تسكين الألم من دون المواد الأفيونية المسببة للإدمان أصبح ممكناً.. كيف؟

على الرغم من أنّ الألم المزمن يُعد من أكبر التحديات التي تواجه الطب، إلاّ أنّ علماء في بريطانيا وجدوا أنّ الأعصاب قادرة على "تجاهل" إشارات الألم أو تقليل كمية الألم التي يشعر بها الدماغ.

  • تسكين الألم من دون المواد الأفيونية المسببة للإدمان أصبح ممكناً.. كيف؟
    الأعصاب قادرة على "تجاهل" إشارات الألم أو تقليل كمية الألم التي يشعر بها الدماغ

كشفت دراسة رائدة أجراها أحد علماء جامعة "ليدز" البريطانية، عن رؤى جديدة حول كيفية تعامل الجسم مع الألم، مما يوفر مساراً محتملاً لعلاج الألم طويل الأمد، من دون الاعتماد على المواد الأفيونية المسببة للإدمان.

ووجد البروفيسور نيكيتا غامبر، من كلية العلوم الطبية الحيوية في "ليدز"، وفريقه البحثي أنّ جسم الإنسان قادر على إنتاج نوعه الخاص من "حبوب النوم" الطبيعية الشبيهة بالبنزوديازيبينات، والتي تستطيع تقليل الإشارات الصادرة من أعصاب محددة، مما يقلل من شدة الألم، وفقاً لما ذكره موقع Sciences Daily.

وقال البروفيسور غامبر: "نحن نعرف جيداً كيف يشعر الإنسان بالألم، لكن ما زلنا غير قادرين على فعل الكثير لمعالجته. وعلى الرغم من كل الاكتشافات والكتب العلمية  المذهلة، تبقى المواد الأفيونية هي أفضل حل متاح حالياً لتخفيف الألم، حتى لو لم يكن مثالياً". 

وأضاف أنه "لم يظهر حتى الآن أي دواء يفوق المواد الأفيونية بفاعليته. فعندما يعاني الشخص من الألم، غالباً ما ينتهي به الأمر إما إلى تناول الإيبوبروفين، وهو مفيد للألم الخفيف لكنه لا ينجح أبداً في  علاج الألم  الشديد أو ألم الأعصاب، أو إلى تناول المواد الأفيونية التي تُعد شديدة الفاعلية، لكنها أيضاً خطيرة".

تُظهر نتائج الدراسة أنّ الأعصاب قادرة على "تجاهل" إشارات الألم أو تقليل كمية الألم التي يشعر بها  الدماغ، مما يكشف عن طريقة جديدة محتملة للتحكم في الانزعاج عند مصدره.

وفي هذا السياق، قال الدكتور غانيسان بارانيدهاران، استشاري طب الألم في "ليدز"، إنّ النتائج قد تمنح الأمل للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن يومياً، مشيراً إلى أنّ الألم المزمن يُعد من أكبر التحديات التي تواجه الخدمات الصحية. 

وأضاف: "في العيادات، نحاول إدارة الألم عبر الإدارة الذاتية، أي تعليم المرضى كيفية التعايش معه، أو من خلال تقديم الدعم عبر  العلاج الطبيعي، الحقن، أو العمليات الجراحية. ومع ذلك، لا يزال بعض المرضى يعانون من ألم مستمر يحتاج إلى أدوية، بينما قد يؤدي الاستخدام الطويل لمسكنات الألم العصبية والأفيونية إلى آثار جانبية خطيرة مثل الدوار وضعف الذاكرة، وغيرها".

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تبرئ "باراسيتامول" من تهمة التسبب بمرض التوحّد