"بوليتيكو": قلق ألماني من احتمال خفض القوات الأميركية في البلاد

الحكومة الألمانية تكثّف اتصالاتها الدبلوماسية سعياً لتفادي فجوات أمنية في حال تقليص الوجود الأميركي.

0:00
  • وزير الدفاع الألماني في واشنطن لضمان بقاء القوات الأميركية (بوليتيكو)
    وزير الدفاع الألماني في واشنطن لضمان بقاء القوات الأميركية (بوليتيكو)

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أنّ الحكومة الألمانية تواجه حالة من الغموض والقلق المتزايد مع استعداد الولايات المتحدة لإعادة تقييم انتشار قواتها في أوروبا، وسط مخاوف من تقليص محتمل للوجود العسكري الأميركي في البلاد.

وقالت بوليتيكو إن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس زار واشنطن، يوم الاثنين، في محاولة للحصول على ضمانات بشأن مستقبل الوجود الأميركي في ألمانيا، عقب لقائه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث.

ونقلت المجلة عن بيستوريوس قوله: "بدأتُ أشير قبل عامين إلى أنه سيتضح في مرحلة ما أن الأميركيين سيُقلّلون من جهودهم في نهاية المطاف".

ورغم تأكيد برلين على رغبتها بالمشاركة في تنسيق أي تغييرات محتملة، فإنها لم تتلقَّ التزامات أميركية واضحة بشأن الخطوات المقبلة أو توقيت تنفيذها.

وتشير بوليتيكو إلى أن هذا الغموض يثير قلق ألمانيا، التي تستضيف حالياً نحو 35 ألف جندي أميركي موزعين على أكثر من 30 موقعاً عسكرياً.

وبحسب المجلة، فإن مراجعة "وضع القوة العالمية" التي يجريها البنتاغون تهدف إلى إعادة تنظيم الانتشار العسكري الأميركي استجابة لأولويات جديدة، خصوصاً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى جانب الضغط لتقليص الإنفاق العسكري الخارجي.

وفي هذا السياق، نقلت بوليتيكو عن السفير الأميركي لدى "الناتو"، ماثيو ويتاكر، قوله إن بلاده تُجري محادثات يومية مع الحلفاء الأوروبيين، مؤكداً أن واشنطن "تتفق مع شركائها على عدم السماح بوجود مفاجآت أو فجوات في الإطار الاستراتيجي لأوروبا".

وتضيف المجلة أن قاعدة رامشتاين الجوية، وقاعدة غرافنفور التدريبية، وموقع الأسلحة النووية الأميركية في بوشل، تمثّل ركائز استراتيجية للوجود الأميركي في أوروبا، ليس فقط في إطار الدفاع الجماعي لـ"الناتو"، بل أيضاً في خدمة مصالح واشنطن العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ونقلت بوليتيكو عن الباحثة في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، أيلين ماتلي، أن أحد السيناريوهات المحتملة يتضمن سحب نحو 20 ألف جندي أُرسلوا إلى أوروبا عام 2022 بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يمثل خفضاً بنسبة 30% للوجود العسكري الأميركي في القارة.

وشددت ماتلي على ضرورة أن يتم أي انسحاب محتمل بشكل منسق ومدروس، دون إحداث فراغ أمني أو فجوات في القدرات الأوروبية، فيما أكدت بوليتيكو أن برلين كثفت مؤخراً تحركاتها الدبلوماسية لتفادي مفاجآت غير مرغوبة.

وتأمل ألمانيا في أن يُؤتي التواصل الشخصي ثماره، خصوصاً مع شخصية مثل دونالد ترامب، الذي سبق أن أبدى استعداداً لإعادة النظر في تمركز القوات الأميركية بأوروبا، مؤكدة أن مستقبل هذا الوجود لا يزال رهناً بقرارات واشنطن.

اقرأ أيضا: رئيس الوزراء الفرنسي يصف اتفاق التجارة الأوروبي الأميركي بـ"الخضوع" لترامب