المدنيون في الفاشر السودانية يخشون المسيّرات مع تفاقم الجوع بسبب الحصار

سكان الفاشر المحاصرة في السودان، آخر معاقل الجيش في دارفور الغربية، يستخدمون مخابئ تحت الأرض لحماية أنفسهم من مسيّرات قوات "الدعم السريع" والقذائف بعد تكثيف الهجمات على المدنيين.

0:00
  • بقايا قذيفة استهدفت مركز اللاجئين في الفاشر في السودان (رويترز)
    بقايا قذيفة استهدفت مركز اللاجئين في الفاشر في السودان (رويترز)

لجأ سكان مدينة الفاشر المحاصرة في السودان إلى مخابئ تحت الأرض لمحاولة حماية أنفسهم من الطائرات من دون طيار والقذائف، بعد تكثيف الهجمات على ملاجئ النازحين والعيادات والمساجد. وتُعد مدينة الفاشر التي تعاني المجاعة آخر معاقل الجيش السوداني في منطقة دارفور الغربية، حيث يخوض معارك ضد قوات "الدعم السريع".

وقال أكثر من عشرة من السكان الذين جرى التواصل معهم هاتفياً، إضافة إلى لقطات حصلت عليها وكالة "رويترز"، إن كثراً ممن بقوا في المدينة حفروا مخابئ للحماية بعد ضربات متكررة على المدنيين. وأشاروا إلى أنهم يتجنبون الطائرات من دون طيار من خلال الحد من الحركة والتجمعات الكبيرة خلال النهار، وعدم استخدام الأضواء بعد حلول الظلام.

وقالت خديجة موسى وزيرة الصحة في ولاية شمال دارفور لرويترز عبر الهاتف من الفاشر "إنهم لا يفرقون بين المدنيين والجنود. إذا كنت إنساناً يطلقون النار عليك". وكانت قوات الدعم السريع وحلفاؤها اتُهمت بموجات من العنف العرقي في دارفور خلال الحرب، حيث خلصت الولايات المتحدة العام الماضي إلى أنهم ارتكبوا إبادة جماعية.

هجمات متكررة على الملجأ الثاني

في 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر، تعرض مركز آخر للنازحين، "دار الأرقم"، الواقع داخل حرم الجامعة، والذي يضم مسجداً لقصف متكرر. وسجّل مدير المركز، هاشم بوش، 57 قتيلاً، بينهم 17 طفلاً، منهم ثلاثة رضّع. وقال في رسالة صوتية لرويترز واصفاً الغارة الأولى: "كانوا يستهدفون المسجد. هاجموا بعد صلاة الجمعة مباشرةً". وأضاف أن الغارة الثانية جاءت من طائرة مُسيّرة تتبّعت أشخاصًا يركضون إلى حاوية شحن أخرى تُستخدم كملجأ.

وفي صباح اليوم التالي، سقطت أربع قذائف أخرى أثناء صلاة الفجر، وفقًا لبوش. وأكد سكان، في مقاطع فيديو التقطها ناشطون محليون وتحققت منها رويترز، وقوع الهجمات.

جثث متناثرة في الشوارع

وبحسب منظمة حقوق الإنسان في السودان، أقدمت قوات "الدعم السريع"، اعتباراً من 4 تشرين الأول/أكتوبر، على نشر الحواجز الترابية لتطويق الفاشر بشكل كامل تقريباً. ونتيجة لذلك، حذر ناشطون الأسبوع الماضي من أنه حتى العلف الحيواني الذي يلجأ الناس إلى تناوله أصبح غير متوفر، مضيفين أن ما معدله 30 شخصاً يموتون يومياً بسبب العنف والجوع والمرض.

وتناثرت أعداد كبيرة من الجثث في الشوارع، ما شكل خطراً على الصحة، وفقاً لغرفة عمليات أبو شوك للاستجابة للطوارئ، وهي شبكة من المتطوعين.

اقرأ أيضاً: "تقرير: "الدعم السريع" تصنّع مواد كيميائية متفجرة بنيالا وتستخدمها ضد المدنيين بالفاشر"