السيد الحوثي: سنتدخل عسكرياً إذا نفّذ الأميركي والإسرائيلي خطة التهجير ونكثا باتفاق غزة

قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، يهدّد بالتدخل العسكري إذا اتجهت "إسرائيل" والولايات المتحدة نحو تنفيذ خطة التهجير، والنكث باتفاق وقف إطلاق النار، ويتطرق إلى آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية.

0:00
  • قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه اليوم حول آخر التطورات والمستجدات
    قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه اليوم بشأن آخر التطورات والمستجدات

حذّر قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، من الخطة الأميركية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مهدّداً بأنّه إذا نجح الأميركي في تمرير خطته، فإنّ اليمن "سيتدخل بالقوة العسكرية لمنعها، ويتحرك في إطار واجبه الجهادي، ولن يقف متفرجاً". 

وفي خطاب بشأن آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، أوضح السيد الحوثي أنّ خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، هي "مصادرة للحق". 

وأشار إلى أنّ ترامب "مجرم ومعتاد على إطلاق كلمات تشبه الترهات والتهريج"، و"خطته أشبه بنكتة وكلام ساذج من جانب رئيس دولة تقدم نفسها على أنّها بلد حضاري بعناوين زائفة". 

وقال السيد الحوثي إنّ "تكرار المجرم ترامب طرح موضوع التهجير للشعب الفلسطيني يُظهر إصراره على خطته الإجرامية، التي تتنكر للحق والعدالة".

وفي السياق، شدّد على أنّ خطة ترامب "باطلة وظالمة"، بينما "هو يبدو جاداً في ترويجها وممارسة الضغوط على بعض الدول العربية لقبولها". 

وأضاف: "لم نستغرب هذه الخطة من جانب الرئيس الأميركي، الذي تعبّر سياساته عن الطغيان وعن تاريخه الإجرامي"، لافتاً إلى أنّ "لا حدود لأطماع الرئيس الأميركي، الذي يؤمن بالمشروع الصهيوني العدواني الظالم، ويسعى لتحقيقه". 

وأشار إلى أنّ ترامب، الذي "حمل في ولايته الأولى عنوان صفقة القرن، انتقل في ولايته الثانية إلى جريمة القرن"، إذ "يعمد، عبر خطته، إلى تحقيق ما عجز عن إنجازه العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو تهجير الفلسطينيين من أرضهم". 

وبيّن السيد الحوثي أنّ الأميركي، عندما يطرح مسألة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن الضفة الغربية، فهو "يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بصورة كاملة". 

وقال إنّ خداع الأميركي "انكشف في كل مسار التسوية"، فالأميركيون أنفسهم "يتنكرون لكل الاتفاقيات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع العدو الإسرائيلي في مسألة حل الدولتين، بإشرافهم وتحت رعايتهم". 

"مسؤولية العرب كبيرة في رفض خطة ترامب"

ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الأميركي "لم يقدّر أو يراعِ الدول العربية التي خذلت غزة خلال العدوان"، و"هو يدعم التوسع الإسرائيلي في السيطرة على سائر الأراضي العربية". 

من هذا المنطلق، شدّد على أنّه "يجب أن يكون هناك وعي لما قبل الخطة التهجيرية وبعدها، والتي هي جزء من المشروع الصهيوني الساعي للتوسع واستهداف المقدسات، وفي مقدمها المسجد الأقصى، والتي يتوقف نجاحها على قبول العرب لها". 

وأكد السيد الحوثي أنّه "لا يمكن لخطة ترامب أن تنجح إلاّ بقبول العرب لها، ولاسيما من جانب الدول العربية المجاورة لفلسطين". 

وقال إنّ "هناك مسؤولية كبيرة على الدول العربية، التي أعلنت موقفاً واضحاً رافضاً لخطة ترامب، وهذا مهم، والأهم هو الثبات". 

وأكّد السيد الحوثي أنّه "لا يجوز للعرب قبول خطة ترامب، وإلاّ فإنّ ذلك سيكون شراكة في جريمة التهجير الفظيعة"، مبيّناً أنّ "الأميركي يسعى للإيقاع بهم". 

وفي الإطار، شدّد السيد الحوثي على ضرورة "الاستفادة من الإجماع، عربياً وعالمياً، على رفض خطة ترامب، عبر التوحد ورفض التحول إلى أدوات في يد الأميركي"، كما "يجب أن يتجه الجميع إلى مساندة الشعب الفلسطيني، وأن يكون موقف العرب ثابتاً في رفض الخطة، وإلاّ فستكون خيانة كبرى". 

وبحسب السيد الحوثي، فإنّ "أي موافقة على خطة ترامب ستكون لها تبعات خطيرة على المنطقة". 

"اليمن ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني"

وبشأن الموقف اليمني تجاه التهديدات بإيقاف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة الحرب، أكّد السيد الحوثي أنّ اليمن "ثابت ومبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيقف معهم بكل ما أمكنه". 

وـأوضح أنّ الإسرائيلي "لم يلتزم حتى الآن متطلبات اتفاق وقف إطلاق النار، عبر منعه إدخال المساعدات والمعدات اللازمة والخيام"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل خرقت الاتفاق بتشجيع من ترامب المهرج والمخادع، والذي يتنكّر لكل الحقوق، والذي توعد المقاومة بالجحيم إذا لم تفرج عن الأسرى". 

وأشار إلى وجوب الحذر من المساومة والمقايضة، لأنّ الأميركي "قد يلجأ إلى التأجيل وليس الإلغاء"، متوجهاً إلى ترامب رداً على تهديداته بالقول: "الجحيم لك ولأمثالك من الطغاة والمجرمين والمستكبرين". 

وإذ شدّد السيد الحوثي على وجوب أن "يكون هناك موقف عربي إسلامي قوي وصريح وواضح في مقابل لغة الطغيان"، فإنّه حذّر من أنّ المنطقة "قد تذهب إلى مشكلة كبيرة لأنّ العدو لا يمكن أن يحصل على أسراه عبر لغة العدوان والتهديد". 

"سنردّ عسكرياً على أي عدوان على غزة"

وتوعّد قائد حركة أنصار الله بأنّ اليمن "سيتجه فوراً اتجاهاً عسكرياً عبر عملياته لاستهداف العدوين الإسرائيلي والأميركي معاً، إذا شنا عدواناً على غزة، السبت أو قبله أو بعده"، داعياً القوات المسلحة اليمنية إلى الجاهزية الكاملة تحسباً لأي عدوان أميركي. 

وأضاف: "لن نتردد في استهداف العدوين الإسرائيلي والأميركي، معاً، وسنراقب مسار تنفيذ الاتفاق، وشعبنا سيوجّه، من خلال تظاهرته المليونية غداً، رسالةً تحذيريةً إلى الإسرائيلي والأميركي من النكث بالاتفاق".

وختم السيد الحوثي خطابه بالتأكيد أنّ اليمن "سيكون في رصد وتنسيق مستمرّين مع المجاهدين في فلسطين ومحور المقاومة"، متوجهاً إليهم بالقول: "لستم وحدكم، ونحن معكم وسنبقى معكم، حتى تحرير فلسطين وإسقاط الخطط الشيطانية الباطلة". 

 اقرأ أيضاً: السيد الحوثي: نرفض تهجير أهالي غزة.. وحاضرون للتدخل العسكري عند أي تصعيد إسرائيلي

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك