إعلام غربي: انتشار حماس في غزة صفعة على وجه نتنياهو.. هل ستحكم الحركة القطاع؟
إعلام غربي يؤكد أنّ "حكومة نتنياهو تفتقر إلى التخطيط الاستراتيجي ولا سيما بعد بسط حماس سيطرتها على قطاع غزة".
أكّدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ حركة حماس في قطاع غزّة قوية، وعادت إلى بسط سيطرتها ولا سيما بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة إنّه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، يوم الأحد الماضي، خرج العشرات من المقاتلين من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأقنعتهم السوداء المميّزة، وهم يضعون عصابات خضراء على الرأس لتسليم 3 أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان قد تعهّد في وقتٍ سابق بـ"تدمير" حماس بعد عملية الـسابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولكن على الرغم من الحرب والضربات وبعد نحو 15 شهراً، خرج مقاتلو حماس ومسؤولوها من تحت الأرض، وبسط رجال الشرطة سيطرتهم في غزة، وهذا الأمر يدلّ على أنّهم مستعدّون لإدارة شؤون القطاع مرّةً أخرى.
وبُعيد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بدء تنفيذ خطة حكومية لحفظ الأمن والنظام، مشيراً إلى أنّ البلديات شرعت في فتح وتأهيل الشوارع.
وتساءلت الأوساط الرسمية والداخلية في "إسرائيل" بشأن فعّالية الحملة العسكرية الشرسة التي شنّتها "إسرائيل" طيلة الأشهر الماضية ضدّ قطاع غزّة، فالكلّ بدا مصدوماً من انتشار مقاتلي حماس على الأرض، وكأنهم يؤكّدون أنّ الرأي العام في غزة يقف معهم، وفق ما أكدت الصحيفة البريطانية.
وفي حين رأى بعض المحللين الإسرائيليين بأنّ مسيرة مقاتلي حماس مجرّد "حيلة علاقات عامّة" تهدف لإظهار قوّة الحركة بعد الضربات التي تلقّتها، قال آخرون إنّها تؤكّد "افتقار حكومة نتنياهو إلى التخطيط الاستراتيجي".
أهداف "إسرائيل" من الحرب لم تكن قابلة للتحقيق على الإطلاق
بدورها، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أنّ نشر حماس لمقاتليها في أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين هدفه إيصال رسالة مفادها أنّ الجماعة التي صنّفتها الولايات المتحدة على أنّها جماعة إرهابية تظل القوة المهيمنة في المنطقة، و"إسرائيل" لم تتمكّن من تدميرها أو إيجاد بديل منها.
وأضافت أنّ الاستعراض العلني للقوة كان بمثابة إشارة إلى أنّ جماعات الإغاثة والحكومات سوف تحتاج إلى التعاون مع حماس مع بدء جهود إعادة الإعمار في الأسابيع المقبلة، وهي النتيجة التي سعت "إسرائيل" لمنعها.
وفي السياق ذاته، قال المفاوض الإسرائيلي السابق في قضية الأسرى في قطاع غزة، جيرشون باسكين إنّ وجود حماس على الأرض في قطاع غزّة يُشكّل صفعة على وجه حكومة نتنياهو و"جيشه"، وهو يسلّط الضوء على أنّ أهداف "إسرائيل" من الحرب لم تكن قابلة للتحقيق على الإطلاق.
وفي وقتٍ سابق، صرّح رئيس الموساد السابق، تامير باردو، بأنّه من "الصحيح أنّ حماس تلقّت ضرباتٍ قاسية جداً، لكنّها ما زالت تقاتل. وفي الواقع، فإنها "تسيطر على الوضع في القطاع، وتدير الأمور فيه".