أوكرانيا تحشد قواتها في "سومي" الحدودية.. وروسيا "تتقدم بأسرع وتيرة"
الجيش الأوكراني ينشر عدة وحدات في منطقة سومي، بحسب مصدر في وزارة الدفاع الروسية، تحدّث إلى وكالة "تاس".
-
قوات أوكرانية في منطقة سومي (أرشيفية - رويترز)
نشر الجيش الأوكراني وحدات ميكانيكية، ووحدات هجوم جوي، ووحدات دفاع إقليمي ووحدات حرس حدود في منطقة سومي الحدودية بين أوكرانيا وروسيا، بحسب ما أفاد به مصدر في وزارة الدفاع الروسية لوكالة "تاس"، الخميس.
وحشدت كييف في اتجاه سومي مجموعةً قتاليةً ضخمة، تضمّ ألويةً آليةً ووحدات هجوم جوي نخبوية.
وتعمل في الخطوط الأمامية في المنطقة قوات دفاع إقليمي وحرس حدود من مفرزة حرس الحدود الخامسة، معزّزةً بأفراد من وحدات حرس حدود أخرى.
كما ينشط هناك لواء ميكانيكي تابع للجيش الأوكراني، وفَوْجَان هجوميان، إلى جانب كتيبة "إيدار" القومية، المحظورة في روسيا بوصفها "جماعةً إرهابية".
وكتيبة "إيدار" الأوكرانية كانت تحاول تنفيذ عمليات هجومية في منطقة ريزيفكا، في منطقة سومي، لكنها كانت تتكبّد من 30 إلى 40 إصابة يومياً، بحسب ما نقلته "تاس" عن مصادر دفاعية روسية.
اقرأ أيضاً: روسيا: الدفاعات الجوية تصدّت لـ6 مسيّرات أوكرانية كانت متجهة إلى موسكو
"نيويورك تايمز": القوات الروسية تتقدّم في ساحات القتال الأوكرانية بأسرع وتيرة هذا العام
إلى ذلك ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ القوات الروسية تتقدّم في ساحات القتال الأوكرانية "بأسرع وتيرة" هذا العام، بعد مكاسب تدريجية على مدى أشهر.
وقدّرت الصحيفة أنّ الهجوم الصيفي الذي يشنّه الكرملين يبدو أنه قد بدأ بالفعل.
ونقلت عن محلّلين عسكريين قولهم إنه من الواضح أنّ القوات الروسية بدأت هذا الشهر محاولتها الأخيرة لتحقيق اختراق، حتى مع انخراط ممثّلي موسكو في أول محادثات سلام مباشرة مع أوكرانيا منذ عام 2022.
وعلى وجه الخصوص، تتوغّل القوات الروسية في منطقة دونباس شرقاً. وقد استغلّت القوات الروسية فترة الهدوء الشتوي لبناء احتياطيات من المعدّات، وتحسين الاتصالات في ساحة المعركة، وتعديل تكتيكات وقدرات الطائرات الهجومية المسيّرة التقنية، وفقاً للمحللين العسكريين.
ويرى بعض المحللين الغربيين، بحسب الصحيفة، أنّ الرئيس الروسي ربما يستغلّ موسم الجفاف، وهو الأنسب للعمليات الهجومية، لتعزيز قوته التفاوضية قبل إعطاء وزن أكبر لمحادثات السلام في وقت لاحق من هذا العام. ويجادلون بأنه من المنطقي أن تستخدم روسيا، التي كانت لها الأفضلية في ساحة المعركة خلال معظم العامين الماضيين، الضغط العسكري كورقة ضغط في أيّ مفاوضات.
"روسيا تضاعف المساحات التي تسيطر عليها تحضيراً للتفاوض"
وقال صامويل شاراب، الخبير السياسي البارز في مؤسسة "راند"، والمتخصص في الشؤون الروسية، والمقيم في واشنطن: "روسيا معتادة على فكرة القتال والتفاوض في آنٍ واحد". وأضاف أنّ الهجوم يُظهر أنّ روسيا غير مستعدّة لتلبية الدعوات الأوروبية والأوكرانية لوقف إطلاق النار قبل التفاوض على اتفاق سلام يُلبّي مطالبها.
وهذا الشهر، ضاعفت روسيا المساحة التي استولت عليها في نيسان/أبريل، محقّقة بذلك متوسط 5.5 أميال مربّعة يومياً، وفقاً لبيانات من "ديب ستيت"، وهي مجموعة مراقبة حرب أوكرانية مرتبطة بالجيش الأوكراني. وتُظهر البيانات أنّ روسيا تتقدّم هذا الشهر بأسرع وتيرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت الصحيفة إنّ معظم المكاسب الأخيرة تحقّقت في دونيتسك، إحدى المنطقتين اللتين تُشكّلان دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية تاريخياً والتي تُشكّل محور مطالبات الكرملين الإقليمية. هذا الشهر، اخترق الجيش الروسي الدفاعات بين مدينتي بوكروفسك وتوريتسك الأوكرانيتين المحاصرتين، مُتقدّماً شمالًا نحو آخر المراكز اللوجستية الإقليمية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
ويبدو أنّ الهجوم هو بداية حملة روسية مخطّط لها للسيطرة على ما تبقّى من دونيتسك هذا العام، بحسب ديمتري كوزنيتس، المحلل العسكري في مؤسسة ميدوزا الإخبارية الروسية المستقلة.
وتُحقّق القوات الروسية أيضاً مكاسب أصغر في منطقة سومي، شمال مدينة خاركيف الكبرى. وتُعزّز هذه القوات زخمها بعد دحر معظم القوات الأوكرانية التي احتلت العام الماضي جزءاً من منطقة كورسك الروسية، عبر الحدود من سومي.