ترامب يحاول إخضاع وكالة الاستخبارات المركزية ويطالبها بأسماء عملائها الجدد
ترامب يصدر قراراً رئاسياً يطالب فيه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية توفير قائمة بأسماء الموظفين الجدد منذ عامين، وإيصالها بوسائط غير مشفّرة إلى البيت الأبيض.
في تطور لافت لإخضاع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أصدر الرئيس دونالد ترامب، قراراً رئاسياً طالب فيه "توفير الوكالة لقائمة بأسماء كافة الموظفين الجدد منذ عامين، وإيصالها بوسائط غير مشفّرة إلى البيت الأبيض"، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وقالت الصحيفة الأميركية إنّ "القائمة تتضمن عدداً لا بأس به من الموظفين الشباب المختصين بمتابعة الشؤون الصينية وتحليلها"، والذين يخضعون في العادة لقدر كبير من إجراءات السرية، وإخفاء الهويات الحقيقية، ما يشكل قلقاً كبيراً داخل المؤسسة الاستخبارية بشكل عام، خشية تمكّن قراصنة الصين وروسيا من تفكيك شيفرة الهوية والتعرّف على الهويات الحقيقية"، وهو بمنزلة "كارثة في عالم مكافحة التجسس".
وأوضحت الصحيفة نفسها أنّ "معدلات قلق الأجهزة الاستخبارية تتعاظم بشدة" لإمكانية وقوع تلك السجلات في أيدي موظفين حديثي العهد بالعمل الأمني، ويتبعون جهاز الكفاءة الجديد الذي يرأسه المستشار الرئيس لترامب، الملياردير الأميركي إيلون ماسك.
وعرضت وكالة الاستخبارات المركزية، الثلاثاء الماضي، على موظفيها عروضاً للمغادرة الطوعية، في خطوة تهدف إلى "مواءمة عمل وكالة الاستخبارات الأهم في البلاد مع أهداف مديرها الجديد جون راتكليف"، وفي مسعىً من ترامب إلى خفض التكاليف في المؤسسات الفدرالية، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلامية أجنبية أنّ الحكومة الأميركية أرسلت عروضاً للمغادرة الطوعية لموظفي 4 وكالات استخبارات محلية على الأقل، بالإضافة إلى وكالة الاستخبارات المركزية، مشيرةً إلى أنّ ترامب كلّف ماسك بقيادة العملية، ما أثار ذعر الموظفين وتسبّب في احتجاجات عامة، ودفع الديمقراطيين إلى اتهام ماسك بقيادة عملية استحواذ حكومية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ علاقة ترامب مع وكالات الاستخبارات الأميركية متوترة، بسبب استنتاجات مفادها أنّ "روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة أعوام 2016 و2020 و2024 للتأثير على التصويت لصالحه".
وقبل أيام، شنّ ماسك، هجوماً على "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"، "USAID"، عبر سلسلة منشورات على حسابه في منصة "إكس".
ووصف ماسك الوكالة بـ"المنظّمة الإجرامية والشريرة"، معتبراً أنّ "الوقت قد حان لموتها".