"منطقة عسكرية".. 10 آلاف جندي أميركي وصلوا إلى الحدود مع المكسيك
الإدارة الأميركية تنشر 10 آلاف جندي على الحدود مع المكسيك في خطوة اعتُبرت "عسكرة للحدود".
-
قوات مشاة في البحرية الأميركية تقوم بدوريات في منطقة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك (أ ف ب)
أكدت مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية أنّ 10 آلاف جندي أميركي بدأوا بالوصول إلى الحدود المكسيكية، ونقل أنّ السكان المحليين يقولون إن "المكان أصبح منطقة عسكرية".
وذكرت المجلة أنّ ترامب يواصل خطته لـ"عسكرة الحدود الأميركية مع المكسيك"، على الرغم من انخفاض أعداد المعابر الحدودية.
دعم عناصر حرس الحدود
وأوضحت المجلة أنّ الجنود لن يعتقلوا العابرين غير الشرعيين، بل سيركزون على تقديم الدعم والمتابعة الإضافية لعناصر حرس الحدود الموجودين على الأرض.
وقال الرائد جارين ستيفاني في مؤتمر صحافي: "لن نكون نشطين في الدوريات، بل في مواقع الكشف والمراقبة لتزويد حرس الحدود بهذه المعلومات، ليقوموا بعد ذلك بواجبهم في إنفاذ القانون".
وأشارت المجلة إلى أنّ ستيفاني يقود منطقة انتشار "بيغ بيند"، و"تتوافق هذه السياسة مع قانون Posse Comitatus Act، الذي يهدف إلى منع الجيش من المشاركة في إنفاذ القانون المدني، مع بعض الاستثناءات".
ولا يزال بعض السكان المحليين يشعرون وكأن "مجتمعاتهم تُعسكر". وفي هذا الإطار، قال أحد سكان بريسيديو في ولاية تكساس أنيبال غاليندو: "أشعر أنهم يحوّلون هذا المكان إلى منطقة عسكرية، أو ما يُشبه منطقة صراع، بينما هو في الواقع ليس كذلك".
وشرحت "Responsible Statecraft" أنّ الجيش الأميركي ينشر معدات على الحدود تُستخدم غالباً في النزاعات الخارجية، بما في ذلك مركبات "سترايكر" ومدمرات بحرية.
إضافةً إلى ذلك، كثّفت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) رحلات الطائرات المسيّرة في المكسيك، مشيرةً إلى أنّ هذه المسيّرات "ليست في مهمة قتل، بل لتزويد الحكومة المكسيكية بالمعلومات"، وهو ما بدء في عهد الرئيس السابق، جو بايدن.
وفي ظل احتمال تصاعد التوترات بين الحكومتين المكسيكية والأميركية بسبب هذه "العسكرة"، أعرب بعض الخبراء عن خشيتهم من أنّ المشكلة الحقيقية قد تكمن في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع حربها ضد عصابات المخدرات.
تصنيف "كارتيلات" المخدرات إرهابية
وصنّفت إدارة ترامب العديد من الكارتلات الكبرى كـ"منظمات إرهابية أجنبية" في وقت سابق من هذا العام، مانحةً الحكومة الفيدرالية سلطاتٍ واسعة في مجال إنفاذ القانون والهجرة ضدها.
وعلّق على ذلك، نائب رئيس دراسات السياسات الاقتصادية والاجتماعية في معهد "كاتو"، أليكس نوراستيه، قائلاً: "بتصنيفها لكارتلات المخدرات كمنظمات إرهابية أجنبية، تمنح إدارة ترامب سلطاتٍ جديدةً لنفسها، وتُرسّخ خطاباً إعلامياً جديداً قد يخدع الكثيرين، وتُعزّز ما تبقى من أجندتها المُناهضة للهجرة وفرض الأمن على الحدود".
ووفقًا لنوراستيه، سيُمكّن هذا التصنيف الرئيس من "معاقبة دول أميركا اللاتينية اقتصادياً التي لا تتعاون بشكلٍ كافٍ مع خطة ترامب للهجرة، وتسويق روايته القائلة بأن أميركا تغزو عبر حدودها الجنوبية".
في المقابل"، أيد عضو الكونغرس دان كرينشو (جمهوري عن ولاية تكساس) إرسال بلاده أسلحةً حربيةً إلى المكسيك.
المنطق الخاطئ وراء هذه السياسة
هذا وسلّط جاستن لوغان من مركز "كاتو" الضوء على المنطق الخاطئ وراء هذه السياسة.
وأوضح "على الرغم من ارتفاع معدل جرائم القتل فيها بأكثر من ثلاثة أضعاف في أقل من عقدين، فإن المكسيك لا تزال بعيدة كل البعد عن مستويات العنف التي شهدتها كولومبيا.
وأشار إلى أنّه خلال حقبة عصابات المخدرات في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات، وصلت كولومبيا إلى معدل ينذر بالخطر بلغ 85 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة.
ووصف لوغان مقارنة عنف المكسيك في عام 2023 بعنف كولومبيا في عام 1993 بـ "ضرب من الجنون".
ولفت إلى أنّه عندما لجأت الحكومة المكسيكية إلى استخدام القوة في مكافحة كارتل المخدرات في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تضاعفت معدلات جرائم القتل هناك 3 مرات.