وفيق صفا في مقابلة خاصة مع الميادين.. أسرار السيد الأمة الشهيد حسن نصر الله ومسيرة حزب الله

في مقابلة مع الميادين، يكشف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، تفاصيل عن السيد حسن نصر الله ودوره في السياسة والمقاومة والميدان، مؤكداً استمرارية مشروعه بعد استشهاده.

  • مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا في لقاء مع الميادين في 17 شباط/فبراير 2025.
    مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا في لقاء مع الميادين في 17 شباط/فبراير 2025.

تحت عنوان "السيد الأمّة"، وضمن تغطية خاصة للميادين في حواراتٍ وحلقاتِ نقاشٍ ومواكبة ليوم تشييع السيد حسن نصر الله، استضافت القناة، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

شخصية استثنائية ومحبّة للجميع

واستهلّ وفيق صفا الحوار مع الميادين، اليوم الاثنين، بالقول: "لم أكن أتصور في يوم من الأيام، أننا سنجلس لنتحدّث عن السيد حسن نصر الله شهيد الأمة الأقدس والأنبل والأشرف".

وقال صفا عن الشهيد السيّد، إنّه "تفرد بصفاتٍ كثيرة منها الحنية والتواضع، كان عطوفاً ومحباً لكل الناس"، مشيراً إلى أنّه "واضح وصريح وشفّاف جداً مع الجمهور".

واستفاض صفا في توصيف السيد، قائلاً: "السيد لديه أسرار، السر الأول أن محبة الله له متجلية، وكنا نشعر بأن السيد مصنوع من الله لهذا الحزب ولهذه الأمة".

وتابع صفا أنّ "سماحة السيد كان يوصي المسؤولين والجميع بالناس، لأنّ هذا الحزب هو حزب الناس كما سمّاه".

وتعبيراً عن حبّه للناس، كان يضع السيد نصر الله صورة كبيرة لهم، والتي كانت قد اتخذت في الـ22 من أيلول/سبتمبر 2006، بعد حرب تموز، وفق ما كشفه صفا للميادين.

كذلك، كشف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق، أنّ آخر اتصال شخصي مع السيد نصر الله، كان قبل شهادته بـ10 أيام، تحديداً في يوم "تفجير البيجر"، لافتاً إلى أنّه "كان هو المبادر، لأنني لم أجرؤ حينها على أن أتواصل معه لأنني كنت أعرف الحالة النفسية التي يمر بها".

وفي هذا السياق، أضاف أنّ السيد بطل شجاع ومقدام، بكل معنى الكلمة ولكن عندما يتعلق الأمر بالمجاهدين تصبح "آخر الدنيا عنده"، مضيفاً أنّ "السيد اتصل آخر الليل ليطمئن على ابني بسبب إصابته بعينيه وأطراف يديه".

وأشار صفا، إلى أنّ "آخر اتصال عملي، كان قبل يومين من استشهاده، لنقل رسالة تتعلق بالوضع وما زلت أنتظر منه جواباً".

والتقى صفا بالسيّد حسن، قبل شهادته بشهرين تقريباً، في لقاءٍ تناول الموضوع اللبناني، بحسب ما قاله للميادين، "إذ لم يغفل عنه حتى خلال الحرب".

وخلال اللقاء، أوضح وفيق صفا أنّه "ناقشنا الموضوع الرئاسي والعلاقة بالتيار الوطني الحر وبعض الأمور المتعلقة بالحلفاء".

دور السيد في السياسة اللبنانية والقضية الفلسطينية

بشأن علاقته بـ "الأخ الأكبر"، كما كان يحب أن يناديه، قال وفيق صفا إنّ "الود كان قائماً" بين السيد ورئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، "على الرغم من قلة اللقاءات بينهما وكانت وجهات النظر متطابقة".

وفي الموضوع الرئاسي، صرّح أنّ "سماحة السيد لم يكن لديه فيتو ولا أي مشكلة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، وأُبلغ الأخير قبل استشهاد السيد بذلك"، مشيراً إلى أنّه "مدّدنا لقائد الجيش مرتين والعلاقة به كانت سليمة، ولكن كان لدينا مرشح طبيعي وهو سليمان فرنجية".

وأشار صفا في هذا السياق، إلى أنّ "سليمان فرنجية وعده سماحة السيد، ولكن بعد شهادة سماحته خرج سليمان فرنجية من المشهد". مضيفاً أنّه "عندما انسحب سليمان فرنجية من السبق الرئاسي، أيّد حزب الله ترشيح جوزاف عون وعَده من المرشحين الجادّين والأوفر حظاً".

