS" و"ناشيونال بيف" و"كارغيل" و"سميثفيلد" أخبرتهم الحكومة الفدراليّة أنّ صحّة موظّفيهم ليست مسؤوليّتها، وأنها لا تعترف بأيّة مسؤولية إذا حصلت إصابات بفيروس "كوفيد" أو وفيّات بسببه في صفوف موظّفيهم، لذلك لم يقوموا باختبارات لموظّفيهم ولم يمنحوهم إجازات مرضية مدفوعة ومارسوا ضغوطاً على موظّفيهم للعمل حتى لو كانوا يعانون من مرضٍ ما، وهذا يحصل حتى الساعة </p>
<p>جورج غالاواي: هل ستختارين أخذ اللقاح؟ </p>
<p>أليكسس بيدن مايِر: ظننت أنّك قد تطرح عليّ هذا السؤال وكنت أُفكِّر فيه طوال هذا الصباح. أتعلم؟ أنا مناصرة لوسائِل النقل العامة وأودّ رؤية المزيد من القطارات والأقل من السيارات، وأعلم أنّ القطارات أكثر أماناً من السيّارات، ومع ذلك أنجبت طفلين جميلين وعندما كانا صغيرين وضعتهما في مقاعِد السيارة الخلفية وجلت بهما على الطريق مع العِلم أنني قد أخسرهما في حادث سيارة. إذاً هذه هي طريقة تفكيري نوعاً ما في ما يخصّ لقاح "كوفيد". لا يُشكِّل لقاح "كوفيد" خطراً على الأرجح في القدر الذي تشكله على الأرجح قيادة سيارة، لذلك لا تزال الآراء مُتباينة وما من إحصاءات حتى الساعة، لكنّي أظن أن التلقيح أكثر أماناً من قيادة سيارة. إذاً، أنا أسأل نفسي وأقول إنّ الأمر سيعتمد أساساً على إذا ما كنتُ مُجبرة على أخذ اللقاح أو لا، وهذا ليس وضعاً رائِعاً. أعتقد أنّ خيارنا الطبّي يجب أن يكون اختيارياً ولا أعتقد أنّه يجب إجبار الأشخاص على تلقّي اللقاح. في رأيي يجب توفُّر بروتوكولات للصحة العامة قد تفصِل أحياناً بين الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح والذين لم يتلقّوه، لكن عادةً لا أعتقد أنّ هذا ضروري في الحياة الطبيعية ولا أظنّ أنّه يجب إجبار الناس على تلقّي اللقاحات </p>
<p>جورج غالاواي: المزيد من هذا بعد الفاصل، ابقوا معنا </p>
<p>المحور الثاني</p>
<p>جورج غالاواي: أنتم تشاهدون برنامج "كلِمة حرّة" معي "جورج غالاواي" على قناة "الميادين" حيث نوافيكم من (لندن) بنقاشٍ عن مسألة في الواقع عالميّة، أو المسألة العالمية بامتياز في هذا اليوم وهي مسألة وباء "كوفيد -19" الذي حصد أرواح البشريّة في كل أنحاء العالم وفي الأخصّ مسألة الاستجابة لهذه الجائِحة وحرب اللقاحات والسباق على اللقاحات التي اشتعلت وإعلان بلدان الغرب أنّ لقاحاتها هي وحدها الآمنة وألا أحد يجب أن يشتري اللقاحات الأُخرى الصينية أو الروسيّة. المشكلة الكامنة بين بلدان شمال العالم وجنوبه أنّ بلدان شمال العالم الغنية تشتري كل مخزون اللقاحات تارِكةً بلدان جنوب العالم للانتظار إلى أن تتمكّن من دفع ثمن بعض هذه اللقاحات الثمينة. في جنوب الكرة الأرضية تتطلّع البلدان صوب (روسيا) و(الصين) اللتان طوّرتا اللقاحات الأولى التي يُحاجج البعض أنها الأفضل، أقلّه في شكلها الحالي وقد تطيحها اللقاحات الغربيّة، مَن يدري؟ لا يُمكننا المُقارنة في الغرب لأنه لا يُسمَح لنا بشراء اللقاح الصيني أو الروسي، ثمّ يُطرَح السؤال الذي طرَحته الباحثة الأميركية، هل اللقاحات هي أفضل استجابة للجائِحة في أية حال؟ لا شكّ دكتور "نايل" أنّ اللقاحات كانت أفضل الاستجابات وهذه هي النُقطة الأساسية التي طُرِحَت من (واشنطن) أليس كذلك؟ أنّ نهجَ كلّ شيء أو لا شيء كان المُشكلة الأساسية</p>
