في ذكرى هيروشيما.. بابا الفاتيكان ينتقد "الأمن الوهمي" لنظام الردع النووي العالمي

بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر ينتقد "الأمن الوهمي" لنظام الردع النووي العالمي في الذكرى الـ80 لإلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية.

0:00
  • البابا ليو الرابع عشر خلال مقابلته العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان - 6 آب/أغسطس 2025 (أ ف ب)
    البابا ليو الرابع عشر خلال مقابلته العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان - 6 آب/أغسطس 2025 (أ ف ب)

انتقد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، اليوم الأربعاء، "الأمن الوهمي" لنظام الردع النووي العالمي، وذلك في مناشدة بمناسبة الذكرى الثمانين لإلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وقال ليو، وهو أول بابا للفاتيكان يولد في الولايات المتحدة، في عظته الأسبوعية، إنّ الدمار الذي لحق بهيروشيما وأودى بحياة نحو 78 ألف شخص فور إلقاء القنبلة، يجب أن يكون "تحذيراً عالمياً من الدمار الذي تسبّبه الأسلحة النووية".

وأضاف: "آمل أن يفسح الأمن الوهمي القائم على التهديد بالدمار المتبادل في العالم المعاصر الذي يتسم بالتوتر الشديد والصراعات الدموية المجال أمام ممارسة الحوار".

ومع قبول الكنيسة الكاثوليكية ضمنياً لعقود من الزمن نظام الردع النووي الذي تطوّر في الحرب الباردة، غيّر سلفه البابا فرنسيس تعاليم الكنيسة للتنديد بحيازة الأسلحة النووية.

ودعم البابا فرنسيس، المتوفى في نيسان/أبريل الماضي، بعد بقائه في منصبه 12 عاماً، معاهدة الأمم المتحدة لعدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيّز التنفيذ رسمياً في 2021، لكنها لم تحظَ بدعم أي من الدول المسلحة نووياً.

مشاركة دولية في الاحتفال السنوي في هيروشيما

وجاءت مناشدة ليو اليوم بعد ساعات من حضور ممثّلين من 120 دولة، منها الولايات المتحدة، الاحتفال السنوي في هيروشيما، لإحياء ذكرى القصف بالقنبلة الذرية.

وكان بين الحضور وفد من الأساقفة الكاثوليك من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بينهم الكاردينالان بلايز سوبيتش من شيكاغو، وروبرت مكلروي من واشنطن.

وقال الأساقفة، في بيان مشترك، اليوم الأربعاء: "نندّد بشدة بكلّ الحروب والصراعات، وباستخدام الأسلحة النووية وحيازتها، وبالتهديد باستخدام الأسلحة النووية".

الذكرى الـ80 لإلقاء القنبلة الذرية في الحروب للمرة الأولى

وإحياءً للذكرى الثمانين لإلقاء القنبلة الذرية في الحروب للمرة الأولى، أحنى آلاف الأشخاص رؤوسهم، اليوم الأربعاء، لأداء الصلوات في هيروشيما.

وحذّر رئيس بلدية المدينة، كازومي ماتسوي، قادة العالم من الرؤوس النووية التي لا تزال موجودة حتى اليوم.

وبعد الوقوف دقيقة صمت حداداً في تمام الساعة الثامنة والربع صباحاً، وهو توقيت الانفجار، دعا رئيس بلدية المدينة القادة إلى أخذ العبرة من درسي هيروشيما وناغازاكي، وحذر من عواقب الاتجاه العالمي نحو تعزيز التسلح النووي.

وقال إنّ "هناك اعتقاداً متزايداً بين القادة السياسيين في العالم بأنّ امتلاك الأسلحة النووية أمر لا بدّ منه من أجل حماية بلدانهم"، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان 90% من الرؤوس النووية في العالم.

وأضاف: "لا يبطل هذا الوضع جدوى الدروس التي تعلّمها المجتمع الدولي من التاريخ المأساوي للماضي فقط، وإنما يقوّض بشكل خطير الأطر الموضوعة لبناء السلام".

وتوجّه إلى جميع القادة في جميع أنحاء العالم بالقول: "أرجو أن تزوروا هيروشيما وتشاهدوا بأنفسكم حقيقة القصف الذري".

وسويّت مدينة هيروشيما في غرب اليابان بالأرض في السادس من آب/أغسطس 1945، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة مصنوعة من اليورانيوم أسمتها "الولد الصغير"، ممّا أسفر عن مقتل نحو 78 ألف شخص فور إلقائها.

وأعقب ذلك إلقاء قنبلة من البلوتونيوم على ناغازاكي بعد ثلاثة أيام، واستسلام اليابان في 15 آب/أغسطس.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": لا تزال قواعد واشنطن النووية تسمح بـ"هيروشيما" أخرى