واستحضر صفا عهد الرئيس السابق ميشال عون، قائلاً: "التزم سماحته مع ميشال عون سنتين ونصفاً، وعرض عليه عروضات كثيرة، ولكن لم يقبلها وبقي مُصراً إلى أن أوصله إلى الرئاسة".

وفي كواليس "اتفاق مار مخايل" في العام 2006، كشف وفق صفا أنّه "جرى تكليف لجنتين للتشاور لوضع نقاط اتفاق مار مخايل، ووضعت مجموعة من العناوين أنجز بعضها وبقيت 3 نقاط لم يتفقوا عليها".

ولحل الأمور المختلف عليها في صوغ الاتفاق، قال صفا، إنّ "سماحة السيد طلب الاختلاء بالجنرال ميشال عون قبيل إعلان اتفاق مار مخايل وجرى التوصل إلى الاتفاق بعد ذلك".

في حديثه، تكلّم صفا عن دور السيد حسن نصر الله المحوري في دعم القضية الفلسطينية، حيث أشار إلى أن السيد "أنشأ خلايا من القيادات الفلسطينية لتطوير برامج وخطط سياسية محقة تعزز المقاومة". مضيفاً أنه بعد تحرير عام 2000، كانت المقاومة سباقة في التعامل مع الفصائل الفلسطينية، حيث تولى الشهيدان القائدان عماد مغنية وقاسم سليماني تطوير هذه العلاقات وتعزيز التعاون.

وشرح أنّه "في البداية، كان حزب الله يقدم التدريب والمساعدة التقنية، فضلاً عن نقل خبرات المقاومة والسلاح إلى الفصائل الفلسطينية خلال بداية الانتفاضة. وقد أسهم ذلك في بناء علاقة وطيدة مع الفصائل الفلسطينية على المستويات الأمنية، العسكرية والسياسية".

بدوره، أكد صفا أنّ "حزب الله وقادته، يؤمنون بأن اليوم الذي سيصلون فيه إلى القدس سيأتي"، تعبيراً عن التزامهم المستمر بالقضية الفلسطينية وأملهم في تحرير المدينة.

وفي ما يخص صفقات تبادل الأسرى، قال صفا إنّ "السيد حسن التقى كوفي عنان بعد التحرير عام 2000، وأخبره بأنه لن يترك الأسرى في  السجون، ولهذا نفذت عملية الوعد الصادق".

وأوضح صفا، أن "الإسرائيلي وافق في عام 2004، على شروط المقاومة لتحرير الأسرى من جميع الجنسيات وأجساد الشهداء، باستثناء الأسير سمير القنطار، وحضر السيد يوم تحرير الأسرى حينها، على الرغم من الوضع الأمني الخطر، ووعد بتحرير القنطار في عملية أخرى، مشيراً إلى أن تلك الصفقة كانت بمنزلة عرس وطني".

وأكّد صفا للميادين، أن "السيد حسن نصر الله كان قد ثبّت أول معادلة في حرب نيسان 1996، والتي كانت تقوم على حماية المدنيين،وهي أول معادلة تبنَّتْها المقاومة في سياق الحرب".

وأضاف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق، أن الشعب اللبناني كان العمود الفقري في التحرير الذي تحقق عام 2000، مشيراً إلى أن "ما أشبه اليوم بالأمس"، حيث بقيت الناس تشكل أساس المعركة.

الحزب ولبنان بعد شهادة السيد

وعن الحرب على لبنان، ذكر وفيق صفا، أن "تصعيد الأهداف الإسرائيلية، كان بعدما تمكن الإسرائيليون من استهداف سماحة السيد حسن نصر الله، ما أعطاهم ذريعة للانخراط في الحرب".

وأشار صفا إلى أن "بقاء حزب الله ووجوده على الأرض، كان في حد ذاته انتصاراً كبيراً للمقاومة"، معللاً السبب وهو أنّ "السيد حسن نصر الله جعل حزب الله جزءاً من الأمة، وجعل الأمة جزءاً من حزب الله".

ولفت إلى أن "قوة حزب الله تكمن في ارتباطه العميق بالناس"، مشيراً إلى أن "السيد نصر الله كان يصر على استخدام عبارة "حزب الناس" ليؤكد أن المقاومة ليست مجرد حزب سياسي، بل هي جهد شعبي مشترك".

وبشأن خلافة السيد نصر الله بعد شهادته، كشف صفا بعض التفاصيل المتعلّقة بذلك، قائلاً: "انتقال الأمانة العامة كانت سلسلة جداً بعد رحيل سماحة السيد".

