إصابة الحوامل بكورونا هل يعرض أطفالهن لخطر طيف التوحد؟.. دراسة تجيب!
دراسة أميركية حديثة تكشف إمكانية تعرض الأطفال لطيف التوحد بسبب إصابة المرأة بفيروس كورونا أثناء حملها.. هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، ما يعني أنها لا تستطيع إثبات العلاقة السببية المباشرة.
-
احتمال تسبب عدوى كورونا أثناء الحمل في زيادة خطر إصابة الطفل بالتوحد
كشف باحثون في دراسة حديثة أنّ الآثار الضارة لفيروس كورونا على النساء الحوامل قد تمتد عبر الأجيال، حيث أنّ الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للعدوى أثناء الحمل يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد مقارنةً بأقرانهم.
وقام فريق بحثي من مستشفى "ماساتشوستس" العام في بوسطن بتحليل بيانات آلاف الولادات التي تمت خلال ذروة الجائحة، ليكتشفوا أنّ النساء اللائي تعرضن للعدوى أثناء فترة الحمل كن أكثر عرضة بشكل ملحوظ، وإن كان بمعدل متواضع، لإنجاب أطفال تمّ تشخيص إصابتهم لاحقاً باضطراب طيف التوحد ومشاكل نمو أخرى.
وبالرغم من أنّ هذه النتائج لا تعتبر قاطعة، إلّا أنها تثير تساؤلات مهمة حول التأثير طويل المدى لإصابات الأمهات خلال الحمل.
"Children born to mothers who had COVID-19 while pregnant face an elevated risk of developmental disorders by age 3, including speech delays, autism, motor disorders, and other neurodevelopmental delays"https://t.co/DD7Oa6FQh0
— Denis - The COVID info guy - (@BigBadDenis) October 31, 2025
احتمال تسبب عدوى كورونا أثناء الحمل في زيادة خطر إصابة الطفل بالتوحد
كما أكّد الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Obstetrics & Gynecology، على "أهمية المراقبة العصبية والنمائية طويلة الأمد للأطفال الذين تعرضوا لفيروس SARS-CoV-2 أثناء وجودهم في الرحم".
من المعروف علمياً أنّ فيروس كورونا يشكل خطراً أكبر على الحوامل، حيث أظهرت دراسات سابقة أنّ النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى شديدة، بينما قد يواجه أطفالهن خطراً متزايداً للولادة المبكرة ومضاعفات أخرى.
لكن هذه الدراسة تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث ركزت على بحث احتمال تسبب عدوى كورونا أثناء الحمل في زيادة خطر إصابة الطفل بالتوحد.
We'd like to forget it but we can't. Women who have Covid-19 during pregnancy appear more likely to have children with autism - risk differences were most pronounced among boys and when infection occurred in the third trimester. https://t.co/lte9pXIN6H
— Global Action on Men's Health (@Globalmenhealth) November 3, 2025
يُعد التوحد حالة معقدة تنشأ عادة من مزيج من العوامل المختلفة، بما فيها الجينات الوراثية. إلّا أنّ الأبحاث السابقة أشارت أيضاً إلى وجود صلة بين بعض أنواع العدوى التي تصيب الأمهات - بما فيها الحمى - وزيادة خطر إصابة الطفل بالتوحد.
وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 18 ألف امرأة أنجبن أطفالاً ضمن نظام الرعاية الصحية لمستشفى "ماساتشوستس" الأميركي بين أذار/مارس 2020 وأيار/مايو 2021. ومن بين هؤلاء، ولد نحو 860 طفلاً لأمهات ثبتت إصابتهن بكورونا أثناء الحمل.
وبالمقارنة مع أطفال الأمهات اللواتي لم يصبن بالعدوى، أظهر هؤلاء الأطفال معدلات أعلى بشكل ملحوظ في تشخيص إصابتهم بالتوحد أو مشاكل نمو عصبي أخرى، مثل تأخر الكلام، بحلول سن الثالثة.
وبعد احتساب جميع العوامل المؤثرة الأخرى، وجد الباحثون أنّ تعرض المرأة الحامل لفيروس كورونا ارتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال بحالات نمو عصبي بنسبة 29%. وكان هذا الخطر أكثر وضوحاً في حالتين: عندما تصاب الأمهات بالعدوى خلال الثلث الثالث من الحمل، وعندما يكون الأطفال ذكوراً.
تأثير الفيروسات على الحمل والأطفال
من المهم الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، ما يعني أنها لا تستطيع إثبات علاقة سببية مباشرة بين إصابة الأم بكورونا وإصابة الطفل بالتوحد. كما يؤكّد الباحثون أنّ الخطر الإضافي المرتبط بكورونا يبقى صغيراً نسبياً. لكنهم مع ذلك ينصحون النساء الحوامل بضرورة تقليل خطر التعرض للعدوى، خاصة في ضوء الأدلة المتزايدة على كيفية تأثير الإصابات الفيروسية على الحمل والأطفال.
وفي هذا السياق، تعلّق الدكتورة أندريا إيدلو، الأستاذة المتخصصة في طب الأم والجنين على هذا الأمر وتقول: "تسلط هذه النتائج الضوء على أنّ كورونا، مثل العديد من أنواع العدوى الأخرى أثناء الحمل، قد يشكل مخاطر ليس فقط على الأم، ولكن على تطور دماغ الجنين".
كما تدعم أهمية محاولة منع عدوى كورونا أثناء الحمل، وهي ذات صلة خاصة في ظل تراجع الثقة العامة في اللقاحات - بما في ذلك لقاح كورونا".
ورغم أنّ كورونا لم يعد يشكل التهديد الذي كان عليه سابقاً، إلّا أنّ الفيروس ما يزال موجوداً. وتؤكّد هذه الدراسة على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة المحتملة بين الإصابة بالفيروس والتوحّد - خاصةً وأنّ الحمى الشديدة، التي تُعد عارضاً رئيسياً لكورونا، تُعد عاملاً خطراً معروفاً للتوحد أثناء الحمل.