تقرير: الزعماء الأوروبيون يرفضون تهميشهم في مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا
الزعماء الأوروبيون يشدّدون على أهمية إشراكهم في مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا بين الولايات المتحدة وروسيا وسط خشية من أن يطالبهم ترامب بدفع تكاليف إعمار أوكرانيا.
-
علم الاتحاد الأوروبي وأعلام الدول الأعضاء فيه خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل
شدّد الزعماء الأوروبيون على ضرورة عدم تهميشهم في التفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد أن تفاجأوا بالمكالمة بين الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
وأكدت الوكالة أنّ ترامب وفي حديثه مع بوتين تجاهل السياسة الأميركية الراسخة التي تقضي بعدم اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون مشاركة كييف على الطاولة، واستبعد ترامب الحلفاء الذين "لديهم مصلحة وجودية في حل الصراع المحتدم على حدودهم".
وتحدّثت "بلومبرغ" عن خشية لدى العديد من الشركاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أن يكون الموقف الأميركي الأكثر تصالحية بمثابة تنازلٍ لبوتين.
وفي هذا الإطار، وصف المسؤولون الذين وصلوا إلى مؤتمر ميونيخ للأمن بأنه "صفقة خاسرة"، وأعربوا عن خشيتهم من أن تستسلم الولايات المتحدة لمطالب بوتين الرئيسية من دون الحصول على أي شيء في المقابل.
وقد أتى ذلك في وقتٍ ارتفعت فيه الأسهم الروسية وهبطت أسهم الدفاع الأوروبية بالتزامن مع "تحقيق اختراق قد ينهي الحرب".
وفي سياق الخشية من استبعاد أوروبا عن المفاوضات، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في منشور على منصة "أكس" إنّه "في أي مفاوضات، يجب أن يكون لأوروبا دور مركزي".
بدوره، ادّعى وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور، بأنّ أيّ اتفاق يتمّ التوصّل إليه من دون أوروبا "لن يدوم طويلاً" .
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، "لقد أكّدنا دائماً أن الأمر يتعلّق بأراضي وسيادة أوكرانيا، لا يمكن اتخاذ قرار بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا".
خشية أوروبية من تحمّل تكاليف الإعمار
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية خشية المسؤولين الأوروبيين من تحمّل تكاليف الأمن وإعادة الإعمار بعد الحرب في أوكرانيا، في ظلّ استبعادهم من المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وتوقّع عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين، في حديث مع الصحيفة، أن يخبرهم ترامب بضرورة دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا ونشر قوات هناك للحفاظ على اتفاق سلام لن يشاركوا فيه.
وقال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: "إن الأميركيين لا يرون دوراً لأوروبا في القضايا الجيوسياسية الكبرى المرتبطة بالحرب"، مشيراً إلى أنّ هذه الحرب ستكون بمثابة اختبار حقيقي للوحدة".
وأضاف للصحيفة أنّ ترامب ينظر إلى أوروبا باعتبارها أموالاً، لافتاً إلى أنّه "لم نكن واضحين بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه مقعدنا على الطاولة في مقابل تلك الأموال".
وبحسب "فايننشال تايمز" يأمل زعماء ووزراء أوروبيون في استخلاص مزيد من الوضوح بشأن خطط ترامب من المناقشات مع نائبه، جيه دي فانس، ومبعوثه إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يبدأ غداً الجمعة.
ورجّح مسؤولون في حلف شمال الأطلسي أن لا يحدّد كيلوغ الأهداف الأميركية للمفاوضات في ميونيخ، لكنهم سيبحثون الأمر في العواصم الأوروبية في الأسابيع المقبلة، وفق الصحيفة.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المشاركين في المناقشات بين العواصم الأوروبية: "إن السيناريو الذي تقول فيه الولايات المتحدة: نحن قمنا بوقف إطلاق النار، وكلّ ما تبقّى عليكم القيام به هو التنظيف، لن ينجح بالنسبة لنا".
وأضاف أنّ "هناك حداً لما يمكن للاتحاد الأوروبي وحده أن يقدّمه بشكل واقعي من أموال وأسلحة، وفي مرحلة ما ربما قوات برية"، بحسب الصحيفة.
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أنّ دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يشعرون بتوتر متزايد إزاء الصعوبات التي يواجهها كبار المسؤولين، بمن في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تأمين اجتماعات مع أعضاء إدارة ترامب.
وقال مسؤول غربي مطلع على المحادثات إنّه "لا تزال مؤسسات الاتحاد الأوروبي تكافح من أجل العثور على الشخص المناسب الذي يتمتع بإمكانية الوصول المباشر إلى ترامب للتحدّث معه".
أمّا في كييف، فقد ذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين أعربوا عن إحباطهم من الزعماء الأوروبيين، وفي السياق، قال مسؤول أوكراني كبير: "من الواضح أنّ الجميع ينتظرون ترامب ليخبرهم بما يجب عليهم فعله".
