عن الشهيد السيد الأمة وحزب الله في الداخل والإقليم.. محمد رعد في حوار خاص مع الميادين

في حوار خاص مع الميادين، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، محمد رعد، يتحدّث عن الشهيد السيد الأمة حسن نصر الله في ذكرى شهادته، ويوضح رؤية حزب الله فيما يتعلق بالداخل اللبناني والمنطقة.

  • رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، محمد رعد
    رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، محمد رعد

"كانت اللحظة صادمةً بشكل لا يوصف، وكنّا كمن يهبط اضطرارياً من الفضاء". بهذه الكلمات، استهلّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، محمد رعد، الحوار الخاص الذي أجرته معه الميادين، ضمن تغطيتها هذا الأسبوع، في ذكرى استشهاد السيد الأمة، حسن نصر الله.

عند لحظة الاستهداف، بقي السؤال بشأن قضاء السيد نصر الله شهيداً "من دون جواب لساعات"، كما أكد رعد. ولأنّ "سماحته عوّدنا ألا نعلن أي مصير إلا إذا تأكدنا بالعين، انقضى وقت حتى نصل إلى الحقيقة المرّة والأليمة، والتي تشعرنا، في الوقت نفسه، أنّ مسؤوليات جساماً تُلقى على عاتقنا فور الاستشهاد".

"اختار اللحظة المناسبة للرحيل"

وفي حين كان حمل الشهيد السيد نصر الله "عظيماً، إذ كان يحمل همّ أمة، وهمّ أعظم قضية لهذه الأمة، وهي قضية فلسطين، وباله مشغول في أن تنشغل فصائل في الأمة عن هدفها المركزي، بدأنا منذ اللحظة الأولى التفكير بهاجس الخروج من الهمّ بتحمّل المسؤولية، إلى المباشَرة بتحمّلها"، تابع رعد في حديثه إلى الميادين.

واستذكر رعد أحد الخطابات الأخيرة للشهيد السيد نصر الله، العام الماضي، حيث توجّه إلى الناس بقوله: "إلى اللقاء". بالنسبة لرعد، كان الشهيد "عبر تلك الكلمة، وفي تلك اللحظة، كأنّما يودّعنا.. كان يحسب أنّنا ماضون إلى مواجهة قاسية وشرسة، وضدّ عدو سيكشف عن كل توحّشه وما يستبطنه من عدائية للبشرية جمعاء".

وأضاف رعد: "نحن صدمنا من أن نفتقده في تلك اللحظة، لكنني في ذلك الوقت قلت إنّه اختار اللحظة المناسبة للرحيل، لأنّه كان يعزّ عليه أن يرى دمعة مظلوم، مقهور أو مضطهد، من دون أن يستطيع أن يفعل شيئاً إزاءها".

"الاستهداف كان لكل حزب الله"

أراد الاحتلال الإسرائيلي أن تكون لحظة استشهاد السيد حسن نصر الله نهاية حزب الله، ولحظة انكسار المقاومة الإسلامية في لبنان، التي راكمت الإنجازات على مدى عقود. وبحسب ما أكده رعد للميادين لدى سؤاله عن هذه المسألة، "كان الاستهداف في الواقع لكامل الحزب، وهذا الأمر كان واضحاً تماماً".

وأوضح رعد أنّ حزب الله أدرك أنّ المواجهة "ستكون حاسمةً وحرجةً وقاسية، منذ البداية، عقب طوفان الأقصى". وقد تبيّن ذلك من خلال "ما رأيناه وما تتبّعناه من تحضيرات، وما راكمناه من معلومات عن تطوّر لدى العدو، وعن استفادة من توصيات لجنة فينوغراد، وبعد الانخراط المباشر للغرب المستعمِر، وعلى رأسه الولايات المتحدة في الحرب ضدّ قطاع غزة، وضدّ كل مَن يقاوم من أجل قضية فلسطين".

"حزب الله أدرك أنّه مستهدف منذ اتخاذ القرار باستهداف المقاومة في غزة"

ومع كل ذلك، شدّد رعد على أنّ حزب الله "لم يكن لديه خيار إنساني أو أخلاقي أو وطني، إلا الانخراط، على الأقل، في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناده، بقدر المستطاع".

ووفقاً لما أكده رعد كان الإسناد الذي دأبت عليه المقاومة الإسلامية في لبنان "من أجل أن يدرك العالم أنّ التقصير تجاه غزة وفلسطين سيطال كل عواصم المنطقة، وكل القوى التي تدّعي الحرية، ولا تنهض من أجل مساندة أبطال الحرية فيهما".

لكن المسألة لم تقتصر على الجانب الأيديولوجي أو الإنساني فحسب، كما أكد رعد للميادين، فـ"حتى في الميزان الواقعي، كان حزب الله يدرك أنّه، كمقاومة، وإن كان في جبهة أخرى مجاورة لغزة، مستهدف، منذ اللحظة نفسها التي اتّخذ فيها العدو، ومن وراءه، القرار باستهداف المقاومة في غزة".

"إسناد غزة كان أصوب القرارات"

في السياق نفسه، شدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة على أنّ إسناد غزة "كان أصوب القرارات التي اتخذها حزب الله، لأنّها انتصار للبشرية وللحرية وللإنسانية، وللوطنية وللقومية، مهما كان الثمن"، مؤكداً أنّ المقاومة كانت "منسجمةً تماماً مع هويتها، قناعتها، التزاماتها المبدئية وثوابتها، ومارست المصداقية بأعلى مستوياتها في الانتصار لهذه القضية".

وبحسب ما تابع في حديثه إلى الميادين، فإنّ "الكسالى وحدهم هم الذين يبررون عدم القيام بأي شيء من أجل نصرة غزة. المقصّرون والمتخاذلون وحدهم الذين يجب أن يُلاموا على تقصيرهم وعلى خذلانهم لغزة، في مواجهة أشرس عدوان إجرامي إرهابي، فاق بآلاف المرات ما حُكي في التاريخ عن قضية ربّما لا تكون صحيحةً، ولكن رُوّج لها على أنّها الهولوكوست".

وتساءل رعد: "ماذا نقول لأطفال العالم وهم يرون نظراءهم يجوعون من ندرة توفّر الحليب؟ ماذا نقول للمستشفيات وأصحابها ومرضاها وأطبائها وممرضيها؟ ماذا نقول للمؤسسات، للمدن، للعمارات، للأحياء؟ أين هي معالم الحياة التي يمكن أن نعيشها مع مثل هذا العدو الذي يدمّرها كلها؟".

"محفّز استمرار القتال هو التزام العهد مع السيد نصر الله"

بالعودة إلى بدء معركة "أولي البأس"، قال رعد إنّ الاحتلال الإسرائيلي كان يتصوّر أنّ هذه المعركة "يجب أن تكون القاضية". وأشار رعد، في هذا الإطار، إلى ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي "مجزرة البيجرز"، ثم استهدافه قادة قوة الرضوان، واستهدافه الشهيد السيد نصر الله لاحقاً.

وفي حين عدّ الاحتلال أنّ "الحزب انتهى" بعد هذه الضربات، "فإذا به يُفاجأ بصلابة الموقف وبكثرة التحشيد العسكري على محاور القتال"، كما أكد رعد.

وفيما يثبت ذلك، أشار رعد إلى مسارعة الشبان للالتحاق بمحاور القتال ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في جنوبي لبنان، بعد توغّله البري. واستدعى ذلك "إقامة حواجز في منتصف الطريق إلى الجنوب، من أجل منع الذين لا تستوعبهم محاور القتال من الذهاب".

أما المحفّز لذلك، فهو "التزام العهد مع السيد نصر الله.. بأنّنا سنبقى على الخط الذي مضيتَ فيه شهيداً أسمى".

"التماسك في حزب الله كان سيد الموقف"

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أكد للميادين أنّ ما تعرّض له حزب الله خلال الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، خلال الإسناد ومعركة "أولي البأس"، "كان في الحقيقة ليدمّر دولةً، وليسقط جيشاً".

لكنّ الذي أسهم في تماسك الحزب "هو العقيدة الولائية التي تلتزم بالمبدأ التزاماً يقينياً وتصدّق تطبيقها لما تلتزم به"، بحسب ما تابع رعد. وأوضح أنّ "التفاعل الايجابي مع القيادة يأتي في طليعة هذا الالتزام، وهي قيادة تُعبّر عن هذا المبدأ وعن هذه الثوابت، وتقدّم نموذجاً في التطبيق".

وأضاف: "هذا الحزب لا يمكن أن يُهزَم، التماسك كان سيد الموقف.. كل إنسان في الحزب عرف تكليفه منذ اللحظة الأولى التي شعر بأنّ الحزب بات الآن بلا أمين عام".

"حزب الله تعافى من الضربة إلى حدّ كبير"

ولفت رعد أيضاً إلى أنّ حزب الله "تعرّض لضربة قاسية، وتعافى منها إلى حد كبير"، قائلاً: "رمّمنا جسمنا، ملأنا الشواغر بسرعة حتى في أثناء الحرب، عيّنا وانتخبنا أميناً عاماً أولاً، ثمّ انتخبنا أميناً عاماً ثانياً، خلال أسبوع أو عشرة أيام، وهذا ما لا تستطيع دول أو جيوش فعله".

وعلى المستوى الشعبي، "أظهر الناس مودّتهم وحرصهم وتمسّكهم" بالمقاومة، كما أضاف رعد. ووفقاً له، فإنّ "الأساس في هذا كله هو العقيدة، والإيمان بعدالة القيادة وقدرتها، وقدرة الحزب على إنتاج نظراء أو على الأقل تلامذة نجباء لهذه القيادة النموذجية".

"حزب الله يتجاوز في تحالفاته المصالح الآنية"

رعد تحدّث للميادين أيضاً عن تحالفات حزب الله داخل لبنان، مؤكداً أنّ "كل تحالف أو شراكة يحقق مصلحةً". وبيّن رعد أنّ المصالح تنقسم إلى شقّين: "جزئية آنية، ووطنية كبرى".

كما أوضح أنّ حزب الله، في تحالفاته وعلاقاته، "يتجاوز المصالح الآنية، ليحقّق المصالح الوطنية الكبرى"، مؤكداً أنّ هذا "ما يعزّز صلابة التحالف أو الشراكة".

"حزب الله صادق وملتزم وواضح في تحالفاته"

وأشار رعد إلى عامل آخر يحكم تحالفات حزب الله مع الأطراف اللبنانية الأخرى، هو "عامل الوضوح". وفي هذا الشأن، قال رعد: "نحن لا نخفي شيئاً حين نريد أن نتّفق مع الآخر، ولا نضمر شيئاً لا نطرحه أمامه".

أما العامل الثالث، فهو "عامل الصدق في الالتزام"، وعنه تابع رعد: "ما شكا منّا حليف لقلّة صدقنا معه، وإنّما شكا لالتزامنا بالثوابت التي لا نخرج عنها، بينما يضطرّ هو من أجل مصلحته الآنية، إلى أن يُخرجنا عن بعض هذه الثوابت".

ووفقاً له، فإنّ هذه العوامل تسهم كثيراً "في تقديم نموذج مختلف في لبنان عن النماذج الأخرى".

ولفت رعد إلى أنّ الحزب يدفع بالفعل ثمناً لتحالفاته، لكنه "ثمن راهن ومؤقت، يستقطب مزيداً من المؤيدين، ومزيداً من الثقة، ويعطينا قوة دفع للثبات على ما نحن عليه. أما في المواقف المرحلية، فنحن نتعاطى مع كل مرحلة بحسبها".

"تحالف حزب الله مع حركة أمل يفوق كل التحالفات الأخرى"

متابعاً الحديث فيما يتعلق بتحالفات حزب الله، جدّد رعد تأكيد موقف الحزب بشأن العلاقة مع حركة أمل، مشدداً على أنّ هذه العلاقة هي "علاقة تحالف استراتيجي، يفوق كل التحالفات الأخرى". 

وأوضح رعد أنّ هذا الأمر ينطلق من حرص حزب الله على أن تكون بيئته "واحدةً ومتماهيةً في موقفها، مع كل من يتحركون فيها".

وأضاف أنّ السبب في قوة هذا التحالف واستراتيجيته يكمن في كون "قدرة التفاهم أيسر، والمصالح المشتركة أقرب". كما "يساعد الانتماء العقائدي نفسه على ذلك أيضاً، وكلّما زادت الصدقية في تحقيق ما نتوافق فيه، ازدادت متانة هذا التحالف".

"حزب الله مستعد للتحالف مع الآخرين بناءً على الثوابت نفسها"

وعن التحالفات مع الأطراف اللبنانية الأخرى، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة للميادين إنّ حزب الله "لم يخرج يده من أي حلف مع الآخرين، وهم أحرار فيما يقررونه بعد العدوان الإسرائيلي".

وتابع رعد مبدياً "استعداد حزب الله الكامل" للمضي في التحالف، على أن يكون هذا التحالف "قائماً على الرؤية والثوابت نفسها، لأنّ ما تبدّل لدينا في الحقيقة هو البيادق.. أما الحقائق فلا تزال قائمةً، والعدو لا يزال عدواً، إنّما ازداد شراسة".

وشدّد على أنّ التزام حزب الله بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتصدّي له "ما زال قائماً، حتى وإن انقلب البعض على شرعيتها، فهؤلاء لهم حساباتهم الإقليمية والسياسية والمصلحية".

"لا يمكن انتزاع شرعية أقرّها اللبنانيون قبل أكثر من 35 عاماً"

وبشأن هذه  الشرعية، أكد رعد أنّ الأطراف التي تقف ضدّ حزب الله "لا تستطيع أن تنتزع شرعيةً أقرّها اللبنانيون منذ أكثر من 35 عاماً"، مضيفاً: "هم يريدون بشطحة قلم أن يبدّلوا الأمور، استثماراً لنتائج عدوانٍ ظنّ العدو أنّه قضى على حزب الله".

وأضاف أنّ "حضور حزب الله قوي ولا أحد يستطيع أن يلغيه، امتداداته لا تزال طبيعيةً، مؤسساته لا تزال قائمةً ترتفع ببنيانها وعلاقاته الاجتماعية والسياسية فعّالة وحيوية".

"كل الجهود ضدّ حزب الله ستضيع سدى"

رعد أشار في حديثه إلى الميادين أيضاً إلى وجود "رهانات على استقواء بأطراف إقليمية ودولية لتغيير القوانين، ولتبديلها وتحريفها نتيجة تدخّلات إقليمية ودولية، ولصناعة موجات من شأنها أن تُحبط عزيمتنا وتضع العراقيل أمام نشاطنا وحيويتنا".

إزاء ذلك، أكد رعد أنّ حزب الله "يسخر من كل هذه الجهود"، إذ إنّها "ستضيع سدى، لأنّ الحزب يملك ما كان يملكه الشهيد السيد نصر الله؛ العزم والإرادة". 

كذلك، قال رعد إنّ كل الأطراف في لبنان "بحاجة إلى جوجلة وإعادة نظر، مع هذا الكمّ من المتغيّرات والالتباسات"، إقليمياً ودولياً. وتابع: "نحن فعلنا وانتهينا، لكن ننتظر أن ينتهي الآخرون". 

وأوضح أنّ التقييم الذي أجراه حزب الله "يوضح مساحة اللقاءات السياسية مع الأطراف التي يمكن أن نلتقيها ونتابع معها.. عندما ننتهي من موضوع الأصول الدستورية والقانونية لما يُراد أن تجري عليه الانتخابات النيابية المقبلة، هناك أيضاً تحالفات انتخابية تتحدد في ضوء ذلك".

ولدى سؤاله عما إذا كان سيكون مرشحاً في الانتخابات النيابية المقبلة، أجاب رعد بأنّ الأمر "لم يُحسم بعد، وهو لا يزال باكراً".

"حزب الله ملتزم بالاستقرار الداخلي كمسؤولية وطنية"

إلى جانب ذلك، تطرّق رعد إلى الأهمية التي يوليها حزب الله للاستقرار الداخلي في لبنان، مؤكداً أنّ الحزب "يعضّ على جرحه من أجل مصلحة الوطن والاستقرار للمجتمع الوطني اللبناني، ومن أجل خدمة القضية الكبرى التي نندر أنفسنا من أجل نصرتها" أيضاً.

وأشار إلى أنّ الحزب كان يمارس الصبر الاستراتيجي في الداخل، بحيث التزم، والتزم الأمين العامّ، باستقرار لبنان على اعتباره "مسؤوليةً وطنية"، وأضاف: "هذا الصبر ممدوح ومميّز".

وإضافةً إلى هذا الصبر السياسي الاستراتيجي، هناك "الصبر القيمي الذي يمارسه الفرد". وبحسب رعد، كان الشهيد السيد نصر الله "يتميّز بهذين النوعين من الصبر".

وتابع بأنّ الصبر القيمي كان يدفع الشهيد السيد نصر الله إلى عدم التسرّع أو استعجال ردّ الفعل، إذ "كان يصدر موقفه بعد دراسة وتمعّن، وبعد تشخيص المصالح والمفاسد".

في السياق، ولدى الحديث عن وجود قرار بجرّ الحزب إلى اقتتال داخلي وحرب أهلية من خلال الاستفزازات المباشرة، رأى رعد "أنّنا قد لا نصل إلى هذا الحد في التشخيص، لكن أقول إنّ البعض كان يفكّر حقداً وضغينةً في أن يستدرج الحزب ليسقط صورته النموذجية في رأي اللبنانيين والناس".

وقال: "نحن نريد أن نقدّم نموذجاً أخلاقياً راقياً إلى الناس حولنا، من أجل أن يفرحوا معنا ويأنسوا بالتزاماتنا، من أجل أن يقتنعوا بعدالة قضيتنا وإيماننا".

