"الغارديان": مردوخ وإليسون والصين.. ما نعرفه عن صفقة "تيك توك" مع واشنطن

بينما راوح مستقبل منصّة "تيك توك" مُعلّقاً في الولايات المتحدة لأكثر من عام، أشارت إدارة ترامب إلى أنّ هناك صفقة مقبلة في الطريق.

0:00
  • "الغارديان": مردوخ وإليسون والصين.. ما نعرفه عن صفقة "تيك توك" مع واشنطن

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً يتناول الصفقة المرتقبة لنقل ملكية "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى مستثمرين محليين، مستعرضةً تفاصيل الصفقة وشروطها والمشاركين فيها، إضافة إلى الخلفية السياسية للحظر، ودور الأمر التنفيذي، وموقف الصين. ويركّز التقرير على الأبعاد الأمنية والسياسية والاقتصادية للتطبيق في الولايات المتحدة.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

على مدار أسبوع، أشار البيت الأبيض إلى قرب التوصّل إلى اتفاق لنقل ملكية منصّة "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى شركة محلية. ومن المتوقع أن يوقّع الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع أمراً تنفيذياً يضع إطاراً هيكلياً يتيح لمجموعة من المستثمرين تولّي عمليات شركة التواصل الاجتماعي الصينية في البلاد.

كما أعلن مسؤولون في البيت الأبيض مطلع الأسبوع الجاري أنّ شركة أوراكل الأميركية لبرمجيات الأعمال سترخّص نسخة من خوارزمية توصيات "تيك توك" كجزء من الصفقة. كذلك، ستوسّع هذه الشراكة نطاق إدارة أوراكل الحالية لبيانات "تيك توك" الضخمة التي جُمعت عن مستخدميها في الولايات المتحدة.

وكان ترامب قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأسبوع الماضي، وقال في منشور على موقع "تروث سوشيال" إنّ المكالمة كانت "مثمرة للغاية"، وإنه يقدّر "موافقة تيك توك" على الصفقة. وفي وقت سابق، اجتمع وزراء أميركيون وصينيون في العاصمة الإسبانية مدريد لمناقشة ملف التجارة والتوصّل إلى اتفاق بشأن ملكية التطبيق.

وقد ظلّ مستقبل هذا التطبيق الشهير مُعلّقاً في الولايات المتحدة لأكثر من عام، وهي قصة بدأت بعدما صوّت الكونغرس بأغلبية ساحقة العام الماضي على إقرار قانون يحظر "تيك توك" ما لم يُنقل إلى مالك أميركي. وقد أيدت المحكمة العليا القانون في مطلع هذا العام، لكن في اليوم الأول لترامب في منصبه وقّع أمراً تنفيذياً يؤجّل الحظر. ومنذ ذلك الحين، واصل تأجيل تطبيقه مراراً ريثما يُبرم اتفاق، مع أنّ فكرة حظر "تيك توك" كانت مبادرة منه في الأصل.

وإليكم ما نعرفه عن الصفقة المرتقبة، بما في ذلك مشاركة عائلة مردوخ من أباطرة الإعلام، ولاري إليسون مؤسس "أوراكل"، الذي أطاح إيلون ماسك لفترة وجيزة من صدارة قائمة أغنى رجال العالم قبل أسبوعين.

ما شروط الصفقة؟

تهدف الصفقة إلى إبقاء تطبيق "تيك توك" قيد التشغيل في الولايات المتحدة، ولكن تحت إدارة مالكين جدد غير تابعين للصين. ويقول مشرّعون إنّ تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير، المملوك لشركة بايت دانس الصينية والذي يضم نحو 180 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، قد تستغله بكين لنشر الدعاية والتلاعب بالمستخدمين.

وقد أبدى ما لا يقل عن 12 مستثمراً اهتمامهم بالاستحواذ على "تيك توك"، من بينهم مجموعة تقودها شركة أوراكل العملاقة في مجال البرمجيات. ولم تُكشف بعد القائمة الكاملة للمستثمرين. ووفقاً لمسؤولي البيت الأبيض، ستُكلَّف أوراكل بحفظ بيانات المستخدمين الأميركيين والتحكّم في خوارزمية التوصيات الخاصة بالتطبيق، بما يضمن بقاء هذه المعلومات بعيدة عن متناول بايت دانس أو المسؤولين الصينيين.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "رويترز" إنّ بايت دانس ستحتفظ في النهاية بأقل من 20% من ملكية التطبيق، على أن يُدار "تيك توك" في الولايات المتحدة من قبل مزيج من شركاته الأميركية والعالمية الحالية، إضافة إلى مستثمرين جدد لا تربطهم أي صلة بالشركة الصينية. كما تنصّ الاتفاقية على أن تُخزَّن جميع البيانات الخاصة بالمستخدمين الأميركيين داخل الولايات المتحدة، في البنية التحتية للحوسبة السحابية التي تديرها أوراكل.

