"Responsible Statecraft": "ألعاب الجوع" الإسرائيلية القاتلة في غزّة

شهادة أميركي جديدة تقدّم قصصاً مرعبة في مواقع توزيع المساعدات الأميركي الإسرائيلي. ماذا قال؟

0:00
  • جثمان الفلسطينية ريم الأخرس التي استشهدت أثناء توجهها إلى مركز إغاثة في غزة
    جثمان الفلسطينية ريم الأخرس التي استشهدت أثناء توجهها إلى مركز إغاثة في غزة

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر تقريراً يتناول الانتهاكات المروعة المرتبطة بعمليات توزيع الغذاء في غزة، مسلطاً الضوء على دور المتعاقدين الأميركيين العاملين ضمن مؤسسة تدعى "مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية"، بالتواطؤ مع "الجيش" الإسرائيلي في ارتكاب جرائم محتملة ضد المدنيين الفلسطينيين الجوعى.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

أفاد تقرير بأنّ متعاقداً أميركياً آخر تقدّم مؤخّراً بروايات مروّعة عن فترة عمله لدى "مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية"، وهي الجهة المسؤولة عن توزيع الغذاء في غزّة.

وقد شُبهت هذه العملية بلعبة "هانغر غيم" لعبة الجوع، حيث وجّهت اتّهامات للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وقتل المئات من الفلسطينيين بزعم عدم التزامهم بالوقوف في الصفوف أو ارتكابهم مخالفات مزعومة أخرى أو حتّى من دون سبب إطلاقاً، وهم يكافحون يائسين للحصول على الغذاء.

فمتعاقدو الأمن الأميركيون الذين وظّفوا للعمل مع "مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية"، مُتّهمين بالمشاركة في عمليّات السيطرة على الحشود، سواء باستخدام القوّة المميتة أو أقلّ بدرجة، مع ورود تقارير عن استخدام الذخيرة الحيّة، والقنابل الصوتية، ورذاذ الفلفل.

وفي الأسبوع الماضي قتل ما لا يقلّ عن 20 شخصاً خلال تدافع المنتظرين، بينما أفادت الأمم المتحدة بأنّ أكثر من 1,050 شخصاً قتلوا في أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء منذ شهر أيّار/مايو، منهم أكثر من 700 ضحية في مواقع توزيع المساعدات التي تشهد تصاعداً في أعمال العنف. وبحسب ما ورد، قدّم متعاقد أميركي آخر قصصاً مرعبة عن الفترة التي قضاها في العمل في المؤسسة الإنسانية العالمية، وهي المنظّمة المسؤولة عن توزيع المواد الغذائية في غزّة.

في الشهر الماضي، قال 2 من المقاولين من شركتين أميركيتين مختلفتين لوكالة "أسوشيتد برس"، إنّ زملاءهم كانوا يطلقون النار على الحشود بذخيرة حية، بينما تقدّم آخر بشهادته وهو من قدامى المحاربين الذين خدموا في عدّة مناطق نزاع قال: "لم يحدث قط طوال مسيرتي العسكرية أن شاركت أو سمحت باستخدام القوّة ضدّ مدنيين أبرياء غير مسلّحين أبداً، ولن أفعل ذلك الآن، ولا يوجد حلّ إلّا بوضع حدّ لذلك."

يضيف: "كان هناك رجل على الأرض على يديه وركبتيه محاولاً جمع حبات المعكرونة واحدة تلو الأخرى، وكان مدنيّاً وغير مسلّح، ولا يشكّل تهديداً، حين رشّه أحد موظّفي الشركة بعلبة كاملة من رذاذ الفلفل على وجهه، وهو أمر قاتل". وفي حالة أخرى كان واقفاً قرب امرأة فلسطينية حين ألقى عليها أحدهم قنبلة صوتية أصابتها وانهارت وسقطت على الأرض. في تلك اللحظة أدركت أنّني لا أستطيع الاستمرار".

كما أصر الشاهد على أنّ المقاولين الأميركيين كانوا يطلقون الذخيرة الحية على الفلسطينيين بعد أن جمعوا طعامهم. 

وكان الجنود الإسرائيليّون قد أكّدوا صحّة هذه التقارير وقال بعضهم لمراسلي صحيفة "هآرتس" في الشهر الماضي، إنّهم تلقّوا أوامر بإطلاق النار على المدنيين العزل في المواقع حتّى عندما لم يكن هناك أيّ تهديد. كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخّراً أنّ جنود "الجيش" الإسرائيلي أطلقوا النار على حشد من الفلسطينيين يحملون أعلاماً بيضاء، لأنّّهم عبروا "الخط الأحمر".

ويعمل المتعاقدون الأميركيون وكثير منهم كانوا جنوداً في الجيش الأميركي سابقاً في غزّة منذ نيسان/أبريل. ويُشاع أنّ كلّ موظّف يتقاضى 1500 دولار في اليوم مقابل العمل. قد لا يكون ذلك كافياً لتحمّل ما يشهدونه. ومع تقدّم المزيد للإدلاء بشهاداتهم، قد يتبيّن أنّ الحكومة الإسرائيلية ارتكبت خطأ كبيراً عندما اعتقدت أنّ إضفاء طابع أميركي على خطّتها الغذائية الوحشية في غزة سيكون مفيداً، لأنّ هؤلاء الأجانب قد يسهمون في نهاية المطاف في إسقاط هذه الخطّة بالكامل.

نقله إلى العربية: حسين قطايا.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.