دراسة تكشف تأثير التوتر على النوم والذاكرة

علماء يكشفون أنّ التوتر يؤثر على النوم والذاكرة، ويشيرون إلى أنّ تنشيط منطقة معينة في الدماغ يقلل من النوم ويجعل تذكر الأشياء أكثر صعوبة.. هذه الدراسة قد تفتح آفاقاً جديدة لعلاج هذه المشكلة.

  • المسار العصبي بين منطقتي PVN وLH في الدماغ يلعب دوراً رئيسياً في اضطرابات النوم والذاكرة الناتجة عن التوتر
    المسار العصبي بين منطقتي PVN وLH في الدماغ يلعب دوراً رئيسياً في اضطرابات النوم والذاكرة الناتجة عن التوتر

نشرت مجلة The Journal of Neuroscience دراسة جديدة كشفت أنّ التوتر يؤثر على النوم والذاكرة عبر مسار عصبي محدد في الدماغ.

فقد فعّل الباحثون في الدراسة خلايا عصبية في منطقة تُعرف بالنواة المجاورة للبطين (PVN) تحت  الوطاء، وهي منطقة معروفة بدورها في تنظيم الاستجابة للتوتر. وأدّى هذا التنشيط إلى تقليل نوم الفئران وضعف أدائها في اختبارات الذاكرة.

وعند تعرّض الفئران للتوتر، خلال الاختبار، ساعد تعطيل هذه الخلايا العصبية بشكل اصطناعي بتقليل مشاكل الذاكرة المرتبطة بالتوتر، مع تحسّن طفيف في  جودة النوم.

وخلال تعمّق الفريق في البحث، اكتشفوا أنّ التوتر وتنشيط خلايا PVN يؤثران أيضاً على منطقة دماغية أخرى تُدعى "الوطاء الجانبي" (LH)، عبر مسارات عصبية مختلفة.

ورأى الباحثون أنّ المسار العصبي بين منطقتي PVN وLH يلعب دوراً رئيسياً في اضطرابات النوم والذاكرة الناتجة عن التوتر.

التوتر ومسارات الدماغ

  • دراسة تكشف تأثير التوتر على النوم والذاكرة
    تنشيط خلايا معينة في منطقة صغيرة بالدماغ تُعرف بـ"تحت المهاد" هي التي تتحكم في إفراز  هرمون التوتر 

قادت الباحثة شينغاي تشونغ من جامعة بنسلفانيا الأميركية دراسة استكشافية على ذكور الفئران، حيث ربطت مساراً عصبياً معيناً باضطرابات في النوم وضعف في الذاكرة. وأظهرت الدراسة أنّ التوتر يؤثر بشكل كبير على قدرة الدماغ في تثبيت المعلومات، كما تزيد اضطرابات النوم من صعوبة تذكّر الأشياء.

اقرأ أيضاً: نتائج غير متوقعة!.. دراسة: النوم العميق يخلّص الدماغ من السموم

ورغم عدم فهم الطرق العصبية المسؤولة عن هذه التأثيرات بشكل كامل، فقد اكتشف الباحثون أنّ تنشيط خلايا معينة في منطقة صغيرة بالدماغ تُعرف بـ"تحت المهاد" - التي تتحكم في إفراز  هرمون التوتر - يؤدي إلى تقليل النوم وضعف الذاكرة لدى ذكور الفئران. وعند إيقاف نشاط هذه الخلايا أثناء التعرّض للتوتر، لاحظ الباحثون تحسناً في الذاكرة وزيادة طفيفة في مدة النوم. كما وجدوا أنّ هذه الخلايا تؤثر على منطقة أخرى في الدماغ تُدعى "الوطاء الجانبي"، التي تلعب دوراً مهماً في تنظيم النوم والذاكرة.

  • توجد منطقة في الدماغ تُدعى
    توجد منطقة في الدماغ تُدعى "الوطاء الجانبي" تلعب دوراً مهماً في تنظيم النوم والذاكرة

وبحسب هذه الدراسة، تشير هذه النتائج إلى أنّ هذه المسارات العصبية قد تكون المفتاح لفهم تأثير التوتر على الدماغ، وقد تفتح الباب أمام تطوير طرق جديدة لتحسين النوم والذاكرة، خصوصاً لدى الذكور.

كما تُوضح الدراسة الدور المهم لخلايا CRHPVN والاتصالات التي تربطها بمنطقة "الوطاء الجانبي" في تنظيم التأثيرات السلبية للتوتر على الذاكرة وأنماط النوم واليقظة.

نُشرت هذه الدراسة  لجمعية علوم الأعصاب التابعة لـ (Society for Neuroscience).

اقرأ أيضاً: خفف التوتر بخطواتٍ بسيطة!