"وول ستريت جورنال": ترامب يهمش "إسرائيل" قبيل زيارته للمنطقة
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تشير إلى أنّ قرارات ترامب بشأن إيران، غزة، واليمن تفاجئ "إسرائيل" قبل جولته في الشرق الأوسط وتثير تساؤلات بشأن مستقبل العلاقة الثنائية.
-
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصل إلى السعودية (وكالات)
في خطوة غير متوقعة، بدأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب زيارة الأولى إلى الشرق الأوسط، بعد إعادة انتخابه، متجاوزاً في تحركاته السياسية والدبلوماسية، "إسرائيل" أقرب حليف لبلاده في المنطقة، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ويأتي هذا التوجه بعد سلسلة قرارات مفاجئة من إدارة ترامب، أحدثت صدمة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وطرحت تساؤلات بشأن مدى التوافق بين واشنطن و"تل أبيب" بشأن التحديات الإقليمية الكبرى.
صفقة أسرى مع حماس من دون التنسيق مع "إسرائيل"
في تطور بارز، أعلنت واشنطن عن صفقة أفرجت بموجبها حماس عن آخر أسير أميركي على قيد الحياة في قطاع غزّة، عيدان ألكسندر، بعد أكثر من 18 شهراً من الأسر، الأمر الذي أثار حفيظة الجانب الإسرائيلي.
وشعر بعض الإسرائيليين أن الصفقة تُظهر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يبذل جهداً كافياً لتحرير الأسرى. كما كانت هناك مخاوف من أن يستسلم نتنياهو للضغوط الأميركية، لإبرام صفقة أوسع نطاقاً من شأنها إنهاء الحرب.
هدنة مع اليمن من دون وقف للهجمات على "إسرائيل"
وزادت التوترات عقب إعلان إدارة ترامب وقف الحملة الجوية ضد اليمن بعد 7 أسابيع من القصف، من دون أن يشمل الاتفاق إلزام اليمنيين بوقف الهجمات على "إسرائيل"، وذلك بعد ساعات فقط من إطلاق اليمنيين صاروخاً على مطار "بن غوريون" في "تل أبيب" وهو ما اعتُبر تخلياً عن التزامات أمنية.
محادثات مباشرة مع إيران وتصريحات مرنة بشأن التخصيب
وأعلنت واشنطن كذلك بدء مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، مع إشارة ترامب إلى احتمال المرونة في قضية تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي أضعف آمال "إسرائيل" في الحصول على الضوء الأخضر لضرب إيران.
بشكل عام، يُعتبر موقف ترامب تجاه "إسرائيل" أشد صرامة مما توقعه الكثير من الإسرائيليين، ما حوّل الرئيس من أحد أقوى حلفاء "إسرائيل "في ولايته الأولى إلى متغير غير متوقع في ولايته الثانية، وفق "وول ستريت جورنال".
رسوم جمركية مفروضة على "تل أبيب"
كذلك، فشلت "إسرائيل" في تجنّب نظام الرسوم العالمي الجديد الذي فرضته إدارة ترامب، إذ وضعت رسوم بنسبة 17% على صادراتها، على الرغم من إعلانها إلغاء الرسوم على السلع الأميركية.
تحول في نهج ترامب تجاه "إسرائيل"
ويرى مراقبون أنّ سياسة ترامب الجديدة تعكس تزايد نفوذ جناح "أميركا أولاً"، داخل الحزب الجمهوري، وحرص الرئيس على تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية حتى لو تطلّب الأمر تحييد الشركاء التقليديين، وفق الصحيفة الأميركية.
وقال رئيس معهد "إسرائيل للديمقراطية"، يوحنان بليسنر إنّ "الفارق واضح بين ترامب الأول وترامب الثاني.. لم يعد رئيساً لإسرائيل بل لأميركا".
"إسرائيل" تحاول احتواء التوتر عبر قنوات دبلوماسية
في الآونة الأخيرة، سافر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر إلى واشنطن للاجتماع بمسؤولين أميركيين، وأكد مسؤول إسرائيلي آخر، وفق الصحيفة، أنّ هناك توافقاً عامّاً بشأن قطاع غزّة والملف الإيراني، لكن التنسيق لم يعد كما كان.
وقال يوئيل جوزانسكي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إنّ "الولايات المتحدة تعمل على سيناريو إقليمي لا يتضمن إسرائيل بالضرورة".
ولفت الصحيفة إلى أنّ من العوامل المهمة بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية هو رغبة ترامب في تحقيق نصر اقتصادي أو دبلوماسي يعكس هدفه المتمثل في إنهاء الحروب مع تحسين المكانة الاستراتيجية للولايات المتحدة في العالم.