الجزائر تعزّز موقعها في سوق الغاز الأوروبي وترسّخ مكانتها كمورّد رئيسي
في ظل استمرار الطلب الأوروبي.. تعزّز الجزائر موقعها كثاني أكبر مصدّر للغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد وتسجّل ارتفاعاً في صادراتها خلال شهر شباط/فبراير 2025.
-
عامل في إحدى محطات إنتاج الطاقة في الجزائر
عزّزت الجزائر موقعها كثاني أكبر مصدّر للغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، مسجّلة ارتفاعاً طفيفاً في صادراتها خلال شهر شباط/فبراير 2025.
وجاء هذا التطور في ظل استمرار الطلب الأوروبي على الغاز الجزائري، برغم التغيّرات في سوق الطاقة العالمية وتراجع الاستهلاك الأوروبي إلى أدنى مستوياته منذ 11 عاماً.
ارتفاع الصادرات الجزائرية واستقرار الحصة الإسبانية
ووفقاً لتقرير صادر عن منصة "الطاقة"، أمس الأحد، فقد "ارتفعت صادرات الجزائر من الغاز عبر الأنابيب بنسبة 1.9% على أساس شهري، لتصل إلى 92.6 مليون متر مكعب يومياً في شباط/فبراير 2025، مقارنة بـ 90.9 مليون متر مكعب يومياً خلال يناير الماضي. وقد عزّزت الجزائر إمداداتها إلى السوق الإيطالية، التي شهدت زيادة بنسبة 3.5%، لتصل إلى 62.6 مليون متر مكعب يومياً، بينما استقرت الصادرات نحو إسبانيا عند 30 مليون متر مكعب يومياً".
النرويج في الصدارة وروسيا تتراجع
وبالنسبة إلى الترتيب العام لمصدري الغاز عبر الأنابيب إلى أوروبا، فقد احتلت النرويج المرتبة الأولى بصادرات بلغت 235.5 مليون متر مكعب يومياً في شباط/فبراير 2025، مسجّلة زيادة شهرية بنسبة 5.3%.
أما روسيا، التي كانت سابقاً المورّد الرئيسي للقارة العجوز، جاءت في المرتبة الثالثة بصادرات بلغت 52.5 مليون متر مكعب يومياً، مسجّلة تراجعاً سنوياً حاداً بنسبة 36%.
تحديات صادرات الغاز الجزائري
بالرغم من هذا التقدم، تواجه الجزائر تحديات على مستوى صادرات الغاز الطبيعي المسال (Liquefied Natural Gas - LNG)، حيث تراجعت صادراتها بنسبة 14% في عام 2024، لتصل إلى 11.62 مليون طن، مقارنة بـ 13.45 مليون طن في 2023.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى عمليات الصيانة التي شهدتها محطات الإسالة في "أرزيو" و"سكيكدة"، إلى جانب انخفاض الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال.
الآفاق المستقبلية ودور الجزائر في سوق الطاقة الأوروبي
ومع تزايد الاعتماد الأوروبي على الغاز الجزائري، تبقى الجزائر في موقع استراتيجي مهم، ولا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على الإمدادات الروسية. غير أن استمرار انخفاض استهلاك الغاز في أوروبا قد يشكل تحدياً أمام نمو الصادرات الجزائرية مستقبلاً.
وبينما تسعى الجزائر إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة وتوسيع بنيتها التحتية، من المرجّح أن تستمر في لعب دور محوري في تأمين احتياجات القارة الأوروبية من الغاز، ولا سيما في ظل الشراكات الاستراتيجية القائمة مع دول مثل إيطاليا وإسبانيا.