من هم المشاركون؟

قال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الأحد إنّ قطب الإعلام روبرت مردوخ وابنه لاكلان، الرئيس التنفيذي لشركة فوكس كوربوريشن، قد يكونان طرفاً في الصفقة. وأضاف أنّ مايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة ديل لتصنيع أجهزة الكمبيوتر، من بين المشاركين أيضاً.

أما لاري إليسون، المؤسس المشارك لأوراكل، فقد ظلّ لوقت طويل في صدارة المشترين المحتملين، ويُعتقد أنّه يقود تحالف المستثمرين الذي قد يشمل كذلك: شركة إدارة الأصول بلاكستون، وشركة الاستثمار الخاص سيلفر ليك، ومتاجر وول مارت، إضافة إلى الملياردير فرانك ماكورت.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، لن تحصل الحكومة الأميركية على مقعد في مجلس إدارة الكيان الجديد الذي سيستحوذ على "تيك توك" في الولايات المتحدة، ولن تمتلك "حصة ذهبية" فيه. كما لم يتّضح بعد إذا ما كانت واشنطن ستتلقى أي مدفوعات كشرط للموافقة على الصفقة.

لماذا يحدث هذا؟

نشأت فكرة حظر "تيك توك" مع ترامب في عام 2020، إذ اعتبر أنّ التطبيق المملوك للصين يشكّل خطراً على الأمن القومي. وسرعان ما تحوّل الأمر إلى قضية خلافية بين الحزبين، وصوّت الكونغرس بأغلبية ساحقة العام الماضي على حظر التطبيق ما لم يتخلَّ عن استثماراته من المالكين الصينيين. وكان الموعد النهائي الأصلي لتنفيذ الحظر في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.

لكن ترامب غيّر موقفه من "تيك توك" بعد أن انضمّ إليه خلال حملته الانتخابية العام الماضي، حيث حصد ملايين المتابعين. وكان الرئيس التنفيذي للتطبيق، شو زي تشيو، قد استضاف ترامب في منتجعه بولاية فلوريدا، ثم في البيت الأبيض، حيث أشاد الرئيس بالمنصّة لمساعدته على التواصل مع الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024.

وكان ترامب قد وقّع أول أمر تنفيذي لتأجيل حظر "تيك توك" في مطلع العام الجاري، ثم وقّع منذ ذلك الحين ثلاثة أوامر أخرى لتأجيل التنفيذ حتى يتم التوصّل إلى اتفاق. وفي الوقت الراهن، أرجأ الرئيس تطبيق القانون حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، ريثما تُستكمل تفاصيل الاتفاق لضمان أن تستوفي الملكية الجديدة شروط البيع الكامل.

ماذا سيفعل الأمر التنفيذي؟

من المتوقع أن يحدّد الأمر التنفيذي هيكلية صفقة "تيك توك"، ويقرّ بقانونية الاتفاق بموجب التشريعات الأميركية. وتشير التقارير إلى أنّ الخطة ستتضمّن مجلس إدارة من سبعة أعضاء يسيطر عليهم أميركيون، إضافة إلى تأجير خوارزمية "تيك توك" للمالكين الأميركيين الجدد، وفقاً لصحيفة إنفورميشن. كما يُتوقع أن يتضمّن الأمر التنفيذي الذي سيصدره ترامب فترة توقف جديدة مدتها 120 يوماً، تتيح للمستثمرين وشركة بايت دانس استكمال إجراءات الصفقة.

هل توافق الصين؟

قال مسؤول في البيت الأبيض للصحافيين إنّ الولايات المتحدة واثقة من أنّ الصين وافقت على الاتفاق، ولا تخطّط لإجراء مزيد من المحادثات مع بكين بشأن تفاصيله. لكنه أضاف أنّ هناك حاجة إلى استكمال بعض الأوراق من الجانبين قبل إقرار الاتفاق نهائياً. في المقابل، لم تؤكد الصين رسمياً موافقتها على الصفقة. وأشارت شركة بايت دانس إلى أنّها تجري مفاوضات مع الحكومة الأميركية لإيجاد حل للتطبيق، لكن أي اتفاق سيظل خاضعاً لموافقة القانون الصيني.

نقله إلى العربية: حسين قطايا.