"فورين بوليسي": أوروبا فشلت في قطع علاقاتها بروسيا في مجال الطاقة

"فورين بوليسي" تتحدث عن فشل الدول الأوروبية في التخلي عن الغاز الروسي، على الرغم من الجهود التي بذلتها من أجل تحقيق ذلك.

0:00
  • "فورين بوليسي": واردات الغاز الروسية هي الفشل الأكثر وضوحاً لأوروبا

تحدثت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير عن فشل الدول الأوروبية في التخلي عن الغاز الروسي، وقطع علاقاتها بروسيا في مجال الطاقة تماماً.

وقالت المجلة إنّ دول الاتحاد الأوروبي، بقيادة ألمانيا، بذلت الكثير من الجهود لتقليص اعتمادها على الطاقة الروسية، إلا أنّ الدول في جميع أنحاء الكتلة لا تزال تشتري إمدادات الطاقة من روسيا، وتحتفظ بروابط متعددة مع قطاع الطاقة الروسي.

وواردات الغاز الروسية هي "الفشل الأكثر وضوحاً لأوروبا"، بحسب المجلة، بحيث لا تزال روسيا تشكّل 18% من جميع واردات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي، منذ أواخر عام 2024.

أما بالعودة إلى عام 2022، فكانت روسيا، لا الأوروبيون، هي التي قلّصت واردات الغاز، "لتعاقب أوروبا على رفضها الدفع بالروبل"، الأمر الذي تسبّب في انخفاض الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من النصف، على مدار ذلك العام.

وبحسب ما تابعت "فورين بوليسي"، "لا يوجد مكان تظهر فيه أوجه القصور بصورة أكثر وضوحاً من الغاز الطبيعي المسال"، ففي عام 2024، استورد الاتحاد الأوروبي 16.5 مليون طن متري منه، وهو "رقم قياسي"، تجاوز الـ15.2 مليون طن متري عام 2023.

وفي عام 2024، وصلت واردات دول الاتحاد الأوروبي من روسيا، بقيادة فرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا، إلى مستواها الأعلى على الإطلاق، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز".

بالنسبة للبترول، فإنّ الحظر الذي فرضته مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي، والذي دخل حيّز التنفيذ في أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023 ، في هيئة سقف سعري يبلغ 60 دولاراً للبرميل على النفط الروسي وحظر على الواردات المباشرة، "أدى إلى استنزاف عشرات المليارات من الدولارات من عائدات موسكو السنوية".

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال النفط الروسي "يجد طريقه إلى موانئ الاتحاد الأوروبي"، فيما "تسمح الإعفاءات للدول غير الساحلية للخام الروسي بمواصلة التدفق إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً المجر وسلوفاكيا"، بحسب ما أوضحته "فورين بوليسي".

وعلى نطاق أضيق، تستفيد بلجيكا والنمسا وجمهورية التشيك أيضا من الإعفاءات لشراء النفط الروسي، إلا أنّ هذه الإعفاءات "ليست الوسيلة الوحيدة لدخول الوقود الأحفوري الروسي إلى سوق الاتحاد الأوروبي"، وفقاً للمجلة.

وغالباً ما تصل المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي إلى شواطئ الاتحاد الأوروبي عبر دول ثالثة، بينما لا تزال روسيا أيضاً "المزوّد المهيمن للوقود والتكنولوجيا لمعظم صناعة الطاقة النووية في أوروبا"، علماً بأنّها "واحدة من أكبر منتجي اليورانيوم في العالم، وتحتفظ بالسيطرة على 44%من قدرة تخصيب اليورانيوم العالمية".

في هذا السياق، أوردت المجلة أنّ ما يقرب من 20% من اليورانيوم الخام المستورد في أوروبا هو من روسيا، و23% أخرى من كازاخستان، حيث "تدير شركة روساتوم، وهي شركة طاقة نووية روسية، الأمر إلى حد كبير".

وتعتمد بلغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر جميعها حصرياً على الوقود النووي والتكنولوجيا الروسية (وفنلندا إلى حد كبير). أما فرنسا فـ"تبدو عازمةً على الحفاظ على علاقتها النووية مع روسيا، سواء من خلال استيراد اليورانيوم المخصّب، أو المشاريع العديدة مع روساتوم"، وفقاً لتقرير الطاقة النووية العالمي لعام 2024.

اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": روسيا تهدف إلى أن تصبح رائدة عالمية في بناء محطات الطاقة النووية

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك