دراسة: نوع من الخضار يخفف الاكتئاب.. ما هو؟
باحثون يكتشفون خلال دراسة أنّ مادة "الليكوبين" المضادة للأكسدة والحماية العصبية توجد في نوع معين من الخضار تساعد على تخفيف الاكتئاب.
-
مادة "الليكوبين" المضادة للأكسدة والحماية العصبية موجودة في الطماطم الحمراء
في دراسة جديدة ومثيرة، اكتشف باحثون أنّه يوجد نوع معين من الخضار لا يقتصر دوره على تعزيز صحة الجسد فحسب، بل يساعد أيضاً بشكل ملحوظ في التخفيف من آثار الاكتئاب.. فما هي هذه الخضار التي تجمع بين الفائدة الجسدية والنفسية؟
يفضل العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب تجنّب الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب. في الحالات الخفيفة، قد يلجأ البعض إلى العلاجات الطبيعية بالاعشاب، مثل عشبة حشيشة الهر، أو اللافندر، أو بلسم الليمون. غير أنّ الباحثين اكتشفوا الآن أنّ مادة "الليكوبين" (مركب نباتي موجود في الطماطم)، يمكن أن يكون له تأثير مضاد للاكتئاب، وفق ما ذكرت صحيفة "فراكفورتر روندشاو" الألمانية.
وبحسب المركز الاتحادي للتغذية في ألمانيا، تُعد الطماطم من الخضروات المفضلة لدى الناس في ألمانيا. الطماطم ذات اللون الأحمر الزاهي ليست لذيذة فحسب، بل هي أيضاً صحية للغاية بفضل ما تحتويه من المعادن والفيتامينات والمواد النباتية الثانوية. وقد اكتشف الباحثون الآن أنّ هذه الخضار ليست صحية فقط، بل قد يكون لها خصائص علاجية أيضاَ.
"الليكوبين" ومضادات الاكتئاب
خصائص مادة "الليكوبين" المضادة للأكسدة والحماية العصبية معروفة، في حين لا تزال تأثيراته المضادة للاكتئاب قيد البحث حالياً. ففي دراسة نشرت في مجلة "Food Science & Nutrition"، وجد الباحثون أنّ "الليكوبين" أكثر أماناً من مضادات الاكتئاب السريرية الشائعة. وخلال الدراسة، تمّ تعريض الفئران الذكور للتوتر الاجتماعي المزمن. وأدّى ذلك إلى ظهور علامات الاكتئاب في أدمغتهم، وخصوصاً في منطقة الحُصين. تلقى بعض الفئران "الليكوبين" يومياً، في حين تلقى البعض الآخر دواءً وهمياً. وأظهرت الاختبارات السلوكية ودراسات الدماغ أنّ الفئران التي تناولت "الليكوبين" أظهرت تحسناً في السلوك الاجتماعي، وزيادة في التمارين الرياضية، واستعداداً أكبر للاستمتاع بالطعام.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث
استخدم الباحثون الفئران الذكور فقط لأنها تظهر سلوكاً أكثر قوة وتتعرض لقدر أكبر من التوتر. ولم يتم التحقيق في التأثيرات على الفئران الإناث بعد، وهو أمر ضروري أيضاً. لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت النتائج قابلة للنقل إلى البشر. فقد تمّ إعطاء الفئران 20 مليغرام من مكون "الليكوبين" لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
أمّا بالنسبة للبشر، فإنّ هذا يعادل جرعة قدرها 1.62 مليغرام لكل كيلوغرام، والتي يعتبرها العلماء آمنة. ومع ذلك، فإنّ تحقيق هذه الكمية من خلال الطماطم وحدها أمر صعب، حيث تحتوي حبة الطماطم الواحدة على حوالى 2.6 مليغرام فقط من "الليكوبين" لكل 100 غرام. وتوجد قيم أعلى في معجون الطماطم (28.8 ملغم/100 كغ) و الطماطم المجففة (45.9 ملغم/100 كغ).