تحديد ماهية البكتيريا المسؤولة عن أول جائحة في التاريخ

يُعَدّ مرض الطاعون أحد أخطر أنواع العدوى البكتيرية في تاريخ البشرية، إذ تسبّب بوفاة نحو 50 مليون شخص في أوروبا خلال العصور الوسطى، ويُعرف باسم "الموت الأسود". ويؤثّر الطاعون على البشر والثدييات الأخرى.

  • Photo: NIAID/Flickr cc
        Photo: NIAID/Flickr cc

تمكّن فريق من الباحثين من الكشف عن البكتيريا التي تسبّبت في أول جائحة مدمّرة في تاريخ البشرية، والمعروفة باسم "طاعون جستنيان"، الذي اجتاح منطقة البحر الأبيض المتوسط قبل نحو 1500 عام، مخلّفاً وراءه ملايين الضحايا.

وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام غربية، فإنّ دراستين حديثتين توصّلتا إلى أنّ بكتيريا "يرسينيا بيستيس"، وهي البكتيريا ذاتها التي تسبّبت في "الموت الأسود" لاحقاً، وكانت وراء هذا الطاعون الذي استمر لأكثر من قرنين.

 الوباء، الذي بدأ عام 541 ميلادية، أودى بحياة ما لا يقل عن 10 ملايين شخص، وأسهم في انهيار إمبراطوريات بأكملها في أوروبا والشرق الأوسط. وقد سميّ الطاعون بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور جستنيان الأول، الذي أُصيب بالمرض وتعافى منه.

دراسات تاريخية طبية

وفي الدراسة الأولى، حلل الباحثون الحمض النووي لعدد من الجثث التي عثر عليها في مقبرة جماعية بمدينة جرش شمالي الأردن، ويعتقد أنها تعود إلى ضحايا الطاعون بين عامي 541 و767م.

وقد كشفت التحليلات عن وجود مؤكد لبكتيريا "يرسينيا بيستيس"، وهي المرة الأولى التي يُكتشف فيها وجودها في قلب الإمبراطورية البيزنطية.

 أما الدراسة الثانية، فقد ركّزت على تسلسل الجينوم الكامل للبكتيريا، من خلال فحص مئات العيّنات من مواقع مختلفة، ما سمح للباحثين بتتبّع انتشارها وتاريخ وجودها في المنطقة قبل آلاف السنين من تفشّي الجائحة.

 وتؤكّد هذه النتائج أنّ "يرسينيا بيستيس" لم تكن فقط سبباً في أوبئة لاحقة، بل كانت بالفعل المحرّك الرئيسي لأول جائحة وبائية كبرى في التاريخ المدوّن، ما يفتح الباب لفهم أعمق لتاريخ الأمراض وكيفية انتشارها عبر العصور.

أخطر أنواع العدوى

و يُعَدّ مرض الطاعون أحد أخطر أنواع العدوى البكتيرية في تاريخ البشرية، إذ تسبّب بوفاة نحو 50 مليون شخص في أوروبا خلال العصور الوسطى، ويُعرف باسم "الموت الأسود". ويؤثّر الطاعون على البشر والثدييات الأخرى.

وأفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، أنه في العادة يُصاب الناس بالطاعون بعد تعرّضهم للدغة برغوث قوارض يحمل بكتيريا "يرسينيا بيستيس" المسبّبة لهذا المرض، أو من خلال التعرّض لحيوان مصاب. 

اقرأ أيضاً: كيف تنتقل عدوى مرض الطاعون أو "الموت الأسود".. وما أبرز أعراضه؟