6 علامات تحذرك من فقدان السمع.. ما هي؟
تؤكد معظم الدراسات العلمية أنّ التدخل الباكر يمكن أن يحد من تفاقم أضرار فقدان السمع، وأنّ الانتباه إلى العلامات والإشارات التحذيرية يفتح الطريق للوقاية والعلاج مبكراً.. ما هي هذه العلامات؟
-
دراسة: فقدان السمع ارتبط ارتباطاً كبيراً بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب
السمع هو أهم حاسة من حواس الإنسان التي تمنحه القدرة على التواصل مع الآخرين عبر الاستماع إلى ما يقولونه، وفي حال تأثره يبدأ الإنسان يفقد هذه الميزة تدريجاً، مما يخلف فجوة مع المحيطين به، ليكون له تبعات مهمة على الأداء الاجتماعي والمهني والصحي.
يحذّر الخبراء من عدم التعامل بجدية مع العلامات الباكرة لفقدان السمع، إذ إنها إشارات تحذيرية تستحق الانتباه إليها، والمبادرة إلى فحص السمع، واتباع سلوك وقائي بحسب إرشادات الأطباء.
أسباب فقدان السمع التدريجي
غالباً ما يحدث فقدان السمع التدريجي ببطء ويخفي نفسه حتى يتفاقم، ويعد أكثر شيوعاً من الفقد المفاجئ، ومن أبرز أسبابه التعرض للضوضاء العالية والمستمرة سواء في أماكن العمل أو الترفيه، لأنها تؤذي خلايا الشعر في القوقعة السمعية مسببة ضعفاً تدريجياً.
كما يلعب التقدم في العمر دوراً في التأثير السلبي على السمع، لأنّ التغيرات داخل الأذن الدقيقة ومسارات العصب السمعي مع العمر تؤدي إلى ضعف تدريجي في السمع، خصوصاً الترددات العالية. كما أنّ الأدوية والمواد السامة للأذن تسبب ضرراً للخلايا السمعية أو للأعصاب السمعية، ومنها بعض الأدوية مثل الكيماويات، ومضادات حيوية ومدرات البول، وكذلك بعض المسكنات والمواد الكيماوية الصناعية.
كذلك لا يمكن تجاهل دور الأمراض والمشكلات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وضعف الدورة الدموية أو التهابات الأذن المزمنة، والتي يمكن أن تسهم في تدهور السمع بمرور الوقت، وكذلك العوامل الوراثية والبيئية، إذ يمكن أن تتفاعل الجينات مع العوامل البيئية مثل الضوضاء أو السموم.
ما هي العلامات الستة التحذيرية التي تدل عن فقدان السمع؟
-
الانتباه المبكر للعلامات التحذيرية والتدخل الباكر يمكن أن يحد من تفاقم أضرار الأذن وفقدان السمع
اكتشاف العلامات الباكرة لفقدان السمع مهم جداً، إذ تؤكّد معظم الدراسات العلمية أنّ التدخل الباكر يمكن أن يحد من تفاقم الأضرار، وأنّ الانتباه إلى العلامات والإشارات تحذيرية يفتح الطريق للوقاية والعلاج، وأهم العلامات هي التشويش مثل سماع الأصوات أو الكلمات وكأنها مكتومة، وكذلك صعوبة تمييز الأصوات ذات التردد العالي مثل صوت حرف السين والفاء أو الأصوات الخلفية الناعمة.
ويمكن للشخص أيضاً التعرف إلى نقص السمع تدريجياً لو لاحظ أنّ لديه صعوبة في متابعة الحديث في أماكن بها ضوضاء مثل المطاعم أو الاجتماعات، أو طلب تكرار الكلام من الآخرين، أو رفع صوت التلفزيون أو الراديو إلى مستوى أعلى مما يفعل الآخرون، ومن الأسباب العلمية للاكتشاف الباكر أيضاً طنين الأذن أو شعور بأنّ الأذن مغلقة أو فيها ضغط، وكذلك تجنّب المواقف الاجتماعية أو الشعور بالإرهاق بعد المحادثة بسبب الجهد الذهني الكبير لفهم الكلام.
وبحسب الأبحاث والدراسات المتعددة المنشورة في دوريات علمية فإنّ أي شخص يلحظ وجود اثنتين أو أكثر من هذه العلامات يُنصح بإجراء اختبار سمع لدى اختصاصي سمعيات أو أنف وأذن للتقييم الباكر.
