"هآرتس": "إسرائيل" ارتدعت في حربها على إيران.. ومارست تضليلاً بشأن الخسائر
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً يتحدّث عن عدم تحقّق أهداف الحرب الإسرائيلية على إيران، وهي القضاء على البرنامجين النووي، والصاروخي الباليستي، ومنعها من تمويل حركات المقاومة، وتقرّ: "الحقيقة أننا ارتدعنا".
-
دمار في "رامات غان" في "تل أبيب" من جرّاء القصف الإيراني (أ ف ب)
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مقالاً بشأن الأهداف التي وضعتها "إسرائيل" لحربها على إيران، مؤكّدة عدم تحقّق أيّ منها.
الهدف الأول: القضاء على البرنامج النووي الإيراني
ويقول المقال إنّ الهدف الأساسي للحرب، بحسب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كان القضاء على "البرنامج النووي الإيراني، والتهديد الوجودي"، مشيراً إلى وجود علامات استفهام بشأن مدى الضرر الذي تسبّب به القصف.
ويضيف المقال أنّّ هناك شبه إجماع على أن طهران لا تزال تحتفظ بكمية من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، تبعاً لتقديرات الاتحاد الأوروبي، وأجهزة الاستخبارات الأميركية، وكذلك الإسرائيلية، متابعاً: "باستثناء دونالد ترامب، لا أحد يدّعي غير ذلك".
المقال يشير إلى أن إيران تحتفظ بكمية من اليورانيوم المخصب، تخوّلها إنتاج عدة "قنابل نووية"، مستنتجاً أنّ "البرنامج النووي تأخّر، فقط، لبضعة أشهر إلى الوراء لكنه لم يدمّر".
الهدف الثاني: القضاء على البرنامج الصاروخي الباليستي
ثاني أهداف الحرب، بحسب المقال، كان تدمير برنامج الصواريخ الباليستية، الذي وصفه نتنياهو أيضاً بأنه "تهديد وجودي".
هنا، يذكر المقال أنه جرى التخلّي عن الادّعاء عن تدمير قدرة طهران على إنتاج الصواريخ البالستية، بعيد وقف الحرب، حيث أقرّ مسؤول عسكري كبير بعدم وجود أساس استخباراتي له.
ويلفت المقال إلى أن "لا الجيش ولا نتنياهو يدّعون أنّ البرنامج الصاروخي تمّ القضاء عليه"، مشيراً إلى أنّ "أعلى تقديرات حول نسبة منصات الإطلاق التي تمّ تدميرها كان 60%".
ولا تزال لدى إيران مئات من الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق، يعقّب المقال.
الهدف الثالث: إجبار إيران على إيقاف تمويلها لحركات المقاومة
يتحدّث المقال أنّ نتنياهو أضاف هدف منع إيران من تمويل حركات المقاومة إلى أهداف الحرب، في "منتصف العملية، عندما بلغت موجات النشوة ذروتها".
وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا توجد أيّ قيود مفروضة على إيران تمنعها من الاستمرار في تمويل أنصار الله، حزب الله، والحشد الشعبي في العراق، أو حماس.
"الحقيقة أننا ارتدعنا"
ويختم المقال بتأكيد أنّ "إسرائيل" مارست تضليلاً إعلامياً فيما يتعلّق بالخسائر التي منيت بها بفعل الضربات الإيرانية.
ويحمل اعترافاً بأنّ الحقيقة هي أنّ الإسرائيليين أيضاً ارتدعوا، مع الإشارة إلى أنه "ليس عبثاً أنّ ترامب يكرّر قوله إنّ الجانبين أُنهِكا".
في هذا السياق، تتوالى المواقف الإسرائيلية التي تعبّر عن صدمتها واستيائها من نتيجة الحرب على إيران، حيث عبّر ضابط استخبارات إسرائيلي، من رتبة لواء - احتياط، أمس قائلاً: إنه تفاجأ بإصرار الإيرانيين وصمودهم.
وأضاف الضابط، في معرض حديثه عن البرنامج النووي الإيراني، أنّ "إيران ليست على حافة الهاوية النووية"، مشيراً إلى إمكانية استعادة مواقع التخصيب المعروفة، على الرغم من تعطّلها، في الوقت الراهن.