<p>نايل ماكراي: نعم، والمُشكلة هي أنّ هذه اللقاحات، مثلما سبق وذكرت، لم تخضع بعد للاختبارات على النحوِ الواجب اتّباعه ما أثار لديّ شخصياً المخاوف العلميّة والأخلاقيّة الشديدة. لفترة أحد عشر عاماً كنت عُضواً في لجنة أخلاقيّة تابعة لخدمة الصحّة الوطنيّة وكنتُ أيضاً مديراً للتجارب السريريّة لمدّة أربعة أعوام وأنا على إلمام بطبيعتها وعلى معرِفة بالأخلاقيّات الخاصّة للمشاركين في الأبحاث الذين يُخاطرون، فالجميع يُخاطرون عندما يخوضون التجارب الدوائِيّة والجميع يُجازفون كذلك عند تناول دواء قَيْد التجربة فقد تترتّب على الأدوية آثار جانبية وتترتّب على اللقاحات ردود فعلٍ جانبية لكننا عادةً ما نزِن الإيجابيات والسلبيات ونستشير الأطبّاء والخبراء لإرشادنا حول أفضل ما يُمكننا فعله. نواجه الآن مشاكل كبيرة من الناحيتين العلميّة والأخلاقية. من الناحية العلمية ثمة مشاكل حول الفعاليّة والأضرار لكن من الناحية الأخلاقية لديّ أكثر من مخاوف. كل مَن يُشارِك في تجارب اللقاحات، وإلى حدٍّ ما أنت يا "جورج" شاركت في تجربة اللقاح لحظة تلقّيك لقاح "فايزر" ولحُسن الحظ لم تظهر عليك أيّة ردود فعل جانبية</p>
<p>جورج غالاواي: لم أشعُر حتى بوخزة الإبرة وكان الأمرُ مثالياً تماماً </p>
<p>نايل ماكراي: لكن من الواضح أنّ بعض الأشخاص عاشوا حالات من ردّات فعلٍ جانبية سُجِّلت الآلاف منها في نظام تسجيل ردّات الفعل الجانبية التابع لـ "الوكالة التنظيمية للأدوية ومُنتجات الرعاية الصحيّة" وتمّ الإبلاغ في الواقع عن مئات حالات الوفيّات بعد أُسبوعين من تلقّي اللقاح. يجب أن يحظى المرضى باستنارة عما سيتلقّونه في أجسامهم وردّات الفعل المُحتملة ويوافقون على ذلك، لكن في ما يخصّ اللقاحات فهي تُعطى من دون استنارة ولا موافقة ولا يوجد خيار آخر، أي هي ليست اختيارية</p>
<p>جورج غالاواي: لكنها خيار، لستُ مُجبراً على تلقّي اللقاح </p>
<p>نايل ماكراي: هذا صحيح، في الوقت الحالي. في الوقت الراهن لا يستطيع الناس ممارسة الموافقة المُستنيرة أو أقلّه هذه حال الشريحة الأكبر من المُجتمع، الشريحة من الناس الذين لا يقرأون المقالات الطبيّة وما إلى ذلك. كل ما يتلقّونه من معلومات هي المعلومات الدعائية الحكومية، وهذه الدعاية الحكوميّة تُموِّلها إلى حدٍ كبير مؤسّسة "بيل ومليندا غيتس". يتمّ ضخّ ملايين الجنيهات في محطة BBC الحكومية وتذهب ملايين الجنيهات إلى الكليّة الملكيّة التي قادتنا إلى الإغلاق العام أساساً، وتذهب ملايين الجنيهات إلى مجموعة اللقاح في جامعة (أوكسفورد)، وطبعاً العديد من الوزراء الحكوميين والمُستشارين العلميين لديهم استثمارات ضخمة في شركات الأدوية هذه. أنا أخرُج عن الموضوع قليلاً وأريد أن أتحدّث عن أن الناس ليسوا في الواقع مُستنيرين لأنهم لا يسمعون عن الآثار الجانبية </p>
<p>جورج غالاواي: لكن هل نحن مُستنيرون فعلاً في الحياة يا دكتور؟ أعني، إنْ واجهت مُشكلة في حاسوبي سأطلب إصلاحه من خبير في الحواسيب. إذا واجهت مشكلة في صحّتي سأثق بطبيبتي. أليست هذه طريقة عمل الأمور؟ </p>
<p>نايل ماكراي: هل ستثق بـ "مات هانكوك"؟ </p>