واستذكر، فيما يتعلّق بهذه المسألة، أنّ الشهيد السيد نصر الله "كان يثور غضباً إذا قام أحد محسوب على حزب الله بفعل مشين يسيء إلى سمعة الحزب"، في حين "يفخر بأن يخوض معركةً تكلّفه ألف شهيد؛ معركة من أجل نصرة حق وإقامة عدل ودفاع عن مظلوم".

"لا جديد مع السعودية"

فيما يخصّ حزب الله والإقليم، أوضح رعد أن "لا جديد مع السعودية"، مبيّناً أنّ ما يريده الحزب وما يطمح إليه، سواء أكان مع السعودية أو غيرها من دول المنطقة، هو "أن تتعاطى مع اللبنانيين على قدر المساواة، وألا تتدخّل بالشأن اللبناني التفصيلي، وأن تترك اللبنانيين يقررون خياراتهم السياسية وتحالفاتهم وبرامجهم".

وقال: "نحن نرتاح إذا التقى اللبنانيون جميعاً على علاقة مع طرف إقليمي معيّن، يرون فيه أنّه يحقّق مصالح مشتركةً للبنان وله، فنحن شركاء مع هؤلاء".

"موقفنا في سوريا هو ما يرتضيه شعبها"

أما عن سوريا، فأكد رعد أنّ علاقة حزب الله مع النظام السابق في سوريا "لم تكن على حساب الشعب السوري، بل من أجل مصلحة الشعبين السوري واللبناني، في خدمة قضية مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي يتهدّد سوريا كما يتهدّد لبنان".

وأردف قائلاً إنّ الحزب يتابع التحوّل الذي حصل في سوريا ويراقبه، موضحاً أنّ الموقف منه هو "ما يرتضيه الشعب السوري".

وأعرب عن تمنّيه أن "يتخذ الشعب السوري خياره النهائي، وأن يستقر وضعه ويستتبّ الأمن في بلده، وأن تنتظم حياته الدستورية".

كما أمل أن "يتّضح موقع سوريا في ظل التحوّل الجديد من قضية فلسطين والصراع مع العدو الإسرائيلي، ومن بعض القوى الدولية التي تدعم العدوانية الصهيونية".

وأضاف: "عند ذلك، يمكن أن نبحث في الموضوع.. أما الآن، فالأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت".

"حزب الله في خدمة أشرف الناس"

في ختام الحوار الخاص مع الميادين، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني أنّ حزب الله "في خدمة تطلعات من وصفهم الشهيد الأسمى بأنّهم أطيب الناس وأكرم الناس وأشرف الناس"، مضيفاً: "نحن نفتدي أرواحنا من أجل حفظ مصالح هذا الجمهور والدفاع عن حقوقه".

وتابع: "هذا الجمهور هو منّا ونحن منه، ولا شيء يفصلنا عنه على الإطلاق.. نقوى به ويقوى بنا، وكلّما ازداد إيماننا بالقضية التي استشهد في سبيلها وعلى نهجها سماحة السيد، ازددنا تلاحماً وتعاطفاً وتفاعلاً. وكما كان الناس يحبون سماحة السيد، سيحبون من يسير على نهجه وعلى دربه".

مشاهد تعرض للمرة الأولى

الحوار الخاص مع رعد، ضمن تغطية الميادين "السيد الأمة"، تخلّله بثّ مشاهد، تُعرض للمرة الأولى.

وأظهرت المشاهد لقطات من زيارة لحزب الله إلى إيران، حيث التقى مسؤولوه قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي.

ومن بين مسؤولي حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، الشهيد السيد  هاشم صفي الدين، الشهيد القائد فؤاد شكر، الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم ورعد.

وشكر الحزب في تلك الزيارة السيد خامنئي على موقف إيران الداعم للقضية الفلسطينية وللشعب اللبناني وللمقاومة الإسلامية في لبنان. 

كما تمّ عرض مشاهد حديثة، تشمل الشخصيات نفسها، من أحد المقار الذي كان مسؤولون في حزب الله يجتمعون فيه، قبل حرب الإسناد.

وأظهرت مشاهد قديمة أخرى الشهيد القائد عماد مغنية، إلى جانب الشهيد السيد نصر الله، الشهيد السيد صفي الدين، الشيخ قاسم ورعد.

اقرأ أيضاً: السيد حسن نصر الله.. المنتصر قطعاً

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.