تقرير: الاحتلال دمر بشكل ممنهج أراضي زراعية ومنازل لإقامة منطقة عازلة في غزة

تقرير صادر عن منظمة "حقوقية" إسرائيلية يتحدث نقلاً عن شهادات لجنود من "جيش" الاحتلال ولرائد كان حاضراً خلال اجتماعات لمضاعفة المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة، كاشفاً أنّ "الجيش" دمّر بشكل ممنهج منازل وحقولاً زراعية تُعدّ حيوية لنسيج الحياة في القطاع.

0:00
  • تقرير ينشر شهادات لجنود إسرائيليين:
    تقرير ينشر شهادات لجنود إسرائيليين: "الجيش" الإسرائيلي يضاعف المنطقة العازلة على حدود غزة

أفاد تقرير صادر عن  منظمة "كسر الصمت"، "الحقوقية" الإسرائيلية، بأنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، دمّر بشكل منهجي منازل وحقولاً على حدود غزة، لإقامة منطقة عازلة.

ونشرت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية ( مجموعة مراقبة تضم جنوداً إسرائيليين سابقين) شهادات لجنود إسرائيليين قالوا فيها إنّ "هناك جهوداً ممنهجة لتدمير المباني لإنشاء منطقة عازلة". وتتضمن المنشورات أيضاً رواية لرائد في "الجيش" الإسرائيلي، كان حاضراً خلال محادثات تخطيط المنطقة العازلة.

وأفاد جنود إسرائيليون خدموا في قطاع غزة بأنهم "هدموا بشكل ممنهج" مباني وحقولاً زراعية لإنشاء "منطقة عازلة" مترامية الأطراف داخل قطاع غزة، خلال الأشهر الأولى من الحرب. ووصفوا هذه الأفعال، بأنها "تفتقر إلى مبرر واضح".

ومن جهتهم، وصف خبراء قانونيون هذه الأساليب بأنها تبدو "انتهاكاً للقانون الدولي".

وبحسب التقرير، تكشف شهادات الجنود الإسرائيليين دوافع وسلوك "الجيش" الإسرائيلي أثناء تنفيذه ما وصفه الجنود بأنه "أوامر بتسوية وتطهير مساحة من الأراضي الفلسطينية"، والتي يبلغ عرضها نصف ميل في المتوسط، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023.

التقرير يُفصّل وفق ما يصفه بـ"جهد ممنهج"، من جانب "الجيش" الإسرائيلي لتدمير الأحياء والمناطق الصناعية والمناطق الزراعية على طول الحدود، والتي تُعدّ "حيوية لنسيج الحياة في قطاع غزة". وكان الهدف والنتيجة - وفق التقرير - "مضاعفة المنطقة العازلة القائمة داخل غزة"، ما يزيد من مساحة منطقة لا يتجاوز طولها 25 ميلاً، وعرضها ستة أميال في المتوسط.

يستند التقرير إلى 12 رواية لجنود نُشروا في محيط المنطقة بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وآب/أغسطس 2024. بالإضافة إلى رواية ضابط كان حاضراً في غرفة العمليات أثناء التخطيط للمنطقة العازلة -  تمّ حجب أسمائهم في التقرير - فيما تحدث اثنان منهم مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، ومراسلين آخرين، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لوصف عمليات "الجيش" الإسرائيلي العسكرية الحساسة. ويشمل هؤلاء أفراداً من ألوية المشاة، ووحدات الهندسة القتالية، وسلاح المدرعات.

ويأتي الكشف عن هذه الشهادات أيضاً، في الوقت الذي يُوسّع فيه "الجيش" الإسرائيلي عملياته البرية في غزة، مُخططاً "للسيطرة على مساحات واسعة تُضاف إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية"، وفقاً لتصريح وزير "الدفاع"، إسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي. 

ونقلت القناة (13) الإسرائيلية عن كاتس قوله إنّ "عملية (شجاعة وسيف) في غزة تتوسّع إلى سحق وتطهير المنطقة من المخرّبين والبنية التحتية الإرهابية والسيطرة على أراضٍ واسعة سيتمّ ضمّها إلى المناطق الأمنية لدولة إسرائيل"، على حدّ تعبيره.

وفي 2 نيسان/أبريل الجاري، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ "الجيش" الإسرائيلي بدأ مناورة برية لاحتلال أراضٍ في قطاع غزة، وتحويلها إلى منطقة عازلة بين غزة والغلاف.

وتأتي العملية البرية في قطاع غزة، بعد أن دافع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن سياسات حكومته في التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزّة، مدّعياً أنّ "الضغط العسكري والسياسي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى".

وأعلن نتنياهو، أنّ "الجيش الإسرائيلي صعد درجة في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "القوات الإسرائيلية تسيطر على أراضٍ وتدمّر بنى تحتية".

كذلك قال نتنياهو إنّ "الجيش" الإسرائيلي سيسيطر على "محور موراج" في إطار تقطيع قطاع غزة. وسيكون هذا المحور، "محور فيلادلفيا الإضافي" أو "محور فيلادلفيا الثاني"، وفق ما أكّدت في وقت سابق، صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: "إسرائيل" تخطط لتوسيع وحدة "محامي الشيطان" الاستخباراتية بعد فشل 7 أكتوبر

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك