السودان: الحرب دمرت البنية التحتية.. خسائر بمليارات الدولارات وتفشٍ للكوليرا

السلطات السودانية تُقدّر إعادة الإعمار بمليارات الدولارات، إلا أن فرص تحقيق ذلك ضئيلة على المدى القريب في ظل استمرار القتال وهجمات الطائرات المسيرة.

0:00
  • دبابات متضررة أمام مبنى البنك المركزي في الخرطوم في السودان (رويترز)
    دبابات متضررة أمام مبنى البنك المركزي في الخرطوم في السودان (رويترز)

تقف الجسور المدمرة وانقطاعات الكهرباء ومحطات المياه الفارغة والمستشفيات المنهوبة في مختلف أنحاء السودان شاهداً على التأثير المدمر لعامين من الحرب على البنية الأساسية.

وتُقدّر السلطات، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"، أن إعادة الإعمار ستكون بحاجة إلى مئات المليارات من الدولارات. إلا أن فرص تحقيق ذلك ضئيلة على المدى القريب في ظل استمرار القتال وهجمات الطائرات المسيرة على محطات الطاقة والسدود ومستودعات الوقود. ناهيك بأن العالم أصبح أكثر نفوراً من المساعدات الخارجية، حيث قامت أكبر دولة مانحة، وهي الولايات المتحدة، بخفض مساعداتها.

ويعاني سكان العاصمة الخرطوم من انقطاع التيار الكهربائي لأسابيع، ومياه غير نظيفة، ومستشفيات مكتظة. وأصبحت معظم المباني الرئيسية في وسط الخرطوم متفحمة، وأصبحت الأحياء التي كانت ثرية في السابق مدن أشباح، حيث تنتشر السيارات المدمرة والقذائف غير المنفجرة في الشوارع.

ومن بين عواقب انهيار البنية التحتية تفشي وباء الكوليرا بسرعة، والذي أودى بحياة 172 شخصاً من أصل 2729 حالة خلال الأسبوع الماضي وحده، معظمها في الخرطوم.

وتعاني أجزاء أخرى من وسط وغرب السودان، بما في ذلك منطقة دارفور، من دمار مماثل بسبب القتال، في حين أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالخرطوم، تتردد أصداؤها في جميع أنحاء البلاد.

وتقدر السلطات السودانية احتياجات إعادة الإعمار بنحو 300 مليار دولار للخرطوم و700 مليار دولار لبقية السودان.

بدوره، قال وزير النفط والطاقة السوداني، محيي الدين نعيم، إن "إنتاج البلاد من النفط انخفض إلى أقل من النصف ليصل إلى 24 ألف برميل يومياً، وتوقفت قدرات التكرير بعدما تكبّدت مصفاة الجيلي الرئيسية للنفط خسائر بلغت 3 مليارات دولار خلال المعارك".

وأضاف أن "السودان، الذي يفتقر إلى طاقة تكرير، يُصدّر الآن كل نفطه الخام ويعتمد على الواردات. كما يُكافح للحفاظ على خطوط الأنابيب التي يحتاجها جنوب السودان لصادراته".

من جهته، قال المتحدث باسم ولاية الخرطوم، الطيب سعد الدين، إن "محطتي المياه الرئيسيتين في الخرطوم خرجتا من الخدمة في وقت مبكر من الحرب حيث نهب جنود قوات الدعم السريع الآلات واستخدموا وقود السيارات. يلجأ من بقوا في الخرطوم إلى شرب مياه النيل أو الآبار المنسية، ما يعرضهم لأمراض منقولة بالمياه. والمستشفيات المجهزة لعلاجهم قليلة".

وقال وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، إن "المستشفيات تعرضت لعمليات تخريب ممنهج من قبل الميليشيات، وتم نهب معظم المعدات الطبية، وتم تدمير ما تبقى منها بشكل متعمد"، مشيراً إلى أن "خسائر النظام الصحي بلغت 11 مليار دولار".

وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، لوكا ريندا، إنه "مع وجود ما بين مليونين وثلاثة ملايين شخص يتطلعون إلى العودة إلى الخرطوم، هناك حاجة إلى تدخلات لتجنب المزيد من حالات الطوارئ الإنسانية مثل تفشي الكوليرا. لكن استمرار الحرب والميزانية المحدودة يعني أن خطة إعادة الإعمار الكاملة ليست قيد التنفيذ".

وأضاف أن "ما يمكننا فعله بالقدرة التي لدينا على الأرض، هو النظر في إعادة تأهيل البنية التحتية على نطاق أصغر"، مضيفاً أن "الحرب قد توفر بهذه الطريقة فرصة لإلغاء مركزية الخدمات بعيداً من الخرطوم، والسعي إلى مصادر الطاقة الأكثر خضرة".

اخترنا لك