في خطوة غير مسبوقة.. رئيس مجلس النواب الأميركي يزور مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يزور مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية المحتلة ضمن رحلة خاصة نظّمها تنظيم يميني مؤيد لـ"إسرائيل"، من دون تنسيق مع السفارتين الأميركية والإسرائيلية.

0:00
  • متداول رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يزور مستوطنة
    رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يزور مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية المحتلة (صورة متداولة) 4 آب/أغسطس 2025

زار رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية المحتلة، ضمن زيارة خاصة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة نظمتها مجموعة مؤيدة لـ "إسرائيل" من اليمين الأميركي، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة على هذا المستوى الرسمي، بحسب ما أكد مسؤولون إسرائيليون.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن زيارة جونسون التي جرت اليوم الإثنين، تُعدّ الأولى من نوعها لرئيس مجلس نواب أميركي إلى إحدى المستوطنات، وهو ما يشكّل سابقة في تاريخ العلاقة بين واشنطن والمشروع الاستيطاني الإسرائيلي، رغم أنّ زيارات أعضاء من "الكونغرس" الجمهوريين إلى الضفة المحتلة ليست جديدة.

ووصف الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، مراسل القناة "الـ 12" الإسرائيلية، الزيارة بأنها "غير مألوفة إطلاقاً"، مشيراً إلى أنّ جونسون بات الآن أعلى مسؤول أميركي يزور المستوطنات على الإطلاق.

وذكر المراسل أن جونسون يرافقه في هذه الجولة التي بدأت الأحد، عدد من النواب الجمهوريين، من بينهم مايكل ماكول، وناثانيال موران، ومايكل كلاود، وكلوديا تيني، التي ترأس الكتلة المعروفة بدعمها العلني داخل "الكونغرس" للمستوطنات وتأييدها لضم الضفة الغربية.

وأوضح أنّ الزيارة ليست جزءاً من وفد رسمي "للكونغرس"، بل نُظّمت وفقاً لـ 3 مسؤولين إسرائيليين مطلعين على تفاصيلها، على نحو خاص من قبل هيذر جونستون، مؤسسة منظمة "رابطة التعليم الأميركي-الإسرائيلي"، وهي جهة يمينية مؤيدة للاستيطان وتدعو إلى توسيع المشروع الاستيطاني.

وبحسب 3 مسؤولين إسرائيليين تحدّثوا للمراسل، فإن "السفارة الإسرائيلية في واشنطن فوجئت بهذه الزيارة، ولم تكن طرفاً في ترتيباتها، كما لم تشارك وزارة الخارجية الإسرائيلية أو السفارة الأميركية في القدس في أي من التحضيرات المتعلقة بها".

ولفت المسؤولون إلى أن "السفير مايك هاكبي، وطاقم عمله، لم يشاركوا في الاجتماعات التي عقدها جونسون مع وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية، جدعون ساعر".

وأشار المسؤولون أنفسهم إلى أن زيارة جونسون قد تشمل لاحقاً جولة في قطاع غزة لزيارة "مراكز المساعدات" التابعة لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة و"إسرائيل".

كما ذكر المراسل أنه "من المقرر أن يلتقي جونسون والوفد المرافق له في وقتٍ لاحق كلاً من بنيامين نتنياهو، وإسحاق هرتسوغ".

الخارجية الفلسطينية: زيارة جونسون لمستوطنة "أريئيل" انتهاك صارخ

وزارة الخارجية الفلسطينية، من جهتها، أدانت زيارة جونسون، لمستوطنة "أريئيل" في قلب الضفة الغربية المحتلة، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

واعتبرت الوزارة، في بيان رسمي، أن هذه الزيارة، إضافةً إلى التصريحات التي أدلى بها جونسون بشأن دعم ضم الضفة الغربية، تُمثّل تحريضاً مباشراً على توسيع الاستيطان ومصادرة أراضي الفلسطينيين، وتشجيعاً للاعتداءات المتكررة من قِبل المستوطنين.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه الخطوة تُناقض بشكلٍ واضح الموقف الأميركي المعلن بشأن الاستيطان واعتداءات المستوطنين، مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارات تضعف الجهود المبذولة لوقف الحرب والتهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدّدت الوزارة على أن "الاستيطان برمّته، وفق القانون الدولي، غير شرعي وباطل، ويُقوّض أي فرصة لتحقيق مبدأ حل الدولتين أو التوصل إلى السلام".

اقرأ أيضاً: "الكنيست" يصوت لمصلحة مشروع قانون فرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة وغور الأردن

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.