الناجون من زلزال المغرب عام 2023 يطالبون بزيادة المساعدة مع تزايد الإنفاق على كأس العالم
جهود التعافي بعد زلزال 2023 في المغرب لا تزال محبطة لكثير من المتضررين، وانتقادات للتناقض بين إعادة الإعمار والاستثمارات الموجهة استعداداً لكأس أمم أفريقيا وكأس العالم.
-
منازل تعرضت لأضرار من جراء الزلزال الذي ضرب قرية أنيرني أزكور في المغرب عام 2023 (رويترز)
مع بدء سقوط الأمطار على جبال الأطلس في المغرب في مستهل هذا الشهر، سارع لحسن أباردا إلى تدعيم الأغطية البلاستيكية للخيمة التي يعيش فيها منذ عامين.
وقال أباردا، وهو أحد المتضررين من زلزال 2023 الذي أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص وفق ما ذكرت وكالة "رويترز"، إنه جدد الأغطية البلاستيكية لخيمته من جراء أضرار لحقت بها بسبب أشعة الشمس والرياح، بينما لا يزال ينتظر المساعدات لبناء منزل جديد.
الاستثمار في ملاعب نهائيات كأس العالم 2030
ووفقاً لـ"رويترز" فقد بدت جهود التعافي، بعد مرور عامين على الزلزال الذي ضرب المغرب بقوة 6.8 درجات، محبطة لكثير من المتضررين، ويبرز المنتقدون التناقض بينها وبين سرعة الاستثمارات في بناء الملاعب ومشاريع البنية التحتية استعداداً لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في كانون الأول/ديسمبر المقبل ونهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030.
وفي الأسبوع الماضي، في الذكرى الثانية للزلزال، نظم عشرات الناجين وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي في الرباط، مطالبين الحكومة بالتعامل مع مساعدات إعادة الإعمار بالجدية نفسها التي تتعامل بها مع مشاريع نهائيات كأس العالم.
وقال، منتصر إتري، أحد قادة التنسيقية الوطنية لضحايا الزلزال "نحن سعداء برؤية أكبر الملاعب والمسارح والطرق السيارة في المغرب، لكن هناك مغرب مهمش ومنسي يحتاج إلى إرادة سياسية".
وكانت الحكومة المغربية قد أنفقت 4.6 مليارات درهم (510 ملايين دولار) على المساعدات السكنية لمتضرري الزلزال حتى شهر أيلول/سبتمبر، إذ قدمت 140 ألف درهم (حوالى 15500 دولار) كمساعدات للمنازل المدمرة كلياً و80 ألفاً للمنازل المتضررة جزئياً. وفي المقابل، خصصت الحكومة أكثر من 20 مليار درهم لتجهيز الملاعب للبطولات العالمية.
وينفي المسؤولون المغاربة إعطاء الأولوية للإنفاق على نهائيات كأس العالم على حساب جهود التعافي من الزلزال، وأشاد رئيس الوزراء، عزيز أخنوش، بوتيرة إعادة الإعمار. وقال إنه "لم يتبقَّ الكثير من الخيام" ووعد بمعالجة الحالات المتبقية بشكل فردي.
المغرب "بسرعتين"
وتشير البيانات الحكومية إلى أنه من بين 59.675 ألف منزل تضرر من الزلزال، أُعيد بناء 51.154 ألف منزل، بينما قالت السلطات المحلية في إقليم الحوز إن 4% فقط من المنازل لم يبدأ بناؤها بعد. وقالت أيضاً إن "جميع الخيام جرى تفكيكها". لكن التنسيقية الوطنية لضحايا الزلزال تشكك في هذه الأرقام، وتقول إن "عدداً من الناجين لا يزالون يعيشون في الخيام، وحتى بالنسبة إلى أولئك الذين حصلوا على مساكن جديدة، لم تكن المساعدات كافية".
وقال عامل البناء محمد آيت باط لـ"رويترز" إنه تلقى 80 ألف درهم فقط لترميم منزله المهدم جزئياً، لكن طُلب منه الانتقال إلى منطقة قريبة من القرية من دون الحصول على مساعدات كافية.
ونجح المغرب في خفض معدلات الفقر من 11.9% في 2014 إلى 6.8% في 2024. لكن رغم ذلك، لا تزال مناطقه الريفية لديها معدلات فقر أعلى من المتوسط، وفقاً للوكالة الوطنية للإحصاء والمعلومات.
وكان الملك المغربي، محمد السادس، الذي يحدد توجهات السياسة المغربية، قد أقرّ بهذا الشرخ، قائلاً في خطاب ألقاه في تموز/يوليو إنه "لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين " وحث على إجراء إصلاحات لتعزيز التنمية في المناطق الريفية.