ولفت صفا إلى أنّه "ترك سماحة السيد قادة من خلفه، فهو عمل على بناء القادة كنموذج الشهيد السيد هاشم صفي الدين الذي تدرّج في الحزب تحت رعايته".

وأضاف أنّه " بعد رحيل السيد كان السيد صفي الدين مهيّأ ليتسلم مكانه، ولكن سرعان ما لحق به ولكنه لحق به أميناً عاماً لحزب الله"، مشيراً إلى أنّه "كان من الطبيعي جداً بعد رحيل السيد هاشم تسليم الأمانة إلى الشيخ نعيم قاسم".

وفي هذا السياق، أردف وفيق صفا، أنّ "السيد كان يقول دائماً إن حزب الله لا يقوم على شخص، حزب الله نهج  ومشروع وتنظيم وأمة".

وكشف صفا، أنّ "كل المعلومات التي وصلت إلينا عن حادث محاولة اغتيالي أثناء الحرب، هي أنّ الأميركي طلب من الإسرائيلي هذا الطلب".

قوة حزب الله ستعود أقوى مما كانت عليه

وتطرّق صفا، المسؤول في حزب الله، إلى حرص السيد نصر الله على التأكيد على الهوية اللبنانية للحزب من خلال العديد من المواقف والرسائل.

وأضاف: "كان دائماً حريصاً على وضع العلم اللبناني إلى جانب علم حزب الله، كما كان يؤدي التحية له، وهو ما تجلّى بشكل واضح في عملية فجر الجرود التي كانت مشتركة مع الجيش اللبناني".

وأوضح أن "السيد كان يريد أن يبعث برسالة قوية مفادها أن حزب الله هو حزب لبناني، على الرغم من إيمانه الثابت بـ ولاية الفقيه وولاية الإمام القائد السيد خامنئي".

وأضاف في حديثه للميادين، أن السيد كان دائماً "حريصاً على توجيه التحية إلى قادة الجيش اللبناني وضباطه وأفراده الذين يخدمون الوطن في مختلف المناطق اللبنانية"، معتبراً إياهم أبناءه، كما كان "أيضاً حريصاً على السلم الأهلي في لبنان، حيث كان يعمل دائماً على الحفاظ على التوازن الوطني والاستقرار الداخلي".

وأشار مسؤول الارتباط والتنسيق، أنّ "السيد طوّر الحزب تنظيمياً على مختلف الصعد، من الهيكلية العسكرية والأمنية إلى التنظيمية، وصولاً إلى الشكل الذي نراه اليوم"، مؤكداً أن "قوة حزب الله ستعود أقوى مما كانت عليه، مع تركيز الحزب الآن على الداخل اللبناني".

وتابع صفا متحدثاً عن مدرسة السيد حسن نصر الله في السياسة، حيث "كانت تعتمد على الوفاء والصدق والأمانة"، ما جعلها تحظى باحترام الجميع، مضيفاً أنّ "الجمهور الإسرائيلي كان يصدق السيد أكثر من قادته".

وذكّر أنّه "من أجبر العدو الإسرائيلي على التنسيق والترسيم البحري مع لبنان هو المقاومة"، مضيفاً أنّ "الإدارة الأميركية كانت تعمل ليلاً ونهاراً مع أكثر من وسيط، من أجل لقاء أي مسؤول في حزب الله".

ملف أسرى حزب الله سيتحدث عنه الشيخ قاسم

وبشأن الأسرى اللبنانيين في حرب 2024، أشار وفيق صفا إلى أنّ "موضوع أسرى حزب الله خلال الحرب الأخيرة، سيتناوله الشيخ نعيم قاسم وهو يتابع الموضوع".

وعن الهدنة والأوضاع المحلية، قال المسؤول في حزب الله، "إنّنا موعودون من رئيس الجمهورية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضينا في الـ18 من فبراير وإطلاق سراح الأسرى"، مشيراً إلى أنّه في ما يخص الخروقات وبقاء الاحتلال، "هو متروك للدولة، وسيكون لنا موقف في ذلك".

كما أضاف، أنّه "في ما يتعلق باستهداف عناصر أو قادة من حزب الله سيكون لدينا  قرار واضح وسنقوله للناس"

واعتبر صفا في ختام اللقاء مع الميادين، أنّ "شهادة سماحة السيد ستكون شعلة مضيئة لحزب الله وستكون علامة فارقة لدى هذا الجمهور والقيادة والساحة، و"إنّا على العهد"، يعني أن مسيرة وأفكار سماحته سيستكملها الأمين العام الشيخ نعيم قاسم".

اخترنا لك