"واشنطن بوست": التزامات واشنطن الدفاعية تتجاوز قوتها العسكرية
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تشير إلى أنّ واشنطن علّقت إمدادات أسلحة لأوكرانيا للتركيز على دعم "إسرائيل" عسكرياً، في ظل تراجع المخزون الأميركي وصراع الأولويات العالمية.
-
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي مع نظام "باتريوت" الصاروخي (وكالات)
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب قرّرت تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بهدف تعزيز الدفاعات الجوية لـ"إسرائيل"، في ظلّ محدودية الموارد العسكرية، ونظراً لأنّ التزامات واشنطن صارت تتجاوز قوتها العسكرية.
ويعكس القرار صراع أولويات في السياسة الخارجية الأميركية التي تتجاوز قدراتها، بحسب مراقبين.
ترامب يعلّق إمدادات بعض الأسلحة لكييف لتعزيز "إسرائيل" عسكرياً
وقال الكاتب جيسون ويليك في مقال نشرته الصحيفة إنّ قرار ترامب المفاجئ بضرب إيران، وتجميد بعض إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، شكّل صدمة حتى لمؤيّديه، الذين يرون أنّ التدخّل الخارجي لا يخدم المصالح الأميركية.
وأشار ويليك إلى أنّ القرارين، على الرغم من تناقضهما الظاهري، يعكسان معضلة واحدة: التزامات واشنطن العسكرية العالمية باتت تفوق قدراتها الفعلية.
موارد محدودة وصراعات متزامنة
توقّف تسليم صواريخ "باتريوت" إلى كييف، وفق التقرير، ارتبط بحاجة "إسرائيل" إلى صد الضربات الإيرانية خلال حرب الأيام الـ12، إضافة إلى تأمين قاعدة "العديد" الأميركية في قطر التي تعرّضت لضربة إيرانية في 23 حزيران/يونيو الماضي.
ورأى الكاتب أنّ واشنطن اضطرت إلى تقليص دعم أوكرانيا لصالح حماية حليف آخر هو "إسرائيل"، في ظلّ تراجع المخزون العسكري الأميركي.
"ترامب يفضّل الحروب المحدودة بنتائج سريعة"
واعتبر التقرير أنّ ترامب يفضّل الحروب المحدودة بنتائج سريعة، مثل تلك التي جرت بين "إسرائيل" وإيران، بدل الصراعات الطويلة مثل الحرب الروسية – الأوكرانية، خاصة أنّ روسيا تمتلك سلاحاً نووياً.
وأفادت الصحيفة الأميركية بأنّه في 2 تموز/يوليو الجاري،قرّرت الولايات المتحدة تعليق توريد صواريخ "باتريوت"، وصواريخ "GMLRS" الموجّهة بدقة، وصواريخ "هيلفاير"، وصواريخ "ستينغر" المحمولة، وعدد من الأسلحة الأساسية الأخرى.
الأمر الذي دفع بالمسؤولين الأوكرانيين إلى طلب توضيحات من الولايات المتحدة، "في وقت تتعرّض فيه البلاد لموجات غير مسبوقة من الاستهدافات الجوية الروسية"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أوكرانية.
وفي 3 تموز/يوليو الجاري، أكّد ترامب أنّ بلاده ستواصل دعم كييف، لكنّه شدّد على أنّ "الولايات المتحدة بحاجة لتأمين ترسانتها أولاً".
والشهر الماضي، كشفت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين، أنّ "الجيش" الإسرائيلي يُواجه نقصاً حاداً في بعض الأسلحة الرئيسية والذخائر ما يُضعف القدرة على خوض أيّ مواجهةٍ واسعة النطاق في حال تجدّد القتال مع إيران أو أطرافٍ أخرى في المنطقة.