"الغارديان": لماذا يحضر إيلون ماسك أولاده إلى العمل؟

إيلون ماسك يواصل إحضار أولاده إلى العمل، فما هي دوافعه؟ هل هو استمتاع بالأبوة أم استراتيجية علاقات عامة ساخرة واستغلالية من ملياردير التكنولوجيا؟

0:00
  • "الغارديان": لماذا يحضر إيلون ماسك أولاده إلى العمل؟

صحيفة "الغارديان" تنشر مقالاً تتحدث فيه عن إحضار إيلون ماسك أولاده إلى العمل في البيت الأبيض، وتناقش دوافعه وأهدافه.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

لم يكتفِ إيلون ماسك، ملياردير التكنولوجيا المتحمس للتحية الفاشية والرئيس الفعلي للولايات المتحدة، بالانتقال إلى البيت الأبيض وحده فحسب، بل أحضر معه مجموعة مختارة من أبنائه أيضاً. فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، ظهرت نسخات مصغرة من إيلون ماسك خلال الأحداث السياسية رفيعة المستوى، ما أدّى إلى انشغال الصحافة والرأي العام بهذا الموضوع. 

وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الخميس الفائت، كان 3 من أبناء ماسك الصغار من بين الحاضرين. فلماذا التقى ماسك ومودي؟ يبدو أنّ ترامب نفسه يجهل السبب، لكنه أخبر الصحافيين أنّه يفترض أنّ ماسك "يريد القيام بأعمال تجارية في الهند". وهو ما يبدو أشبه بتضارب المصالح، مع الأخذ في الاعتبار أنّ ماسك قد شق طريقه عميقاً داخل الحكومة الأميركية. لكن دعونا نركز على تربية ماسك بدلاً من ذلك! 

لقد أصبح ابن ماسك البالغ من العمر أربع سنوات، ويُدعى "X Æ A-Xii" (يُطلق عليه غالباً اسم "إكس")، بمنزلة رجل دولة متمرس الآن. فقبيل أيام من اجتماع مودي، انضم "إكس" إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده كلّ من ماسك وترامب في المكتب البيضاوي. وبينما كان ماسك يهذي بالديمقراطية ويتراجع عن كذبة مشينة بشأن واقيات ذكرية بقيمة 50 مليون دولار متجهة إلى غزة، بدا "إكس" كما لو أنه يفضل مشاهدة برنامج الرسوم المتحركة. وفي لحظة ما، بدا أنّه يقول، ربما لترامب، "أريدك أن تغلق فمك". (أين سمع ذلك يا ترى؟) وفي وقت آخر، كان "إكس"، الذي وصفه ماسك بـ"الداعم العاطفي"، يعبث بأنفه ثم يمسح إصبعه بمكتب ترامب. إنّ العبث بالأنف هو أمر طبيعي جداً النسبة إلى طفل صغير، لكن وقوفه إلى جانب رئيس الولايات المتحدة، في حين أنّ والده الذي يعتقد أنّه ملك العالم، يطلق ادعاءات غريبة؟ ليس أمراً طبيعياً. 

وقد أدّت تصرفات ماسك الأخيرة المتعلقة بالأبوة المباشرة إلى انقسام الرأي العام. ويعتقد مساعدوه بأنّه تصرف لطيف للغاية وعلامة على أنّ الملياردير ليس منقذ الولايات المتحدة والحضارة الإنسانية فحسب، بل هو أفضل أب في العالم أيضاً. أمّا الأشخاص الآخرون (الأشخاص العاديون)، فيعتقدون بأنّها استراتيجية علاقات عامة ساخرة واستغلالية تهدف إلى جعل ماسك أقرب إلى الناس وصرف انتباههم عن كل تدخلاته في الديمقراطية. في النهاية، إنّ وجود طفل على كتفيك يجعلك تبدو أقل شبهاً برجل أعمال جشع مولع بالتكاثر على نحو غريب وأكثر شبهاً بأب مرح.

لا أعتقد بأن استعراض ماسك لأطفاله المساكين أمام عدسات الكاميرا أمر لطيف، فهو يستخدمهم لغاية في نفس يعقوب. فإحضار أطفالك إلى العمل حتى تتمكن من قضاء المزيد من الوقت معهم وسط جدول أعمالك المزدحم أمر، وحملهم كأدوات لالتقاط الصور، كما يفعل ماسك، أمر مختلف تماماً. 

وللتوضيح، أنا لا أقول إنّ على السياسيين أن يخفوا أطفالهم دائماً. ووجود آباء وأمهات قادة في الأماكن العامة يبعث برسالة قوية. فعلى سبيل المثال، في عام 2018، أصبحت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن أول مسؤولة في العالم تحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مع طفلها. وحصلت على إشادة واسعة لأنها أظهرت للناس أنّ المرأة يمكن أن تكون أمّاً ومسؤولة في الوقت عينه.

أما ما يفعله إيلون ماسك، فهو أمر مختلف تماماً. فقد سبق أن صرّحت المغنية الكندية غرايمز، التي أنجبت 3 أطفال من ماسك بما في ذلك "إكس"، مرات كثيرة بأنّ ابنها الصغير "لا ينبغي له أن يظهر في الأماكن العامة بهذه الطريقة". كما ادعت أنها لم تر أحد أطفالها لمدة 5 أشهر بينما كانت هي وماسك منخرطين في معركة من أجل حضانة الأطفال، وقالت إنّ منشوراتها على منصة "إنستغرام" استُخدمت كسلاح ضدها للحؤول دون حصولها على الحضانة. وفي العام الفائت، اتهمت والدة غرايمز إيلون ماسك باحتجاز جوازات سفر أحفادها حتى لا يتمكنوا من زيارة جدتهم التي تحتضر. هناك الكثير من العبارات التي تصف ما يفعله ماسك إلا أنّ صفة "الأب المثالي" ليست واحدة منها.

نقلته إلى العربية: زينب منعم.