<p>جورج غالاواي: لا، لكنّي سأثق بطبيبتي، وطبيبتي تقول لي خُذ لقاح الأنفلونزا، طبيبتي تقول لي خُذ لقاح "فايزر"، وأنا أثق بها </p>
<p>نايل ماكراي: حسناً، الأمر الآخر هو عن الخيار، وفي الوقت الحالي لا يُجبر أحد على تلقّي هذا اللقاح، مع أن بعض المخاوف أُثيرت حول كبار السنّ في دور الرعاية الذين لُقِّحوا من دون ترك خيار الموافقة لهم في تلقّيه، إذاً لا يُجبّر أحد على تلقّيه في الوقت الحالي ومن المُحتمل أن يتغيّر ذلك. كما تعلم، بعض أصحاب العمل يُهدّدون بتسريح الموظّفين الذين لم يتلقّوا اللقاح ولدينا جواز سفر اللقاح الذي لن يكون بهدف السفر ويبدو أنه سيُستعمل للذهاب إلى المسرح والسينما</p>
<p>جورج غالاواي: قالت الحكومة البريطانية إنّه ما من خِطط لإنشاء جواز سفرٍ كهذا </p>
<p>نايل ماكراي: هل تُصدِّقها؟ </p>
<p>جورج غالاواي: في الواقع أُصدِّقها </p>
<p>نايل ماكراي: كلامك يُسجّل وتقول إنّك تُصدِّق أنّ الحكومة لن تُنشئ جوازات سفر اللقاح </p>
<p>جورج غالاواي: نعم، كلامي يُسجّل </p>
<p>نايل ماكراي: نعم، حسناً </p>
<p>جورج غالاواي: "دان"، هذا قد يبدو غريباً وقد يبدو نابعاً من مُعسكر اليسار لكنّي أؤرِخ الانهيار الضخم لمصداقيّة الحكومة والدولة ووسائِل الإعلام الجماهيرية إلى حرب (العراق)، وقد تقول إنّني مهووس بحرب (العراق)، لكنّي أظن أننا قلّلنا من شأن تأثير مصداقيّة كل المؤسّسات القائِمة بسبب ما حصلَ في حرب (العراق). الآن، إن قالت لي الحكومة ووسائِل الإعلام أنها تُمطِر في الخارِج سأذهب من دون تردّد إلى النافذة لأتأكّد من صحّة الأمر بأُمّ العين. هل هذا ضربُ من الجنون؟</p>
<p>دانيال كوسبي: كلا، لا أعلم إن كان في إمكاني تحديد تاريخ معيّن أو حدث معيّن أدّى إلى هذه النتيجة. حدثت سلسلة طويلة من الأحداث التي قوّضت هذه الثقة وسأُرجع بهذه الأحداث، مما يجعلني أبدو يسارياً تقليدياً، أرجع إلى حقبة حُكم "مارغريت تاتشر". هذه كانت فعلاً الحقبة التي انتقلنا فيها من حال الرفاهية الاجتماعية الفعّالة إلى حال السياسات شبه الليبرالية حيث باتت كل نواحي المُجتمع تتحلّل وتتلاشى ابتداءً من الخدمة الصحية إلى المكتبات إلى الوجبات المدرسية وكل ما كان يُشكِّل حال الرفاهية الاجتماعية التي كانت لدينا واستبدلناها بسلسلة من عمليّات التحوّل إلى القطاع الخاص وكل تلك الأشياء وسعي الشركات لتحقيق الأرباح. إذا فجأةً لم يعد في استطاعة الناس العاديين الحصول على كل الخدمات التي كانت تمنحها لهم حياة عادية وكاملة، بدلاً من ذلك خدعتهم وسائِل الإعلام والحكومة التي ادّعت زوراُ أنّ حياتهم ستتحسّن بفضل التحوّلات إلى القطاع الخاص، وأنّ هذه الشركات ستأتي لتهتمّ بهم مجّاناَ في البداية، أمّا الآن فعليهم أن يدفعوا مقابل كل خدمة صغيرة كما أنّ النوعية صارت أسوأ لأنّ هذه الشركات تسعى وراء تحقيق الأرباح، أضف إلى ذلك أنّ هذه المغامرات المبنيّة على الأكاذيب في (العراق) وكل أرجاء العالم لم تُسهم في تحسين مصداقيّة الحكومة ووسائِل الإعلام </p>
<p>جورج غالاواي: لنستمع إلى رأي الدكتور "أفينز أدجوليس سوبرلوس" من (لندن). دكتور "أفينز" هو مُحاضر جامعي سابق وكاتب عن سياسات اقتصاد العالم ويركِّز في كتاباته على (اليونان) التي كما تتذكّرون تخلّفت عن سياسات (الاتحاد الأوروبي) الليبرالية الجديدة والاقتصادية وغيرها من السياسات في الماضي القريب. دكتور "أفينز" أهلاً بك</p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: نعم </p>
<p>جورج غالاواي: هل صحيح أنّ الدول المتقدِّمة تُكدِّس ما يفوق المليار جرعة من اللقاحات؟</p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: حسناً، شركات الأدوية العملاقة مقرّها الأساسي في بلدان الغرب الكبيرة ومن الواضح أنّها تحاول استخدام دبلوماسيّة اللقاحات كسلاح ضدّ البلدان الأضعف وهي في منافسة لاسيما مع لقاح "سبوتنيك" الروسي واللقاحات الصينية الخمسة. لذا أظن أنها تُكدِّس اللقاحات أولاً لغاية إبقاء سعرها مرتفعاً أولاً وثانياً كطريقة لدفع جدول أعمالها الدبلوماسي بواسطة هذا اللقاح</p>
<p>جورج غالاواي: هل هناك نوع من الحرب حول العالم للحصول على المزيد من جرعات لقاح "كوفيد – 19"؟</p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: الشركة الأساسية التي عاينتها، "فايزر"، وهي الشركة الرائدة في تعميم اللقاحات في (المملكة المتّحدة) والشركة الأولى على الكوكب تعرّضت للكثير من الدعاوى القضائية ضدّها بتهمة الأدوية المشكوك في أمرها واضطرّت إلى دفع غرامة تبلع 2.5 مليار دولار في (الولايات المتّحدة)، كما أنّ (نيجيريا) رفعت دعوى قضائية ضدّها أيضاً تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار وثُبِتت إدانتها في أكثر من ثمانية بلدان إن لم أكن مُخطئاً بتُهمة تقديم رشاوى للأطباء لاعتماد لقاحها. لذا، لا يقتصر الأمر على أنّ هذه الشركات ليست أهلاً للثقة مئة في المئة بل أيضاً تدبّرت الاتفاق مع كافة حكومات (الاتحاد الأوروبي) على عدم التذمُّر من اللقاح إن طرأ خُطبٌ ما، وبالفعل شهدنا على مضاعفات عديدة عند الكثيرين ممن تلقّوا اللقاح وعانوا من مشاكل صحية والبعض منهم فارق الحياة</p>
<p>جورج غالاواي: ماذا عن تسييس الإعلام للقاح؟ </p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: السؤال الأهمّ هو: هل تعميم هذا اللقاح مرتبِط بخطورة هذا الفيروس على الصحّة؟ أم هو متعلِّق بالثورة الصناعية الرابعة؟ ما أعلنوه في (دافوس) هو إدخال النظام الآلي في الصناعة حول العالم ما يزيد من ثروة الأغنياء وأنهم سيستخدمون دبلوماسيّة اللقاح كوسيلة للتحكُّم بالأعداد البشرية. سبق أن سمِعنا نقاشات عن استخدام جوازات سفر اللقاح وعدم تقديم الخدمات إلا لمن تلقّى اللقاح </p>
<p>جورج غالاواي: كيف تَعَامل الشعب في (اليونان) مع الجائِحة؟ وما رأيهم في هذه اللقاحات؟ </p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: المُشكلة الأساسية في (اليونان) هي الآثار الاقتصادية للإغلاق المرتبطة بصورة مباشرة باللقاح. الحكومة أعلنت أنّها ستتّخذ تدابير الإغلاق بهدف خفض عدد الوفيّات وإنقاذ حياة الجميع، لكن مُدّة الإغلاق طالت، فقد باشرت الحكومة اليونانية بتنفيذ الإغلاق الثاني في نوفمبر/ تشرين الثاني، وبحسب قولها هي لن ترفع الإغلاق حتى شهر مايو/ أيار. عانت (اليونان) في عشرة أعوام من الاعتداء الاقتصادي من صندوق النقد الدولي وهي اليوم تتكبّد الخسائِر في نشاطها السياحي، لكن الحكومة اليونانية وضعت خطّة تقضي بحمل الجميع لجوازات سفر اللقاح لأنه الحلّ لإعادة فتح قطاع السياحة، لكن هل جرى اختبار اللقاح على شرائِح المُجتمع كافةً؟ أعني، هل يستطيع أطفالنا تلقّي اللقاح؟ لا أحد يملك الإجابة حقاً، ويساور الشعب اليوناني الشك لأنهم لا يثقون بمنظومة الرعاية الصحية التي تُعاني من الانهيار المالي وقد تلقّى ثلاثة في المئة فقط من الشعب اللقاح حتى الآن وينتاب الكثير من الناس الرعب من تأثيرات اللقاح على المدى البعيد لأنه عقار مُعزِّز للأداء فقط. كما تعلم يُمكننا أن نتذكّر عقار "ثاليدوميد" في الستينات الذي جرى تعميمه عام 1960 لكن لم تظهر تأثيراته الكاملة حتى عام 1965 </p>
<p>جورج غالاواي: ما الخسائِر التي تكبّدتها بلدان مثل (اليونان) بسبب الإغلاق؟ </p>
<p>أفينز أدجوليس سوبرلوس: لا أرى حلاً اقتصادياً فعّالاً لهذه المُشكلة ويعود ذلك أساساً إلى إقفال مُعظم الصناعات في العقدين الماضيين بسبب العولمة، كما أن الصناعات الوحيدة التي استمرت كانت الزراعات التقليدية وقطاع السياحة فقط، فقد وصل مُعدّل السياحة عام 2020 إلى ثمانية في المئة من المعدّل الذي كان عام 2019 ولم تُسجِّل الحكومة اليونانية سوى أربع مليارات يورو من عائِدات قطاع السياحة. إذا استمرّ الأمر على هذا المنوال في العامين 2021 و2022 سيُعلِن البلد إفلاسه التام ولا مفرّ من ذلك </p>
<p>جورج غالاواي: أنا متأكد أنّ (ألمانيا) ستُسارِع لنجدة (اليونان) كما في السابق، أو لن تفعل ذلك. دكتور "نايل"، ما رأيك في ما نُسميّه بالشكّ؟</p>
<p>نايل ماكراي: أعتقد أنّ على الجميع التشكيك، أوَليس من السُخرية أنّه في ظلّ أزمة "كوفيد -19" التي نعاني منها جميعاً حالياً أو ما أُسميه شخصياً بنظام "كوفيد"، تتم مُهاجمة المُشككين وتشويه سمعتهم لطرحهم أسئِلة منطقية؟ مُصطلح "مُناهضي التلقيح"، أنا على يقين أنكم سمعتم به، هذا المُصطلح يستخدم كافتراء رخيص ليس ضدّ الأشخاص الشديدي التطرّف فقط بل ضدّ الذين يندّدون بجميع اللقاحات في المُطلق</p>
<p>جورج غالاواي: لكن هذا النوع من الأشخاص موجود بالفِعل </p>
<p>نايل ماكراي: أجل، لكنّهم أقليّة. أنا لست مُناهضاً للقاحات كافةً، تلقّيت التلاقيح من قبل وكذلك أولادي لكن لديّ اهتمامات علمية وأخلاقية أؤمن بشرعيّتها بالكامل وفي الوقت الحالي لا تدور نقاشات تتطرّق إليها في وسائِل الإعلام الرئيسية على الإطلاق</p>
<p>جورج غالاواي: باستثناء في برنامجنا "كلمة حرة" هنا، لكن الفِكرة التي طرحتها تنكُرها النتائِج العملية. أنا وأنت مُدرِكان، وأنت على نحوٍ أكبر بصفتك اختصاصياً في الصحّة النفسيّة، لتكلفة الفُرصة الضائِعة بسبب الإغلاق وتبِعاتها على الصحة النفسيّة للأفراد وتبعاتها على الاقتصاد والضرر الذي تُلحِقه برفاهية الناس على المدى البعيد أيضاَ طبعاً، لكننا في خضمّ إغلاق تام هنا في (بريطانيا) وقد أسهم ذلك في انخفاض عدد الحالات والاستشفاء والوفيّات على نحوٍ هائِل ولا يُمكن إنكار ذلك</p>
<p>نايل ماكراي: أظن أنّه في إمكانك إنكار ذلك بالكامل. إن نظرنا إلى موسم موجة انفلونزا سيّئة قد نرى ارتفاعاً في الحالات خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول أو يناير/ كانون الثاني أو فبراير/ شباط وهذه النِسَب تتغيّر، فقد سجّلنا القليل من حالات الانفلونزا في 2018-2019 وسجّلنا حالات انفلونزا منخفضة أيضاً في 2019-2020. خلال موسم الانفلونزا من الطبيعي أن نُسجِّل ارتفاعاً في الإصابات ثمّ تعود بعدها الإصابات إلى الانخفاض ومن الواضح أنّ هناك لقاحاً للأنفلونزا يتلقّح به البعض لكننا نُدرِك أنّ هذا اللقاح فعّال جزئياً فقط. جرى تطوير لقاح الانفلونزا للمرة الأولى عام 1931، والآن وبعد مرور مئة عام تقريباً ما زالوا غير قادرين على إنتاج لقاحٍ مثالي للإنفلونزا! تبلغ نسبة فعاليّة لقاحات الإنفلونزا ثلاثين في المئة فقط وكذلك لم يتمكّن أحد من تطوير لقاح فعّال ضدّ فيروس "كورونا" على مرّ عقود رغم المحاولات المستمرة، لذلك اعتمدوا هذه التكنولوجيا الحديثة. حقنة "فايزر" التي تلقّيتها أنت و"مارك" أيضاً ليست لقاحاً إلى حدٍّ ما بل هي تكنولوجيا جينيّة. يحقنون الخلايا في أجسامكم بناقل RNA الذي يُحفِّز الخلايا على إنتاج بروتين معيّن يُنتِج بدوره الأجسام المُضادّة، وهو ليس كاللقاحات العادية. اللقاح العادي عبارة عن قدرٍ ضئيل من المرض يُحقَن في الجسم كي يحفِّز جهاز المناعة الخاص بنا لمحاربته والتعرّف عليه وليتعلّم كيفية محاربة هذا المرض إنْ أُصبنا به مُجدّداً. لقاحات ناقل الـ RNA التي تُنتِجها "فايزر" وغيرها من الشركات هي مجهولة بالنسبة إلينا </p>
<p>جورج غالاواي: يُمكننا مساعدة بعضنا البعض في نهاية هذه الحلقة لأنه جعلني مُشكّكاً أيضاً </p>
<p>مارك واردزورث: يبدو الأمر كذلك يا "جورج" </p>
<p>جورج غالاواي: بالنسبة إلى شخص في سنِّكَ وسنّي يا "مارك" راكمنا رؤية مُسبقة في هذه الحال. "سبوتنيك" الأصلي أرسلَ موجة صادمة حول العالم برمّته ولم يملِك الأميركيون والبريطانيون أدنى فكرة عن قدرة "الاتحاد السوفياتي" السابق على إرسال مركبة فضائية لتدور حول كوكب الأرض، ذلك جعلَ الرعب يدبّ في قلوبهم. يمتلك لقاح "سبوتنيك" التأثير نفسه عليهم لكن لا يمكنهم أن يُصدّقوا أنّه ما زال في إمكان (روسيا)، التي احتقروها وشوّهوا سمعتها طويلاً وفعلوا ما في وسعهم لإرضاخها، تصنيع لقاح فعّال أكثر من لقاحاتهم وجرى تعميمه في الأسواق قبلهم </p>
<p>مارك واردزورث: أجل، ولهذا أقدَمَ والدي، ذو الأصل الجاميكي والذي خدمَ في سلاح الجوّ الملكي خلال الحرب العالمية الثانية، على الذهاب إلى "الاتحاد السوفياتي" كما ذهب إلى (كوبا) أثناء عهد "باتيستا" وشاركَ في النضال لتعيين "كاسترو" قائِداً. لذلك تاريخنا نحن ذوي البشرة السوداء حافلً بتقديم الدعم لبلدان عظيمة مثل ما كان يُعرَف آنذاك بـ "الاتحاد السوفياتي" وتعرف اليوم بـ (روسيا) و(الصين) أيضاً. ابتعتُ هاتفاً صينيّ الصنع عمداً، أعتقد أنّها أفضل التكنولوجيات وأرغب في دعم الاقتصاد الصيني. لكن دعني أعود إلى النُقطة التي طرحها الدكتور "ماكراي" قبل قليل عن الموافقة المُستنيرة. أؤيِّد طرحه بالكامل بسبب الشكّ الذي يراود المُجتمعات الأفريقية والكاريبية والآسيوية </p>
