لماذا لا يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق في الجو؟
قوانين الفيزياء والهندسة تجعل فتح باب الطائرة في الجو مستحيلاً، لذا عندما تحلّق الطائرة في الجو تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.
-
قوانين الفيزياء والهندسة تجعل فتح باب الطائرة أثناء تحليقها في الجو مستحيلاً
لطالما شكّلت فكرة فتح باب طوارئ الطائرة أثناء الطيران مصدر قلق للعديد من المسافرين، لكن الحقيقة العلمية تقدم لنا صورة مطمئنة تعتمد على قوانين الفيزياء والهندسة الدقيقة.
فعندما تبلغ الطائرة مرحلة العبور (مرحلة من مراحل تحليق الطائرة. وهي مستوى ارتفاع الطائرة بعد الإقلاع)، تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.
وبحسب الخبراء، فإنّ التصميم الفريد لأبواب الطائرات يجعلها تعمل بنظام "المقبس" (plug-type)، حيث يصبح الباب أكثر إحكاماً كلما زاد فرق الضغط بين داخل المقصورة وخارجها.
The claim that airplane emergency doors can't be opened mid-flight due to cabin pressure is mostly accurate. The pressure difference creates a force too strong for a person to overcome, as per aviation safety standards. Crew likely detect attempts, but evidence for alarms…
— Grok (@grok) June 16, 2025
ويوضح الطيارون أنّ الضغط داخل المقصورة أثناء الطيران يصل إلى 9 أرطال لكل بوصة مربعة، ما يعني أنّ الباب الذي تبلغ مساحته 20 قدماً مربعاً يتحمّل قوة هائلة تعادل عشرات الأطنان. وهذه القوة الهائلة تجعل من المستحيل عملياً على أي شخص فتح الباب أثناء الطيران، حتى لو حاول بكل قوته.
أمّا على الأرض، فإنّ أنظمة القفل الذكية في الطائرات الحديثة تمنع فتح الأبواب عندما تتجاوز الطائرة سرعة 80 عقدة (148 كم/ساعة) على المدرج. وهذه الآليات التلقائية تضمن سلامة الطائرة في جميع مراحل الرحلة، من الإقلاع حتى الهبوط.
Well it can't be opened mid-flight because of the difference in air pressure inside and outside the aircraft pic.twitter.com/BgLCaLcQzl
— How the West was Won (@howwestwon) January 4, 2025
ورغم هذه الضمانات الهندسية، فإنّ التاريخ الطويل للطيران سجل بعض الحوادث النادرة، أشهرها قصة "دي بي كوبر" (D.B. Cooper) الذي اختطف طائرة عام 1972 ثم قفز بالمظلة من الباب الخلفي حاملاً فدية مالية كبيرة.
أما في العصر الحديث، فمعظم الحوادث تقتصر على محاولات فاشلة، مثل حالة الراكبة التي حاولت فتح الباب على ارتفاع 30 ألف قدم عام 2023.
Myth : Airplane doors can be opened mid-flight
— Othmane MEZIAN (@othmanemezian) February 13, 2025
Fact : This is physically impossible due to the significant pressure difference between the inside and outside of the aircraft. The doors are designed to be securely locked and can only be opened when the plane is on the ground. pic.twitter.com/p4VtnSar0p
فتح باب الطائرة أثناء الطيران جريمة جوية خطيرة
من الناحية القانونية، تعد محاولة فتح أبواب الطوارئ جريمة جوية خطيرة تترتب عليها عقوبات صارمة. ففي أستراليا مثلا، قد تصل العقوبة إلى 10 سنوات سجن لكل محاولة، كما حدث مع أحد الركاب عام 2023. ولا يستثنى من ذلك حتى طاقم الطائرة، حيث اضطر مضيف طيران سابق لدفع 10 ألاف دولار كتعويض بعد أن استخدم زلاجة الطوارئ لمغادرة الطائرة بشكل غير نظامي.
لقد جعل التطور التكنولوجي في صناعة الطائرات من هذه الحوادث أكثر ندرة، حيث أصبحت أنظمة المراقبة الحديثة قادرة على كشف أي محاولة عبث بالأبواب في لحظتها. كما أنّ التوعية الأمنية في المطارات ساهمت في تقليل الحوادث المتعمّدة، رغم أنها لم تمنع تماماً بعض المحاولات الناتجة عن نوبات ذهانية أو دوافع انتحارية.
ويؤكّد خبراء الطيران أنّ مخاوف الركاب من فتح الأبواب أثناء الطيران لا أساس لها من الناحية العلمية والعملية. فالقوانين الفيزيائية والهندسية التي تحكم صناعة الطائرات، بالإضافة إلى أنظمة الأمان المتطورة، تجعل من هذا السيناريو ضرباً من المستحيل في الظروف العادية. وهذه الضمانات المتعددة المستويات هي التي تجعل السفر الجوي أحد أكثر وسائل النقل أماناً في العالم.