"فورين بوليسي": ما وراء الاحتجاجات الجارفة لجيل "Z" في أفريقيا؟

جيل "Z" يقود احتجاجات ضد السلطات الحاكمة في المغرب ومدغشقر، وكذلك في إندونيسيا وكينيا ونيبال وبيرو والفلبين. فهل ستستمر هذه الموجة من الاحتجاجات الشبابية في الانتشار داخل أفريقيا؟

0:00
  • "فورين بوليسي": ما وراء الاحتجاجات الجارفة لجيل "Z" في أفريقيا؟

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً يتناول موجة الاحتجاجات الشبابية في المغرب ومدغشقر ضمن سياق أوسع من الاضطرابات العالمية التي يقودها جيل "Z"، والذي يعبّر عن خيبة أمله من النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

تستمر الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع في المغرب ومدغشقر، حيث ينزل الشباب الخائبون من النخب الحاكمة إلى الشوارع. تأتي هذه الاضطرابات في خضمّ موجة عالمية من الاضطرابات التي قادها جيل "Z" هذا العام في إندونيسيا وكينيا ونيبال وبيرو والفلبين.

في المغرب، امتدت التظاهرات إلى أكثر من اثنتي عشرة مدينة، مسجّلةً بذلك أوسع اضطرابات تشهدها البلاد منذ "الربيع العربي" عام 2011. يتهم المغاربة حكومتهم بإهمال الخدمات العامّة بينما تستثمر 5 مليارات دولار في البنية التحتية لكأس العالم لكرة القدم 2030، الذي يستضيفه المغرب بالاشتراك مع البرتغال وإسبانيا.

تحت شعار "جيل Z 212"، المسمّى على اسم رمز الهاتف الدولي للمغرب، يدعو المتظاهرون الملك محمد السادس إلى إقالة الحكومة، والتحقيق في الفساد، وتحسين فرص العمل.

اندلعت الاحتجاجات الشهر الماضي بعد وفاة عدة نساء في إثر خضوعهنّ لعمليات قيصرية في مستشفى بمدينة أكادير جنوب غرب البلاد، وهو ما اعتبره الكثير من المغاربة رمزاً لضعف نظام الرعاية الصحية في البلاد. وقد تحوّل هذا الإحباط إلى غضب أوسع نطاقاً إزاء الاقتصاد ونقص فرص العمل.

على مدار العقد الماضي، ازداد عدد السكان في سن العمل في المغرب بأكثر من 10%، بينما لم يرتفع معدّل التوظيف إلا بنسبة 1.5%، وفقاً للبنك الدولي. وبلغ معدّل بطالة الشباب في المغرب ما يقرب من 40% العام الماضي.

يُمثّل نقص فرص العمل مشكلة متنامية في جميع أنحاء أفريقيا. فوفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي هذا الأسبوع، لا تتجاوز نسبة الوظائف الثابتة 24% من إجمالي الوظائف في المنطقة. وفي استطلاع أجرته مؤسسة "أفروبارومتر" في شباط/فبراير 2024، قال أكثر من نصف المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 35 عاماً أو أقل إنهم فكّروا في الهجرة بحثاً عن عمل.

حتى الآن، قُتل ثلاثة أشخاص على يد قوات الشرطة بعد أن اقتحم متظاهرون مركزاً أمنياً، كما أُلقي القبض على أكثر من 1000 شخص.

حاولت الحكومة تهدئة الوضع، معلنةً تعيين أكثر من 500 طبيب. لكن رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش، الذي ينحدر من إحدى أغنى العائلات المغربية، بثروة صافية تُقدّر بـ 1.6 مليار دولار، لم يُبدِ أيّ إشارة على نيته الاستقالة.

وفي أماكن أخرى من أفريقيا، تجاهل الرئيس الملغاشي أندري راجولينا دعوات مماثلة للتنحّي، وأعلن بدلاً من ذلك حلّ الحكومة الأسبوع الماضي. تصاعدت الاضطرابات في مدغشقر عقب مقتل 22 شخصاً على الأقل في احتجاجات بدأت في 25 أيلول/سبتمبر رفضاً لانقطاع التيار الكهربائي المتكرّر ونقص المياه.

يعيش ثلثا سكان مدغشقر في فقر مدقع. وتواجه البلاد، التي تنتج 80% من الفانيليا في العالم، رسوماً جمركية أميركية مرتفعة في ظل إدارة ترامب. وقد أدى انتهاء العمل بقانون النمو والفرص في أفريقيا، الذي سمح للبلاد بالوصول إلى السوق الأميركية معفاة من الرسوم الجمركية، إلى تعريض نحو 120 ألف وظيفة في مدغشقر للخطر.

يوم الإثنين، عيّن راجولينا الجنرال روفين فورتونات زافيسامبو رئيساً جديداً للوزراء، فيما اعتبره كثير من الملغاشيين محاولةً للتشبّث بالسلطة من خلال الدعم العسكري.

وأفادت صحيفة "مدغشقر تريبيون" أنّ "تعيين جندي رفيع المستوى كان غالباً خياراً للقادة الملغاشيين في أوقات التوتر السياسي، بهدف إبراز هذه الصورة من الحزم، وكذلك لمغازلة القوات المسلحة". وقد رفض المتظاهرون حواراً وطنياً كان من المقرّر عقده يوم الأربعاء، وأمهلوا راجولينا 48 ساعة للاستقالة أو مواجهة إضراب عامّ.

وقد تؤدّي الاضطرابات المطوّلة في المغرب ومدغشقر إلى تظاهرات إضافية لجيل "Z" في دول أفريقية أخرى. حذّرت شركة إدارة المخاطر "سولاس جلوبال" الأسبوع الماضي من أنّ "الإحباطات الاقتصادية، كالبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، تُشعر بها مناطق أخرى من القارة".

في غضون ذلك، أشارت شركة "بانجيا ريسك" إلى أنّ أوغندا قد تشهد اضطرابات أيضاً مع اعتزام الرئيس يويري موسيفيني، البالغ من العمر 81 عاماً، الترشّح لولاية سابعة في كانون الثاني/يناير.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.