Vitamin B12 might play a role in hearing health. A 2025 review linked low B12 with hearing loss, while other studies saw small hearing and tinnitus improvements with B12 supplements, but more research is needed. https://t.co/PAFkQy11b3 pic.twitter.com/gAg66vWqNW
— Healthy Hearing (@hearingaids) October 24, 2025
الوقاية المبكرة خير من العلاج
ينصح المتخصصون بالحفاظ على نمط حياة صحي، مثل: السيطرة على السكري وارتفاع ضغط الدم والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على نشاط بدني جيد والدورة الدموية سليمة، مع تجنّب أو التقليل من استخدام الأدوية أو التعرض للمواد الكيماوية المسببة لتلف الأذن أو العصب السمعي، ومراجعة الطبيب حول أخطار الأدوية الأُذنية.
ومن أهم إجراءات الوقاية فحص السمع الدوري، وخصوصاً لمن هم في مهن تجعلهم عرضة للضوضاء أو لمن لديهم عوامل خطر مثل السن أو التاريخ العائلي أو الأمراض المزمنة، مع رفع الوعي المجتمعي بضرورة حماية السمع وتثقيف الأشخاص بأنّ ضعف السمع ليس مقبولاً كتقاعد طبيعي من دون فحص.
ولمنع أو تأخير فقدان السمع التدريجي يوجه الأطباء ومتخصصو الأمراض السمعية بضرورة استخدام واقيات الأذن عند التعرض لأصوات مرتفعة أو ضوضاء صناعية، مع تقليل وقت التعرض للضوضاء العالية وتقليل مستوى الصوت في سماعات الرأس أو الموسيقى.
Scientists have identified mutations in the CPD gene as a key cause of a rare congenital hearing loss, revealing how disruptions in arginine and nitric oxide signaling damage sensory cells in the ear. Using mouse and fruit fly models, the team showed that https://t.co/QhMm9QmvnY
— Michael W. Deem (@Michael_W_Deem) October 25, 2025
دراسات علمية
أظهرت دراسة صادرة في حزيران/يونيو 2024 بعنوان "فقدان السمع والنتائج النفسية الاجتماعية: تأثيرات الجوانب الاجتماعية والعاطفية والشخصية"، أنّ فقدان السمع ارتبط ارتباطاً كبيراً بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب، وخصوصاً حين يدخل في التفاعل مع سمات شخصية معينة مثل الانطوائية أو الانفتاحية، كما أنّ تراكم الأذى التأكسدي أو التعرض المستمر للضوضاء ينتج منه ضرر مستدام لخلايا الشعر، ومن ثم انخفاض تدريجي في القدرة على السمع وفهم الكلام، خصوصاً في الخلفيات الضوضائية.
وفي تحليل 35 دراسة سابقة لبحث في عام 2024 "النتائج الاجتماعية بين البالغين الذين يستخدمون أجهزة السمع وزرع القوقعة: مراجعة منهجية وتحليل"، وُجد أنّ استخدام المعينات السمعية أو القوقعية يرتبط بتحسن ملاحظ في نوعية الحياة الاجتماعية وانخفاض الشعور بالعجز الاجتماعي.
كما نشرت مجلة "الشيخوخة" عام 2023 نتائج بحث عن "الشعور بالوحدة وخصائص الشبكات الاجتماعية بين كبار السن الذين يعانون فقدان السمع في دراسة"، والذي أجرى على 933 شخصاً بمتوسط عمر 76.8 سنة، وتبين أنه كلما ضعف السمع زاد احتمال الشعور بالوحدة بنسبة تفوق 19 في المئة، وسُجل ارتباط بين ضعف جودة الحياة السمعية والمشاركة الاجتماعية المحدودة.
وأجريت أيضاً دراسة على 20 مشاركاً لبحث "تأثير فقدان السمع الشديد إلى العميق من جانب واحد على إنتاجية العمل والحاجة إلى التعافي بعد العمل"، ونشرت عام 2023. وأكدت النتائج أنّ الأشخاص الذين يعانون فقدان سمع أحادي الجانب، سواء الشديد أو البالغ، أبلغوا عن انخفاض في إنتاجية العمل وزيادة في الحاجة إلى الراحة بعد العمل مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وتحت عنوان "المهنة وتراجع السمع لمدة 20 عاماً"، تناولت دراسة نرويجية التأثير السمعي في 4525 مشاركاً بين عامي 1996 و2017، وكان متوسط تراجع السمع خلال 20 عاماً نحو 11.3 ديسيبل. ووجد الباحثون أنّ بعض المهن كانت مرتبطة بتراجع أكبر للسمع، مما يحذّر من التأثير المهني لفقدان السمع التدريجي.
Hearing well is essential to aging well.
— National Council on Aging (@NCOAging) October 24, 2025
If you or someone you care for has noticed changes in hearing, don’t wait to check your hearing health!
Learn what to watch for, what to do, and how to take the first step toward better hearing. ⬇️️ https://t.co/CgxiottzlC