مسؤول عسكري أميركي للميادين: سُمح بمغادرة عائلات العسكريين من مواقع عمليات القيادة المركزية
إجراءات أميركية لتأمين الموظفين والجنود وعائلاتهم في العراق والبحرين والكويت.. ما هي؟
-
السفارة الأميركية في بغداد (أرشيف - رويترز)
قال مسؤول عسكري أميركي للميادين إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين من مواقع انتشار القيادة المركزية، مؤكّداً أن هذا القرار يندرج ضمن إجراءات احترازية لضمان سلامة الأفراد.
وأوضح "سلامة وأمن العسكريين الأميركيين وعائلاتهم تمثّل أولوية قصوى للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن القيادة المركزية الأميركية تواصل مراقبة تطورات التوتّرات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وشدّد على أنّ القيادة المركزية تعمل بتنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة، لافتاً إلى أن القوات الأميركية تحافظ على حالة الاستعداد المستمرة لدعم أي عدد من المهام في أي مكان وزمان حول العالم.
"إجراءات احترازية"
وفي السياق، أكّد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح للميادين، أنّ الرئيس دونالد ترامب "ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها"، مشيراً إلى أنّ هذا الالتزام ينعكس من خلال "تقييم مستمر لأوضاع موظفينا في جميع السفارات الأميركية حول العالم".
وأوضح أنّه "استناداً إلى آخر التحليلات الأمنية، تقرّر تخفيض عدد أفراد بعثتنا في العراق"، وذلك في إطار ما وصفه بالإجراءات الاحترازية المستندة إلى تطورات الوضع في المنطقة.
ماذا تضمّنت الإجراءات الأميركية؟
وفي وقتٍ سابق، كشفت وكالة "رويترز" ، نقلاً عن مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي، أنّ السفارة الأميركية في العاصمة بغداد باشرت استعدادات لإجراء عملية "إخلاء منظم"، على خلفية تصاعد ما وصفته بـ"المخاطر الأمنية في المنطقة".
وأوضح المصدران أنّ القرار الأميركي جاء نتيجة "تزايد المخاطر الأمنية"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن حجم الإخلاء أو توقيته.
وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله: "قرّرنا تقليص عدد موظفينا في السفارة ببغداد بناءً على تحليلنا للوضع الأمني".
كذلك، أفاد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه، بأنّ الجيش الأميركي سيسمح لعائلات العسكريين المنتشرين في البحرين بمغادرة المملكة بصورة مؤقّتة، في ظل ما وصفه بـ "التوتر المتصاعد" في المنطقة.
وأكّدت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أنّ وزارة الخارجية تستعد لإصدار قرار بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد، بالتوازي مع إصدار توجيهات تتيح لموظفين أميركيين وأفراد عائلاتهم مغادرة كلّ من البحرين والكويت.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أنّ هذه الإجراءات تأتي في إطار الاستعداد لاحتمال اندلاع اضطرابات إقليمية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قاعدة سلاح الجو "الظفرة" في الإمارات العربية المتحدة بدأت بإجلاء أفراد الطاقم غير الضروريين، في إطار ما وصفته بعمليات إجلاء جارية بالفعل من قواعد عسكرية وسفارات في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وفي وقتٍ سابق اليوم، صرّح وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، بأن طهران "ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة في حال فشل المحادثات النووية أو اندلاع أي صراع مع واشنطن"، مشدّداً على أن طهران لن تقف مكتوفة اليدين في مواجهة أي عدوان محتمل.
وقال زاده: "جميع القواعد الأميركية في متناول يد طهران، ويمكننا الوصول إليها، وسنستهدفها جميعاً في الدول المضيفة"، معتبراً أن الخسائر على الجانب الآخر ستكون أكبر وستضطر الولايات المتحدة إلى مغادرة المنطقة.
تقليص طواقم السفارة الأميركية في بغداد بدءاً من الخميس
وأفاد مصدر مطّلع للميادين، بأن السفارة الأميركية في بغداد تلقّت اليوم إشعاراً رسمياً بتقليص عدد موظفيها، رغم أن خطط الاستعداد لهذه الخطوة كانت موضوعة منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأوضح أن الإشعار لا يستند إلى تهديد أمني وشيك، بل يهدف إلى منح الوقت لعائلات الدبلوماسيين من أجل التخطيط للمغادرة بسلاسة.
وأشار إلى أن عملية إجلاء الموظفين وعائلاتهم لم تبدأ بعد، لكنها متوقعة اعتباراً من يوم غد، مع التأكيد بقاء الكادر الأساسي في السفارة، بما في ذلك القائم بالأعمال.
وتتزامن هذه التطورات مع إصرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على تكثيف الضغوط على إيران لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، في حين تؤكّد طهران تمسّكها بحقها في تخصيب اليورانيوم واستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، نافية سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية.