تصاعد المعارضة داخل "الكونغرس" لتوجهات إدارة ترامب نحو حرب محتملة ضد فنزويلا

تشهد الأوساط السياسية الأميركية انقساماً حاداً إزاء مؤشرات على توجه إدارة ترامب نحو تصعيد ضد فنزويلا، وسط تحذيرات من تكرار سيناريو تغيير الأنظمة على غرار العراق ومطالبات متزايدة من مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين بوقف المسار الحربي واحترام صلاحيات "الكونغرس".

0:00
  • الكونغرس الأميركي (أرشيفية)
    الكونغرس الأميركي (أرشيفية)

أفاد موقع المجلة الإلكترونية الأميركية "ريسبونسبل ستيت كرافت" (responsible statecraft)، بتزايد الانتقادات اللاذعة من مشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حول سعي إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى شن تدخل عسكري في فنزويلا، محذرين من مخاطر خوض حرب جديدة لا تحظى بتفويض "الـكونغرس"، ولا تلقى دعماً من الرأي العام الأميركي.

وكان ترامب قد أعلن في خطاب تنصيبه الثاني أن نجاحه يُقاس بالحروب التي لا تُخاض، لكنه، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أوردته "ريسبونسبل ستيت كرافت"، وافق على خطط لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) لتنفيذ عمليات سرية داخل الأراضي الفنزويلية، بينما يستمر الجيش الأميركي في استهداف قوارب تهريب مفترضة وتصنيف واشنطن لعصابة "كارتل دي لوس سولس"، التي تتهمها بتبعيتها للرئيس نيكولاس مادورو، كمنظمة إرهابية أجنبية.

وتفيد التقارير بأن "البنتاغون" يعمل على إعادة تفعيل قواعد عسكرية قديمة في أميركا اللاتينية، في وقت تروج فيه الإدارة الأميركية لوصف مادورو كديكتاتور وإرهابي، ضمن سردية دعائية تُذكّر بأجواء ما قبل غزو العراق عام 2003.

في المقابل، عبّر عدد من أعضاء "الكونغرس" عن اعتراضهم الشديد، من بينهم السيناتور الديمقراطي رو خانا، الذي هاجم بشدة مسؤولي الإدارة على قناة "إكس"، واتهمهم بمحاولة تكرار سيناريو الحرب على العراق. كذلك، طالب السيناتور، تيم كاين، إدارة ترامب بتقديم توضيحات استراتيجية كاملة حول نواياها في أميركا اللاتينية.

وفي السياق، دعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ وزارة الدفاع إلى رفع السرية عن الأساس القانوني للغارات التي شُنت مؤخراً في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، فيما صعّد السيناتور الجمهوري، راند بول، من لهجته ضد ترامب، متهماً إياه بمحاولة تجاوز الكونغرس وإشعال حرب دون تفويض، ما يهدد ائتلافه المحافظ "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً".

من جهتها، أعربت النائبة الجمهورية، مارجوري تايلور غرين، عن معارضتها الصريحة لتغيير النظام في فنزويلا، فيما تساءل النائب، توماس ماسي، عن مفارقة امتلاك الحكومة أموالاً للتدخل الخارجي بينما تعجز عن دفع رواتب موظفيها.

ووسط هذا الانقسام، برز دعم محدود للرئيس من شخصيات مثل السيناتور، ليندسي غراهام، فيما يُشار إلى دور محوري قد يلعبه ماركو روبيو في الدفع نحو المواجهة مع فنزويلا، رغم أن غالبية الأميركيين، بحسب الاستطلاعات، يرفضون أي مغامرة عسكرية جديدة.

اقرأ ايضاً: مادورو لجنود فنزويلا: كونوا في تأهب وجاهزية واستعداد للدفاع عن حقوقنا