لماذا لا يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق في الجو؟

قوانين الفيزياء والهندسة تجعل فتح باب الطائرة في الجو مستحيلاً، لذا عندما تحلّق الطائرة في الجو تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.

0:00
  • قوانين الفيزياء والهندسة تجعل فتح باب الطائرة أثناء تحليقها في الجو مستحيلاً
    قوانين الفيزياء والهندسة تجعل فتح باب الطائرة أثناء تحليقها في الجو مستحيلاً

لطالما شكّلت فكرة فتح باب طوارئ الطائرة أثناء الطيران مصدر قلق للعديد من المسافرين، لكن الحقيقة العلمية تقدم لنا صورة مطمئنة تعتمد على قوانين الفيزياء والهندسة الدقيقة.

فعندما تبلغ الطائرة مرحلة العبور (مرحلة من مراحل تحليق الطائرة. وهي مستوى ارتفاع الطائرة بعد الإقلاع)، تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.

وبحسب الخبراء، فإنّ التصميم الفريد لأبواب الطائرات يجعلها تعمل بنظام "المقبس" (plug-type)، حيث يصبح الباب أكثر إحكاماً كلما زاد فرق الضغط بين داخل المقصورة وخارجها.

ويوضح الطيارون أنّ الضغط داخل المقصورة أثناء الطيران يصل إلى 9 أرطال لكل بوصة مربعة، ما يعني أنّ الباب الذي تبلغ مساحته 20 قدماً مربعاً يتحمّل قوة هائلة تعادل عشرات الأطنان. وهذه القوة الهائلة تجعل من المستحيل عملياً على أي شخص فتح الباب أثناء الطيران، حتى لو حاول بكل قوته.

أمّا على الأرض، فإنّ أنظمة القفل الذكية في الطائرات الحديثة تمنع فتح الأبواب عندما تتجاوز الطائرة سرعة 80 عقدة (148 كم/ساعة) على المدرج. وهذه الآليات التلقائية تضمن سلامة الطائرة في جميع مراحل الرحلة، من الإقلاع حتى الهبوط.

ورغم هذه الضمانات الهندسية، فإنّ التاريخ الطويل للطيران سجل بعض الحوادث النادرة، أشهرها قصة "دي بي كوبر" (D.B. Cooper) الذي اختطف طائرة عام 1972 ثم قفز بالمظلة من الباب الخلفي حاملاً فدية مالية كبيرة.

أما في العصر الحديث، فمعظم الحوادث تقتصر على محاولات فاشلة، مثل حالة الراكبة التي حاولت فتح الباب على ارتفاع 30 ألف قدم عام 2023.

فتح باب الطائرة أثناء الطيران جريمة جوية خطيرة

من الناحية القانونية، تعد محاولة فتح أبواب الطوارئ جريمة جوية خطيرة تترتب عليها عقوبات صارمة. ففي أستراليا مثلا، قد تصل العقوبة إلى 10 سنوات سجن لكل محاولة، كما حدث مع أحد الركاب عام 2023. ولا يستثنى من ذلك حتى طاقم الطائرة، حيث اضطر مضيف طيران سابق لدفع 10 ألاف دولار كتعويض بعد أن استخدم زلاجة الطوارئ لمغادرة الطائرة بشكل غير نظامي.

لقد جعل التطور التكنولوجي في صناعة الطائرات من هذه الحوادث أكثر ندرة، حيث أصبحت أنظمة المراقبة الحديثة قادرة على كشف أي محاولة عبث بالأبواب في لحظتها. كما أنّ التوعية الأمنية في المطارات ساهمت في تقليل الحوادث المتعمّدة، رغم أنها لم تمنع تماماً بعض المحاولات الناتجة عن نوبات ذهانية أو دوافع انتحارية.

ويؤكّد خبراء الطيران أنّ مخاوف الركاب من فتح الأبواب أثناء الطيران لا أساس لها من الناحية العلمية والعملية. فالقوانين الفيزيائية والهندسية التي تحكم صناعة الطائرات، بالإضافة إلى أنظمة الأمان المتطورة، تجعل من هذا السيناريو ضرباً من المستحيل في الظروف العادية. وهذه الضمانات المتعددة المستويات هي التي تجعل السفر الجوي أحد أكثر وسائل النقل أماناً في العالم.

اخترنا لك