الأمم المتحدة و"الأونروا": غزة تعاني كارثة إنسانية.. يجب إغراقها بالمساعدات

بعد تحذير نشره "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، الأمين العام للأمم المتحدة والمفوّض العالم لـ"الأونروا" يؤكدان ضرورة أن "يتحوّل تدفّق المساعدات لغزة إلى بحر".

0:00
  • فلسطينيون يحاولون الحصول على الغذاء في مدينة غزة (16 تموز/يوليو 2025 - وكالة الأناضول)
    فلسطينيون يحاولون الحصول على الغذاء في مدينة غزة (16 تموز/يوليو 2025 - وكالة الأناضول)

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ الفلسطينيين في غزة "يعانون كارثةً إنسانيةً مروّعة"، من جراء التجويع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب الإبادة التي يشنّها على القطاع.

وفي منشور عبر حسابه في منصة "إكس"، قال غوتيريش إنّ "التحذير الأخير الذي نشره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) يؤكد ما كنا نخشاه، ومفاده أنّ غزة على شفا مجاعة".

وأضاف غوتيريش أنّ "الحقائق واضحة، ولا يمكن إنكارها"، متابعاً: "هذا ليس تحذيراً، بل هو واقع يتكشف أمام أعيننا".

وإزاء ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنّ على التدفّق البسيط للمساعدات إلى قطاع غزة "أن يتحوّل إلى بحر.. يجب أن يتدفّق الغذاء، والماء، والدواء والوقود في أمواج ومن دون عوائق".  

كما قال إنّ إنهاء السيناريو الأسوأ في القطاع "يتطلّب أن يبذل كل الأطراف قصارى الجهد، الآن"، مضيفاً "أنّنا بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري ودائم، وللإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى ولوصول إنساني كامل وغير مقيّد إلى جميع أنحاء غزة".

لازاريني: الطريقة  الوحيدة لعكس الكارثة في غزة هي إغراقها بالمساعدات

المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، علّق على تحذير "IPC" أيضاً، مشيراً إلى أنّ "السيناريو الأسوأ للمجاعة يحدث الآن في غزة"، مضيفاً أنّ هذه "المجاعة هي من صُنع الإنسان بالكامل".

وأضاف لازاريني، في منشور عبر "إكس" أيضاً، أنّ غزة "وصلت إلى حافة المجاعة، مع انتشار المجاعة وسوء التغذية على نطاق واسع، في جميع أنحاء القطاع".

وأوضح لازاريني أنّ "الطريقة  الوحيدة لعكس هذه الكارثة هي إغراق غزة بكميات هائلة من المساعدات"، مؤكداً أنّ الأمم المتحدة، بما في ذلك "الأونروا"، "لديها الخبرة والموارد المتاحة".

وجدّد لازاريني تأكيده أنّ "لدى الأونروا وحدها ما يعادل 6000 شاحنة، من الغذاء والدواء، جاهزة للعبور إلى غزة"، إذ إنّه أشار من قبل إلى أنّ هذه الشاحنات موجودة في الأردن ومصر

وتابع: "دعونا نعمل من دون قيود، بأمان وكرامة".

"IPC": السيناريو الأسوأ للمجاعة يتطوّر بسرعة في غزة

تصريحات كل من غوتيريش ولازاريني جاءت تعليقاً على التحذير الذي أطلقه "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، اليوم الثلاثاء، وفيه يؤكد أنّ "السيناريو الأسوأ للمجاعة يتطوّر بسرعة في قطاع غزة، وسط صراع مستمر ونزوح ووصول إنساني محدود للغاية".

وجاء هذا التحذير في تقرير مطوّل أعدّه "IPC"، أشار إلى أنّ إمكان الحصول على الغذاء وغيره من المواد والخدمات الأساسية في قطاع غزة "انخفض إلى مستويات غير مسبوقة، مع اشتداد الصراع والنزوح".

وأضاف التقرير أنّ أحدث البيانات تشير إلى أنّ استهلاك الغذاء "قد بلغ حدّ المجاعة في معظم أنحاء قطاع غزة، وسوء التغذية الحاد في مدينة غزة".

كما أكد أنّه لا بد من اتخاذ إجراءات فورية من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية الكارثية، موضحاً أنّ هذه الإجراءات تتمثّل في: "إنهاء الأعمال القتالية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، واستعادة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على نطاق واسع واستعادة تدفق السلع التجارية".

يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب فرضه الحصار ومنعه تدفّق المساعدات بالكميات المطلوبة إلى غزة، "هندسة المجاعة ونشر الفوضى"، كما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أمس الاثنين.

وأوضح المكتب أنّ ما دخل من مساعدات أمس لا يتعدى 87 شاحنةً، وقد  تعرّضت غالبيتها للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بصورة ممنهجة.

ووصف المكتب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق قوة لتأمين المساعدات في شمالي القطاع، أمس، بـ"التطور الخطير"، موضحاً أنّ المجزرة كانت "مركبة".

أما في تفاصيل هذه المجزرة المركبة، التي أوردها المكتب، فقد رفض الاحتلال بدايةً إدخال الشاحنات، ثم استهدف نقاط تأمين المساعدات التابعة للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً من عناصر التأمين.

وبعد التأكد من استشهادهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في أيدي عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيّرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه الغزيين.

وتطرّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أيضاً إلى  عمليات الإنزال الجوي التي نُفِّذت أمس، مؤكداً أنّها كانت محدودةً، إذ "لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات".

وأوضح أنّ المساعدات "سقطت في مناطق قتال حمراء، شرقي حي التفاح وجباليا، حيث يوجد جيش الاحتلال، وهي مناطق لا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقاً".

اقرأ أيضاً: المكتب الإعلامي في غزة: أكثر من 40 ألف رضيع مهددون بالموت البطيء وسط فقدان الحليب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.