رئيس سابق في الـ"MI6": العنف يشير إلى أن وقت الشرع قصير لبناء سوريا موحدة
تقرير للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني يؤكد أن العنف الطائفي في سوريا يعكس خطر انقسام البلاد، وينبّه إلى ضرورة أن يُظهر أحمد الشرع جديته في بناء حكومة شاملة ومتنوعة، قبل أن تستغل الجماعات الإرهابية والأطراف الخارجية الوضع.ّ
-
الرئيس الانتقالي في سوريا، أحمد الشرع
أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير كتبه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، أنّ العنف، الذي شهدته المدن الساحلية في سوريا، يُعَدّ مؤشراً مُقلقاً على احتمال انقسام البلاد إلى مناطق طائفية.
وشدّد الكاتب على أنّ العنف الطائفي يُمثّل جرس إنذار لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، واصفاً وعد الشرع بتشكيل حكومة شاملة بـ"الفارغ، إلى حدٍّ كبير، حتى الآن".
وأكد التقرير أنّ الشرع نصّب نفسه بنفسه، مشيراً إلى أنّه كان يركزّ على السلطة لنفسه وللكتلة الضيقة التي قادها في "المعارضة"، خلال مؤتمر الحوار الوطني، الذي عُقد الشهر الماضي في دمشق، وشاركت فيه "جماعات معارضة" أخرى.
وذكر أنّ "هيئة تحرير الشام"، التي تزعّمها الشرع، انبثقت من فرع تنظيم القاعدة في سوريا، ليُبيّن أنّ الشرع وأتباعه المسلحون متجذرون في تيار إسلامي سلَفي، لا يحظى بشعبية حتى بين الأغلبية السنية.
ولفت الكاتب إلى أنّ الشرع عيّن مساعديه في "هيئة تحرير الشام" في مناصب قيادية في الجيش الجديد، بعد أن حلّ الجيش الوطني السوري القديم وجهاز الشرطة، مؤكداً أنّه كرّر "الأخطاء المؤلمة التي ارتكبها الأميركيون في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين".
وشدّد التقرير على ضرورة أن يتحرك الشرع بسرعة، ليُظهر جديته في بناء سوريا شاملة، موضحاً أنّ "محاولة إعادة إرساء السلطة الاستبدادية في بلدٍ متنوع وصفةٌ للمقاومة العنيفة".
وأضاف أنّ في سوريا عدداً كبيراً من الميليشيات المسلحة، ومجالاً واسعاً للتدخل الخارجي، بالإضافة إلى تصميمٍ لدى السوريين على عدم العودة إلى حكم طائفةٍ واحدةٍ على جميع الطوائف الأخرى.
ورأى الكاتب أن الاتفاق مع الكرد "خطوةٌ أولى حيوية"، مؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات مع الأقليات والمناطق الأخرى، و"توحيد جميع الميليشيات في نهج واحد، وليس نزع سلاحها بالقوة".
وأوضح، في هذا الشأن، أنّ الميليشيات لن تقبل حلَّ نفسها ما لم تكن على يقين بأن مصالح مجتمعاتها تحظى بحماية قانونية ودستورية، لافتاً إلى أنّ العلويين أيضاً يحتاجون إلى مكانة مرموقة في النظام الجديد.
وذكر الكاتب أنّ الإعلان الدستوري الصادر الخميس، ينصّ على بعض المبادئ المفيدة، "لكن يجب أن تكون الجمعية التمثيلية الموعودة منفتحة على النقاش بصدق، وأن تتجنب التبني الجامد للشريعة الإسلامية".
وأكد الكاتب أن الشرع يحتاج أيضاً إلى استقطاب المغتربين السوريين ممن يمتلكون المهارات والعلاقات الدولية اللازمة لقيادة حكومة تكنوقراطية، مشيراً إلى أنّ "حكومة كهذه قادرة على ضمان رفع العقوبات الغربية المتبقية، وإعادة تنشيط الاقتصاد"، الأمر الذي يعني تقاسم السلطة، لا حصرها في شخصه.
وقال إنّه في الوقت الراهن، تسير سوريا في طريق التفكك، الأمر الذي سيُمثل فرصة ضائعة وهدية للجماعات الإرهابية، مثل "داعش" و"القاعدة"، مُذكراً بأنّ الشرع لا يمتلك وقتاً طويلاً "ليُثبت قدرته على بناء سوريا المتسامحة والشاملة، والتي وعد بها".