طوفان بشري نحو بيروت: مشاهدات لا تنسى..

مشاهدات من الواقع كما هو تجسّد تقاطر عشرات الآلاف إلى بيروت "أمّ الشرائع"، في مشهدية تاريخية، بحضورٍ عربي وعالمي لافت.

0:00
  • طوفان بشري نحو بيروت: مشاهدات لا تنسى..
    طوفان بشري نحو بيروت: مشاهدات لا تنسى.. (غرافيك: ندين بدر الدين)

"منزل الشهيد السيد حسن نصر الله"! هذه العبارة قد تضعها مع صورة لسيد شهداء الأمة على زجاج سيارتك، صبيحة يوم التشييع الكبير للأمينين العامَّين الشهيد الأممي السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في مراسم التشييع من مدينة "كميل شمعون" الرياضية ونحو مواراة جثمان سيّد الشهداء في ضريحه المبارك في منطقة برج البراجنة.، وسط حضور جماهيري كبير وحضور رسمي لبناني وخارجي تاريخي.

إلى "عاصمة العروبة"

طرق وسبل تفضي إلى "عاصمة العروبة"، العاصمة العربية التي لفظت المحتل يوماً تحت ضربات خالد علوان ورفاقه.. "يا أهل بيروت لا تطلقوا النار، نحن منسحبون"، مكبّرات الصوت جابت شوارع مدينة جمال عبد الناصر، الذي يتصدّر تمثاله واجهتها البحرية.

بحر بيروت هو نفسه الذي شهد يوماً اندحار البرمائيات والقطع الحربية البحرية للقوات المتعددة الجنسيات، في ثمانينيات القرن الماضي، هي مدينة سليم الحص والشهيد رفيق الحريري وغيرهما من الرجالات في عالم السياسة والثقافة والعلم والحقوق والآداب والفنون وغيرها، بيروت التي حاولوا عبر اغتيال "الرئيس الشهيد" ضرب لبنان وقوس قزح عائلاته، قبل  تفجير مرفئها وواجهتها البحرية، إمعاناً في ضرب هذا البلد ومقدّراته ومرافقه، تجييشاً للفتنة وسعياً للشقاق.. لكن هيهات منّا الفتنة.

بيروت "أمّ الشرائع" هذه، تحتضن اليوم مراسم تشييع سيد شهداء الأمة،  والأمين العامّ الشهيد هاشم صفي الدين، في مشهدية تاريخية، بحضورٍ عربي وعالمي لافت.

مشياً نحو بيروت!

"الحاج أبو رضا"، أبى أن يقطع المسافة من بلدته جبشيت الجنوبية إلى بيروت إلّا مشياً (90 كلم)، ليس وحده من آل على نفسه ذلك في جنوب لبنان، كذلك فعل كثير من البقاعيين، تدّثروا بالثياب واعتمروا القبعات الصوفية والقفازات الجلدية، تحسّباً للعاصفة الثلجية الجليدية التي تضرب لبنان.

بمسيحنا وإنجيلنا.. 

إحدى المشاركات من الشمال اللبناني رفعت يافطة كبيرة كتب عليها : "بمسيحنا وإنجيلنا.. لبيك يا نصر  الله".

على امتداد الطرقات إلى عاصمة الوطن، لفت التنظيم الهامّ، والتنسيق الجدّي بين القوى الأمنية اللبنانية وعناصر الانضباط في الحزب، الذين تكاتفوا  لرفد الوافدين وتنظيم السير ، خاصة مع ترك الناس لسياراتهم في أماكن بعيدة، وإكمال المسافة على الأقدام.

لبنانيون في استقبال المواكب

اللافت أنّ المارين في مناطق جبل لبنان وقراه، لاقوا الترحيب والمساعدة من المواطنين، أبناء البلد الواحد، كذلك الأمر في منطقة طريق الجديدة المتاخمة لمدينة كميل شمعون الرياضية، حيث وزّعت المياه ولاقى المارون أماكن للاستراحة. 

وكان مواطنون لبنانيون في بيروت والضاحية الجنوبية، قد وضعوا منازلهم بتصرّف القادمين من الجنوب والبقاع والأماكن البعيدة.

 الحاجة منصور: القائد الوحيد الذي عزّز شعبه وشرّفنا وكرّمنا

أكثر ما يلفت الانتباه، أيضاً هو "المضايف" التي زنّرت الطرق والساحات، و"المضيف" هو مكان يضع فيه الأهلون ضيافة من ماء وعصائر وحلويات وطعام، كي يتناول المارون أو الذين يسيرون للوصول من أماكن بعيدة.

الحاجة ابتسام منصور من قبريخا الحدودية مع فلسطين المحتلة،  اعتادت أن تحوّل محلها الجميل لبيع الأزهار في منطقة الأوزاعي على مدخل بيروت الجنوبي إلى "مضيف" مع زوجها وعائلتها وأهلها ، وهي تقول إنّ اندماج الورد الذي يهديه أطفالها للمارين مع صورة السيد حسن، مع المضيف يجسّدان المحبة واللهفة للناس وللمارين على درب التشييع من المناطق اللبنانية كافة.

تقول للميادين نت "اليوم قلوبنا مفجوعة باستشهاد سيد الأمة والقادة العظماء والشهداء الأبطال، اتفقنا كعائلة وأقارب من الكبار والصغار على تأدية تحية إجلال وإكبار لكلّ الشهداء، فتحوّل محلّ أزهارنا البسيط إلى مضيف "أقل من بسيط" لتوزيع المياه والورود، علّنا بذلك نخفّف آهات ولوعات  الفراق".

  • الحاجة منصور توزيع الورود والمياه مع عائلتها
    الحاجة منصور توزيع الورود والمياه مع عائلتها

وتردف بقولها مذكّرةً: "السيد نصر الله هو القائد الوحيد الذي عزّز شعبه وشرّفنا وكرّمنا بتعريف صادق منه مخاطباً اللبنانيين بعد انتصار تموز 2006 "السلام عليكم يا أشرف الناس" ونحن سنكون على دربه ونهجه نهج الحق ونصرة الإنسان والمظلوم".