"العفو الدولية": أيرلندا الشمالية "أخطر مكان" للصحافيين في المملكة المتحدة

الصحافيون في أيرلندا الشمالية يواجهون تهديدات جسيمة من جماعات مسلحة ومنظمات إجرامية وسط غياب المحاسبة، وفق ما تؤكد منظمة العفو الدولية.

0:00
  • أيرلندا الشمالية (أرشيفية)
    مبنى في أيرلندا الشمالية (أرشيف)

كشفت منظمة العفو الدولية أن الصحافيين في أيرلندا الشمالية يواجهون تهديدات وهجمات مستمرة من جماعات شبه عسكرية ومنظمات إجرامية منظمة.

وفي تقرير صدر يوم الثلاثاء، أكدت المنظمة أن الصحافيين هناك يتعرضون لاعتداءات جسدية وتهديدات بالقتل والطعن والاغتصاب والتفجير، ما يجعل من أيرلندا الشمالية أخطر بيئة للعمل الصحافي داخل المملكة المتحدة.

ووثّق التقرير أكثر من 70 حالة تهديد أو اعتداء منذ عام 2019، من دون تسجيل أي ملاحقات قضائية ضد المتورطين، رغم أن الجماعات شبه العسكرية تُعتبر المصدر الرئيسي لهذه الانتهاكات.

وقال باتريك كورغان، مدير منظمة العفو الدولية في أيرلندا الشمالية، إنّ "الصحافيين هنا يتعرضون لحملة ممنهجة من التهديد والترهيب والعنف من جماعات مسلحة، فقط لأنهم يفضحون ممارسات تلك الجماعات التي تسعى لفرض سيطرتها عبر العنف".

وأشار إلى أنّ هذا الوضع يخلق مناخاً من الخوف، وأضاف قائلاً: "اعتقد كثيرون أن هذا الوضع أصبح من الماضي بعد توقيع اتفاق الجمعة العظيمة. لكن غياب الملاحقات القضائية شجع تلك الجماعات، سواء الموالية أم الجمهورية، على الاستمرار، في ظل شعور واضح بالإفلات من العقاب".

وأكد كورغان أن حرية الصحافة باتت مهددة بشكل مباشر، مشدداً على "ضرورة توفير الدولة بيئة آمنة تُمكّن الصحافيين من أداء عملهم بحرية ومن دون خوف من الانتقام".

ووثق التقرير، تضرر سيارات الصحافيين، بعضها ضُرب بعصي مغطاة بالمسامير، كما أُجبر صحافيون على مغادرة أيرلندا الشمالية، إضافة إلى جريمة قتل الصحافيين لايرا ماكي في عام 2019 ومارتن أوهاغان في عام 2001.

وقال بعض الصحافيين الذين أُجريت معهم مقابلات في التقرير المكوّن من 96 صفحة بعنوان "خطر مهني؟ التهديدات والعنف ضد الصحافيين في أيرلندا الشمالية"، إنهم عززوا منازلهم بنافذات وأبواب مضادة للرصاص وأنظمة إنذار متصلة بمحطات الشرطة.

وأفادت مراسلة "الجريمة" في صحيفة "بلفاست تلغراف"، أليسون موريس، أنها تلقت 9 زيارات من الشرطة بين كانون الأول/ديسمبر 2023 وتشرين الأول/أكتوبر 2024 لتحذيرها من تهديدات جدية صادرة عن جماعات شبه عسكرية أو منظمات إجرامية.

 وقالت موريس: "أنا مقتنعة أن شخصاً ما سيقتلني في نهاية المطاف. دائماً ما أظن أنني لن أموت ميتة طبيعية. في معظم الأحيان، أتظاهر بأن التهديدات لا تزعجني، لكنها بوضوح تزعجني"، مشيرةً إلى أنّ "هذه ليست طريقة طبيعية للعيش".

ودعا تقرير منظمة العفو الدولية الحكومة إلى إنشاء "مجموعة أمان إعلامية" تضم الشرطة والنيابة العامة والصحافيين، لتحسين حماية الصحافيين وتعزيز التنسيق في مواجهة التهديدات، وطالب بمراجعة آليات الاستجابة لهذه التهديدات، واتخاذ خطوات جدية تفضي إلى ملاحقات قضائية ناجحة.

ولفت كبير المفتشين، سام دونالدسون، إلى أن شرطة أيرلندا الشمالية تأخذ سلامة الصحافيين على محمل الجد وستنظر في التقرير وتوصياته، موضحاً أن "الشرطة طوّرت مؤخراً استراتيجية مشتركة مع محررين محليين واتحاد الصحافيين الوطني".

وأضاف: "يجب على الصحافيين عدم تحمل التهديدات والجرائم كجزء من مهنتهم، وقد كان هذا هو موقفنا الثابت في الآونة الأخيرة".

وقال شيموس دولي، الأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين الوطني، إن استمرار عيش الصحافيين في خوف بعد عقود من انتهاء الاضطرابات ليس أمراً طبيعياً، مؤكداً: "هذا ليس علامة على ديمقراطية تعمل بشكل طبيعي".

اقرأ أيضاً: كريس هيدجز: تكرهان الحقيقة.. "إسرائيل" امتداد للولايات المتحدة في الحرب على الصحافة

اخترنا لك