<p>جورج غالاواي: أنا أنظر في كتيّبك وهو ممتاز فعلاً، وسأقتبس من الصفحة الأولى: " نندِّد في أعداد الوفيات في صفوف أصحاب البشرة السوداء بمَن فيهم مَن لقيَ حتفه في سبيل رعاية المرضى والمُسنّين ولن نلتزم الصمت حيال ذلك، الوحدة السياسية لذوي البشرة السوداء ضرورية لمُعالجة هذه الكارثة". هذا الكُتيِّب كتبه "واردزورث". "دان"، في نهاية المطاف نرى جهات تجني الأرباح بفضل اللقاحات لكن في المقابل يجني طرف آخر المال بفضل صناعة الملابس أو جراء تقديم وجبات الطعام في المطاعم، أحدهم جنى المال من صناعة حذائي، لكن هذه حال العالم الذي نعيش فيه. لا نستطيع احتقار عملٍ ما لأنّ شخصاً آخر يجني المال منه </p>
<p>دانيال كوسبي: بالطبع، وإلاّ لكنت أجلس هنا عارياً لو لم أُشارِك في عمليّة البيع والشراء للمنتجات بهدف الربح، هذا ما يجدر بنا فعله. كما تعلم، نحن نعيش في مُجتمعٍ يُساوره الشكّوي لأسباب واضحة أشار "مارك" إليها إذ لا يثق الشعب في الحكومة ولا في الإعلام، لا يثق بأي من هذه الأشياء ويجدُر بنا التفكير في كيفية بناء مُجتمعٍ يخلو من المنافسة الحادّة ولا يتمحور حول جني أكبر كمية ممكنة من المال ولا يخوض المُجازفات على حساب أفراد سكانه لأنه كما رأينا، يبوء ذلك بالفشل في حالاتٍ كهذه ونصل إلى طريق مسدود عندما يتعلّق الأمر بالرعاية الصحيّة لاسيّما في مسائِل كعمليّات التلقيح لأننا في حاجة إلى تحقيق مناعة القطيع لكن ليس في الطريقة التي يتصوّرها "بوريس جونسون" و"دومينيك كمينغز" أي في فرضها على الشعب من دون اعتبار عدد الأشخاص الذين ذهبوا ضحية الجائِحة بل من حيث تطعيم السكان بهدف تحصين أكبر عدد ممكن من السكان. إذاً، لا يُمكن تحقيق ذلك من خلال إعطاء الناس حريّة أخذ اللقاح إن أرادوا </p>
<p>نايل ماكراي: لكن هل تثق بـ "بيل غيتس" أكثر من جهاز المناعة خاصّتك الطبيعي؟ </p>
<p>جورج غالاواي: لماذا تتخذ موقفاً من "بيل غيتس"؟ </p>
<p>نايل ماكراي: أعتقد أنّ "بيل غيتس" في مهمّة، هو رجل في مهمة أليس كذلك؟ </p>
<p>دانيال كوسبي: لكن أوليس الصينيون في مهمة والروس والكوبيوّن كذلك؟ أعني، أنا أثق بجهاز المناعة الخاص بي وأظن أنّه من الضروري تناول الطعام الصحّي وتناول الفيتامينات وغيرها عندما يتطلب الأمر ذلك، لكننا في الوقت نفسه مُقيّدون. لقد طوّرنا اللقاحات لهدفٍ معيّن، لذلك يجب أن يُساوِرنا الشكّ حيال هذه المنافسة الضارية </p>
<p>مارك واردزورث: يحق لنا أن نُشكك بنظرية المؤامرة الكبرى للأدوية </p>
<p>جورج غالاواي: أجل بالطبع </p>
<p>مارك واردزورث: إذا نظرنا إلى لقاح "أسترازينيكا" الذي يُمثل الأمل الكبير لـ (أوكسفورد)، إنهم يبيعون اللقاح لجنوب (أفريقيا) بضعف السعر الذي يبيعونه للبلدان الشمالية والغربية، وقيل لنا أنّه مع حلول عام 2024 ستتمكّن جنوب (أفريقيا) من تقديم اللقاح إلى معظم سكّانها بينما ستُنجِز (بريطانيا) ذلك مع نهاية هذا العام. بالتالي هناك تفاوت عالمي هائِل وهناك إيلاء للتخصيص ولا ينحصر الأمر على "بيل غيتس" في هذا العالم بل أيضاً على مجموعة "فيرجن" العائدة لـ "ريتشارد برانسون" في الخدمات الصحية التي تجني أرباحاً وتدعم حكومة "حزب المُحافظين" وتروِّج لها بنشاط </p>
<p>نايل ماكراي: لكن يا "مارك" </p>
