اختراق صيني لإنقاذ الشعاب المرجانية المهددة
تغطية المرجان تراجعت من 60 % في ثمانينات القرن الماضي إلى أقل من 5 % بحلول عام 2015، وقام الفريق الصيني بتثبيت 1520 شعبة مرجانية اصطناعية وزرع أكثر من 80 ألف شتلة مرجانية واستعاد 30 هكتارا من الشعاب المرجانية.
-
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر (الصورة جيتي)
حقق فريق بحثي صيني متخصص في الشعاب المرجانية من جامعة قوانغشي اختراقاً علمياً مهماً في الحفاظ على المرجان.
ونجح الفريق في تنفيذ عملية التوالد الجنسي المرجاني الخاضع للسيطرة على نطاق واسع في مناطق خطوط العرض العليا في مياه جزيرة ويتشو التي تقع عند خط عرض 21 درجة شمالاً في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين، ما يمثّل خطوة حيوية نحو تحويل جزيرة ويتشو إلى ملاذ للشعاب المرجانية المهددة بفعل تغير المناخ العالمي.
وتُعرف الشعاب المرجانية بـ"الغابات الاستوائية في المحيطات"، إذ لا تشغل سوى 0.2 % من مساحة قاع البحر، لكنها تؤوي ما يزيد على 25 بالمائة من الكائنات البحرية. ومع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي والأنشطة البشرية، تشهد الشعاب المرجانية في أنحاء متفرقة من العالم تدهورا حادا.
وفي جزيرة ويتشو، تراجعت نسبة تغطية المرجان من 60 % في ثمانينات القرن الماضي إلى أقل من 5 % بحلول عام 2015.
تنفيذ المشروع لاستعادة الشعاب المرجانية
ومنذ عام 2015، بدأ الفريق المذكور في تنفيذ مشروع لحماية واستعادة الشعاب المرجانية في الجزيرة، حيث قام الفريق بزراعة الشتلات المرجانية الاصطناعية في المختبرات، ثم غرسها بواسطة الغواصين في الشعاب الصناعية في قاع البحر، ما أسفر عن إنشاء منطقة ترميم تبلغ مساحتها حوالي ألفي متر مربع. وارتفعت نسبة التغطية المرجانية في هذه المنطقة إلى 20 بالمائة خلال ثلاث سنوات فقط.
وحتى الآن، قام الفريق بتثبيت 1520 شعبة مرجانية اصطناعية وزرع أكثر من 80 ألف شتلة مرجانية واستعاد 30 هكتارا من الشعاب المرجانية.
وقال قونغ سان تشيانغ الأستاذ المساعد في كلية علوم البحار بجامعة قوانغشي: "زراعة المرجان ليست سوى الخطوة الأولى، أما مفتاح استعادة النظام البيئي للشعاب المرجانية فيكمن في تحقيق التكاثر الطبيعي"، مضيفا أن التوالد الجنسي للمرجان لا يعزز التنوع الجيني فحسب، بل يقوي أيضا القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية.
ونظراً لصعوبة التنبؤ بفترة التبويض المرجانية التي تستمر لساعات معدودة كل سنة، واصل الفريق مراقبة نمو الغدد التناسلية والمعايير الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر، وتمكن للمرة الأولى في منتصف أيار/ مايو الماضي من تحديد "نافذة ذهبية" مدتها 72 ساعة لعملية التبويض، كما استخدم نظاماً للتحكم في تدفق المياه لتحفيز عملية التكاثر.
حزم وردية من البويضات
وخلال هذه الفترة، أطلق المرجان حزماً وردية من البويضات، في حين قام الباحثون بجمع كميات كبيرة من البويضات والحيوانات المنوية، ثم فصلوا الأمشاج وحفظوها في مختبراتهم باستخدام تقنية التجميد في النيتروجين السائل.
وأشار قونغ إلى أن هذا الاستكشاف يدل على أن الشعاب المرجانية في منطقة الترميم قد وصلت إلى مرحلة النضج الجنسي وقادرة على التكاثر الطبيعي.
وفي المختبر، تحتوي كل أسطوانة من النيتروجين السائل على خلايا تناسلية من مجموعات مرجانية مختلفة.
اقرأ أيضاً: 300 نوع من الشعاب المرجانية بمياه اليمن في البحر الأحمر
وصرّح يوي كه فو، رئيس الفريق وعميد كلية علوم البحار أن هذه الأسطوانات تشكل "سفينة نوح" للشعاب المرجانية وتوفر أساسا جينياً هاماً لجهود الترميم المستقبلية.