موسكو: سنطالب بضمانات أمنية صارمة في إطار حل الصراع في أوكرانيا
نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، يصرّح بأنّ بلاده "ستطالب بضمانات أمنية صارمة، في إطار حلّ الصراع في أوكرانيا"، من ضمنها حياد كييف، ورفض دول حلف "الناتو" قبولها كعضو فيه.
-
نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو (أرشيف)
صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، بأنّ روسيا "ستطالب بضمانات أمنية صارمة، في إطار حلّ الصراع في أوكرانيا".
وفي مقابلة مع صحيفة "إزفستيا"، أشار غروشكو إلى أنّ هذه الضمانات "ستشمل حياد كييف، ورفض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبولها كعضو في الحلف، فذلك هو بالضبط البند الذي سُجِّل في مسوّدات الاتفاقيات".
وقال إنّ "الحديث عن حلّ سلمي للصراع في أوكرانيا، سيكون له بالطبع إطار خارجي، بحيث سنطالب بأن تُدرج ضمانات أمنية صارمة في هذه الاتفاقية، إذ لا يمكن تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، وتعزيز الأمن الإقليمي بشكل عام، إلّا من خلال صياغتها".
ورداً على سؤال بشأن موقف روسيا من فكرة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، قال غروشكو إنّه "من الواضح أنّ هدف تداول شائعات بشأن نشر قوات غربية على الأراضي الأوكرانية هو تهيئة الرأي العام لسيناريوهات تطرفية، ضمن حملة لإثارة الذعر العسكري وتشويه صورة روسيا".
وذكّر بأنّ "جميع الدول الأعضاء في حلف الناتو نفت قبل بضعة أشهر فقط، هذا الاحتمال، حيث صرّح الأمين العام مراراً وتكراراً بأنّه لن يظهر جنود الحلف هناك تحت أي ظرف من الظروف".
وأشار غروشكو إلى أنّ حفظ السلام وحلف "الناتو"، "أمران متعارضان تماماً"، والمناقشات بشأن هذا الموضوع "غير مناسبة وعبثية تماماً".
وفي تعليقه على فكرة إرسال قوات حفظ السلام تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أشار غروشكو إلى أنّ بعثة المراقبة الخاصة التي تم نشرها في دونباس في الماضي، "فشلت في أداء مهامها".
وأوضح نائب وزير الخارجية أنّ "هناك نقطتاي يجب مراعاتهما" في هذا الإطار. فأولاً، "لا تمتلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قدرات عسكرية، ولا يداً مسلحة على عكس الأمم المتحدة، وتحديداً، لا تمتلك الكفاءة، ولا هيئة الأركان، ولا الهياكل اللازمة لإدارة هذه الوحدات".
وثانياً، فإنّ بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي نُشرت هناك، لم تُنجز المهام الموكلة إليها حتى"، إذ إنّ حلف الناتو "استغلها في الواقع لتحقيق مكاسب أحادية الجانب لنظام كييف"، بحسب غروشكو.
ووفقاً له، فقد "بات معلوماً أنّ بعض موظفي هذه البعثة، الذين كان من المفترض أن يكونوا محايدين ويضمنوا التنفيذ الصارم للمهمة، عملوا في الواقع لصالح كييف".
واستطرد بالقول: "لدينا موقف متشكّك للغاية تجاه مشاركة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حتى نظرياً".
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد ذكرت في بيان، أمس الأحد، أنّ وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي ماركو روبيو، بحثا خلال اتصال هاتفي، سبل تنفيذ التفاهمات التي جرى التوصّل إليها خلال اجتماع الوفدين الروسي والأميركي رفيعي المستوى في الرياض الشهر الماضي.
وكانت محادثات روسية أميركية رفيعة المستوى قد انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، في 18 شباط/فبراير الماضي، حيث اتفقت موسكو وواشنطن على تهيئة الظروف لاستئناف التعاون، وإزالة القيود على عمل السفارات، وإنشاء مجموعات عمل لحل الأزمة الأوكرانية. فيما أكّد وزير الخارجية الأميركي أنّ واشنطن تسعى إلى إنهاء دائم للصراع في أوكرانيا.
وتتوسّط إدارة ترامب لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وفي هذا الإطار استضافت مدينة جدة السعودية، في 11 آذار/مارس الجاري، مباحثات بين وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وخلال هذه المحادثات أعربت أوكرانيا عن استعدادها لقبول مقترح أميركي بشأن التوصّل إلى وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، بشرط قبول روسيا وتنفيذها المتزامن للاتفاق.
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه يوافق على اقتراح من الولايات المتحدة بوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا، مؤكداً أنّ هذا الاقتراح مقبول فقط إذا كان يؤدي إلى سلام طويل الأمد ويقضي على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.