"Responsible Statecraft": مرحباً بكم في حرب العراق 2.0

مرحباً بكم في حرب العراق 2.0، لكن الهجوم الإسرائيلي غير المبرر على إيران قد يكون أكثر كارثية بكثير.

0:00
  • قصف إسرائيلي استهدف شقق سكنية في إيران
    قصف إسرائيلي استهدف شققاً سكنية في إيران

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر مقالاً يشبّه الحرب الإسرائيلية- الأميركية على إيران بحرب العراق عام 2003، ويعدّها حرباً غير مشروعة قد تؤدي إلى كارثة أكبر من كارثة العراق.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

كما هي الحال في كل شيء في الشرق الأوسط، قد تبدو الحرب الأميركية- الإسرائيلية على إيران معقدة. لكنها ليست كذلك. فالهجوم الإسرائيلي غير المبرر على إيران يُشبه حرب العراق الثانية عام 2003، إلا أنه قد يكون أشد بكثير من الكارثة الحقيقية التي حلّت بالعراق.

ومثل حرب الرئيس جورج دبليو بوش على العراق عام 2003، فإن الحرب على إيران هي حرب عدوانية أحادية الجانب، غير مشروعة، هجومية، وغير مبررة، تهدف إلى تغيير النظام، ويُروّج لها للعامة بناءً على أكاذيب حول أسلحة دمار شامل غير موجودة.

وكما كذبت إدارة بوش ونائبه ديك تشيني بشأن تهديد زائف بـ"سحب الفطر" العراقية، يكذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهديد نووي من إيران التي لا تملك أسلحة نووية، وكانت في مفاوضات لتجنب الحصول عليها.

هذه المرة، الأكاذيب أشدّ بشاعةً لأن نتنياهو يُسلّح ذكرى المحرقة النازية وستة ملايين يهودي قتيل (من بينهم بعض أفراد عائلتي)، بمحاولة تخويف الناس بالحديث عن "محرقة نووية" و"لن يتكرر هذا أبداً".

"إسرائيل" هي الدولة التي تمتلك أسلحة نووية، إلى جانب الولايات المتحدة. إيران لا تمتلك أي أسلحة نووية. الإيرانيون هم الوحيدون المعرضون الآن لخطر محرقة نووية.

على الرغم من وعد دونالد ترامب ليلة الانتخابات بعدم "بدء الحروب" و"وقف الحروب"، فإن الولايات المتحدة تخوض بالفعل حرباً عراقية ثانية من خلال الدفاع عن "إسرائيل" عسكرياً، وتسليحها، وتبادل المعلومات الاستخبارية معها، وفشلها في إيقافها رغم علمها المسبق بالحرب.

وصف الرئيس ترامب هجمات "إسرائيل" بأنها "ممتازة" الأسبوع الماضي، وقال مؤخراً إنّ الجيش الأميركي "قد يتدخل". وفي إشارة إلى إيران، قال ترامب لشبكة "ABC News": "هناك المزيد قادم، أكثر بكثير".

لقد سئم الناس من الحروب الأميركية التي لا تنتهي، وسئموا أيضاً من الحروب الإسرائيلية التي لا تنتهي.

بصفته الراعي الرئيسي لـ "إسرائيل"، يمتلك ترامب القدرة على وقف حرب العراق الثانية بقطع جميع الأسلحة والمساعدات، بما في ذلك الدفاع الصاروخي وتبادل المعلومات الاستخبارية. إذا لم يفعل ترامب هذه الأمور، يبدو أنّ الحرب ستتصاعد أكثر. وقد وعد نتنياهو بـ"أسابيع" أخرى من القتال. كل يوم يمر يحمل معه فرصاً جديدة للجيش الأميركي للانخراط أكثر في الحرب، كما كان يأمل نتنياهو منذ فترة طويلة. كيف سيرد ترامب إذا تسبب صاروخ إيراني، ولو عن طريق الخطأ، في مقتل جنود أميركيين في المنطقة؟ إن خطر اندلاع حرب إقليمية أو حتى عالمية أوسع نطاقاً حقيقي بالقدر نفسه.

وقد تكون العواقب على المدى الطويل كارثية بالقدر نفسه بطرق لا يمكن التنبؤ بها. بدأت حرب بوش وتشيني عام 2003 بهجمات "الصدمة والرعب" المماثلة التي سرعان ما أطاحت نظام صدام حسين، لتولّد تمرداً عنيفاً للغاية وحرباً أهلية، ومنظمة مسلّحة أصبحت فيما بعد تنظيم "داعش".

لن يُعرف أبداً إجمالي عدد القتلى في العراق (وحده)، ولكن يُقدَّر بشكل متحفظ بنحو 1.2 مليون شخص قُتلوا لأسباب مباشرة وغير مباشرة. وقد شردت الحرب ما يُقدَّر بنحو 9.2 مليون عراقي. ومن المؤكد أنّ الإصابات تصل إلى الملايين. وتصل تكلفة 20 عاماً من القتال في العراق وضد تنظيم "داعش" في سوريا على دافعي الضرائب الأميركيين إلى ما يقرب من 3 تريليونات دولار.

لقد قُتل الكثيرون بالفعل في إيران و"إسرائيل" بفضل حرب الحكومة الإسرائيلية غير المبررة. فكم من الإيرانيين والإسرائيليين، وربما الأميركيين قريباً، يجب أن يموتوا قبل أن يوقف ترامب حرب العراق الثانية (كما يطلب القادة الإيرانيون أيضاً)؟ كم من أموال دافعي الضرائب يجب إهدارها، بالإضافة إلى عشرات (وربما مئات) الملايين من الدولارات التي أنفقها الجيش الأميركي بالتأكيد حتى الآن؟

لطالما حلم نتنياهو ومُحبو الحرب من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة برؤية القوات الأميركية تزحف نحو طهران. لا يمكننا أن نجازف بأن تصبح الحرب الأميركية- الإسرائيلية على إيران بمنزلة تكملة كاملة لحرب العراق التي زعم ترامب منذ فترة طويلة أنه يعارضها.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.