<p>جورج غالاواي: أنا مع مبدأ الشكّ فهذا هو محور برنامج "كلمة حرة"، هذا ما يرمي إليه البرنامج، لكنني مناهض للأشخاص الذين يضعون قبّعات مصنوعة من صفائح التنك ويتداولون قصص المؤامرات ويرمون أصابع الاتهام عشوائياً بهدف نشر الفِتنة، كإلقاء اللوم على "بيل غيتس" طوال الوقت وهذا ما يُعادل مؤامرة عائِلة "روثتشايلد". أنا أُناهض ذلك لأنّ تبعاته تتجلّى في انخفاض أعداد الأشخاص المُستعدّين لأحذ اللقاح الذي قد ينقذ حياتهم. لذلك سأطرح عليكم جميعاً سؤالاً لتُجيبوا عليه بالتدرج. لقد أخذت اللقاح، هل تشجِّع غيرك على فعل ذلك؟</p>
<p>مارك واردزورث: أنا في الواقع أُشجِع الناس على أخذ اللقاح بالفعل لكن بموافقتهم المُستنيرة وليس بصورة إلزامية. يجب ألا يكون أخذ اللقاح مبنياً على إلزامية الدولة. نشرت صورة لي على شبكة الإنترنت وأنا أتلقّى اللقاح لأكون قدوةً لغيري، لذا أُجيب بنعم. وفقاً لتوازن الحقائِق أمامنا أُشجِّع ذوي البشرة السوداء على أخذ اللقاح </p>
<p>جورج غالاواي: "دانيال"، أنت شاب وبالتأكيد لم يؤثِّروا بك حتى الآن لكن هل ستأخُذ اللقاح إذا عُرِضَ عليك؟</p>
<p>دانيال كوسبي: لن يحصل ذلك قبل بضعة أشهُر من الآن لكن أجل سأتلقّاه. أعتقد أنّ علينا أن نُشكّك في الحكومة وفي الإعلام حولنا وفي النظام الذي نعيش فيه، لكن عندما يعود الأمر إلى هذه المُنتجات أنا على يقين أنّهم لن يُنتِجوا لقاحاً سيتسبّب في فناء البشرية ولن يضعوا شرائح صغيرة فيه وهذه المؤامرات المتداولة </p>
<p>جورج غالاواي: على فكرة، ولا توجد حال إدخال، اعذرني على مقاطعتك، كما قال ضيف في برنامجي مؤخراً أنهم سيُدخلون لحم الخنزير في تركيبته كيلا يتسنّى للمسلمين أخذه. هذا النوع من نظريات المُؤامرة خطير</p>
<p>دانيال كوسبي: ما قاله مستغرب لكنّه بالفعل خطير وأنا أوافق أنّ هذا يتطلّب استجابة على المُستوى المُجتمعي ويتطلب تلقيح غالبية السكان لتخطّي هذه الأزمة </p>
<p>جورج غالاواي: دكتور "نايل"، الكلمة الأخيرة لك سيدي</p>
<p>نايل ماكراي: كلا، لن آخذ اللقاح ولن أُعرِّض أطفالي لهذا الاختبار الشامل. أعتقد أنّه أمر فضولي أنني أجلس هنا مع ثلاثة يساريين، يساريون لطفاء </p>
<p>جورج غالاواي: إيّاك أن تتهمنا باللطف، ستكتشف يوماً كم نحن لسنا لطفاء، تفضل </p>
<p>نايل ماكراي: يساوركم جميعكم الشك حيال الرأسمالية، أي الرأسمالية العالمية، وأنا أؤيدكم في ذلك، لكن خلافاً لي أنتم تروجون لهذه السوق الضخمة ولشركات الأدوية العملاقة، أنتم تروّجون لها. أنتم تتناولون موضع هذا العلاج التجريبي في ظلّ غياب التفكير النقدي رغم أنّه ليس لقاحاً تقليدياً ولا يجدر بالراشدين العُمّال ذوي الصحة الجيدة والأطفال أخذه. أعتقد أنّ المُسنّين والأشخاص الذين يُعانون من أمراض سبق وذكرها "دانيال" يجدر بهم أخذه بعد التأكُّد من فعاليّته على نحوٍ صحيح كما يفعلون بلقاح الإنفلونزا، لكن ينبغي عدم فرض أخذ هذه اللقاحات على مُستوى السكّان كافة، وأي تفريق عنصري بين الناس الذين أخذوا اللقاح ومن لم يتلقّحوا به هو أمر مرفوض تماماً </p>
<p>جورج غالاواي: كنّا معكم في برنامج "كلمة حرّة" وكانت الآراء متباينة خلاله على نحوٍ صارم، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بها. كنت معكم أنا "جورج غالاواي" في برنامج "كلمة حرة" على قناة "الميادين". شكراً لكم على المتابعة </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p> </p>